ديني

ما هي الشفاعة

الشفاعة في الدنيا

فإن شفاعة النبي في الدنيا قد انتهتْ بموته صلى الله عليه وسلم وهذا ما فهمه خيرُ القرون؛ فقد روى البخاري عن أنس: أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان إذا قحطوا، استسقوا بالعباس بن عبدالمطلب، فقال: “اللهم إنا كنَّا نتوسَّل إليك بنبيِّنا فتسقينا، وإنا نتوسَّل إليك بعمِّ نبيِّنا فاسقنا، قال: فَيُسْقَون”، (قحطوا): أصابهم القحطُ، وهو الجَدْب وقلة المطر، (نتوسَّل): نتشفَّع، ونتقرَّب ونطلب السُّقيا.

ولو جاز الاستشفاع بالنبي بعد موته صلى الله عليه وسلم لما عدل عن ذلك عمر رضي الله عنه وبمحضر من الصحابة رضي الله عنهم ولَم ينكر عليه أحدٌ، والذي ذكرتَهُ لا أصل له، ولا يمكن حدوثه.

الشفاعة عند الشيعة

الشفاعة هي عقيدة إسلامية يدلل على ثبوتها العديد من آيات الكتاب والأحاديث المروية عن المعصومين الأربعة عشر و يتفق عليها علماء الإسلام إلا أنّهم اختلفوا في بعض شروطها و مصاديقها.

شروط الشفاعة

للشفاعة شروط منها:

1- الشافع لابد أن يكون مأذون له من الله في أن يتشفع في الناس يقول تعالى:

{ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ (255)} البقرة

2 – لا بد للمأذون لهم في الشفاعات في الناس أن يستأذنوا في الشفاعة أي يطلبوا الأذن من الله في الشفاعة للناس قبل أن يتشفعوا قال تعالى:

{وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ (23)}

3 – أن يكون المشفع فيه قد نال رضا الله بأن يشفع فيه

{وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنْ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ(28)} الأنبياء

ما حقيقة الشفاعة

حقيقة الشفاعة عند المسلمين

بعيداً عن الأصطلاحات اللغوية نتحدث قليلاً عن الشفاعة في الإسلام وبصورة مختصرة تعتبر الشفاعة باب من أبواب رحمة الله وهي نوع من الضراعة والتوسل والدعاء قد أستحقها أشخاص هم أهل لذلك تكريماً واظهار لعلو شأنهم ومقامهم ؛ وهذه الشفاعة تكون مقرونة بمن أذن الله له الشفاعة كما وضح الله ذلك في قوله {من ذا الذي يشفع عنده إلاّ بإذنه} (البقرة/255..
وهذه الشفاعة هي دعاء الرسول وطلبه من الله غفرانَ ذنوب عباده، إذا كانوا أهلا لها. إذ يرجع طلب الشفاعة من الشفيع إلى طلب الدعاء منه لتلك الغاية،ولهذا يكاد يجمع علماء المسلمين على وجود الشفاعة وأنها تنال المؤمنين..لكن بعضهم ناقش في سعة المفهوم وضيقه، ففيما يجمع أغلب أئمة الفرق والمذاهب الاِسلامية على أنّ الشفاعة تنفع في دفع الضرر والعذاب؛ وان الرسول الاقدس يكون شفيعاً للمذنبين حين تشتد الخطوب ويشتد البلاء بالناس في الموقف العظيم ويطول عليهم زمن وقوفهم مع ما يعانونه من هول ذلك اليوم يكون النبي صلوات الله عليه واله وسلم الشفيع لامته وهو القائل عليه الصلاة والسلام (لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا) اذن فالشفاعة من المسائل الواضحة والتي ذكرت في القرآن الكريم، يدل على ثبوتها العديد من آيات الكتاب (يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً﴾ والأحاديث المروية عن النبي والمعصومين عليهم السلام،وعن سول الله(“إني أشفَّع يوم القيامة فأشفع، ويشفَّع علي فيشفع ويشفَّع أهل بيتي فيشفعون”) وهنا يمكننا القول لافرق في شفاعة اولياء الله في الحياة وبعد الممات فهي كرامة قد استحقوها وتصديقاً لماقلناه ماذكر في المحاضرة {14} من بحث : ( ما قبل المهد إلى ما بعد اللحد )للباحث والمحقق الصرخي الحسني أن (زيارة_قبر_النبي لها خصوصية الشفاعة
حاشية ابن حجر الهيثمي ، قال الحافظ ابن حجر الهيثمي : روى البزار والدار قطني بإسنادهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( قال رسول الله “صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم” : من زار قبري وجبت له شفاعتي) ورواه الدارقطني أيضًا والطبراني وابن السبكي وصححه بلفظ ( منْ جَاءَنِي زَائِرًا لا تحمِلهُ حَاجَةٌ إِلّا زِيَارَتِي، كَانَ حَقًّا عَلَيَّ أَنْ أَكُونَ لَهُ شَفِيعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ).
أقول : يعني زيارة نفس المكان، نفس القبر، نفس النبي “صلّى الله عليه وآله وسلم” زيارة نفس القبر فيه خصوصية وينال الزائر الشفاعة ، ويضاف لهذه زيارة الصحابة ، كثرة العبادة ، المسجد ، اعتكاف المسجد ، فلا يضر قصده في حصول الشفاعة له .)..
نعم فالشفاعة بمفهومها الصحيح هي بناء للفرد والمجتمع لما لها من آثار تربوية من شأنه بعث الأمل في نفوس العصاة وأفئدة المذنبين يدفعهم الى العودةعن سلوكهم المنحرف وأعادة النظر في منهج حياتهم ؛ ان فهي وسيلة لتحقيق غاية مهمة وهي تربية الافراد واعادة العاصين لجادة الصواب ؛ لذا نرى الابعاد الكبيرة التي شملت لطف وعطف الرسول واهل بيته لآمته لهذه الشفاعة لانها ليست فوضوية وانما تشمل من يستحقها بمعنى ان معاصيه لم تبلغ الحد الذي تنقطع فيه العلاقة نهائيا بين العاصي والشفيع وعليه فالشفاعة تعتبر بمثابة تحذير للمذنبين من ان يهدموا كافة الجسور من خلفهم ولا يتركوا طريقا للعودة لكيلا يفقدوا صلاحية الشفاعة فهي من رحمة الله تعالى علينا وانعامه التي لاتعد ولاتحصى .

الشفاعة المنفية

الشفاعة المنفية في القرآن، كقوله تعالى{وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ} ‏[‏البقرة‏]‏، وقوله تعالى‏:‏ ‏{وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ}‏[‏البقرة‏:]‏، وقوله{مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ}‏[‏البقرة]‏، وقوله{فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ} ‏[‏الشعراء‏‏]‏، وقوله{مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} ‏[‏غافر‏]‏، وقوله‏:‏ {يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ} ‏[‏الأعراف‏]‏، وأمثال ذلك‏.‏ واحتج بكثير منه الخوارج والمعتزلة على منع الشفاعة لأهل الكبائر؛ إذ منعوا أن يشفع لمن يستحق العذاب، أو أن يخرج من النار من يدخلها، ولم ينفوا الشفاعة لأهل الثواب في زيادة الثواب‏.‏ ومذهب سلف الأمة وأئمتها وسائر أهل السنة والجماعة‏:‏ إثبات الشفاعة لأهل الكبائر، والقول بأنه يخرج من النار مَنْ في قلبه مثقال ذرة من إيمان‏.‏

تعريف الشفاعة لغة

الشّفاعة لغةً مصدرها شَفع، والشفع ضدّ الوتر وخلافه، ففيها يصبح الواحد اثنين، أي يصير الوتر شفعًا، والثلاثة أربعًا،وهلّم جرّا،

أحاديث الشفاعة

  • عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ دَعْوَةٌ مُسْتَجَابَةٌ، فَتَعَجَّلَ كُلُّ نَبِيٍّ دَعْوَتَهُ، وَإِنِّي اخْتَبَأْتُ دَعْوَتِي شَفَاعَةً لِأُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَهِيَ نَائِلَةٌ إِنْ شَاءَ اللهُ مَنْ مَاتَ مِنْ أُمَّتِي لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا».
  • مُتْفَقٌ عَلَيْهِ.وَلِلبُخَارِي عَنْ ابْنَ عُمَرَ رضي الله عنه، قَالَ: «إِنَّ النَّاسَ يَصِيرُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ جُثًا، كُلُّ أُمَّةٍ تَتْبَعُ نَبِيَّهَا يَقُولُونَ: يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، يَا فُلاَنُ اشْفَعْ، حَتَّى تَنْتَهِيَ الشَّفَاعَةُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَلِكَ يَوْمَ يَبْعَثُهُ اللهُ المَقَامَ المَحْمُودَ».
  •  وَعَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ». مُتفَقٌ عَلَيْهِ.

منهم أصحاب الشفاعة يوم القيامة

اصحاب الشفاعه او من يكون لهم حق الشفاعة :-
1- القرآن: للحديث: ((اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه))
2- الشهيد: للحديث: ((يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته))
3- الأنبياء والعلماء: للحديث: ((يشفع يوم القيامة ثلاثة: الأنبياء ثم العلماء ثم الشهداء((
4- المؤمنون: للحديث: ((إن من أمتي من يشفع للفئام (الجماعة من الناس) ومنهم من يشفع للقبيلة، ومنهم من يشفع للعصبة، ومنهم من يشفع للرجل حتى يدخلوا الجنة))

5 – الأبناء لأبائهم: للحديث: ((إن رجلا كان يأتي رسول الله ومعه ابن له ففقده النبي فقال: ما فعل ابن فلان، قالوا: يا رسول الله مات، فقال النبي لأبيه: أما تحب أن لا تأتي بابا من أبواب الجنة إلا وجدته ينتظرك فقال رجل: يا رسول الله أله خاصة، أو لكلنا؟ قال: بل لكلكم))
أو بسبب دعائهم للحديث: ((إن الله عز وجل ليرفع الدرجة للعبد الصالح في الجنة فيقول: يا رب أنى لي هذه، فيقال: باستغفار ولدك لك))
6- الصيام: للحديث: ((الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول: الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان))
7- شفاعة المصلين على الميت: للحديث: ((ما من ميت يصلي عليه أمة من المسلمين يبلغون مائة كلهم يشفعون له إلا شفعوا فيه))

السابق
دواء فيتامين د شوكولاته قابلة للمضغ – Chewable Chocolate Vitamin D
التالي
دواء شامبكس – Champix تستخدم في الإقلاع عن التدخين.

اترك تعليقاً