ديني

ما هي العقيقة

شروط العقيقة وعمرها

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنّ الذي يُشترَط في الأضحية يُشترَط في العقيقة؛ من حيث جنس العقيقة، وسنّها، وسلامتها من العيوب، وفي ما يأتي توضيح ذلك:

جنس العقيقة

وردت في العقيقة بعض الأحاديث التي ذُكِر فيها الغنم دون غيره كبيان لجنس العقيقة، ومن هذه الأحاديث ما رُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمرهم عن الغلامِ شاتانِ مُكافَئَتانِ ، وعن الجاريةِ شاةٌ)،وقد اتّفق الفقهاء على صحة العقيقة من الغنم، أمّا إن كانت من غير الغنم، فقد اختلف فيها الفقهاء على قولَين، هما:

  • القول الأول: وهو ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة والمشهور عند المالكية بصحة العقيقة من الغنم والإبل والبقر، وقد استدلوا بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: (مع الغُلَامِ عَقِيقَةٌ، فأهْرِيقُوا عنْه دَمًا)، فلفظ الدم الوارد عام لم يُخصّص؛ لذا صحّت العقيقة بغير الغنم.
  • القول الثاني: وهو مذهب الظاهرية ورواية عن الإمام مالك بعدم صحة العقيقة من غير الغنم، وقد استدلّوا بأنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- كان يَعقّ بالشياه ويأمر بها، وفعله يُحمَل على الوجوب، ورُوي عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّه قِيل لها أن تَعقّ جزوراً عن ابن أخيها عبدالرحمن بن أبي بكر، فقالت: (معاذَ اللهِ، ولكن ما قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: شاتانِ مُكافَئتانِ).

سلامة العقيقة

من العيوب العقيقة قربة لله -تعالى-، فلا بدّ أن تكون طيبة سليمة من العيوب؛ لذا ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بأنّه يُجتنَب في العقيقة ما يُجتنَب في الأضحية من العيوب، وهناك أربعة عيوب لا تجوز في الأضاحي، وقد بيّنها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى)،فلا يجوز أن يُعَقّ بالعوراء البيّن عورها، ولا العرجاء البيّن عرجها، ولا المريضة البيّن مرضها، ولا المكسور طرف من أطرافها الأربعة، كما لا يجوز أن يُعَقّ بالعمياء التي هي أشد عيباً من العوراء، وهكذا في كلّ العيوب لا يجوز العيب الأشدّ، ولا خلاف بين العلماء في ذلك.

عمر العقيقة

من شروط صحة العقيقة عند جمهور الفقهاء أن تَبلُغ العقيقة السنّ المُعتَبر شرعاً كما هو الحال في الأضحية؛ فتكون العقيقة بالبقرة إذا أتمّت السنتَين من عمرها ودخلت في الثالثة، والإبل إذا أتمّت الخمس سنوات ودخلت في السادسة، والماعز إذا أتمّت السنة ودخلت في الثانية، والجذع* من الضأن إذا أتمّ ستّة أشهر ودخل في السابع.

توزيع العقيقة

كيفية توزيع العقيقة

لقد استحبّ العلماء والفقهاء أن يتمّ توزيع العقيقة، على نفس تقسيم الأضحية، إلى ثلاثة أثلاث، حيث قال الإمام أحمد: (نحن نذهب إلى حديث عبد الله: يأكل هو الثّلث، ويطعم من أراد الثّلث، ويتصدّق على المساكين بالثّلث)، وأمّا بعض العلماء قالوا: (تجعل نصفين: يأكل نصفاً، ويتصدّق بنصف)، في حين قال ابن قدامة: (ولنا ما رُوي عن ابن عباس في صفة أضحية النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال: ويطعم أهل بيته الثّلث، ويطعم فقراء جيرانه الثّلث، ويتصدّق على السّؤال بالثّلث )، رواه الحافظ أبو موسى الأصفهاني في الوظائف، وقال: حديث حسن

وأمّا في ما يخصّ العقيقة، فهي كما قال الخرقي: (وسبيلها على ما تقدّم، فلا يشترط أن توزّع على ثلاثة أقسام، بل يجوز أن يوزّعها أثلاثاً، أو نصفين، أو أن يأكلها كلها، أو أن يتصدّق بها كلها، أو أن يعمل عليها وليمةً، لكنّ الأفضل أن يأكل منها ويتصدّق).

وقت العقيقة

الأفضل في اليوم السابع، وإذا ذبح بعد ذلك فلا بأس، لكن الأفضل مثلما قال ﷺ: تذبح عنه يوم سابعه العقيقة، هذا هو الأفضل، تقول عائشة رضي الله عنها: إن فاتت ففي أربعة عشر، فإن فاتت ففي إحدى وعشرين.
ثم لا توقيت لها، ولكن بكل حال بعد السابع لا توقيت لها.

فوائد العقيقة

شرع الله ورسوله العقيقة للمولود، وتظهر الحكمة من مشروعيّتها من خلال نقاطٍ كثيرة، يُذكَر منها أنّها:

  • قُربة يتقرّب بها الإنسان إلى الله -تعالى- في بداية وقت خروج مولوده إلى الدنيا، وفدية له من المصائب كما افتدى الله نبيّه إسماعيل بكبش عظيم، وفي ذلك اتّباع لهدي النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-؛ فقد كانت العرب في الجاهلية يذبحونها ويُسمّونها عقيقة، ويقومون بتلطيخ رأس المولود بالدم، فنهاهم الإسلام عن التلطيخ بالدم، وأقرّهم على الذبح، وينبغي للمُسلم أن تكون نيّته لله على سبيل النُّسك، كالأُضحية، وفيها أيضاً إثبات الولد لأبيه.
  • شكرٌ لله -سبحانه- على نعمة الولد التي تُعَدّ من كُبرى نِعَم الله على الإنسان؛ فهم زينة الحياة الدنيا كما قال الله -تعالى-: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، ومن فطرة الله التي فطر عباده عليها أنّهم يفرحون بقدوم الولد، فتكون العقيقة من باب تأدية الشكر لله؛ وذلك لأنّ الولد هو المقصود من الزواج، فإذا كان الطعام مشروعاً في الوسيلة وهو الزواج، فمن باب أولى أن يكون مشروعاً عند بلوغ الغاية وهو الولد.
  • اكتسابٌ للخير في الدنيا والآخرة، وقد روي عن الإمام أحمد أنّ من لم يجد ما يَعقُّ به، فإنّ له أن يستدين ليُطبّقَ سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ويرجو أن يُعوّضه الله، وفيها حصول أجر تطبيق سُنّة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، ورجائه بالتعويض من الله في الرزق، والمباركة في الولد

العقيقة عند الشيعة

هم أحكام العقيقة عند الشيعة :
1- العقيقة هي ذبح حيوان عن المولود لأجل سلامته ، ويستحب أن يكون ذلك في اليوم السابع من ولادته ، وإلا فما بعده .
2- لا فرق في المولود بين أن يكون ذكراً أو أنثى .
3- يستحب أن يُعقّ عن الذّكر بحيوان ذكر وعن الأُنثى بأُنثى ، ولكن لا يجب ذلك .
4- إن لم يُذبح عنه يستحب له أن يذبح عن نفسه إذا كبر ، وإذا لم يفعل حتى مات استُحب لورثته أن يعقوا عنه بعد موته .
5- لا بد أن تكون العقيقة من أحد الأنعام الثلاثة : الغنم – ضأناً كان أو معزاً – والبقر والإبل .
6- لا يشترط في الحيوان الذي يذبح للعقيقة أي شيء من حيث العمر أو المواصفات فيكفي أي حيوان من الغنم أو البقر أو الإبل ، نعم يستحب أن يكون سميناً ، وسليماً من العيوب ، وأن يكون عمره أكثر من من خمس سنين في الاِبل ، وأكثر من سنتين في البقر والمعز ، وأكثر من سبعة أشهر في الضأن .
7- يجوز توزيع لحم العقيقة على الفقراء مطبوخاً أو غير مطبوخ ، لكن يستحب طبخ العقيقة وأن تصنع وليمة ويدعى لها جماعة من المؤمنين الفقراء أقلهم عشرة ، وكلما كثر عددهم كان أفضل ، يأكلون ويدعون للمولود .
8- يكره لأب المولود أن يأكل من عقيقة ولده ، وكذا عيال الأب .
9- هل يجوز لأم المولود أن تأكل من العقيقة ؟ فيه خلاف ، قال بعض العلماء لا تأكل منها على الأحوط وجوباً ، وقال آخرون ومنهم السيد السيستاني يكره لها الأكل كالأب ولكن الكراهة بالنسبة إليها أكثر .
10- يستحب أن يعطى للقابلة ربع العقيقة والأفضل أن تعطى الرجل والورك .
11- يجوز تكسير عظام العقيقة ولكن الأفضل عدم التكسير ، بل يفصل اللحم من دون تكسير العظام تفأّلاً بسلامة الولد .
12- لا يستحب لف العظام بخرقة بيضاء ودفنها ، فيجوز رمي العظام وعدم دفنها .
13- لا يكفي بدل ذبح العقيقة إعطاء ثمنها للفقراء . نعم تجزي عنها الاَضحية، فمن ذبح أضحية في عيد الأضحى كفى ذلك عن العقيقة .
14- يستحب الدعاء عند ذبح العقيقة ، فيقول : ” بسم الله وبالله والحمد لله والله أكبر إيماناً بالله وثناءً على رسول الله صلى الله عليه وآله والعصمة لأمره والشكر لرزقه والمعرفة بفضله علينا أهل البيت ” فإن كان ذكراً فقل : ” اللهم إنك وهبت لنا ذكراً وأنت أعلم بما وهبت ، ومنك ما أعطيت ، وكل ما صنعنا فتقبله منا على سنتك وسنة نبيك ورسولك صلى الله عليه وآله ، واخسأ عنا الشيطان الرجيم ، لك سفكت الدماء لا شريك لك والحمد لله رب العالمين ”

شروط العقيقة من البقر

جاء في الموسوعة الفقهية: يرى الحنفية، والحنابلة، وهو مذهب المالكية، والمشهور عند الشافعية، أن الثني من البقر، والجاموس ما استكمل سنتين ودخل في الثالثة، وذهب المالكية في قول: وهو ما رواه حرملة عن الشافعي، إلى أنه ما استكمل ثلاث سنين، ودخل في الرابعة. وللشافعية قول ثالث: وهو أن الثني من البقر ما استكمل سنة. انتهى.

السابق
طريقة عمل الحريرة
التالي
مضار الكركديه

اترك تعليقاً