ثقافة عامة

5 استراتيجيات تساعدك على استئناف العمل بعد أن تفقد حماستك تجاهه

5 استراتيجيات تساعدك على استئناف العمل بعد أن تفقد حماستك تجاهه

نشعر في بعض الأحيان بفقدان الحماسة لاستئناف العمل، والإنهاك من الأمور التي تتزاحم على قائمة مهماتنا؛ فنرغب في الابتعاد وقضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أو تصفح آخر الأخبار، ولا نلبث أن نبتعد بأذهاننا عن العمل الواجب إتمامه ونماطل فيه؛ وما إن يجرفنا التشتت بعيداً، حتى يمسي التركيز على العمل مجدداً أو تحفيز أنفسنا أمراً صعباً.

ولمعرفة كيف تشعل حماستك وتستأنف العمل، إليك 5 استراتيجيات مثبَتة تساعدك على استئناف وإتمام أعمالك:

1. أخذ فترات استراحة محددة زمنياً:

قد نشعر بالحاجة إلى الانطلاق ودفع عجلة العمل إلى الأمام وإتمامه، لكنَّنا نحتاج أيضاً إلى أخذ فترات استراحة من العمل؛ وهذا ما أيَّدته إحدى الدراسات التي أشارت إلى أنَّ الاستراحات القصيرة تحسِّن تركيزنا وتعيد شحن طاقتنا وتزيد إنتاجيتنا؛ فأيَّاً كان الوقت الذي تخصصه لفترة الاستراحة، فإنَّها تمنحك الراحة، وتساعدك على أن تعود إلى أداء عملك وأنت مفعم بالتجدد والنشاط.

لذا، بدلاً من إجبار نفسك على استئناف العمل، جرب أخذ فترات استراحة مدروسة لشحن طاقتك والاستمتاع بتوقف مؤقت أنت بأمس الحاجة إليه؛ لكن تكمن الحيلة في معرفة متى ينتهي وقت الاستراحة، وعدم الانجرار وراء الراحة وإهمال العمل نهائياً؛ فعندما يدرك عقلك أنَّ فترة الاستراحة مؤقتة، تستفيد من الفوائد المتأتية من هذه الفترة إلى أقصى حد، فلا تنجرف في التفكير في أمور أخرى.

2. مكافأة نفسك على إتمام المَهمَّات:

عندما تشعر أنَّ عزيمتك قد خمدت، فإنَّ إيجاد الدافع هو أفضل طريقة لإيقادها من جديد؛ لذا عِد نفسك ببعض المكافآت في حال نجحت في إتمام المَهمَّة الحالية.

قد تكون هذه المكافأة بسيطة كنزهة في وقت العصر، أو تناول المثلجات، أو قضاء ساعة على ألعاب الفيديو بعد الانتهاء من العمل؛ إذ إنَّ أهم ما في الأمر أن تختار مكافآت تثير حماستك وتجعلك تتحرَّق شوقاً إليها.

سيعطيك توقع المكافأة الدافع لإنهاء المَهمَّة؛ ذلك لأنَّك قد ربطت المَهمَّة بالمكافأة المجزية التي ستحصل عليها بعد ذلك؛ فعلى سبيل المثال: إن كان عليك تقديم تقرير في نهاية يوم العمل، فعليك أن تَعِدَ نفسك بالاحتفاء بهذا الإنجاز وتناول العشاء في مطعمك المفضل، وسيمنحك التفكير في تلك الوجبة اللذيذة طوال اليوم حافزاً إضافياً لإنجاز المَهمَّة.

ليس عليك دوماً الانتظار حتى ينتهي عملك لتكافئ نفسك، حيث تُظهِر الأبحاث أنَّ المكافآت الدورية التي تسبق إتمام العمل تحسِّن الإنتاجية وترفع مستوى التركيز؛ لذلك بدلاً من الانتظار حتى تنهي المَهمَّة بأكملها للحصول على المكافأة الكبيرة، خطط لمكافآت أصغر خلالها، كأن تكون استراحة لتناول القهوة بعد القسم الأول من العمل، أو نزهة قصيرة بعد الثاني؛ فهذه الاستراحات القصيرة محددة بفترة زمنية معينة أيضاً، ومرتبطة بالمكافأة لتمنحك الدافع للاستمرار؛ حيث يمكن أن يساعدك هذا الدافع الإضافي في العودة إلى العمل وإنجاز المهمات دون مقاومة تُذكَر.

3. وضع قائمة مَهمَّات ذكية:

عندما تتراكم أعمالنا، يمسي استئناف العمل مرة أخرى أمراً محبطاً؛ والمشكلة أنَّ المهمات التي علينا إنجازها في هذه الأيام قد تضاعفت كثيراً، فأصبح مجرد الشروع بها يُثقِل كاهلنا.

عندما تكون قائمة مهماتنا ملأى، سيخبرنا حدسنا بألَّا ننجز أيَّاً منها، وقد لا نجرؤ حتى على النظر إلى هذه السلسلة الطويلة من الأعمال الواجب إنجازها؛ لذا بدلاً من التركيز على جميع هذه المهمات الموجودة، ضع قائمة مهمات عملية؛ إذ لا تناسب قائمة المهمات الشمولية التي نُدرِج فيها جميع مهماتنا دفعة واحدة الجميع؛ ذلك لأنَّها تصيبهم بالإحباط حتى قبل أن يباشروا بها؛ لذا من الحري بهم أن يضعوا قائمة يحددون فيها الأولويات التي يجب عليهم إتمامها أولاً.

إن أردت البدء بالمهمات الصغيرة، فضع قائمة بجميع المهمات التي عليك إنجازها، ثم حدد أكثر 3 مهمات إلحاحاً، وضع الباقي جانباً؛ فعندما نحصر تركيزنا على 3 مهمات فحسب، نكون بذلك قد حددنا أهمها وأعظمها تأثيراً، ناهيك عن أنَّ القيام بثلاث مهمات أسهل بكثير من خمسين مَهمَّة تتزاحم على قائمتنا؛ لذا احشد الحوافز لاستئناف العمل فحسب، إذ لا تَصعُب ثلاثة مهمات على أحد.

عندما ننجز هذه المهمات الثلاثة قبل انتهاء المهلة المحددة، علينا أن نتابع العمل ونختار ثلاث غيرها، ثم تليها ثلاث أخرى، وهكذا دواليك؛ فعندما نجزِّئ القائمة إلى مجموعات من ثلاث أولويات، سنتمكن من التغلب تدريجياً على الإحباط وزيادة فرص إتمام هذه المهمات.

الأمر المثير للدهشة هو أنَّنا عندما نختصر هذه القائمة إلى ثلاث مهمات، يصبح إنجاز مزيد منها أمراً ممكناً؛ ذلك لأنَّنا نعمل على تقسيم المهمات إلى مجموعات صغيرة من السهل إنجازها، ممَّا يقلل من الإحباط، ويزيد من الإنتاجية، ويُبقِي على جذوة التحفيز الضرورية لإتمامها جميعاً.

4. طلب المساعدة:

ينص قانون نيوتن في القصور الذاتي (Newton’s Law of Inertia) على أنَّ كل جسم مادي قاصر عن تغيير حالته من السكون أو الحركة ما لم تؤثر فيه قوة تغير من حالته؛ وبعبارة أوضح: من غير المحتمل أن تقدر على النهوض مجدداً ما لم تحصل على شيء من الدعم.

لا شيء أصعب من البدء مجدداً في عمل ما بعد أن تتوقف عنه؛ لهذا السبب فإنَّ احتمال أن نرغب في المتابعة دون تلقي مساعدة خارجية ضعيف للغاية، ويعني هذا أنَّنا نحتاج عنصراً خارجياً ليشجعنا كالأصدقاء أو الزملاء.

إن شعرت أنَّك عاجز وغير قادر على استئناف العمل، فحريٌّ بك أن تطلب الدعم من شخص يمنحك جرعة من التشجيع؛ لذا اطلب النصائح من أصدقائك علَّك تجد فيها ما يمدك بالإلهام، أو اتصل بصديق في كل مرة تشعر فيها بعدم الرغبة في العمل، أو استعن ببعض الأفكار الجديدة التي تمنحك أفقاً جديداً للتعامل مع المشروع الذي بين يديك.

لقد بيَّنت الدراسات أنَّ بإمكان الدردشة القصيرة مع الأصدقاء والزملاء أن تحفز مناطق في الدماغ مسؤولة عن التركيز والتخطيط ووضع الأولويات والتنظيم أيضاً، ممَّا يعني أنَّ طلب المساعدة من الآخرين يحسِّن وظيفة الدماغ ويجعله أكثر فاعلية؛ لذا كلما شعرت بالعجز، لا تتردد في طلب المساعدة، وابحث عن شخص يعطيك التحدث معه دافعاً للعودة إلى العمل.

5. البدء بخطوات صغيرة فحسب:

إنَّ أصعب ما في استئناف العمل هو العودة إليه ومواجهة صعوباته ومشكلاته، أو البدء به من جديد؛ لكن يتكوَّن كل مشروع ضخم من مجموعة من الخطوات الصغيرة والبسيطة؛ حيث يبدأ الطلب بكلمة واحدة، وتبدأ المكالمة الهاتفية بطلب رقم واحد، وتبدأ المبادرات الجديدة برسالة إلكترونية واحدة، ويبدأ كل طريق في هذه الحياة بخطوة.

قد يُشعِرك البدء بمشروع جديد بالإحباط، خصوصاً عندما لا تملك أدنى فكرة عن كيفية إتمامه بالكامل، أو إذا كانت النتائج مبهمة بالنسبة إليك؛ لكن لا يجب أن تكون الأمور على هذه الصورة، بل يجب أن تباشر العمل فحسب؛ فعلى سبيل المثال: لو كنت تعاني من مشكلة قفلة الكاتب، فكل ما عليك فعله هو البدء بكتابة: “أنا لا أعرف ماذا عليَّ أن أكتب، لكنَّني أعتزم الكتابة اليوم؛ لذا سأستمر في المحاولة إلى أن أصل إلى فكرة ما”، وستكون بذلك قد بدأت بالفعل، وأزحت العقبة الأكبر عن طريقك من خلال ملء الصفحة الفارغة أمامك بالكلمات.

ربَّما لم يتكوَّن لديك وضوح في الرؤية بعد، لكنَّك على الطريق الصحيح لبلوغها؛ فعندما تبدأ عملية الكتابة مجدداً، يرفع دماغك من أدائه، ويضبط نفسه على وضع العمل؛ لذا ابدأ العمل حالاً، ولا تنتظر التحفيز؛ إذ سيكون الانخراط في العمل كفيلاً بتعزيز زخمك ورغبتك في الاستمرار.

الخلاصة:

يعمل العقل في “وضع العمل” بطريقة تختلف عن عمله في “وضع الراحة”، ممَّا يصعِّب الانتقال من وضع إلى آخر؛ لهذا السبب نحن بحاجة إلى استراتيجيات مثبتة لتساعدنا على استئناف العمل وإنجاز المهمات الضرورية في قائمتنا.

عندما تعتمد هذه الاستراتيجيات الخمسة لاستئناف العمل، ستكون قادراً على إنجاز مهماتك على أكمل وجه؛ وكلما بكَّرت في استئناف العمل، أنهيت المهمات واستمتعت بوقت الفراغ دون أن تشغل ذهنك بأشياء لا طائل منها.

السابق
ان دور النحلة في عملية تكاثر نبات مغطى البذور هو
التالي
اللافلز الوحيد الذي يوجد في يسار الجدول الدوري هو

اترك تعليقاً