ديني

الصلاة في المسجد النبوي بكم صلاة

فضل الصلاة في المسجد الحرام

اختصّ الله -تعالى- المسجد الحرام بالكثير من الخصائص؛ مثل: زيادة الحسنات، ومُضاعفة الأجر والثواب، إذ إنّ الصلاة فيه تعدل مئة ألف صلاةً فيما سواه، لقول النبيّ عليه السلام: (صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ أفضلُ من مئةِ ألفِ صلاةٍ فيما سواهُ)،[١] ولكنّ الفقهاء اختلفوا في طبيعة الأجر؛ إن كان يشمل كُلّ الصلوات، أم أنّه مُقتصرٌ على الفرائض، وذهبوا في ذلك إلى قولين؛ الأول: أنّه خاصٌ بالفرائض ولا يشمل النوافل، وهو قول الجمهور من الحنفية، والمالكية، والحنابلة، والقول الثاني: إنّه يشمل الفرائض والنوافل على حدٍّ سواءٍ، والذي يبدو راجحاً أنّ الأجر مُختصٌ بالفرائض دون النوافل، ولكنّ الأجر المقصود مُقتصرٌ على المسجد المُتعارف عليه الذي تُقام فيه الصلاة، والذي لا يصحّ الطواف والاعتكاف إلّا فيه، وأمّا مُضاعفة الأعمال فتكون في جميع أرجاء الحرم.

هل الصلاة في مساجد مكة كالصلاة في المسجد الحرام ؟

الصواب أنها عامة؛ لأن الأدلة عامة وكل الحرم يسمى المسجد الحرام، والصلاة فيه مضاعفة في مساجد مكة كلها، ولكن ما حول الكعبة يكون أفضل لكثرة الجمع وللخروج من الخلاف، وإلا فالصواب أن كل الحرم يسمى المسجد الحرام ويمنع منه المشركون وتضاعف فيه الصلاة في جميع أجزاء الحرم.

كيفية الصلاة في المسجد النبوي

سُنن زيارة المسجد النبوي وآدابها

لزيارة مسجد النبي مجموعة من السُّنن والآداب، منها: الدُّخول إليه بِالرجل اليُمنى، وقراءة دعاء دخول المسجد، وهو قول: (بسم الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أعوذُ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسُلطانه القديم من الشيطان الرجيم، اللَّهمَّ افتح لي أبوابَ رحمتك)، ثمّ يُقدّم المرء رجله اليُسرى عند الخروج، ويقول زيادة على دُعاء الدُّخول: (افتَحْ لي أبوابَ فضلك)، ويُصلّي ركعتَين، ويدعو فيهما ما شاء من الدُّعاء، والأفضل أن يُصلّيهما في الروضة إن تيسّر له ذلك، ويزور قبر النبي، وقبرَي صاحبَيه؛ أبي بكر، وعمر، ويسلّم عليهم جميعاً، ويجمع بين الصلاة والسلام على النبيّ، لقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) والأفضل للمُسلم أن يستغلّ وقته بِالمُحافظة على صلاة الفريضة في المسجد، والإكثار من الذِّكر، والدُّعاء، والصلاة على النبيّ، ويُسَنّ لمن وصل المدينة أن يزور مسجد قباء؛ لحديث النبيّ: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَأْتي مَسْجِدَ قُبَاءٍ رَاكِبًا ومَاشِيًا فيُصَلِّي فيه رَكْعَتَيْنِ)

ولا يُشرَع لمن يزور مسجد النبي وقبره التمسُّح بِالحُجرة، أو تقبيلها، أو الطواف بها، ولا أن يسألَ النبيّ قضاء حوائجه، أو تفريج كُرباته؛ لأنّها لا تُسأل إلّا من الله، ويلزمه أن يكون مُتأدِّباً في حضرة النبيّ؛ فلا يرفع صوته في المسجد، ولا يُطيل البقاء عنده، وأن لا يُكثر من السلام عليه؛ لأنّه قد يُؤدّي إلى كثرة الزِحام، وارتفاع الصوت عند قبر النبيّ وإذا أراد المُسلم الرجوع إلى وطنه، فإنّه يُستحَبّ له أن يُودّع مسجد النبي بصلاة، ثُمّ يدعو بعدها بما شاء، ثُمّ يزور قبر النبي -عليه السلام-، ويدعو الله أن يصل إلى أهله سالماً، وأن لا يكون هذا آخر عهده بزيارة النبيّ، ويدعو أن يَردُّه الله إلى مسجد النبيّ في عافية.

صحة حديث الصلاة في المسجد الحرام

الصلاة في المسجد الحرام بكم صلاة

روى أحمد وابن ماجه عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
(صَلَاةٌ فِي مَسْجِدِي أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلَّا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ، وَصَلَاةٌ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَفْضَلُ مِنْ مِائَةِ أَلْفِ صَلَاةٍ فِيمَا سِوَاهُ).

فضل الصلاة في المسجد الأقصى

ورد في القرآن الكريم، وفي أحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلّم العديد من فضائل المسجد الأقصى وأهميته، وقد جمعتها في هذه الآيات من القرآن الكريم، وعشرات الأحاديث عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام منها:

جاء قول الله تعالى في سورة الاسراء :”سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ”، وهنا وصف الله المسجد الأقصى بـ “الذي باركنا حوله”، وهذا دلالة إلهية على بركة المسجد ومكانته عنده وعند المسلمين، فالأقصى هو منبع البركة التي عمت كل المنطقة حوله.

وجاء عن الصحابية ميمونة بنت الحارث أنها قالت: “يا رسول الله أفتِنَا في بيت المقدس، فقال: إِيتوهُ فصلُّوا فيه، وكانت البلاد إذ ذاك حربًا، فإن لم تأتوه وتصلّوا فيه فابعثوا بزيتٍ يُسرَج في قناديله”، وفي حديث آخر عن أم سلمة عن النبي عليه الصلاة والسلام أنها سمعت رسول الله يقول: “منْ أَهَلَّ بِحَجَّة أوْ عُمْرَة من المسجد الأقصى إِلى المسجد الحرام غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر” (سنن أبي داود ).

وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: “لا تُشَدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجدَ: مسجدِ الحرام، ومسجدِ الأقصَى، ومسجدي هذا”، كما روي عن أبو هريرة في صحيح البخاري وصحيح مسلم عن النبي عليه الصلاة والسلام قوله:”لا تشدُّ الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى “.

وعن جابر بن عبد الله، عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام أنه قال: “صلاةٌ في المسجدِ الحرامِ مائةُ ألفِ صلاةٍ، وصلاةٌ في مسجدِي ألفُ صلاةٍ، وفي بيتِ المقدسِ خمسمائةِ صلاةٍ”.

وعن أبي ذر الغفاري، عن رسول الله أنه قال: “صلاةً في مسجدي هذا (المسجد النبوي) أفضلُ من أَرْبَعِ صلواتٍ فيهِ (المسجد الأقصى)، ولَنِعمَ المُصَلى هُوَ، ولِيُوشِكَنَّ أَنْ لا يَكُونَ للرَّجلِ مثلُ شطنِ فرسهِ من الأرضِ حيث يَرَى مِنهُ بيتَ المقدسِ خيراً لَهُ مِنَ الدنيا جميعاً”، وفي رواية أخرى أن الصلاة في المسجد الأقصى تعدل مئتين وخمسين صلاة في غير المساجد الثلاثة.

وروى أحمد في مسنده عن ذِي الأصَأبِعِ قوله ،قلت يا رسول الله، إِنِ أبْتُلِينَا بعدك بالبقاء أين تأمرنا؟ قال: ” عليك ببيت المقدس فلعله أن ينشأ لك ذرية يعدون إلى ذلك المسجد ويروحون”.

السابق
عدد تكبيرات صلاة الميت
التالي
فوائد صلاة الليل

اترك تعليقاً