منوعات

مراحل تطور الحضارة العربية الإسلامية

الحضارة العربية الإسلامية

كان للدولة الإسلامية منذ ابتداء الدين الإسلامي الذي يتمثّل ببعثة النبيّ محمد -صلى الله عليه وسلم- حتى سقوط الخلافة العثمانية، تاريخ عريق، واهتمام بجميع نواحي الحياة، فقد كان لأشكال الحضارة المختلفة وجود كبير في التاريخ الإسلامي، ومنها: الفن العمراني، الطب، الفلك، الهندسة، الكيمياء، الفيزياء، الأدب، الشعر، النثر، الخط، والفلسفة، فلا يقتصر اهتمام الدين الإسلامي بالنواحي الدينية فحسب، بل كانت الحضارة الإسلامية حضارة تمزج بين العقل والروح، فامتازت عن كثير من الحضارات السابقة والتي كانت عبارة عن مجرد امبراطوريات ليس لها أساس من علم ودين، فالإسلام دين عالميّ يحض على طلب العلم ويعتبرهُ فريضة على كل مسلم ومسلمة، وكان من مآثر الحضارة الإسلامية أنها اتجهت نحو الدِّين والعِلم والفلسفة، واحترام الإنسان والمساواة بين الناس، والتمسُّك بالمُثل العليا، وكرامة الفرد، وحرية الفِكر والعقيدة، واتِّباع العَقل وتمجيده، والإيمان بالتقدُّم.

الحضارة العربية الإسلامية وتأثيرها عالميا

مميزات الحضارة الإسلامية

رغم أنّ التاريخ عرف حضارات مختلفة وعريقة، إلا أن هذه الحضارات زالت وانمحت بعد أن وصلت إلى قمتها الهرميّة في عرش الحضارات، ذلك أن الحضارات السابقة كانت تُعنى بالمظاهر المادية كالعمران أكثر من عنايتها بالمظاهر الروحيّة، ومن مميزات الحضارة الإسلامية أنها اعتنت بالمادة والروح على حدّ سواء، ووازنت في هذه العناية، مما أكسبها خصائص ميّزتها عن سابقها من الحضارات، أو حتى الحضارات التي عاصرتها، ومن مميزات الحضارة الإسلامية:

  • الاختلاف والتنوع كان من أهم مميزات الحضارة الإسلامية، فقد قامت على الجمع بين أناس من أصول مُتفرِّقة وألسنة متباينة دون تمييز وتفريق، وأخذت منهم، وأعطتهم، فكانوا سببًا رئيسًا في نشأة الحضارة الإسلامية بولائهم لدينهم. وكان مقابلا لذلك أنّها رفضت كل أشكال التعصب والعنصرية والطبقيَّة والقوميَّة، تمثيلا لقوله قال تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُم}.
  • كان الدين هو المحرّك الأساسي لقيام الحضارة وإعمار الأرض، فابتعدت عن كل ما يخالف شرع الله كالعناية بتصوير الأرواح والتماثيل، تمثيلا لقوله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}،[٤] كما ابتعدت عن الخرافة والغلو، وركّزت على المنهج العلمي في التعامل مع الإنسان ومتعلقاته وما يحيط به.
  • الحثُّ على العمل وعمارة الأرض، بكل ما هو مفيد، وجعل العمل من العبادة إذا ابتغى به وجهَ الله، وهكذا كان من مميزات الحضارة الإسلامية التنمية الكبيرة في التجارِة، من خلال: الضرب في الأرض، وتقوية الاقتصاد بالزكاة، وإنشاء بيت المال، واستصلاح الأراضي والإنتاج الزراعي.
  • الجهاد في سبيل الله، لتحرير البشرية من عبوديَّة المادة، ومن طغيان الحُكَّام، ومن عبوديّة وتأليه الملوك، والظُّلم الاجتماعي، ودحْر الفساد والمفسدين، ونَشْر الحرية الملتزمة، وإرساء قيم الحقِّ.
  • العناية ببناء الإنسان كان من أبرز مميزات الحضارة الإسلامية، فاهتمّت بتكوينه النفسيّ والعقليّ والجسديّ والسلوكيّ، وقدّمت له كل ما يغذي هذا البناء لينبني بناء سليمًا قويمًا.
  • الالتزام بمكارم الأخلاق والتأكيد عليها في كلِّ نُظُم الحياة، وعدم التنازل عنها في جميع الأحوال والأزمنة والأمكنة.
  • جَعْل اللغة العربية هي لغةَ تدوين العلوم والثقافة والحُكْم والدِّين؛ لأنّها لغة ثابتةُ الأصول، وقابلة للتجديد.
  • الحكم بالعدل، مهما اختلفت الديانات أو ما أظهر الناس وما أبطنوا.
  • الدعوة إلى العلم، والحث عليه، والبحث والتفكُّر في الآيات الكونية.
  • مراعاة أعراف المجتمع وتقاليده ما لَم تُخالِفِ الدينَ.
  • جعل مبدأ الشورى أصلا ثابتًا في تدبير أمور الأُمَّة.

عوامل قيام الحضارة

إن معرفة وتحديد عوامل قيام الحضارات يتطلب معرفة الظروف والتجارب التي مر بها الإنسان وعايشها، بهدف الاستفادة من الماضي، وتعتبر الحضارة غاية أي اجتماع بشري مستقر، وانهيار الحضارة هو نهاية وجود المجتمع البشري واستقراره، وإن أي مجتمع بدون حضارة سيكون مجتمعاً بدائياً؛ فالحضارة تضع حاجزاً بين الإنسان وهمجيته فتحميه. أما عوامل ظهور الحضارة فيرى بعض الفلاسفة والباحثين بتعددها، ويرى بعضهم الآخر أن الحضارة تقوم على عامل واحد فقط، فمنهم من يرجع قيام الحضارة إلى طبيعة الجنس، أو إلى الظروف البيئية المحيطة، أو إلى الأحوال الاقتصادية، أو إلى جوهر الإنسان وإرادته وعزيمته، أو إلى دور القيم الاجتماعية في المجتمع والتي وُضعت لتناسب حضارة قوية ومتينة، أو إلى قوة المجتمع بحد ذاته، حيث رأى بعض الفلاسفة أن قيام الحضارة بسبب أحد هذه العوامل أو بسبب عاملين أو أكثر مجتمعين مع بعضهم البعض.[٥] وفيما يأتي عوامل قيام الحضارة من وجهة النظر الغربية والإسلامية.

عوامل قيام الحضارات في الرؤية الغربية

فسرت الرؤية الغربية قيام الحضارات بسبب عاملين فقط وهما الطبيعة والإنسان، وكان نتيجة تركيز نظرتها في قيام الحضارات على الذات الإنسانية والطبيعة أن يُعتبر الجنس أو العرق العامل الأساسي في نشوء الحضارة، واختصت بذلك الجنس الأبيض لما يتمتع به من خواص أهلته لصنع الحضارة. أما دخول الطبيعة كعامل مهم في نشأة الحضارة فيكمن في نشوء صراع بين الطبيعة والإنسان ليتحدى الإنسان نفسه وتتفجر طاقاته ليبني حضارة مزدهرة، إلّا أن هذا الصراع أدى مع مرور الأيام إلى إحداث الفساد في العمران، والجدير بالذكر أن فكرة الصراع بين الإنسان والطبيعة من حوله هي فكرة غربية بحتة تبدو للوهلة الأولى منطقية إلّأ أنه عند التوغل فيها نجد أنها فكرة مدحوضة حيث إن الطبيعة وُجدت لخدمة الإنسان وعليه فإن فكرة الصراع بينهما مرفوضة، فالعلاقة بينهما علاقة تكامل وانسجام، وفي عصرنا الحالي نجد أن الحضارة المعاصرة عملت على إفساد البيئة الكونية، وذلك لأن العلاقة قد تأسست منذ البداية على فكرة الصراع دون وجودٍ للقيم الأخلاقية، مما أدى إلى ظهور العديد من المشكلات مثل استنفاذ الموارد ومصادر الطاقة المخزونة، بالإضافة إلى تراكم النفايات بشكل كبير واستخدام أسلحة الدمار الشامل التي أدت إلى إهلاك النسل، وكل تلك الأمور سببها السلوك الإنساني الفاسد.

وقد تم استبعاد البعد الغيبي في عوامل قيام الحضارة في الرؤية الغربية، حيث تعاملت الحضارة الغربية مع عالم الشهادة، واقتصر علمها على المفاهيم الوضعية التي تقوم على الصراع.

كما أن النظريات الغربية عمدت إلى تعظيم دور الإنسان وجعله مركزاً للكون، بالإضافة إلى تضخيم دور الطبيعة أيضاً، وقد سعت الحضارة الغربية إلى تحقيق المنفعة للإنسان وإشباع غرائزه مع إهمال الجانب الروحي، الأمر الذي أدى إلى التهديد بالخطر، ولم يرى الغرب أن مقياس تفوّق الحضارات لا يكون في حجم إنتاجها فقط وإنما في أخلاقية الجماعات المتحضرة في المجتمع وخدمتها للإنسانية، حيث انحصرت وجهة النظر الغربية في عرقٍ معيّن أو نطاق دولة معينة، أو طبقة ما.

والجدير بالذكر أن انفصال الحضارة عن الدين في المجتمع الغربي أدى بها إلى الانحلال، والذي أدى بدوره إلى مشكلات عديدة أهمها انهيار الأسرة، وتفككها، وانتشار المخدرات، وغيرها من مشاكل المجتمعات الغربية.

عوامل قيام الحضارات في الرؤية الإسلامية

لقد استخلف الله الإنسان في الأرض للقيام بدوره الحضاري فيها، ويمكن القول إن تقدم المجمتع وتخلفه يرجع للإنسان نفسه، وقد أكد القرآن الكريم هذا الأمر عندما بيّن أن أي تغيير في العالم يبدأ من تغيير الناس لما في أنفسهم، إذاً فإن قيام الحضارة وسقوطها يعود إلى الموقف البشري نفسه، والإرادة الإنسانية وليس إلى الطبيعة أو المادة. كما أن بقاء الأمة وحضارتها مرتبط بصلاح نفوسها وفسادها سواء داخلياً أو خارجياً، أما التغيير الداخلي للنفس فيحدث من خلال الإيمان والذي يعمل على تنشئة الأفراد على الصدق، والأمانة، والإخلاص، ومحاسبة النفس وضبطها، كما يؤهلهم لبناء حضارة ومجتمع مزدهر، ويعد الإيمان الأساس الذي تقوم عليه الحضارة لما يحدثه من آثار في حياة الإنسان، ويبين الإيمان حقيقة الوجود ويرسم غاية الحياة، وحقيقة التوحيد التي تمثل جوهر العقيدة التي يتم بناء الحضارة على أساسها.

ويشكّل الإيمان الوعي الجماعي للمجتمع الذي تقوم عليه الحضارة، فلكل دائرةٍ حضاريةٍ نظرياتها المعرفية المحددة لخصائصها الجوهرية والتي تمنحها الهوية الثقافية والاجتماعية المتميزة. كما أن الإيمان يبدأ بعملية إصلاح القلب والذي يتبعه صلاح في الأعمال، وبالتالي الانعكاس على قيام الحضارة المادية، ويقوم الإيمان على الوسطية في مبادئه والتي تعد سيرة المسلمين التي بنوا عليها حياتهم القائمة على العدل الذي يعد منطلقاً للتغيير، والتعمير، والاستثمار، ويمكن القول إن الوسطية قاعدة أساسية من قواعد التحضر الإسلامي في مختلف الجوانب الفكرية، والسلوكية، والتعميرية، وبما أن الإيمان يعني المعرفة والتصديق والعمل فإن ذلك يعني تكامل العلم والعمل معاً، مما يتيح للفرد أن يتطور ويحقق العمران في الأرض، وبالتالي البعد عن الفساد والإفساد فيها، وهذا يعني تحقيق الهدف من استخلافه.

إن الإيمان بالله وتوحيده هو المرجع والمبدأ الذي تنبثق عنه كافة المفاهيم والقيم التي تمنح الحضارة الإسلامية هويتها كما ويربط جميع مكوّناتها لتصبح كياناً متكاملاً، وقد ارتبطت علاقة التوحيد بجميع مظاهر الحضارة، حتى إن المسلمين قد اتخذوا التوحيد عنواناً لجميع أبحاثهم وأدرجوا الموضوعات الأخرى تحت لوائه، ويعتمد مبدأ التوحيد على الوحدة وليس التنويع لذلك نجد أن الحضارة الإسلامية لا تؤمن بوجود إلهين، الأمر الذي يصل بتأثيرات الحضارة الإسلامية إلى كل قانونٍ وكل توجيهٍ، أما مسؤولية الإنسان عن تصرفاته فتسمى بالتكليف، وفي التصور القرآني فإن كل شخص يمتلك حرية التصرف وهومسؤول عن أعماله، وعليه يجب على الإنسان أن يغير ما بنفسه من سوء وأن يتحمل المسؤولية لإحداث التحضر المطلوب، ويتم ذلك من خلال تثبيت العقيدة الصحيحة في النفس. والجدير بالذكر أن الإيمان يمنح الإنسان القوة التي تجعله يتحلى بالأخلاق الحميدة والتي تحرضه بدورها على الرقي والتقدم في الدنيا، كما يمكن القول أن الإيمان عامل حضاري يوجه إرادة الجماعات نحو المسار الصحيح ليزيدها عطاءً وقوة، ويجعلها تبدع أكثر.

إنجازات الحضارة الإسلامية

بعض إنجازات الحضارة الاسلامية قديماً وأثرها فى حضارة الغرب

بنبذة عن إنجازات المسلمين
فى الطب
والكيمياء
والهندسة
والفيزياء و…..الخ
وحرصت على أن آتى بالمعلومة صغيرة ودقيقة ومباشرة ان شاء الله …

التاريخ الإسلامى والحضارة الإسلامية تختلف إختلافا
جذريا عن أى حضارة سبقتها فالحضارة الإسلامية هى حضارة منبثقة من الدين وبالتالى فهى مزيج بين المادية والروحانية .
فهى على عكس حضارة الفرس والرومان والفراعنة و….ألخ

والإسلام شجع على العلم والإبتكار وتكلم الفقهاء والعلماء
فى هذا الأمر ومما قاله أحد العلماء – أحسبه ابن القيم
فيما معناه : أن لابد على المسلمين أن يكونوا سادة العلوم فى الأرض ويكونوا فى مقدمة الدول والأمم !!

عكس حضارة أوروبا فى القرون الوسطى
فكانت الكنيسة تحجر على العلوم , وبالتالى عندما خرجت
الدول من سيطرة الكنيسة بدأ عصر النهضة للنصارى فى أوروبا !!

أما على الجانب الإسلامى فكلما تمسك المسلمون بدينهم كانت لهم حضارة رفيعة الشأن لا تضاهيها أى حضارة أخرى وعندما ترك المسلمون دينهم أصبحوا فى ذيل الأمم

هذه المقدمة لا بد منها ونؤكد ان حضارة المسلمين
كانت نابعة من إيمانهم الشديد بدين الله تعالى وهو (الإسلام)

إنجازات المسلمين وأثرها فى حضارة الغرب :

أولاً : إنجازات المسلمين وفضلهم فى تطور علوم الطب :
علم الطب هو أكثر العلوم بعد العلوم الشرعة التى نالت أهتمام كبير جدا من المسلمين
وكثر التأليف فى علوم الطب ونبغ أطباء كثر جدا لدرجة انه ظهرت كتب تدون فيها أسماء الأطباء ولعل أشهر كتاب
فى البيبلوغرافيا الطبية
هو ( عيون الأنباء فى طبقات الأطباء)
للطبيب المسلم ابن أبى أصيبعة وغيرها من الكتب وكان للمسلمين فضل كبير فى تطور تلك العلوم
واليكم بعض الإنجازات :
1 – المسلمون هم أول من سن قوانين لممارسة علوم الطب
ووضعوا امتحانات لطلاب علم الطب ووضح لنا أعظم
طبيب مسلم فى العالم وهو أبو القاسم الزهرواى Abulcasis
هذا الأمر أنه يجب إمتحان طالب علم الطب أولا فى الجراحة !!

2 – المسلمون هم أول من اخترعوا خيوط الجراحة المستخدة
الآن فى المستشفيات العالمية على يد الرازى Rhazes

3 – اكتشف المسلمون الدورة الدموية الصغرى
على يد ابن النفيس Ibn al-Nafis

4 – إجراء أول عملية استئصال الغدة الدرقية Thyroid
والتى لم يجرؤ أى جراح فى أوروبا عملها إلا فى القرن التاسع عشر ,
أى بعد وفاة الزهراوى Abulcasis بـ 900 سنة !!

5 – إهتمام المسلمين بإنشاء المستشفيات والإهتمام بها ,
حتى أنهم كانوا يعطون للمريض ملابسا جديدة ومبلغا من المال
لأسرته طوال فترة تمريضه , وحتى بعد شفاؤه – بإذن الله –
يتم صرف مبلغ معين من المال حتى لا يُضطر للعمل فى فترة النقاهة !!

6 – كتب المسلمين فى الطب والتى ظلت تدرس فى جامعات
أوروبا قرون عديدة الى أواخر القرن التاسع عشر !! , مثل كتاب
( القانون فى الطب , لابن سينا) , ( الحاوى , للرازى ) ,
( التصريف لمن عجز عن التأليف , للزهراوى) ,
وغيرها من الكتب

7 – اختراع المسلمين آلات الجراحة والتى مازالت تستخدم
الى اليوم فى مستشفيات العالم على يد أطباء المسلمين فى الدولة الإسلامية
وأعظم تلك الأدوات التى اخترعها أبو القاسم الزهراوى بالأندلس .. !!

8 – كما ان المسلمون أول من أرسوا قواعد الطب الجراحى
وجعلوا له اصولا وقواعد ثابتة وكانت مدارس الأندلس الطبية
هى الوحيدة فى أوربا والتى تخرج أطباء مؤلين للجراحة فى خياطة الجروح
إنجازات المسلمين فى الطب لا تنتهى وهى كثيرة جدا .

أسس الحضارة العربية الإسلامية

جعل الله ظهور الإسلام نورًا للظلام الذي حل فيه العالم، وقد أعاد صياغة الإنسان في الجزيرة العربية، وأرسى لبنات حضارة جديدة، وقد قامت الحضارة الإسلامية على عدة أسس مهمة، منها:

  • عقيدة التوحيد: حيث أرسى الإسلام مفهومًا للتوحيد عندما خاطب مُشرِكي مكة ذاكرًا لهم إنه لا يكفي ما هم عليه من توحيد الربوبية، أي: الإقرار بأن الله هو رب كل شيء وخالق كل شيء، بل لا بد أن يقترن هذا الإقرار بالتوجه بالعبادة لله وحده لا شريك له من مخلوقات الله.
  • العدل: وقد ركزت نصوص القرآن والسنة على قضية العدل، فمن الأمثلة القرآنية قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ﴾[٤]، وقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾.
  • العلم: حيث جاء الإسلام ليُعيد ترتيب العقل الإنساني، ثم يُطلقه ليعرف ربَّه من خلال آياته في الكون والنفس، فإن أول ما نزل به الوحي على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قول الله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾[٦]، وهو يختص بالعلم، ومما يدل على اهتمام الإسلام بالعلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل فداء أسرى بدر، تعليم الواحد منهم عشرة من أبناء الأنصار القراءة والكتابة، هذا وقد وردت آيات وأحاديث كثيرة في الحث على تحصيل العلم النافع، مما كان له أثر فعال في بناء الحضارة الإسلامية.
  • الأخلاق الفاضلة: إذ إن القرآن الكريم دستور شامل لتربية الأفراد والجماعات تربية صحيحة في شتى مجالات الحياة.
  • العمل: وهو الذي يشيِّد صرح الحضارة، والإسلام يدعو للعمل بل هو دين عملي، ونبي الإسلام كان يتعوذ من العجز والكسل.

الحضارة العربية

الحَضارة أو الحِضارة لغةً تعني الإقامة في الحَضَر، والحضر نقيض البَدْو، وتُطلق الحضارة في وقتنا الحالي اصطلاحاً على جميع ما يبتكره الإنسان فيما يتعلّق بأيّ جانب من جوانب نشاطه، سواء العقليّ، أم الشكليّ، أم الماديّ أم المضمون، ومن هنا نلاحظ أنّ الحضارة أكثر شمولية من الثقافة؛ فالثقافة تمثّل الجانب الفكري من الحضارة، أمّا الحضارة فتمثّل الجانب الروحي والماديّ، أو الفكري والصناعي، ويشار إلى أنّ الحضارة العربية هي التُراث المرتبط بالأمّة العربية على وجه الخصوص، والذي يميّزها عن غيرها من الأمم.

السابق
معنى الخدمات اللوجستية
التالي
دواء بيترول – bitrol علاج ارتفاع ضغط الدم

اترك تعليقاً