ديني

من اسباب انتشار البدع .. خطورة انتشار البدع

من اسباب انتشار البدع .. خطورة انتشار البدع

من اسباب انتشار البدع موضوع يحتاج الكثير من البحث والعناية، لأنَّ انتشار البدع بين النَّاس سيؤدي إلى آثار سلبية جسيمة على الفرد وعلى المجتمع وعلى الدين بشكل عام، لذلك حذَّرت مصادر التشريع الإسلامي من خطورة البدع ومن خطورة انتشارها بين النّاس، وفي هذا المقال مفهوم البدعة والحديث عن أنواع البدع ومن اسباب انتشار البدع أيضًا.

مفهوم البدعة

يمكن تعريف البدعة في اللغة بأنَّها الشيء المحدث على غير نظير أو مثال سابق له، ويظهر هذا المعنى في القرآن الكريم في قول الله -سبحانه وتعالى- في سورة البقرة: “بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ”[1] ومعنى بديع السماوات أي خالقها على غير مثال أو شبيه سابق، أمَّا في الاصطلاح فتُعرَّف البدعة على أنَّها الأشياء المحدثة على الدين والتي لم يرد عنها أي ذكر فيما جاء في القرآن الكريم وتفسيره وفي السنة النبوية وفي إجماع السلف الصالح، والله أعلم.[2]

من اسباب انتشار البدع

كثيرة هي أسباب انتشار البدع بين الناس، ولعلَّ أبرز هذه الأسباب تعلُّق الناس بالشبهات وبما جاء في بأسانيد ضعيفة أو منكرة أو ما شابه ذلك، فالمبتدعة يستدلون بالأحاديث الضعيفة والموضوعة بشكل صريح لتبرير بدعِهم، ومن أسباب انتشار البدع أيضًا التشبه بالكفار وتقليد اهل الكفر والضلال والعصيان، لذلك يجب على المسلمين جميعًا أن يكونوا على درجة عالية من الوعي والمعرفة بأمور دينهم وبالصحيح من الأحكام وبالضعيف المنكر والحسن والموضوع حتَّى يكونوا قادرين على ردِّ البدع ونفيها والقضاء على الشبهات والمحدثات.[2]

أنواع البدع

يمكن القول عند الحديث عن أنواع البدع في الإسلام إنَّ البدع ليس لها أنواع، لأنَّها كلها محرمة بأدلة كثيرة من السنة النبوية الشريفة، فلا يصح تقسيم البدع إلى بدع محرمة وبدع مباحة ومكروهة ومستحبة أو ما شابه ذلك، فالبدع كلها محرمة بإجماع أهل العلم، جاء عن العرباض بن سارية -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “إيَّاكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلُّ بدعةٍ ضلالةٌ”[3] وهذا دليل على شمولية البدع بالتحريم، والله تعالى أعلم.[4]

خطورة انتشار البدع

لا يمكن أن تأتي الأحاديث الشريفة محذَّرة من أمر ما بلهجة حادَّة إلَّا إذا كان هذا الامر من أخطر الأمور على الأمة الإسلامية، والبدع واحدة من هذه الأمور التي شدَّدت أحاديث رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- الصحيحة على تحريمها وحذَّرت الناس منها تحذيرًا كبيرًا، ولعلَّ خطورة انتشار تكمن في انتشار ما لا يحلُّ في الإسلام وانتشار أشياء وعبادات ما أنزل الله بها من سلطان قد تودي بالأمة الإسلامية إلى فتن كبيرة تموج بالأمة كما ماجت بالأمم السابقة، وفيما يأتي مجموعة من الأحاديث التي وردت في تحريم البدع:[8]

  • عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن أحدَث في أمرِنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ”.[5]
  • عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- إنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أَمَّا بَعْدُ، فإنَّ خَيْرَ الحَديثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرُ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلُّ بدْعَةٍ ضَلَالَةٌ”.[6]
  • جاء عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ما يأتي: “إنَّهُمْ مِنِّي، فيُقَالُ: إنَّكَ لا تَدْرِي ما عَمِلُوا بَعْدَكَ، فأقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا لِمَن بَدَّلَ بَعْدِي”.[7]

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام هذا المقال الذي سلَّطنا فيه الضوء على مفهوم البدعة في اللغة والاصطلاح ثمَّ تحدَّثنا فيه عن أسباب انتشار البدع ثمَّ أنواع البدع ثمَّ تناولنا الحديث عن خطورة انتشار البدع وعن الأحاديث النبوية التي حرَّمت البدع في الإسلام بشكل صريح.

السابق
ما هو الودي
التالي
من هو اليتيم ، وما الفرق بينه وبين العجي واللطيم، وما حكم من أكل أموال اليتامى

اترك تعليقاً