اضرار

مخاطر الغازات على الإنسان والبيئة

تلوث الهواء

يعرف تلوّث الهواء على أنه وجود مواد غازية، أو سائلة، أو صلبة تؤدي إلى تغير خصائص الهواء وبالتالي إلحاق الضرر بالبيئة، والإنسان، والحيوان، وفي هذ المقال سوف نتحدّث عن مصادر تلوّث الهواء، والملوّثات الأساسيّة، وأضرار تلوّثه على الإنسان والبيئة، بالإضافة إلى طرق الوقاية منه.

أنواع تلوث الهواء

أنواع تلوث الهواء كثيرة ، و منها:

  1. الملوثات السامة: وهي تلك التي تتلف أنسجة الجسم التي تصل إليها عن طريق الدم ومن أمثلتها مركبات الزرنيخ والزئبق والرصاص.
  2. الملوثات الخانقة: وهي تلك التي تعطل تحقيق الهدف من عملية التنفس، وأهمها غاز أول أوكسيد الكربون الذي يمنع استخلاص الأوكسجين من الهواء. وتعتبر الملوثات الخانقة أكثر أنواع المخلفات انتشاراً، وبالتالي أكثرها خطورة وهي ستظل قائمة ما بقيت السيارات والطائرات والآلات الأخرى. ولهذه الملوثات آثار خطيرة، وهي تتسبب بإجهاد شديد يؤدي إلى كثير من أمراض القلب والصدر وخاصة عند رجال المرور، ولذلك كثيراً ما يصاب سكان المناطق المزدحمة بالمرور بأعراض التسمم الحاد والصداع، وضعف الرؤية، ونقص تناسق العضلات، والغثيان, وكثيرمن الآلام الباطنية.
  3. الملوثات المهيجة: وهي التي تحدث التهاباً في الأسطح المخاطية الرطبة من الجسم كالأنف والعين ومنها أكاسيد الكبريت التي تكوّن بذوبانها في الماء حمض الكبريتيك. ومنها أنواع الغبار والأتربة المختلفة التي تهيج الجهاز التنفسي وتعيق أداءه لمهمته بالشكل الأمثل.
  4. الملوثات المخدرة: وهي التي تخفض ضغط الدم، ونشاط الجهاز العصبي عن طريق الرئتين، ومن أمثلتها المواد الهيدروكربونية. وتوجد هذه الملوثات نتيجة احتراق الوقود، ومن القار المستخدم في تعبيد الطرق، كما توجد في دخان السجائر والتبغ، وهي ملوثات خطيرة جداً وقد تؤدي إلى السرطان والوفاة.
  5. الملوثات الحرارية: لا يقتصر التلوث الهوائي على الإخلال بنسب الغازات المكونة للهواء أو وجود بعض العوالق الضارة به، وإنما يحدث أيضاً أن يتلوث الهواء تلوثاً حرارياً نتيجة الحرائق ودخان المصانع وأجهزة تكييف الهواء، ولا يخفى ما لهذه الملوثات الحرارية من آثار سيئة على صحة الإنسان. وتعتبر حرائق آبار النفط الكويتية مثالاً واقعياً على الملوثات الحرارية للهواء، فقد أشعلت القوات العراقية النيران في الآبار الكويتية عند انسحابها من الكويت في فبراير 1991، ولا يخفى مدى الآثار المدمرة لهذه الحرائق على صحة الإنسان وعلى مكونات البيئة عموماً.
  6. ملوثات الروائح الكريهة: يعتبر من ملوثات الهواء أيضاً، أية روائح كريهة تنبعث في الأماكن العامة، سواء كان مصدرها إلقاء القاذورات وتحلل المواد العضوية، أم كان مصدرها احتراق الوقود أياً كان الغرض من استعماله، وذلك لأن الإنسان يتأذى من استنشاق هذه الروائح فضلاً عما تؤدي إليه من أضرار صحية.

مخاطر الغازات على الإنسان والبيئة

  • غاز أول أكسيد الكربون: ويمثل أكبر نسبه من ملوثات الهواء. ويؤثر أول أكسيد الكربون على الصحة خاصة على هيموغلوبين الدم حيث أن له قابلية شديدة للإتحاد معه ومن ثم فإنه يؤثر تأثيراً خطيراً على عمليات التنفس في الكائنات الحية بما فيها الإنسان ويتسبب في الشعور بالتعب و صعوبة التنفس و طنين في الأذن وفي حال زيادته فيؤدي ذلك إلى انخفاض في ضغط الدم ونقص في الرؤية والسمع ، وارتخاء في عضلات الجسم والإغماء ومن ثم الوفاة خلال ساعتين.
  • غاز ثاني أكسيد الكربون: يتكون غاز ثاني أكسيد الكربون من احتراق المواد العضوية كالورق والحطب والفحم ومشتقات البترول, ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج من الوقود من أهم الملوثات الدخيلة التي أدخلها الإنسان على الهواء. ويسبب صعوبة في التنفس والشعور بالإحتقان مع تهيج للأغشية المخاطية والحلق والتهاب القصبات الهوائية.
  • غاز كبريتيد الهيدروجين: غاز سام ويتكون من تحلل المواد العضوية مثل مياه الصرف الصحي. يتحد مع هيموغلوبين الدم محدثاً نقصاً في الأوكسجين الذي يصل إلى الأنسجة وأعضاء الجسم ويحدث ضررا بالجهاز العصبي المركزي و اضطراب وصعوبة في التنفس والخمول وضعف القدرة على التفكير كما أنه يهيج الأغشية المخاطية للجهاز التنفسي وملتحمة العين.
  • غاز ثاني أكسيد الكبريت: ينتج من عملية إحتراق “الفحم الحجري والمازوت والغاز الطبيعي” له أثار ضارة حيث يتحول في الهواء إلى حمض الكبريتيك نتيجة لتأكسده إلى ثالث أكسيد الكبريت وتفاعله مع بخار الماء. ولكل من ثاني أكسيد الكبريت وحمض الكبريتيك تأثيراً خطيرا بالجهاز التنفسي (التهاب القصبات الهوائية وضيق التنفس والآم في الصدر وتشنج الحبال الصوتية و تهيج العيون والجلد ..) كما يشارك في إحداث مشاكل بيئية منها الأمطار الحامضية،
  • أكاسيد النيتروجين: ينتج هذا الغاز عن عمليات احتراق الوقود في الهواء عند درجات حرارة مرتفعة، كذلك ينتج من احتراق المواد العضوية وأيضا من (عوادم السيارات والشاحنات) وبعض المنشآت الصناعية ومحطات توليد الطاقة التي تعمل على درجات حرارة مرتفعة. ويشكل مع بخار الماء في الجو حمضاً قوياً هو حمض النتريك الذي يساهم أيضا في أضرار كبيرة على صحة الإنسان منها ( تهيج الأغشية المخاطية للمجاري التنفسية وإلتهابات في الرئة و تهيج العين..), و يسبب في حدوث الأمطار الحامضية, كما يؤثر بشكل سلبي على طبقة الأوزون.
  • الرصاص: يخرج الرصاص من عوادم السيارات إلى الهواء محدثاً تلوثاً به وخاصة في المدن المزدحمة . وللرصاص أضرارا في غاية الخطورة على صحة الإنسان نذكر بعضا منها(الصداع والضعف العام , إفراز حمض البول وتراكمه في المفاصل والكلى, يقلل من تكوين الهيموغلوبين في الجسم, يحل محل الكالسيوم في أنسجة العظام, يؤدي إلى القلق النفسي والليلي, يسبب التخلف العقلي لدى الأطفال, تراكمه في الأجنة يؤدي إلى تشوه الجنيين وإلى إجهاض الحوامل..).
  • الغبار والمواد العالقة: كثير من المصانع ( النفط والإسمنت والأسمدة الكيميائية) تطلق غازات في الجوتحتوي على مركبات شديدة السمية وتبقى هذه المواد المعلقة في الهواء على هيئة رذاذ أو ضباب خفيف ويكون هذا التلوث واضحاً حول المصانع و تحمله الرياح إلى أماكن بعيدة.وتسبب هذه العوالق العديد من الأضرار الخطيرة لكافة الكائنات الحية بما فيها الإنسان فتسبب له( الربو والسعال والانتفاخ الرئوي وتصلب الرئة، قصور في وظيفة الرئتين والقلب , السرطان والتشوهات الجنينية ..).

أضرار تلوث الهواء

إن أضرار تلوث الهواء متعددة ، فتلوث الهواء يؤديي إلى:

  • الوفاة المبكرة: يُشكّل تلوث الهواء تهديداً كبيراً لصحة الإنسان، حيث تتسبّب آثار تلوث الهواء مجتمعةً في الوفاة المبكّرة لسبعة ملايين شخص سنوياً، وذلك نتيجةً للإصابة بأمراض القلب، والسكتة الدماغية، وداء الانسداد الرئوي المزمن، وسرطان الرئة، والالتهابات الحادة التي تُصيب الجهاز التنفسي، فمثلاً يتعرّض أكثر من 80% من الأشخاص الذين يُقيمون في المناطق الحضريّة لنسبة تلوث هوائي تتجاوز المستوى المسموح به والمُقرّر من منظمة الصحة العالمية البالغ 10 ميكروغرام لكلّ متر مكعب.
  • التأثيرات الصحية: يُسبّب تراكم الملوثات في الهواء بتركيزات عالية إلى إلحاق الضرر بالإنسان والتأثير على صحته، إذ يعيش كثير من الأشخاص في المناطق التي يتشكّل فيها الضباب الدخاني، والذي يُعرّف على أنّه أحد أنواع التلوث الهوائي الناتج عن تفاعل انبعاثات الوقود الأحفوري المحترق مع أشعة الشمس، وقد يؤدّي إلى الإصابة بحساسية العينين والحلق، وتلف الرئتين، خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يقضون وقتاً أطول في الخارج للعمل أو ممارسة الرياضة، كما أنّه يؤثّر على الأطفال وكبار السن على حدّ سواء، بالإضافة إلى زيادة شدّة أعراض الربو أو الحساسية لمن يُعانون منها.
  • المطر الحمضي: يتشكّل المطر الحمضي بشكل رئيسي من خلال أكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت الناتجة عن عمليات حرق الوقود الأحفوري؛ لذلك فهو يحتوي على كميات ضارة من أحماض النيتريك والكبريت، والتي قد تتسبّب في العديد من الأضرار للبيئة؛ كإتلاف الأشجار والنباتات، وزيادة نسبة الحموضة في التربة وفي أجسام الكائنات المائية، بالإضافة إلى التسبّب في تآكل التماثيل، والمنحوتات، والمباني، والتعجيل في انهيارها.
  • الإثراء الغذائي أو التخثّث: وهي عملية زيادة تركيز المواد الغذائية مثل النيتروجين في أجسام الكائنات المائية، ممّا يؤدّي إلى قتل الأسماك وفقدان التنوع النباتي والحيواني، وعلى الرغم من أنّ عملية التخثّث عملية طبيعية تحدث في بعض البحيرات ومصبات الأنهار، إلّا أنّ الأنشطة البشرية تزيد من معدل دخول العناصر الغذائية إلى النظم المائية، وبالتالي تُسرّع من عملية التخثّث بشكل كبير.
  • تشكّل الضباب: يؤثّر الضباب على جودة اللون، والملمس، والرؤية، ويتشكّل نتيجة انبعاث بعض الملوثات مباشرةً إلى الغلاف الجوي من قِبل محطات توليد الكهرباء، والمنشآت الصناعية، والسيارات، والشاحنات، وغيرها، كما قد يتشكّل عندما تُكوّن الغازات المنبعثة في الهواء جزيئات، مثل: ثاني أكسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين.
  • التأثير على الحياة البرية: بالإضافة إلى تأثيرات تلوث الهواء على الإنسان، فهي تؤثّر على الحيوانات، فقد تواجه بعض الحيوانات مشاكل صحية مختلفة في حال تعرّضها لتركيزات كافية من الملوثات الهوائية؛ كالإصابة ببعض العيوب الخلقية، كما تُشكّل الملوثات خطراً كبيراً على الكائنات المائية فهي تتراكم في أجسامها وقد تتضخّم في أنسجتها حتّى تصل إلى تركيزات أعلى عدّة مرّات ممّا هي عليه في الماء أو الهواء.

الغازات المنبعثة من المصانع

تتسبّب أدخنة المصانع أضراراً مُتعدّدة على البيئة والإنسان والحيوان، وبسببها حدثت اختلالات بيئيّة كبيرة في العالم، كما أدّت بطرق مُباشرة وغير مُباشرة إلى وفاة العديد من الكائنات الحيّة ومنها الإنسان. ومن أضرار أدخنة المصانع:

  • تتسبّب بالأمراض المُختلفة للإنسان، مثل أمراض الرّبو، والتهابات الجهاز التنفسيّ، وسرطانات الرّئة.
  • تلّوث التّربة بالمطر الحمضيّ النّاتج عن ارتباط جُزيئات الماء مع العناصر السّامة، مثل أكاسيد النّيتروجين والكبريت، والذي يؤدّي لتسمُّم التّربة وقتل النّباتات والكائنات الحيّة الدّقيقة فيها، والذي ينتج عنها ضرر كبير بغذاء الإنسان. وهذا يضع عناصر البيئة الحيّة وغير الحيّة بدائرة الخطر.
  • اضمحلال طبقة الأوزون التي تقوم بحماية كوكب الأرض من الأشعّة فوق البنفسجيّة الضّارة القادمة من الشّمس، وهذا يُهدّد الكائنات الحيّة على كوكب الأرض بانتشار السّرطانات النّاتجة عن تسلُّل هذه الأشعّة.
  • زيادة نسبة غاز ثاني أُكسيد الكربون في الجوّ وارتفاع درجة حرارة الأرض، وهذه الظاهرة تُسمّى بالاحتباس الحراريّ والتي تُسبّب بشكل رئيس ارتفاع درجة حرارة الأرض أعلى من درجة حرارتها الطبيعيّة، ممّا سيؤدّي إلى ذوبان الأقطاب الجليديّة وغرق الأرض، وتعمل هذه الغازات على حبس ثاني أُكسيد الكربون والأشعّة تحت الحمراء في الأرض لتُساعد في زيادة حرارة الأرض.
  • تلّوث المياه السطحيّة والجوفيّة بسبب المطر الحمضيّ ومُخلّفات المصانع، وتكوين سحابات سوداء تحجب أشعة الشّمس، كما حدث في لندن.
  • انقراض بعض أنواع الكائنات الحيّة بسبب تهديد موطنها على إثر التغّيرات المَناخيّة من تلوّثٍ للهواء والماء والتّربة.

عوادم السيارات واثرها على البيئة

إن أول أكسيد الكربون واكاسيد النيتروجين تعد من أهم الملوثات الغازية الصادرة عن عوادم السيارات وتنتج عن الاحتراق غير الكامل للوقود وهو غاز عديم اللون والرائحة يتحد مع كريات الدم عند استنشاقه ليقلل من قابلية نقل الأكسجين لأعضاء الجسم وأنسجته ويتسبب بأمراض الربو وأنواع من السرطانات.

وتشمل الآثار السلبية لعوادم السيارات على صحة الإنسان والبيئة ان تلوث الهواء الناجم عن عوادم السيارات وعوامل أخرى يتسبب بمقتل ما لا يقل عن ثلاثة ملايين نسمة في العالم سنوياً إضافة إلى تدهور صحة من يعانون من الربو والأمراض التنفسية المزمنة وأمراض القلب والشرايين وسرطان الرئة.

غازات الدفيئة

هي الغازات التي لها خاصية امتصاص الأشعة تحت الحمراء، أي أنها تمتص الطاقة الحرارية الكلية، حيث إن هذه الأشعة تنبعث من سطح الأرض ثم يتم إعادتها مرة أخرى إلى السطح، وهو ما يؤدي إلى الاحتباس الحراري، ويعتبر غاز ثاني أكسيد الكربون، والميثان، وبخار الماء من أهم غازات الدفيئة، بالإضافة إلى غازات أخرى مثل مستويات الأوزون التي توجد على السطح، وأكسيد النيتروس (بالإنجليزية:nitrous oxides)، والغازات المفلورة (بالإنجليزية:fluorinated gases)، لكن تأثيرها يكون أقل، وعلى الرغم من أن غازات الدفيئة تشكل جزءاً بسيطاً من غازات الغلاف الجوي، إلا أن لها تأثير عميق في نظام الطاقة للأرض، ومن الجدير بالذكر أن غازات الدفيئة أسهمت بشكل كبير في التغيرات المناخية على نطاق واسع.

أضرار الغازات الدفيئة

في حال استمرار ارتفاع نسب الغازات الدفيئة، يخشى العلماء، والعديد من المسؤولين الحكوميين، وعدد كبير من المواطنين من آثار الاحترار العالمي ومن الطقس القاسي، وارتفاع منسوب مياه البحر، وانقراض النبات، والحيوانات، وارتفاع حموضة المحيطات، والتغيرات المناخية الكبيرة، والاضطرابات الاجتماعية غير المسبوقة.

السابق
أضرار زراعة الأسنان هل تفوق فوائده؟
التالي
اضرار عدم غسل الايدى يومياً

اترك تعليقاً