القرآن الكريم

إبليس في القرآن

حوار الله مع إبليس في القرآن

أسماء إبليس

يقول المبيدي: ومعنى ابليس: اليائس، يعني أبلس من رحمة الله. وقبل أن يشتهر بهذا الاسم كان يدعى: عزازيل. وقالوا: الحارث، وكنيته: أبو كردوس.

وفي رواية أخرى يرى عدد من اللغويين أن لفظة ( ابليس ) هي لفظة أعجمية معربة عن اللغة الإغريقية لكلمة “Diabolos” لتي تعني شيطان . ويقولون أن كلمة Diable الفرنسية الأصل وكلمة devil الإنكليزية الأصل مأخوذتان من الجذر اليوناني.

لماذا إبليس كان يعيش مع الملائكة

لم يكن إبليس من الملائكة لأنه ليس ملك، وإنما كان من الجن العابدين لله في الأرض فكرّمه الله سبحانه برفعه للملأ الأعلى مع الملائكة، لأن إبليس مخلوق من نار، خلافاً للملائكة الذين خلقهم الله من نور. وهو أصل البقية الباقية من الجن كما أن آدم أصل البشر.

فلقد كان من الجن العابدين لله في الأرض، ومن عبادتهِ لله كرمهُ برفعهِ في الملأ الأعلى، والدليل على ذلك كما ورد في القرآن: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ)سورة الكهف، لذلك علل العصيان في الآية لأنه من الجن بينما الملائكة لا يعصون ربهم أبدا، وبالتالي عصى الله بامتناعهِ عن السجود لآدم لأنه من الجن.

أبناء إبليس

– ما تم تداوله في القرآن الكريم أن لإبليس ذرية، حيث قال الله في كتابه العزيز أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا.

– وحول ما إن كان إنجابه عن طريق البيض أم الإنجاب، قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا تكن أول من يدخل السوق ولا آخر من يخرج منها ، فيها باض الشيطان وفرخ .

– وتم تأكيد أن لإبليس في سورة الكهف حيث قال الله تعالى، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاء مِن دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلً.

الفرق بين إبليس والشيطان

ما الفرق بين ابليس والشيطان:
ابليس: هو من اخرج آدم علية السلام من الجنة
اسمة الحقيقى .. عزازيل.
كان من الجن الصالح فى الارض فلما امر الله الملائكة
بتطهير الارض من الجن وجدوة على تقوى فأمرهم المولى
بأن يصعدوا بة الى السماء…
فلما قال سبحانة وتعالى للملائكة… انى جاعل فى الأرض خليفة
والمقصود بخليفة هنا اى خليفة للجن على حسب قول العلماء
فالخليفة يأتى بعد من هم قبلة وماتوا او انتهوا
وليس كالقول الشائع ان الانسان خليفة لله تعالي في الأرض
فالله لم يمت حتي يأتي من بعدة خليفة
فلما خلق الله تعالى ادم علية السلام
حقد علية عزازيل لأسباب وهى
1. قولة تعالى : انى جاعل فى الارض خليفة..
اى ان الانسان خليفة للجن فى الارض وعزازيل من الجن.
2.قولة تعالى : وعلمنا ادم الأسماء كلها..
وهذا يعنى ان الله قد علم عزازيل الاسماء ولكن ليست كلها
فميزة عنه فغار منه
3. لما امر الله تعالى الملا ئكة بالسجود لآدم
قال تعالي : وقلنا أسجدوا لآدم

وهنا أبى ابليس وفسق عن أمر ربه
وفسق بمعنى خرج.. والفاسق هو الخارج عن امر الله
أما الكافر فهو ما غطي علي عملة بما يمحوة
والفعل كفر بمعني غطي .. نقول الفلاح كفّار أي يكفر علي البذور
وعندنا في مصر : محافظاة كفر الشيخ , ومحافظات اخري تبدا بكلمة كفر
وهي بلاد يسكنها فلاحين يزرعون ويكفرون علي البذور
كمان أن الكلمة الأنجليزية cover مأخوذة من كلمة كفر .. وهي بمعني غطى

نرجع لموضوعنا تاني
بدأت عداوة ابليس لبنى آدم
وقد سمى أبليس من الفعل أبلس
ومعناها يأس….. فأبليس يعنى اليائس

اما الشيطان…..
فهو من ابتعد عن صراط الله المستقيم
شيطان من شط….. وهى بمعنى البعد
فلو انت فى البحر ورأيت على بعد اليابس تقول : ها هو الشط
وحين نقول شط عن الموضوع اى بمعنى ابتعد عنه
فجائت كلمة شيطان لكل من ابتعد عن سراط الله المستقيم
من الانس او الجن:
و احيانا يكون شياطين الانس امكر واخطر من شياطين الجن
ويحكى ان فرعون كان له حمام (أكرمكم الله ) لا يدخلة أحد غيره
فدخل يوم فوجد فية شخص واقف … فغضب وقال له من انت..
قال له انا ابليس..
قال له انت ابليس الذى تأمر الناس بالمعاصى أخرج من هنا يا ايها الفاسق
قال له انتظر… انا أمر الناس بالبعد عن عبادة الله
وانت تـامرهم ان يعبدوك انت

وللعلم فابليس مؤمن بالله ولا يحلف إلا به
والدليل قولة وعذتك وجلالك لأغوينهم

وفى الختام ارجو ان تكونوا عرفتم الفرق بين ابليس والشيطان
وللعلم فإن ابليس عايش إلى يومنا هذا …وعرشة على الماء
وقد تواجد في غزوة بدر وخاف أن يُقتل هناك وقال لربة الم تملهني إلي يوم يبعثون
وهو يرسل جنودة من الشياطين .. واكثرهم قرب له اكثرهم فتنة للناس
وأكثر ما يسعد ابليس هو التفريق بين الرجل وزوجتة
فيأتية الشيطان فيقول لة من ماذا فعلت
فيقال له جعلت فلان يسكر
فيقول لة غدا يتوب
فيأتية آخر فيقول لة ماذا فعلت
فيقال له جعلت فلان يزني
فيقول له غدا يتوب
حتي يأتة أخر فيقول لة ماذا فعلت
فيقال له فرقت بين فلان وزوجه
فيقول أنت أنت

وفى الختام أقول:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

القرآن والشيطان

مفهوم “الشَّيطان” في القرآن الكريم:

تمهيد:

سنحاولُ البحثَ في مقالتنا هذه عن معاني ودلالات كلمة “الشَّيطان” المُستخدمة بكثرة في كتاب الله تعالى، ونجدُ من المناسب أن نبدأ مقالتنا بتبيان المعنى اللغوي لتلك الكلمة قبل أن نخوضَ في فهم استخداماتها في القرآن الكريم.

  1. الشَّيطان في اللغة العربيَّة:

(شَطَنَ) الشِّينُ وَالطَّاءُ وَالنُّونُ أَصْلٌ مُطَّرِدٌ صَحِيحٌ يَدُلُّ عَلَى الْبُعْدِ .

الشَّيْطَانُ النون فيه أصليّة ، وهو من: شَطَنَ أي: تباعد، ومنه: بئر شَطُونٌ، وشَطَنَتِ الدّار، وغربة شَطُونٌ  .

قال أبو عبيدة : الشّيطان اسم لكلّ عارم من الجنّ والإنس والحيوانات .

والشَّيْطانُ: فَيْعال مِنْ شَطَنَ إِذا بَعُدَ فِيمَنْ جَعَلَ النُّونَ أَصلًا، وَقَوْلُهُمُ الشَّيَاطِينُ دَلِيلٌ عَلَى ذَلِكَ. وَالشَّيْطَانُ: مَعْرُوفٌ، وَكُلُّ عَاتٍ مُتَمَرِّدٍ مِنَ الْجِنِّ والإِنس وَالدَّوَابِّ شَيْطَانٌ، وتَشَيْطَنَ الرَّجُلُ وشَيْطَن إِذا صَارَ كالشَّيْطان وفَعَل فِعْله، وَقِيلَ: الشَّيْطَانُ فَعْلان مِنْ شاطَ يَشيط إِذا هَلَكَ وَاحْتَرَقَ مِثْلُ هَيْمان وغَيمان مِنْ هامَ وغامَ .

يُفهمُ من التعريف اللغوي لكلمة “الشَّيطان” أنَّها تُطلَقُ على كلِّ مبتعدٍ عن الحقِّ مُتمرِّدٍ عن أوامر الله تعالى، سواء أكان من الجنِّ أو الإنس.

  1. الشَّيطان في القرآن الكريم:

وردَ لفظُ “الشيطان” في ثمانٍ وستين آية من القرآن الكريم، وبصيغة الجمع “الشياطين” في سبع عشرة آية، وبصيغة النكرة “شيطاناً” في آيتين، وبلفظ “شياطينهم” في آيةٍ واحدة.

وصًفَ اللهُ تعالى إبليسَ بالشَّيطان لأنَّه تمرَّدَ على أمر الله تعالى له بالسجود لآدم، أي لأنَّه ابتعدَ عن الحقِّ وتحدَّاه:

“قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا”. (الإسراء 17 /22)

وقد كان آدم وزوجه أوَّلَ ضحايا الشَّيطان، فقد استجابا لوسوسته لهما فكانت النتيجة أن أخرجهما من الجنة التي أسكنهما اللهُ تعالى فيها:

“وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ، قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ، قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ، قَالَ أَنظِرْنِي إِلَىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ، قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ، قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ، ثُمَّ لَآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ ۖ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ، قَالَ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْءُومًا مَّدْحُورًا ۖ لَّمَن تَبِعَكَ مِنْهُمْ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكُمْ أَجْمَعِينَ، وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلَا مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ، فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ، فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ” الأعراف (7/ 11_22).

لقد تحوَّل إبليسُ إلى شيطان بإرادته، لأنَّه هو الذي اختارَ أن يعصيَ أمر الله ويتمرَّدَ عليه، وهو الذي طلبَ من الله تعالى مهلةً يجلسُ خلالها على صراط الله المستقيم لمحاولة صدِّ النَّاس عن السَّير على ذلك الصِّراط.

“وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَىٰ آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا، وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ، فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ، إِنَّ لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَىٰ، وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَىٰ، فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ، فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ۚ وَعَصَىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَىٰ، ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَىٰ، قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ، وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَىٰ” طه (20/ 115_124).

كما رأينا من خلال الآيات، فالشَّيطانُ يعملُ دائماً على إبعاد النَّاس عن تعليمات الله، لذلك تذكرُ آياتٌ كريمةٌ عديدة أنَّ الشَّيطانَ عدوٌّ مبينٌ للإنسان، وتحذِّرنا تلك الآيات من اتباع خطوات الشَّيطان ومن العمل وفق وساوسه:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ۚ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، إِنَّمَا يَأْمُرُكُم بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ” البقرة (2/ 168_169).

“يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۗ إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ ۗ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ” الأعراف (7 /27).

“قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَىٰ إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ” يوسف (12 /5).

من صفات الشَّيطان هي أنَّه يعدُ النَّاس بالفقر ويأمرهم بالفحشاء والمنكر، فهو يقوم بوظيفة تحريض النَّاس على مخالفة تعليمات الله تعالى:

“الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ” البقرة (2 /268).

ويُذكِّرنا اللهُ تعالى بأنَّ وعودَ الشَّيطان فارغةٌ وبأنَّها عبارةٌ عن أوهامٍ وخداعٍ لهم:

“إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا، إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَّرِيدًا، لَّعَنَهُ اللَّهُ ۘ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا، وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا، يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا” النِّساء (4/ 116_120).

ومن وظائف الشَّيطان أيضاً أنَّه يسعى إلى إيقاع العداوة والبغضاء بين النَّاس، ويستغلُّ لتحقيق ذلك فعل النَّاس للمحرَّمات التي نهانا اللهُ عنها:

“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ، إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ” المائدة (5/ 90_91).

ويسعى الشَّيطانُ دائماً إلى تزيين الأفعال المخالفة لأوامر الله تعالى لتبدوَ في نظر فاعلها شيئاً جميلاً، وبذلك يسهل عليه ارتكابُ المُحرَّمات ومخالفة أوامر الله تعالى:

“وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُم بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ، فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ” الأنعام (6/ 42_43).

ويقولُ تعالى في آيةٍ أُخرى:

“وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ، وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَّكُمْ ۖ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكُمْ إِنِّي أَرَىٰ مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ ۚ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ” الأنفال (8/ 47_48).

إنَّ الاستجابة الدَّائمة لوساوس الشَّيطان تُبعدُ الإنسانَ شيئاً فشيئاً عن الله تعالى، فيصبحُ ذلك الإنسانُ صديقاً حميماً للشَّيطان وقريناً له:

“وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ، وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ، حَتَّىٰ إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ، وَلَن يَنفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذ ظَّلَمْتُمْ أَنَّكُمْ فِي الْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ” الزُّخرف (43/ 36_39).

إنَّ الوصولَ إلى مرحلة الاقتران بالشيطان هي أسوأُ مرحلةٍ يمكن أن يصلها الإنسان، فلا قرينَ للإنسان أشدُّ ضرراً عليه من الشَّيطان:

“وَالَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ ۗ وَمَن يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينًا فَسَاءَ قَرِينًا” النساء (4 /38).

والاستجابةُ الدَّائمة لوساوس الشَّيطان هي مفتاحُ الانضمام إلى حزب الشَّيطان، ولا يُمكن أن ينتصرَ حزبُ الشيطان أبداً:

“يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ ۖ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ ۚ أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْكَاذِبُونَ، اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ” المُجادلة (58/ 18_19).

وقد حذَّرَ إبراهيمُ عليه السَّلام أباه من عبادة الشَّيطان، أي من الانسياق والتسليم الكامل لتعليمات الشَّيطان:

“يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا، يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا”. مريم (19/ 44_45).

لكنَّ الآيات الكريمة تُخبرنا أنَّ الشَّيطانَ بعد أن ينجحَ في أداء مهمَّته يتبرَّأُ من دوره في المعصية المرتكبة ويحاولُ الظهور بمظهر مَن يخاف الله ويتقيه:

“كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِّنكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ” الحشر (59 /16).

فالشَّيطانُ دائماً في حالة خذلانٍ لمَن يستجيبُ لوساوسه، لأنَّه كما رأينا من الآيات عدوٌّ للإنسان، فمَن يُريدُ النجاةَ من حبائل الشَّيطان وكيده فعليه أن يُدركَ تلك الحقيقة، أمَّا الشَّخصُ الذي ينظرُ إلى عدوِّه كصديقٍ حميمٍ فهذا حكمَ على نفسه بالهزيمة والخسران لأنَّ العدوَّ لن يرحمه أبداً:

“يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ۖ وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا ۚ إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ” فاطر (35/ 5_6).

“أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ، وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ، وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا ۖ أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ، هَٰذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ، اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ” يس (36/ 60_64).

ويوم القيامة سيكون شاهداً على تبرؤ الشَّيطان من أفعال تابعيه، وعلى نكوصه عن وعوده لهم، وفي ذلك اليوم سيندمُ تابعوه حيثُ لا ينفعهم النَّدم كما تُخبرنا الآيات الكريمة:

“وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ” إبراهيم (14 /22).

السابق
ما هي الحشرة التي تكلمت في القرآن
التالي
أسباب بحة الصوت عند الأطفال

اترك تعليقاً