أمراض الغدد

التهاب الغدة الدرقية

التهاب الغدة الدرقية

يُمثل التهاب الغدة الدرقية مجموعة من الاضطرابات والمشاكل الصحية المُتمثلة بوجود التهاب في الغدّة الدرقية، ويُشار إلى أنّ الغدة الدرقية تُمثل أحد الغدد الصّماء الموجودة في جسم الإنسان، حيث تقوم بإنتاج هرمونات هامّة تُساهم في عمليات الأيض وعمل الجسم، وفي سياق الحديث عن هرمونات الغدة الدرقية فيُشار إلى أنّ هذه الغدّة تستخدم اليود الذي يتمّ الحصول عليه عن طريق تناول الأطعمة الغنية به لصنع هرمونين رئيسين، ألا وهما ثُلاثي يود ثيرونين واختصارًا (T3)، وهرمون الثيروكسين واختصارًا (T4)، وتجدر الإشارة إلى أنّه من الضروري أن تبقى مستويات هذه الهرمونات ضمن المدى الطبيعي لها، ولتحقيق هذا التوازن تتكامل الغدة الدرقية في عملها مع منطقة تحت المهاد والغدة النّخامية.

وقد تتعرض الغدة الدرقية للإصابة من قبل عوامل غريبة متعددة؛ مما يؤدي إلى التهابها، أحد هذه العوامل هي الأجسام المضادة التي تعد السبب الأكثر شيوعًا لالتهاب الغدة الدرقية، أو العقاقير أو التعرض للإشعاع أو الإصابة بفيروس أو بكتيريا، وقد يحدث الالتهاب نتيجة لاضطرابات المناعة الذاتية.

التهاب الغدة الدرقية الصامت

تختلف أنواع التهاب الغدة الدرقية باختلاف مسبب المرض، ويُذكَر عدد من أبرز هذه الأنواع وفق ما يأتي:

  • مرض هاشيموتو: الذي يحدث بسبب مهاجمة الجهاز المناعي للغدة الدرقية، مما يؤدي إلى انتفاخها وإتلافها، وتدميرها مع مرور الوقت، ونتيجة ذلك لا تتمكّن الغدة من إنتاج كمية كافية من هرموناتها، مما يؤدي إلى معاناة المريض من أعراض خمول الغدة الدرقية؛ مثل: التعب، وزيادة الوزن، وجفاف الجلد، ويظهر انتفاخ الغدة الدرقية بشكل واضح في الرقبة، كما لا تُكتَشَف هذه الحالة عادةً بسرعة، بل قد يستغرق اكتشافها عدة أشهر أو حتى سنوات؛ ذلك لأنّ هذا المرض يتقدم ببطء شديد، ويصيب عادةً النساء اللائي تتراوح أعمارهن بين الثلاثين والخمسين عامًا، ولسوء الحظ لا يمكن علاجه، لكن تُعالج الأعراض.
  • التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد: هو نوع نادر يسبب الألم فيها، ويرافقه ظهور أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية متبوعًا بأعراض قصورها، وتتراجع خلال أشهر قليلة لكن تبقى الفرصة للإصابة بقصور الغدة ممكنة، وعادًة ما يسببه التهاب فيروسي، إذ يستجيب الجسم للفيروس بتضخم الغدة، الأمر الذي يؤثر في إنتاج هرموناتها. ويُعدّ هذا النوع من التهاب الغدة الدرقية أكثر شيوعًا بين النساء الذين تتراوح أعمارهن بين الأربعين والخمسين عامًا، كما أنّه يصيب الرجال من الفئة العمرية نفسها.
  • التهاب الغدة الدرقية الصامت: يحدث هذا النوع من الالتهاب نتيجة مهاجمة الأجسام المضادة للغدة الدرقية، وتظهر الأعراض متبوعة بأعراض قصورها، وتتراجع خلال 12-18 شهرًا، وقد يحدث قصور الغدة الدرقية المستديم.
  • التهاب الدرقية ما بعد الحمل: يحدث هذا النوع من الالتهابات بسبب مهاجمة الأجسام المضادة للغدة الدرقية بعد الولادة، وتظهر الأعراض فرط نشاط الغدة الدرقية بعد شهر إلى ثلاثة أشهر من الإصابة، ومن ثم تظهر أعراض قصور الغدة بعد أربعة إلى ثمانية أشهر من الإصابة، وتتراجع الأعراض عادةً بعد 12-18 شهرًا، وقصور الغدة الدرقية مستمر لكن يمكن علاجه.
  • التهاب الغدة الدرقية الذي تسببه الأدوية: يحدث هذا الالتهاب نتيجة استخدام الأدوية الموصوفة؛ كالأميودارون، والليثيوم، وإنترفيرون، والسيتوكين، وقد تظهر على المريض أعراض فرط نشاط الغدة أو قصور الغدة، وتستمر طول مدة أخذ الدواء.
  • الالتهاب الذي يسببه العلاج بالأشعة: يحدث بعد العلاج باليود المشع، أو بعد العلاج بالأشعة في بعض أنواع السرطانات، وتظهر على المريض أعراض قصور الغدة، وبعدها تتراجع، لكنّها قد تصيب المريض مرة أخرى، وعادةً ما تكون هذه الحالة دائمة، لكن يمكن علاجها.
  • التهاب الغدة الدرقية الحاد: يُسمّى بالتهاب الغدة القيحي أيضًا، وغالبًا ما تسببها البكتيريا أو غيرها من الكائنات الممرضة. وتشمل أعراضه: الألم في الغدة مع أعراض قصور الغدة، وتتراجع هذه الأعراض عادةً خلال عدة أشهر، ونادرًا ما تكون دائمة، ويمكن علاجها.

أعراض التهاب الغدة الدرقية في الحلق

تشمل أعراض التهاب الغدة الدرقية ما يلي:

  • ألم والتهاب في مكان الغدة: حيث يؤدي التهاب الغدة إلى حدوث ألم وحساسية في موقعها بالعنق.
  • زيادة الوزن: إذ قد يؤدي الاضطراب في الغدة إلى نقص الهرمونات التي تفرزها مما يسبب بطء معدل الحرق بالجسم.
  • فقدان الشهية: يسبب التهاب الغدة الدرقية فقدان الشهية لدى المريض بسبب الخلل الحادث في الأيض بالجسم.
  • سوء الهضم: نقص أو زيادة هرمونات الغدة الدرقية نتيجة الالتهاب يؤدي إلى مشاكل في الهضم والإمساك.
  • شعور بالبرودة والحرارة: يؤدي التهاب الغدة الدرقية إلى خلل في درجة حرارة الجسم.
  • الكسل والتعب: من أهم أعراض التهاب الغدة الدرقية هو الشعور بالكسل والتعب المستمر.
  • اضطراب نفسي: يسبب التهاب الغدة الدرقية حدوث اضطرابات نفسية.
  • مشاكل في الذاكرة: تؤدي اضطرابات الغدة الدرقية إلي مشاكل في الذاكرة.
  • تساقط في الشعر: من أكثر الأعراض شيوعاً لالتهابات الغدة الدرقية هو تساقط الشعر خصوصاً عند النساء.

علاج التهاب الغدة الدرقية المؤقت

في حال تشخيص إصابتك بالتهاب الغدة الدرقية، فقد يصف لك الطبيب بعض أنواع الأدوية للسيطرة على الأعراض، مثل دواء ليفوثيروكسين (Levothyroxine) وهو بديل اصطناعي للهرمون الطبيعي الذي تنتجه الغدة الدرقية.

سيتحتم عليك تناول هذا الدواء يومياً طوال حياتك، ولكن عليك مراعاة ما يلي:

  • بعض الأدوية الأخرى تقلل من قدرة الجسم على امتصاص ليفوثيروكسين، لذا اخبر طبيبك عن أي دواء أو مكملات غذائية تتناولها.
  • في حال رغبت بالحمل من الضروري فحص هرمونات الغدة الدرقية باستمرار وإبلاغ الطبيب بذلك.
  • يجب التقليل من الحصة اليومية المتناولة من الألياف الغذائية نظراً لتأثيرها على قدرة الجسم لامتصاص الدواء.

علاج التهاب الغدة الدرقية بالعسل

يعدّ العسل من أكثر العلاجات الطّبيعية أمانًا لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية؛ وذلك بسبب محتواه المنخفض من اليود، كما يساعد العسل الجهاز العصبي. بالإضافة إلى إمكانية شرب عصير الليمون والعسل، والذي يعدّ من المشروبات اللذيذة والمغذّية، إذ يستخدم لعلاج حالات ارتفاع ضغط الدم، والأرق، والاضطرابات العصبيّة.

يجري تحضير عصير الليمون والعسل من خلال إذابة ملعقة من العسل في كوبٍ من المياه المعدنية، ثم إضافة نصف كوب من عصير الليمون، كما يمكن استخدام العسل للتخفيف من الأرق، ويتم ذلك من خلال خلط كوب من الحليب الدافئ مع ملعقةٍ من العسل وتناولها قبل الذهاب إلى السرير، مما يساعد على النوم.

السابق
تشخيص مرض الغدة الدرقية
التالي
دواء أكني مافي – Acne Mafee لعلاج الرؤوس السوداء

اترك تعليقاً