تعليم

هل تعلم ما المقصود بأحلام اليقظة

تعتبر احلام اليقظة ، نوعًا من الهروب الداخلي من الواقع، دربًا من دروب الآمال والأحلام التي يتمناها الإنسان ويرجوها لنفسه، بعضها يرفضه الواقع والمنطق، ويوافقه العقل في ذلك، وبعضه يمكن تحقيقه والوصول إليه، وما بين هذا وذاك، يدخل العقل مدفوعًا بالقلب، في نوبات عديدة من أحلام اليقظة، أملًا في أن تتحقق في يومٍ ما، أو هروبًا من وقعٍ مرير، قد يُفضي في النهاية إلى تحول أحلام اليقظة إلى حالة مرضية مُلازمة للإنسان في شتى مراحل حياته.

 تعريف أحلام اليقظة وتوصيفها

أحلام اليقظة، يصنف كباب مهم من أبواب العالم الداخلي والعقلي للإنسان، فهو يعرف في اللغة الإنجليزية بمصطلح “Day Dream”، وهو يدفع صاحبه إلى إعمال العقل، في جوانب تحقيق الرغبات الذاتية، أملًا في إشباعها ولو لما تتجاوز حدود الخيال، فيضطر صاحب ذلك النمط من الأحلام، إلى اللجوء إلى خياله على اتساعه، ويستغرق في التركيز في عالمه هذا، في سبيل تحقيق إشباعٍ داخلي، ربما يسكت آمال القلب، وطموحات العقل، والذي ربما يستحيل تحقيقه في دنيا الواقع، وفي غالب الأحيان يصيب ذلك النوع من أحلام اليقظة الشباب، بجوانب من الظواهر النفسية، التي ربما تتحول كما ذكرنا إلى حالة مرضية عسيرة.

ومع تنوع الآمال والأحلام والطموحات، فإن جموع الناس، تمارس ذلك النوع من أحلام اليقظة، ولكن مع الحرص على عدم الاستغراق فيها أو الخوض إلى ما هو أكثر من اللازم، لكن على الجانب الآخر، توجد طائفة، تعشق الغرق والذهاب بعيدًا في عالم أحلام اليقظة، ويقابل ذلك، شعورًا غير مسبوق من كثرة السرحان، وكثيرًا من نسيان الأشياء، مع وجود بطئ واضح في إنجاز المهام الموكلة إليه أو التي يطمح في إنجازها في دنيا الواقع، وإذا أردنا التمثيل على ذلك، فالطلاب الجامعيون، يصعب عليهم التركيز خلال المحاضرات التي يشاركون فيها، وذلك بالرغم من انتظامهم في متابعتها وحضورها، ومساعيهم الحثيثة في الإنصات والمتابعة لمن يلقي عليهم المحاضرة، وعندما يذهب هؤلاء للخلود إلى استذكار دروسهم، فإنهم يستغرقون وقتًا طويلًا في قراءة بعض السطور التي يستذكرونها ومحاولة فهمها، وبعد مرور الوقت، يلاحظون أنهم استغرقوا في قرائتها وفهمها، أكثر من اللازم ومما تستحق، فيبدأ بسؤال نفسه، عن أين كان وقت مذاكرة تلك الدروس؟، وما الذي كان يشغله في أثناء تلك الساعات الطويلة؟، ففي الوقت الذي كانت عيناه مسلطتان على السطور الواردة داخل الكتاب، فقد كان عقله ذاهبًا إلى عالمٍ آخر.

في ذلك الوقت، يدرك المرء، أنه قد أقحم نفسه في عالمٍ من الخيال، أخذه إلى بعيد، فشرد به بعيدًا عن دنيا الواقع، فيبدأ في توجيه اللوم لنفسه، ولخياله، محاولًا العودة مجددًا إلى واقعه واستذكار دروسه، فتؤتي تلك المحاولة ثمارها، ولكن ما تلبث أن تأخذ القليل من الدقائق، ثم يعود بعدها إلى ما كان عليه من أحلام اليقظة مجددًا، فلا ييأس، ويكرر المحاولة، فتنجح، ثم يعود أدراجه إلى دنيا أحلام اليقظة والواقع الافتراضي، ويعتبر ذلك التحليل، هو أشهر ما يشكو منه من يعانون من أحلام اليقظة، هنا لابد على الإنسان المصاب بما يمكن تشبيه بـ “مرض أحلام اليقظة”، أن يسعى قدر استطاعته البالغة أن يتخلص من ظل المرض العضال، والذي كالعادة كل الأشياء التي تزيد عن معدلها طبيعي، فإنها تنقلب إلى مأساة من المآسي المعطلة لحياته الفعلية.

ومن أكثر المضار التي تصيب الإنسان الغارق في أحلام اليقظة، هي أنه لا يستطيع تحقيق أي تقدم في حياته، فيلقي الاتهامات جزافًا على أشخاص أو مواقف أو أحداث معينة، ربما لا تكون لها أي ذنبٍ على الإطلاق فيما وصل إليه، فيصل به الحال، إلى تشكيل عالم افتراضي خاص به، يتكيف معه، ويتعايش عليه، محققًا من خلاله أحلامه وطموحاته وأهدافه التي عجز عن تحقيقه في الواقع.

السابق
اقل عدد للجماعة هو
التالي
فوال دوون بيكري بالرياض

اترك تعليقاً