القرآن الكريم

متى نزلت سورة الفاتحة

فضل سورة الفاتحة

وردت العديد من الفضائل والمميزات لسورة الفاتحة، وفيما يأتي بيانٌ لبعضٍ منها:

  • أفضل وأعظم سورةٍ وردت في القرآن الكريم، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ، قالَ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ)، كما لم يرد أفضل منها في الكتب السماوية، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (والذي نفْسي بيَدِه، ما أُنزِلَ في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبورِ، ولا في الفُرقانِ مِثلُها).
  • لسورة الفاتحة ميزةٌ مهمةٌ؛ إذ إنّها تشتمل على معاني القرآن بشكلٍ عامٍ فيما يتعلق بالتوحيد والأحكام وأحكام الجزاء، ولذلك سُميّت بأمّ القرآن وأمّ الكتاب كما ورد عن النبي- صلّى الله عليه وسلّم-، وفي العادة يقال إنّ للشيء أُمّاً إن كان له مرجعاً يرجع إليه، وعلامةً تُقصد ويُتّجه إليها، ولذلك فقد أوجب الله قراءتها في الصلاة.
  • فرض الله على كلّ مسلمٍ قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، وجُعلت ركناً من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، يكرّرها العبد على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقاً لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ) وقال رسول الله: (كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صَلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خداجٌ) ويُقصد بلفظ خِداج الفساد.
  • قراءة سورة الفاتحة في الصلاة تتحقّق فيها المناجاة بين العبد وربه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحديث القدسي: (قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي، وإذا قالَ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: {مالِكِ يَومِ الدِّينِ}، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: {اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ} قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).

فإذا قال العبد: (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) قال الله: “حمدني عبدي”، وحين يقول العبد: (الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ) يأتيه الجواب من الله: أن “أثنى عليّ عبدي”، وأثنى: أي كرّر الحمد مرةً ثانيةً، فالحمد وصفٌ بالكمال والإفضال، مع المحبة والتعظيم، وبقول: (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)يقول الله: “مجّدني عبدي”، ممّا يدل على العظمة والملك، وحين يقرأ العبد: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) يقول الله تعالى: “هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل”، وكان لا بدّ للعبد من الاستعانة ليتقوّى بها على العبادة المطلوبة منه لله تعالى، ولذلك قُدّمت الاستعانة على العبادة، وتجدر الإشارة إلى أنّ العبادة لا يمكن أن تكون من العبد إلّا لله وحده، أمّا الاستعانة فيمكن أن يطلبها العبد من العبد، وإذا قال العبد: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) قال الله تعالى: “هذا لعبدي ولعبدي ما سأل”، وعلى المصلّي أن يستحضر المعاني السابقة؛ ليحقّق الصلة بينه وبين ربه.

  • سورة الفاتحة رقيةٌ للمريض، وفيها شفاءٌ للناس، ودليل ذلك إقرار النبي -عليه الصلاة والسلام- لجماعةٍ من الصحابة الرقية بالفاتحة، إلّا أنّ الرقية بها لا تنفع إلّا بتحقّق عددٍ من الشروط الواجب أخذها بعين الاعتبار، ودليل ما سبق ما رواه الإمام البخاري في صحيحه عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال: (أنَّ نَاساً مِن أصْحَابِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أتَوْا علَى حَيٍّ مِن أحْيَاءِ العَرَبِ فَلَمْ يَقْرُوهُمْ، فَبيْنَما هُمْ كَذلكَ، إذْ لُدِغَ سَيِّدُ أُولَئِكَ، فَقالوا: هلْ معكُمْ مِن دَوَاءٍ أوْ رَاقٍ؟ فَقالوا: إنَّكُمْ لَمْ تَقْرُونَا، ولَا نَفْعَلُ حتَّى تَجْعَلُوا لَنَا جُعْلاً، فَجَعَلُوا لهمْ قَطِيعاً مِنَ الشَّاءِ، فَجَعَلَ يَقْرَأُ بأُمِّ القُرْآنِ، ويَجْمَعُ بُزَاقَهُ ويَتْفِلُ، فَبَرَأَ فأتَوْا بالشَّاءِ، فَقالوا: لا نَأْخُذُهُ حتَّى نَسْأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَسَأَلُوهُ فَضَحِكَ وقالَ: وما أدْرَاكَ أنَّهَا رُقْيَةٌ، خُذُوهَا واضْرِبُوا لي بسَهْمٍ).
  • تشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء؛ بطلب الهداية إلى الصراط المستقيم، كما أنّها تشتمل على آداب الدعاء؛ بالحمد أولاً، ثمّ الثناء، ثمّ التمجيد، وإفراد العبودية لله، والاستعانة به دون سواه، قال الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (إذا صلَّى أحدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِتَحْمِيدِ اللهِ والثَّناءِ عليهِ ثُمَّ لَيُصَلِّ على النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثُمَّ لَيَدْعُ بَعْدُ بِما شاءَ).

أسماء سورة الفاتحة

تكثُر أسماء هذه السورة لعظمتها وشرفها، فذكر العلماء العديد من الأسماء لسورة الفاتحة التي تدلّ على معانيها وعلى فوائدها، وقد تجاوز عددها العشرين اسماً تقريباً، ومن هذه الأسماء:

  • فاتحة الكتاب: قيل إنّ سبب تسميتها بهذا الاسم لافتتاح المصاحف بها، وكذلك افتتاح القراءة في الصلاة بها.
  • السبع المثاني: نسبة إلى عدد آياتها السبع، وكل آية تعدل قراءتها قراءة القرآن الكريم كاملاً، فتكون قراءتها بذلك تعدل قراءة القرآن الكريم سبع مرات، أمّا المثاني لأنّ نصفها ثناء على الله تعالى ونصفها الآخر عطاء من الله تعالى لعبده، وقيل أيضاً لأنها مُستثناة من سائر الكتب، فلم ينزل مثلها في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، وهناك العديد من الأقوال في تسميتها بهذا الاسم.
  • أمُّ الكتاب وأمّ القرآن: لأنّها أصل القرآن الكريم، وتضمّنها أحكاماً، وعلوماً، وأغراض القرآن الكريم، ولأنها مُحكمة، ولتقدمها وتأخر باقي السور بعدها.
  • القرآن العظيم: وسبب تسميتها بالقرآن العظيم لاشتمالها على المعاني الموجودة في القرآن الكريم.
  • سورة الحمد: وذلك لافتتاحها بحمد الله تعالى. الوافية: وذلك استيفائها لمعاني القرآن الكريم كلها.
  • الكافية: لأنّ قراءتها في الصلاة تكفي عن قراءة غيرها من السور، بينما غيرها لا يكفي ولا يُغني عنها.
  • الأساس: لأنّها أوّل سورة في القرآن الكريم وهي أصله.
  • الرُقية: لأنّها تُقرأ في الرُقية الشرعية.
  • الشفاء: فهي الشفاء من كلّ داء بإذن الله عز وجل.
  • الصّلاة: لما ورد في الحديث القدسيّ حيث قال اللّهُ عزّ وجلّ: (قسَّمتُ الصَّلاةَ بيني وبينَ عبدي شَطرينِ فنصفُها لي ونصفُها لعبدي ولعبدي ما سألَ قالَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ اقرءوا يقولُ العبدُ: {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} فيقولُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ حمِدَني عبدي ولعبدي ما سألَ فيقولُ: {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} فيقولُ أثنى عليَّ عبدي ولعبدي ما سألَ يقولُ: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} فيقولُ اللَّهُ مجَّدني عبدي فهذا لي وهذهِ الآيةُ بيني وبينَ عبدي نصفينِ يقولُ العبدُ: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}-يعني فهذهِ بيني وبينَ عبدي- ولعبدي ما سألَ وآخرُ السُّورةِ لعبدي يقولُ العبدُ: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} فهذا لعبدي ولعبدي ما سألَ)، كما تسمى أيضاً بالشافية، والنور، والشكر.

تفسير سورة الفاتحة

مقاصد سورة الفاتحة

مقاصد السورة وأهدافها

قال البقاعي ما حاصله: “إن سورة الفاتحة جامعة لجميع ما في القرآن؛ فالآيات الثلاث الأُول شاملة لكل معنى تضمنته الأسماء الحسنى والصفات العلى، فكل ما في القرآن من ذلك فهو مفصل من جوامعها، والآيات الثلاث الأُخر من قوله: {اهْدِنَا} شاملة لكل ما يحيط بأمر الخلق في الوصول إلى الله، والتحيز إلى رحمته، والانقطاع دون ذلك، فكل ما في القرآن فمن تفصيل جوامع هذه، وكل ما يكون وصلة بين ما ظاهره من الخلق ومبدؤه وقيامه من الحق فمفصل من آية {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5]”.

وذكر ابن القيم في مقدمة كتابه (مدارج السالكين) أن هذه السورة اشتملت على الرد على جميع طوائف أهل البدع والضلال، كما بينت منازل السائرين، ومقامات العارفين.. وبيان أنه لا يقوم غير هذه السورة مقامها، ولا يسد مسدها؛ ولذلك لم ينزل في التوراة، ولا في الإنجيل مثلها.

وهذه السورة على إيجازها -كما قال الشيخ السعدي- احتوت على ما لم تحتوِ عليه سورة من سور القرآن، فقد تضمنت أنواع التوحيد الثلاثة: توحيد الربوبية، يؤخذ من قوله: {رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الفاتحة من الآية:2]، وتوحيد الإلوهية، وهو إفراد الله بالعبادة، يؤخذ من لفظ: {اللَّهِ} [الفاتحة من الآية:1]، ومن قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} [الفاتحة من الآية:5]. وتوحيد الأسماء والصفات، وهو إثبات صفات الكمال لله تعالى، التي أثبتها لنفسه، وأثبتها له رسوله صلى الله عليه وسلم من غير تعطيل، ولا تمثيل، ولا تشبيه، وقد دل على ذلك لفظ {الْحَمْدُ} [الفاتحة من الآية:2].  وإثبات الجزاء على الأعمال في قوله: {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة:4]، وأن الجزاء يكون بالعدل؛ لأن {الدِّينِ} معناه الجزاء بالعدل.

وتضمنت إخلاص الدين لله تعالى، عبادة واستعانة في قوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5].  وتضمنت إثبات النبوة في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]؛ لأن ذلك ممتنع بدون الرسالة.  وتضمنت إثبات القدر، وأن العبد فاعل حقيقة، خلافا للقدرية والجبرية. بل تضمنت الرد على جميع أهل البدع والضلال في قوله: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة:6]؛ لأنه معرفة الحق والعمل به.

وكل مبتدع وضال فهو مخالف لذلك.  أما سيد قطب رحمه الله، فقد قال: “إن في هذه السورة من كليات العقيدة الإسلامية، وكليات التصور الإسلامي، وكليات المشاعر والتوجيهات، ما يشير إلى طرف من حكمة اختيارها للتكرار في كل ركعة، وحكمة بطلان كل صلاة لا تُذكر فيها”. وقد قال بعض أهل العلم: أنزل الله تعالى كتباً، وجمع هذه الكتب كلها في ثلاثة، هي: (الزبور، والتوراة، والإنجيل)، ثم جمع هذه الثلاثة في القرآن، وجمع القرآن في الفاتحة، وجمعت الفاتحة في {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة:5].

وعلى العموم، فقد حوت سورة الفاتحة معاني القرآن العظيم، واشتملت على مقاصده الأساسية، فهي تتناول أصول الدين وفروعه، العقيدة، والعبادة، والتشريع، والاعتقاد باليوم الآخر، والإيمان بصفات الله الحسنى، وإفراده بالعبادة، والاستعانة، والدعاء والتوجه إليه سبحانه بطلب الهداية إلى الدين الحق والصراط المستقيم، والتضرع إليه بالتثبيت على الإيمان، ونهج سبيل الصالحين، وتجنب طريق المغضوب عليهم والضالين، وفيها الإخبار عن قصص الأمم السابقين، والاطلاع على معارج السعداء، ومنازل الأشقياء، وفيها التعبد بأمر الله سبحانه ونهيه، وغير ذلك من مقاصد وأهداف، فهي كالأم بالنسبة لباقي السور الكريمة.

عدد آيات سورة الفاتحة

اتفق العلماء على أنّ عدد آيات سورة الفاتحة سبع آياتٍ، ولكن حصل الاختلاف حول الآية السابعة، فالبعض يعدُّ البسملة هي الآية الأولى واعتبر قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) آية واحدةً وهي السابعة، ومنهم من قسّمها إلى آيتين حيث إنّ قوله تعالى: (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ) هي الآية السابعة.

فوائد سورة الفاتحة

ليست لسورة الفاتحة فوائد وإنما لها أهمية كبيرة، وفضائل عديدة، فهي مفتاح الخير والسعادة في الدارين، ومن هذه الفضائل ما يأتي :

  • أعظم سورة في القرآن الكريم: اشتملت سورة الفاتحة على معانٍ عظيمةٍ، ودليل ذلك ما قاله رسول الله صلى الله عليم وسلم لأبي سعيد بن المعلي: (لأعلمنك سورةً هي أعظم السور في القرآن قبل أن تخرج من المسجد.. فقال.. الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته) [صحيح البخاري| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، فاجتمع فيها كل شيء، من الثناء والحمد لله سبحانه وتعالي، وبيان أن العبادة له والاستعانة به وحده، مع الإيمان بأنه الرحمن الرحيم، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، كما أنها الشفاء والرقية للمسلمين، وهي سورة لم يُنزل مثلها في أيّ من الكتب السماوية.
  • ركن من أركان الصلاة: فلا تجوز الصلاة دون قراءتها، لقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) [صحيح أبي داود| خلاصة حكم المحدث: صحيح].
  • السبع المثاني: وذلك لأن عدد آياتها سبعة، أما المثاني فاختلف تفسيرها، فمنهم من فسّرها بأنها تُثنّى، أي تُعاد كل ركعة، وفي رأيٍ آخر أنّ بها يُثنى على الله سبحانه، وقيل لأنها استثنيت للأمة الإسلامية في نزولها.
  • تجمع أنواع التوحيد: بالرغم من قصر سوة الفاتحة إلا أنها جمعت بين أنواع التوحيد الثلاثة، وهي: توحيد الألوهية، وتوحيد الربوبية، وتوحيد أسماء الله عزّ وجل وصفاته.
  • شفاء للقلوب وللجسد: لما جاء فيها من {اهدنا الصراط المستقيم}[الفاتحة: 6]، فسؤال الهداية يكون للتخلّص من الضلال، والضلال هو علّة القلب، أما شفاء الأبدان فذُكر ما يُستدل به من السنة النبوية، والتجربة، والطب البديل بتأثير سورة الفاتحة على الشفاء من الأسقام.
  • بها أنفع الدعاء: لما قال شيخ الإسلام ابن تيمية : (تأملت أنفع الدعاء ، فإذا هو سؤال العون على مرضاته ، ثم رأيته في الفاتحة في: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5]).
  • الرد على أهل الضلال: بيّنت سورة الفاتحة أن الصراط المستقيم يتضمن معرفة الحق وتفضيله على أي شيء آخر، بالإضافة إلى الدعوة إليه ومحاربة كل من يعاديه، وأظهرت أنّ الحق هو ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم وما عمل به وعلّمه للناس.

سبب نزول سورة البقرة

أما بالنسبة لسبب نزول سورة البقرة فلم يرد فيها سوى رواية واحدة ذهبت إلى صحتها أغلبية العلماء، والتي رويت عن مجاهد بأنه قال: “أربع آيات من أول هذه السورة نزلت في المؤمنين وآيتان بعدها نزلتا في الكافرين وثلاث عشرة بعدها نزلت في المنافقين”.

  • “إن الذين كفروا”، قال الضحاك :نزلت في أبي جهل وخمسة من أهل بيته وقال الكلبي: يعني اليهود.
  • “وإذا لقوا الذين آمنوا”، ما روي عن ابن عباس قال: “نزلت هذه الآية في عبد الله بن أُبيّ وأصحابه، وذلك أنهم خرجوا ذات يوم فاستقبلهم نفر من أصحاب رسول الله فقال: عبد الله بن أُبي فقال: مرحبا بالصدّيق سيد بني تيم وشيخ الإسلام وثاني رسول الله في الغار الباذل نفسه وماله، ثم أخذ بيد عمر فقال: مرحبا بسيد بني عدي بن كعب الفاروق القوي في دين الله الباذل نفسه وماله لرسول الله، ثم أخذ بيد على فقال: مرحباً بابن عم رسول الله وختنه سيد بني هاشم ما خلا رسول الله، ثم افترقوا فقال عبد الله: لأصحابه كيف رأيتموني فعلت فإذا رأيتموهم فافعلوا كما فعلت فأثنوا عليه خيراً، فرجع المسلمون إلى رسول الله بذلك فأنزل الله هذه الآية”.
السابق
كل سورة وفائدتها
التالي
عمل الفراخ بالكاري

اترك تعليقاً