منوعات

4 نصائح للتعامل مع التغييرات الكبيرة في الحياة بطريقة إيجابية

4 نصائح للتعامل مع التغييرات الكبيرة في الحياة بطريقة إيجابية

تتغير الحياة باستمرار، سواء كان ذلك في العمل أم في علاقاتنا الاجتماعية؛ إذ لا يبقى شيء في الحياة على حاله لفترة طويلة؛ لكن وبغض النظر عن حجم التغيير، يمكن أن يكون أمراً مخيفاً بعض الشيء؛ إذ يعجز بعض الناس عن التصرف حيال ذلك، ممَّا يبقيهم في حالة ركود نتيجة قلقهم وخوفهم.

هل سبق وأن لاحظت أنَّ فترات الحياة الانتقالية مليئة بمشاعر الخوف والقلق؟ إنَّ أزمة مقتبل العمر (الفترة ما بين العشرينات وحتى منتصف الثلاثينات)، وأزمة منتصف العمر، والخوف من المرحلة التي تسبق الزواج، والقلق من فكرة التقاعد، وقلق المراهقين، جميعها مجرد أمثلة قليلة عن الفترات الانتقالية التي يواجهها الناس ويميلون إلى الذعر والخوف منها.

لا يمكننا التحكم بكل جانب من جوانب حياتنا، ولا يمكننا منع حدوث التغييرات؛ إلَّا أنَّ طريقة استجابتنا للتغيير تؤثر تأثيراً كبيراً في تجربتنا في الحياة عموماً، وإليكم في هذا المقال 4 نصائح يمكنكم اتباعها للتعامل مع تغييرات الحياة بطريقة إيجابية:

1. لا تقاوم التغييرات في الحياة:

يقول أحد مدربي اليوغا: “تحدث المعاناة نتيجة مقاومة التغييرات التي تحدث بالفعل”؛ إذ عادة ما تكون تغييرات الحياة خارجة عن سيطرتنا؛ لذا بدلاً من محاولة التلاعب بالموقف ومقاومته، حاول أن تتعامل معه.

إنَّ المقاومة في البداية أمر طبيعي، لا سيما إذا كنَّا نرغب في البقاء على حالنا ووضعنا؛ لكن احرص على إدراك متى تصبح هذه المقاومة غير مفيدة.

إذا كنت تشعر بالقلق حيال تغييرات الحياة المتوقعة، فقد حان الوقت لممارسة بعض الأساليب لمعالجة القلق مباشرة، والتي تشمل التأمل أو ممارسة الرياضة أو التحدث مع الأصدقاء عن مشاعرك أو تدوين اليوميات؛ وإذا كنت تشعر بالقلق نتيجة تغيير كبير في حياتك – كالبدء بعمل جديد أو الانتقال للعيش مع شريك حياتك – فابذل قصارى جهدك للتحكم بتوقعاتك.

قد يساعدك التحدث مع الأشخاص الذين تعرفهم عن تجاربهم لتغييرات مماثلة في تكوين صورة واقعية لما ستبدو عليه الأمور بعد التغيير.

2. ابحث عن طرائق صحية وجيدة للتعامل مع المشاعر:

عندما نمر بفترات انتقالية، يُصبِح من السهل عدم إدراك مسارنا في الحياة؛ فقد نشعر في بعض الأحيان بأنَّ الحياة  تخلت عنَّا، وأنَّنا فقدنا توازننا، ممَّا يتسبب بظهور بعض المشاعر السيئة؛ وإنَّ إحدى الطرائق التي يمكننا مواجهة هذه المشاعر بها هي إيجاد طرائق صحية للتخلص منها.

على سبيل المثال: عندما نجد أنفسنا نمر بمراحل انتقالية صعبة، يجب علينا ممارسة بعض التمرينات البدنية، بحيث تساعدنا في توجيه مشاعرنا، وزيادة إفراز الإندورفين لدينا، واستعادة اللياقة البدنية، وتعزيز مزاجنا ومستويات طاقتنا.

تعدُّ ممارسة الرياضة أمراً هاماً في تنمية المشاعر الإيجابية؛ ولكن إذا كنت تعاني من القلق، فمن الهام جداً اتباع روتين تدريب منتظم بدلاً من التدرب لمرة واحدة؛ حيث وجدت إحدى الدراسات أنَّ التمرينات الهوائية (Aerobic Exercise) تقلل من مستويات القلق، خصوصاً عندما تُمارس بوتيرة منتظمة.

إذا كنت لا تفضل ممارسة التمرينات الرياضية، فتوجد طرائق أخرى يمكن اتباعها لتنمية المشاعر الإيجابية وتقليل القلق الناتج عن التغييرات في الحياة؛ إذ يمكنك تجربة التمدد في الطبيعة، أو التأمل، أو القراءة، أو قضاء بعض الوقت مع العائلة والأصدقاء، أو تحضير وجبة طعام صحية.

اكتشف الأمور التي تُشعِرك بالرضا وتساعدك على إثبات نفسك عند الشدائد ومواجهة التغيرات في الوقت الحاضر.

3. أعِد صياغة منظورك إلى الأمور:

تعدُّ إعادة صياغة وجهات النظر أداة قوية للغاية، وتُستخدَم في الكوتشينغ لعيش الحياة بطريقة صحيحة وتغيير مجرياتها؛ كما تساعد الناس على التفكير في المواقف التي يكافحون لتخطيها، وإيجاد الجوانب الإيجابية التي يمكنهم الاستفادة منها في هذه المواقف.

تتضمن بعض أمثلة التفكير غير السوي في أثناء حدوث التغييرات في الحياة: إلقاء اللائمة على الآخرين، أو التركيز على التفاصيل السلبية، أو لعب دور الضحية؛ ويمكن لوجهات النظر هذه أن تجعل المراحل الانتقالية الحرجة أسوأ ممَّا نعتقد؛ في حين لو كانت نظرتنا إيجابية، لأمكننا أن نتعامل مع التغييرات بسهولة.

4. خصِّص وقتاً للتأمل الذاتي:

يعدُّ قضاء بعض الوقت في التفكير أمراً هاماً في جميع مراحل حياتك، ولكنَّه ذو أهمية بالغة، خصوصاً خلال الفترات الانتقالية والتغييرات. يعدُّ هذا الأمر بسيطاً للغاية، فكل ما نحتاجه هو الرجوع خطوة إلى الوراء والتركيز على المواقف عندما تسوء الأمور قليلاً.

نتيجة لذلك، تعدُّ التغييرات الكبيرة في الحياة أمراً مثالياً للقيام ببعض التأمل الذاتي، فهي فرص للتواصل مع أنفسنا وتحسين مزاجنا لبضع دقائق؛ وتتضمن تمرينمات التأمل الذاتي: التأمل أو ممارسة اليوغا أو كتابة اليوميات، وتتطلب كلها قضاء وقت هادئ لكي تستجمع قواك وتعيد ترتيب أمورك؛ حيث وجدت إحدى الدراسات أنَّ كتابة اليوميات تُحسِّن كفاءتك الذاتية، وقدرتك على التحكم والسيطرة والتعلم؛ كما يمكن أن يساعدك ضبط النفس على تحمل عملية التغيير، وهذا بحد ذاته سبب وجيه لتجربة التأمل الذاتي من خلال كتابة اليوميات.

أفكار أخيرة:

قد تؤثِّر فينا التغييرات الكبيرة في الحياة لبعض الوقت، لكنَّها ليست بذاك السوء الذي نتصوره في البداية؛ فإذا تعاملت مع الفترات الانتقالية في الحياة بطريقة إيجابية، يمكنك تحقيق النمو الذاتي الجاد والتفكير والوعي بسهولة.

نمِّ الشعور بالإيجابية، وجِد الطرائق المناسبة لتقليل القلق بشأن التغييرات الحاصلة في الحياة؛ وبمجرد قيامك بذلك، ستشعر بالامتنان لأنَّك نجحت في مواجهة التغييرات بأفضل الطرائق الممكنة.

السابق
دواء ايفوريكس – evorex لعلاج الوسواس القهري
التالي
4 استراتيجيات تساعدك على التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين

اترك تعليقاً