ما هو هرمون الحليب

ما هو هرمون الحليب

يُعرَف هرمون الحليب البرولاكتين (Prolactin) على أنّه البروتين الذي تنتجه الغدة النخاميّة في الثدييات، والذي يساعد على إفراز الحليب في الغدد الثديية، كما ويمتلك هذا الهرمون العديد من الوظائف التي تساعد على رعاية النسل، وبالتالي أُطلق عليه هرمون الأبوة والأمومة (parenting)، كما يُعرف بأنّه الجزيء البروتينيّ الذي يتم تصنيعه ويفرز من قبل غدة لاكتوتروفس (lactotrophs) التي تشكّل 20% من الغدّة النخامية الأمامية.

نسبة هرمون البرولاكتين الطبيعية

يوجد نسبة طبيعية لهرمون الحليب لحدوث الحمل، إلا أن ارتفاع مستواه عن هذه النسبة يسبب مشكلات أو توقف المبايض عن القيام بالإباضة، وتعارض في صنع هرمون الإستروجين، مسببًا عدم انتظام أو انقطاع الدورة الشهرية وصعوبة الحمل.

وكذلك فإن انخفاض مستوى هرمون الحليب عن هذه النسبة الطبيعية يسبب خللًا في وظيفة المبايض وعدم القدرة على تقديم الرضاعة الطبيعية.

وخلال الحمل يرتفع مستوى هرمون الحليب بنسبة 10 إلى 20 ضعف، ويبقى مرتفعًا بعد الولادة في حال القيام بالرضاعة الطبيعية ليعود إلى مستواه ما قبل الحمل بعد عدة أشهر حتى في حال استمرار الرضاعة الطبيعية.

أما في حال عدم القيام بالرضاعة الطبيعية يعود مستوى هرمون الحليب بعد الولادة إلى نسبة ما قبل الحمل.

وتتراوح نسبة هرمون الحليب الطبيعي لحدوث الحمل عند النساء غير الحوامل بين إلى 23 ميكروغرام/ لتر.

بينما ترتفع هذه النسبة لتتراوح ما بين 34 إلى 386 ميكروغرام/ لتر عند الحوامل، وترتفع بعد الولادة لتحفز الجسم على إنتاج الحليب للرضاعة الطبيعية.

ارتفاع هرمون الحليب عند البنات

تتعدّد الأسباب وراء ارتفاع هرمون الحليب أو ما يُعرَف بالبرولاكتين عند الإناث، ومن هذه الأسباب الآتية:

قصور الغدة الدرقية: يساهم انخفاض إفراز الغدّة الدرقية لهرموناتها في زيادة إفراز هرمون مطلق لموجهة الدرقية (Hypothalamic thyrotropin-releasing hormone)، الذي يعمل بدوره على تحفيزإفراز هرمون الحليب، بالإضافة إلى تثبيط التخلص من هرمون الحليب خارج الجسم.

ورم الغدة النخامية: تُعدّ أورام الغدّة النخاميّة المفرزة لهرمون البرولاكتين أحد أنواع أورام الغدّة النخاميّة الشائعة، والمتمثلة بفرط إنتاج الهرمون من الغدّة ممّا يؤدي إلى ارتفاع مستواه في الدم، كما قد يؤثر ورم الغدّة النخاميّة في نقل مركّب الدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine) ما بين منطقة تحت المهاد (Hypothalamus) والغدّة النخامية، إذ يعمل على زيادة مستوى هرمون البرولاكتين في الدم عن طريق منع تثبيط إفراز هرمون البرولاكتين الطبيعي.

أسباب أخرى: ومن الأسباب الأخرى التي قد تؤدي إلى ارتفاع هرمون الحليب في الدم، ما يأتي:

• تشمّع الكبد (Cirrhosis).
• الفشل الكلويّ.
• بعض الأدوية: قد تساهم بعض الأدوية في رفع مستوى هرمون البرولاكتين، ومن هذه الأدوية ما يأتي:

1. بعض أنواع مضادات الاكتئاب (Antidepressants).
2. مضادّات الذهان (Antipsychotics).
3. أدوية الضغط.
4. الأدوية المضادّة للغثيان.
5. حاصرات مستقبل الهستامين 2 (H2 blockers).
6. الإستروجين.

هل ارتفاع هرمون الحليب خطير

يسمى ارتفاع هرمون الحليب في الدم بحالة فرط هرمون الحليب، ويمكن أن يؤثّر على الرجال والنساء، ويُعدّ ارتفاع هرمون الحليب في الدم طبيعيًّا في أوقات الحمل والرضاعة، وقد يرتفع أيضًا نتيجة للأدوية أو الأمراض، في حين يُعدّ ارتفاع هرمون الحليب في الدم دون مبرّر خطرًا، ويمكن أن يؤدّي إلى عدم انتظام الحيض لدى المرأة، وضعف الانتصاب والعقم لدى الرجال، بالإضافة إلى عديد من التعقيدات الأخرى التي قد تحدث بسبب ارتفاع هرمون الحليب.

أعراض ارتفاع هرمون الحليب

يصاحب ارتفاع مستوى هرمون الحليب لدى النساء عدد من الأعراض والعلامات، نبيّن بعضاً منها في ما يأتي:

• اضطرابات في الدورة الشهرية؛ وتتمثل بندرة الدورة الشهريّة، أو غيابها بشكلٍ نهائيّ.
• خروج افرازات بيضاء من حلمة الثدي على الرغم من عدم وجود حمل أو ارضاع.
• حدوث جفاف في المهبل؛ ممّا يؤدي إلى الشعور بألم أثناء العلاقة الجنسية.
• فقدان الرغبة الجنسية.
• زيادة نمو شعر الوجه والجسم.
• ظهور الحبوب على الوجه.
• انخفاض كثافة العظام.
• الصداع.
• اضطرابات الرؤية.
• الإصابة بالعقم.
• الشعور بألم في الثدي.
• قصور الغدد التناسلية (بالإنجليزية: Hypogonadism)، وتأخر البلوغ لدى الفتيات الصغار.

هرمون الحليب والحمل

يؤدّي ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء إلى العديد من المشاكل الشائعة المتعلّقة بالحمل، واضطرابات الطمث، واضطرابات التبويض؛ لأنّ زيادة هرمون الحليب تؤدّي إلى نقص هرمون البروجيستيرون، وبالتالي التأثير على الإخصاب لدى النساء.

هرمون البرولاكتين عند الرجال

إن ارتفاع مستوى البرولاكتين عند الذكور يسبب بعض الأمور، ومنها:

• ضعف في القدرة والرغبة الجنسيّة.
• زيادة في حجم الثدي، وإفراز الحليب في بعض الأحيان.
• قلّة وضعف إنتاج الخصيتين للحيوانات المنوية، بسبب خلل في عمل الغدة النخامية الناجم عن تضخّمها.