ديني

منزلة عبدالرحمن بن عوف

وفاة عبد الرحمن بن عوف

في المرض الذي تُوفّي فيه عبد الرحمن بن عوف وقبل وفاته بكى رضي الله عنه بكاءً شديداً، فسأله من كان حوله عن سبب بكائه، فقال: (إنَّ مصعب بن عمير كان خيراً مني، تُوفّي على عهد رسول الله، ولم يكُنْ له ما يُكفَّنُ فيه، وإن حمزة بن عبدالمطلب كان خيرًا مني لم نجد له كفناً، وإنّي أخشى أن أكون ممن عُجِّلت له طيباته في حياته الدنيا، وأخشى أن أُحتبَس عن أصحابي بكثرة مالي)، فقد كان يخشى أن يكون ماله الذي آتاه الله له في الدنيا تعجيلاً في النعيم وسبباً يُبعده عن الخيرة من الصحابة.[٣] أما وقت وفاته (تأريخاً) فقد كان في العام الحادي والثلاثين من الهجرة النبوية، وقيل في الثانية والثلاثين، وكان عمره حين وفاته خمس وسبعين سنة، وقد توفِّي رضي الله عنه بالمدينة المنورة ودفن بالبقيع إلى جوار الصحابة الكرام رضوان الله عنهم أجمعين، وصلّى عليه سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه، فكان قد أوصى أهله بذلك.

صفات عبد الرحمن بن عوف

كانَ عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه طويلاً، أبيضَ الوجه، حسناً، وبه حُمرة، له نابان طويلان في الأعلى، وبه ضخامة في الكتفين، أعسرَ، وبه عرج، بسبب ما أصابه يومَ أحد، بما يُقارب من العشرين جرحاً، كان بعضها في قدمه، أمّا صفاته الخُلقية فهي كثيرة، وعظيمة، وتُختصر بالتالي:

  • أحدُ العشرة المُبشرين بالجنة، ومن شهد بدراً، وبايع تحت الشجرة، فقد شهد له الرسول بالجنة.
  • برُّه بأمهات المؤمنين، فقد ضرب في ذلك أروع الأمثال، حيث أوصى لهنّ بحديقة، كان ثمنها الكثير عندما تمّ بيعها.
  • الخوفُ، والبكاء من الدنيا، ويُسرها له، فقد كان صاحبَ مال، فكان يخشى عجلة الأجر في الدنيا.
  • التواضعُ، فقد كان لا يُعرف من بين خدمه، يحمل، ويسير مثلهم، ويأكل كما يأكلون. المهارةُ في التجارة، فهو صاحب حظ فيها، بيد أنّ عمله كان للعيش الكريم، وليس لجمع المال.
  • الإنفاقُ في سبيل الله، فكان الكريم يُرزقه أضعافاً مُضاعفة، حيث كان يُقرض ثلثَ أهل المدينة، ويقضي دين الثلث، ويوصل ويُعطي الثلث.
  • عزلُ نفسه عن الأمر وقتَ الشورى، عندما أشار أهل الحقّ به.
  • الزهدُ في الإمارة، فقد أمر عثمان له بالإمارة من بعده، فتضرّع لله أن يُميته قبل عُثمان، فكان ذلك.
  • المكانةُ العالية عند الصحابة رضوان الله عليهم.

ثروة عبد الرحمن بن عوف

عبدالرحمن بن عوف

عبد الرّحمن بن عوف القرشيّ الزهريّ (43 ق.هـ – 32 هـ / 580 – 656م)، هو أحد الصحابة العشرة المبشرين بالجنة، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وأحد الثمانية الذين سبقوا بالإسلام، وأحد الستة أصحاب الشورى الذين اختارهم عمر بن الخطاب ليختاروا الخليفة من بعده. كان اسمه في الجاهلية عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه النبي عبد الرحمن.[4]

وُلد عبد الرّحمن بن عوف بعد عام الفيل بعشر سنين، وكان إسلامه على يد أبي بكر الصديق، هاجر إلى الحبشة في الهجرة الأولى، ثم هاجر إلى المدينة، وشارك في جميع الغزوات في العصر النبوي، فشهد غزوة بدر وأحد والخندق وبيعة الرضوان وأرسله النبي على سرية إلى دومة الجندل، وصلى النبي محمد وراءه في إحدى الغزوات، وكان عمر بن الخطاب يستشيره، وجعله عمر في الستة أصحاب الشورى الذين ذكرهم للخلافة بعده، وقال: «هم الذين توفي رسول الله Mohamed peace be upon him.svg وهو عنهم راض.» توفى سنة 32 هـ، وصلى عليه عثمان بن عفان، وحمل في جنازته سعد بن أبي وقاص ودفن بالبقيع عن خمس وسبعين سنة.

كان عبد الرحمن تاجرًا ثريًا، وكان كريمًا، حيث تصدَّق في زمن النبي بنصف ماله والبالغ أربعة آلاف، ثم تصدق بأربعين ألفًا، واشترى خمسمائة فرس للجهاد، ثم اشترى خمسمائة راحلة، ولما حضرته الوفاة أوصى لكل رجل ممن بقي من أهل بدر بأربعمائة دينار، وأوصى لكل امرأة من أمهات المؤمنين بمبلغ كبير، وأعتق بعض مماليكه، وكان ميراثه مالًا جزيلًا.

قرابة عبد الرحمن بن عوف للرسول

السابق
نقل الاسماء من ايفون الى ايفون بطرق آمنة
التالي
دواء سايكلورين – Cyclorine الوقاية من رفض الأعضاء المزروعة

اترك تعليقاً