الأسرة في الإسلام

اهداف التربية الاسلامية

مفهوم التربية الإسلامية وخصائصها وأهدافها

مفهوم التربية الإسلاميّة

التربية الإسلامية هي نظام تربوي شامل يعدّ إنسان متكاملاً دينياً ودنيوياً اعتماداً على الشريعة الإسلامية وهو القرآن الكريم والسنة النبوية، ويعتبر مفهوم التربية الإسلامية مفهوماً شاملاً لكلّ ما يلزم لتربية الإنسان على الدين الإسلامي. من وجهة نظر العملية التربوية فإنّها تنظر للتربية الإسلاميّة من خلال المناهج التي تضعه للمادة الإسلاميّة المطروحة في المدارس، وهي كذلك تعليم للعلوم الإسلاميّة، كما أنّها تعتبر نظاماً تربويّاً مستقلاً ينبثق من التعاليم والتوجيهات الإسلامية، لهذا فإنّ التربية الإسلامية هي علم وأحد فروع التربية التي تجمع بين علوم الشريعة وعلم التربية في معالجة القضايا التربوية من خلال معالجة إسلاميّة صحيحة تتوافق مع ظروف الزمان والمكان، وبهذا هي تعني الآراء والمبادئ، والمفاهيم، والممارسات التربوية ذات الأصول الإسلامية المقررة في المناهج الإسلامية لتربية مسلم يطيع أوامر الله تعالى ويبتعد عن ما نهى عنه.

أهداف التربية الإسلاميّة

  • بناء شخصية مسلمة تؤمن بالله عزّ وجل بأنّ الله خلقها للعبادة واستخلفها على الأرض لإعمارها ومنع الفساد فيها، والسير على طريق الحق بالالتزام وطاعة أوامر الله تعالى ومنهج الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • ترسيخ عقيدة التوحيد أي أنّ الله وحده لا شريك له، ومن يشرك فقد كفر.
  • زرع الوازع الديني في المرء حتى يتقي المسلم الله ويشعر برقابته عز وجل، من خلال المحافظة على عقيدته.
  • إعداد فرد قادر على تطبيق العبادات من قول وفعل، والرقي بسلوكه والتخلق بأخلاق الإسلام الحميدة حتى يستمر بتعليم الإسلام لغيره، فالهدف الأسمى من التربية الإسلامية هو التعريف بالشريعة الإسلاميّة والتخلق بها لتحقيق أهداف دنيوية وآخروية.

خصائص التربية الإسلامية

تتميز التربية الإسلامية بالعديد من الخصائص التي تجعلها في مكانة رفيعة وتميزها عن غيرها من أنواع التربية غير الإسلامية، وهذه الخصائص هي:

  • الربانية: فإن الله تعالى هو الذي خلق الإنسان وهو الأكثر قدرة على معرفة ما يحتاجه وما يناسبه، وهذا يجعل التربية تتصف بالعدل والمساواة والقدسية، فلا يمكن لأي شخصٍ أن يعترض عليها وإنما يقدّسها وينفذها بصورتها، بينما مناهج التربية التي يضعها الإنسان تحتوي على الكثير من الأخطاء والثغرات نتيجة قصور عقل الإنسان في إحاطة جميع أنواع البشر وصفاتهم وخصائصهم، كما أن البشر يتفاوتون في مدى تقبلهم لما يؤمرون به، وعندما يكون هذا المنهج من عند البشر فإن بعض الأشخاص لا يقبلون به بسبب نعرة الفوقية وعدم الانصياع والانقياد، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحمَةٌ لِلمُؤمِنينَ وَلا يَزيدُ الظّالِمينَ إِلّا خَسارًا).
  • التكامل: ويقصد بذلك أن التعاليم التربوية المأخوذة من القرآن متكاملة وتشمل جميع مناهج الحياة، سواء كانت متعلقة بالأخلاق أو بالاقتصاد، أو بالسياسة، أو بالدين فبذلك يتحقق التكامل والتوافق والتوازن بين كل من الإنسان ونفسه، وبين الفرد والمجتمع الذي يعيش فيه، وبين كل مجتمع ومجتمع آخر.
  • الوضوح: فلا بد أن يكون منهج التربية واضحاً للجميع؛ ليستطيع أي شخصٍ فهمه وتطبيقه، فمنهج التربية في القرآن واضح غير معرض للنقصان ولا يشوبه شك أو غموض، فكل ما يخصه من أوامر أو نواهي أو توجيهات واضح تماماً.
  • الواقعية: حيث يجب أن تكون التربية واقعية؛ ليستطيع الإنسان تطبيقها، و هي تتمثل في التربية القرآنية، فهي واقعية تماماً وفقاً لأن البشر مختلفون بطبائعهم وصفاتهم، فهو منهج يتعامل مع البشر على مبدأ احتمالية الخطأ والصواب بعيداً عن الكمال، فلا كمال إلا لله وحده عز وجل، و يتمثل ذلك في قوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ).
  • اليسر والسهولة: إذ تتميز التربية القرآنية بالسهولة في تعاليمها و مبادئها و يتمثل ذلك من خلال قوله تعالى: (لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ …).
  • الإيجابية العملية (الفاعلية): فمن صفات التربية القرآنية الفاعلية أي أنها لا تقتصر فقط على تعلم العلم سواء كان دينياً أو دنيوياً فقط، ولكنها تتطلب أيضاً العمل بالعلم الذي اكتسبه الفرد وعدم كتمانه إضافة إلى تعليمه للناس، قال تعالى: (… وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّـهِ ومَا اللَّـهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).
  • التدرج: حيث إن عملية التربية لا تصلح إن تم التحول مرة واحدة بالسلوك بشكل مفاجئ، إنما تحتاج إلى التدرج فيها حتى نحصل على أفضل نتيجة من خلالها.
  • الشمول: ولتكون التربية صحيحة لا بد من أن تشمل جميع جوانب حياة الناس، دنيوياً وأخروياً؛ حيث يستطيع من يتبعها أن يطبقها كما جاءت، وأن تكون صالحةً لجميع أنواع الناس والأمم؛ للحصول على نتائج إيجابية جيّدة.

أهمية التربية الإسلامية

  • غرس معاني الإيمان بالله وبرُسله الكرام عليهم الصلاة والسلام، ومحبّة الناس وكراهية الشرّ وأهله ومحبّة الخير وأهله، وبالإيمان بالله يكون الوازع الذي يمنع الفرد من الوقوع في الخطأ والزلل في الآثام وبالتالي يسلم الفرد ويسلم غيره.
  • تقوية العلاقات الاجتماعيّة وزيادة أواصر المحبّة والودّ بين الناس من خلال النشأة الإسلاميّة لدى أفراد المُجتمع الإسلاميّ الذي تربّى على معاني احترام الآخرين والإحسان للغير وصلة ذوي القُربى والأرحام.
  • إنشاء جيل مُسلم ذو فِكر معتدل ومستنير وبعيد كُلّ البُعد عن معاني التطرّف والإرهاب لأنّ تعلّم الإسلام والتربية عليه هوَ الحِصن والمناعة لدى المُجتمع من العيّنات التي أخذت الدين بجهل وبدون عِلم واطّلاع.
  • تحقيق الأمن والسلم المُجتمعي من خلال الأجيال التي عرفت الحلال من الحرام فابتعدت عن السرقة والزنا والخيانة، لأنّها تؤمن أنّ الله يعلم ما يسرّ المرء وما يُخفي.
  • تحقيق الزهاء الاقتصاديّ لأنَّ المؤمن لا يغشّ ولا يكذب ولا ينقض العهد ولا يتعامل بالربا الذي يقضي على المال ولا يُنميه، لأنَّ المُسلم دائم الصدقة مُقيمٌ للزكاة ما كانَ في مالهِ فضل، وهذا الخير كلّه يعمّ المُجتمع بأسره.

مصادر التربية الإسلامية

إن أصول التربية الإسلامية تشتق تعاليمها ومبادئها من الشريعة الإسلامية فمصدرها هو نفسه مصدر الشريعة الإسلامية والتي تعتمد على المصدرين الأساسيين وهما :

1-القران الكريم 2-السنة النبوية

أولا / القران الكريم : تعريفه : هو كلام الله المنزل علي سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم منجما المتعبد بتلاوته والمكتوب في المصاحف والمنقول إلينا بالتواتر والمعجز بأقصر سورة فيه . الأسلوب التربوي في القرآن الكريم : استخدم القران أفضل الأساليب التربوية وذلك علي النحو التالي : 1- أن يبدأ بالإقناع العقلي الإنساني مقرونا بإثارة العواطف و الانفعالات الإنسانية. 2- أن يبدأ بالإقناع بالمحسوس المشهود توصلاً بالإقناع بالمعنويات . 3- أن يضرب الأمثلة بالأشياء المسلمة توصلاً بالإقناع بالأمور الغير مسلمة . 4- أن يستخدم الأسلوب الحواري و الأسلوب القصصي و الأسلوب الاستفهامي . ( شرح الأساليب مع الأدلة من القرآن الكريم وضرب الأمثلة التربوية ).

ثانيا : السنة النبوية : تعريفها : هي عبارة عن أقوال النبي وأفعاله و تقريراته وصفاته الخُلقية والخَلقية. وكل ما نقل عن سيرته لنا فيه حكمة وعبرة . المجال التربوي في ألسنه : 1- إيضاح المنهج الإسلامي المتكامل الوارد في القران الكريم وبيان التفاصيل التي لم ترد بالقران الكريم . 2- استنباط أساليب تربويه من حياه الرسول صلي الله عليه وسلم . وعلاقته مع أصحابه وزوجاته وغيرهم من أفراد مجتمعه والمجتمعات الأخرى . وأيضا أساليبه التربوية في غرسه الإيمان في النفوس . ( شرح المجال التربوي في السنة النبوية المطهرة مع الأدلة وضرب الأمثلة التربوية ). ثالثا : المصادر الأخرى هناك مصادر أخرى لأصول التربية الإسلامية كما بالشريعة الإسلامية منها :. الاجتهاد- القياس – الإجماع – أقوال الصحابة والتابعين ( شرح المصادر مع الأدلة وضرب الأمثلة التربوية ). أمثلة من مجالات الاجتهاد في التربية : هناك العديد من القضايا التربوية التي كانت مجال اجتهاد نقتصر على ذكر بعض منها : •وجوب تعليم الآباء لأبنائهم . •البدء بتعليم القرآن الكريم . •مدى جواز أن يتقاضى المعلم الأجرة على التعليم . •آداب المعلمين والمتعلمين . •العقاب والثواب . •تعليم المرأة . •ابتعاث بعض طلبة العلم للدراسة في مجتمعات غير إسلامية . •التربية الخلقية ( تربية السلوك) والروحية ( تربية النفس والمشاعر والغرائز) والجسمية والصحية والاجتماعية . •الضوابط المطلوبة لاستيفاء المعرفة من المصادر الحديثة كشبكات الانترنت . •نمو وتعدد طرق التدريس اقتداء بما كان يتبعه الرسول صلى الله عليه وسلم في تربيته الرعيل الأول من صحابته . •قضايا الهندسة الوراثية بين العلم والدين . •قضايا صراع الحضارات وحوار الحضارات وموقف التربية الإسلامية منها .

بحث حول التربية الإسلامية PDF

اضغط هنا لتحميل ملف بحث عن التربية الاسلامية

خصائص التربية الإسلامية

من خصائص التربية الإسلامية نذكر:

  • الربانية تعتبر أحد خصائص التربية الإسلامية والقرآنية الربانية، فالله سبحانه وتعالى أعلم بمفاتيح فطرة الإنسان، وما يكون فيه العلاج والدواء له، لأنّه سبحانه هو الصانع الذي يعلم ما صنع وخلق، وهذه الربانية تشتمل على أمران هما ربانية المصدر، وربانية الغاية، قال تعالى: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارا).
  • الشمولية الشمولية في التربية الإسلامية تعني أنّها تتطرق إلى حياة المسلم الخاصة والعامة، كما تتعلق بحياته الدنيوية والأخروية، وهي كذلك تشمل علاقة الأفراد بعضهم في المجتمع، وعلاقتهم هذا المجتمع مع غيره من المجتمعات.
  • التكامل التربية الإسلامية تعالج جميع جوانب حياة الإنسان الأخلاقية، والاقتصادية، والسياسية، كما تتطرق التربية الإسلامية إلى جوانب العقيدة، والعبادة، والسلوك الفردي والاجتماعي.
  • الوسطية معنى الوسطية في التربية الإسلامية القسط والاعتدال، فلا تفريط ولا مغالاة، كما راعت التربية الإسلامية جميع متطلبات الإنسان وحاجاته الجسدية والروحية بشكل متوازن بدون أن تطغى حاجة على أخرى، فالتربية الإسلامية على سبيل المثال نهت عن البخل لأنّه تقصير في حق النفس والآخرين، وفي نفس الوقت نهت عن التبذير لأنّه تقصير في الانفاق، قال تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا).
  • الواقعية تشمل التربية الإسلامية تنظر إلى البشر على أنّهم مختلفين، متنوعين في صفاتهم، فالإسلام يدرك ضعف الإنسان أمام المغريات والتكاليف، وحدود طاقاته وإمكاناته، فلا يفرض عليه تكاليف تثقل كاهله، أويعجز عن أدائها، وهذا ما يقصد بالواقعية.
  • الوضوح التربية في الإسلام لها منهج واضح لا يدخله إبهام أو غموض، أو يعتريه شك أو نقص، فالأوامر والنواهي، والمواعظ والتوجيهات واضحة جلية لا لبس فيها، قال تعالى: (وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِمْ بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلَا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِنْ رَبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
  • التدرج في التربية حتّى تأتي التربية الإسلامية ثمارها فإنّها تتدرج في التوجيه شيئاً فشيئاً، بدون أن يكون هناك عملية تحول مفاجئ في السلوك، ذلك أنّ طبيعة النفس البشرية تحتاج إلى التقديم والتقريب، كما أنّها تحتاج إلى التجريب والحث على التغيير، ومن الأمثلة على هذه الخاصية للتربية الإسلامية القرآنية مسألة تحريم الخمر، فقد كان العرب قبل بعثة النبي عليه الصلاة والسلام يشربون الخمر ويحبونها، وبعد أن بعث النبي الكريم كان لا بد من تحريم هذه الآفة التي لها مفاسد كثيرة، ولكن الشريعة الإسلامية راعت عند تحريم الخمر تعلق النفوس بها، فلم يكن تحريم الخمر مرة واحدة، وإنّما كان على ثلاثة مراحل تتدرج مع الناس في تحريمها، فبدأت الآيات الكريمة بالحديث عن منافع الخمر وإثمها، مبينة أنّ آثامها أكبر من نفعها، ثمّ نهت الشريعة الإسلامية المسلمين أن يقربوا الصلاة وهم سكارى، ثمّ جاء التحريم النهائي والحاسم للخمر في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).
السابق
كيف تتعامل مع والديك
التالي
تقرير عن تعدد الزوجات

اترك تعليقاً