القرآن الكريم

بماذا يتميز القصص القرآني

أهمية القصص القرآني

أولاً: ليعمق العقيدة في النفوس ويبصر بها العقول، ويحيي بها القلوب، ويسلك لتلك القضية المهمة الخطيرة أحسن الطرق إمتاعاً وإقناعاً، إمتاعاً للعاطفة، وإقناعاً للعقل، هذه العقيدة بأسسها الكبرى، الألوهية والرسالة واليوم الآخر، وكل من هذه الأصول الثلاثة ذو قضايا رئيسة كثيرة، فلقد ركزت القصة القرآنية في مقام الألوهية على وحدانية الله، وعدله، وقدرته، وحكمته، وحبّه، وودادته لعباده. وفي مجال الرسالة ركزت القصة القرآنية على الصفات الخيرة للأنبياء، ليكون للناس فيهم أسوة، وبهم قدوة فهم وإن كانوا بشراً إلا أنهم أكرموا بالوحي والرسالة، وكذلك في الحديث عن اليوم الآخر، وما يكون فيه من أحداث {لِتُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَىٰ} [سورة طه، الآية: 15]، وفي حديثها عن ذلك كله نجد الدليل القاطع، والبرهان الساطع منتزعاً من النفس تارة، ومن الآفاق تارة، وتسلك لذلك كله الترغيب تارة والترهيب أخرى.

ثانياً: السمو بهذا الانسان حتى يمتاز عن الحيوان الذي يشترك معه في بعض الصفات، هذا السمو، الذي لايركز على جانب واحد في هذا الانسان، فهو سمو روحي، وخلقي، ونفسي يشعر به الفرد، وتجد به حلاوته ولذته، وهو بعد ذلك سمو اجتماعي تجد الجماعة فيه بغيتها وأمنها وضالتها وفضيلتها، والقصص القرآني يسلك أكثر من أسلوب للوصول بالإنسان إلى هذه النتيجة الطيبة.

ثالثاً: ولا يظنن أحد أن هذا القصص كانت عنايته بالمعنويات فحسب، وإنما ركز كثيراً على الرقي المادي، وأسباب القوة، لأن هذه المادية عنصر أساسي رئيس في مقومات هذا الانسان.

رابعاً: كان لهذا القصص عناية خاصة ببيان أسباب الهلاك التي يمكن أن تصيب الأمم والجماعات والأفراد، وقد فصّل ذلك تفصيلاً عجيباً، وهو يتحدث عن الترف والطغيان، والبطر والظلم، والاستعباد الفكري والإرهاب والسخرية والرضا بالذل إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة المبثوثة في هذا القصص.

خامساً: التركيز على أن التدين الحق لاينفصل عن الحياة العملية، ولا ينفصم عن واقع هذا الانسان، وإنما هو مرتبط به ارتباطاً وثيقاً، بل هو جزء منه.

سادساً: كما فصل في أسباب السعادة الروحية فصل كذلك أسباب الرقي المادي، حتى تتم السعادة للمؤمنين بهذا القصص العاملين بتوجيهاته وارشاداته.

سابعاً: في هذا القصص كثير من الحقائق العلمية المتعلقة بالكون، والإنسان، والحياة والأحياء في السماوات والأرض، والتي تزيدها الأيام وضوحاً وظهوراً.

ثامناً: هذا كله عدا ما في القصة القرآنية من رونق الأسلوب، وبديع النظم، وجمال الصورة، مما ترقص له قلوب الأدباء، وعدا ما فيها كذلك من المواقف والتحاليل النفسية، والاستنتاجات الكامنة وراء الأحداث التي يجد فيها علماء النفس بغيتهم، وغير هؤلاء وأولئك، مما يطلع عليه من يتأمل هذه القصص ويتدبره.

لا عجب إذن أن يكون هذا القصص بدعاً مما عرفته الانسانية من هذا اللون في القديم والحديث حتى ذلك القصص الذي جاء في الكتب السماوية نجده يختلف تماماً عن القصة القرآنية، فأنت تجد القصة في هذه الكتب فضلاً عما فيها من مخالفة لقواعد العلم وقوانين التربية، فهي مع ذلك تذكر الله ورسله بما يأباه العقل وتشمئز منه النفس، وماذا أكثر من أن يوصف الله بالندم والبداء، والظهور بصورة البشر -تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً- وأن يوصف الرسل بالكذب والسكر والزنا!!

أما القصة الأدبية في القديم والحديث فبعضها يقوم على الخيال الذي لا حقيقة له، وبعضها يقوم على تشويه الحقائق وثالث ينحرف به كاتبه عن القيم والمثل والمبادئ. ستبقى القصة القرآنية إذن الشعلة التي تضيء لهذا الانسان، لتصل حاضره بماضيه، وستبقى النفحة الربانية التي تشرق بها النفس وتعمر القلب، وستبقى الوثيقة الوحيدة الصادقة الخالدة التي يطمئن الانسان لمصداقيتها، وستبقى النمط السويّ، الذي إن ترسمناه حقاً فسيقينا سلبيات التشويش والتهويش والتشويه.

تلك بعض الحقائق عن القصة القرآنية، هو موضوع التكرار، التكرار في القصص القرآني. فالناظرون في كتاب الله تعالى من أجل تلاوته وتدبره، أو بهدف التشكيك والطعن يجدون لأول وهلة ان هناك قضايا ذكرت أكثر من مرة، وفي أكثر من موضع كالقصص وموضوعات العقيدة وبعض الجمل والآيات، وسموا ذلك تكراراً. ومع أن إجماعهم على هذه التسمية، إلا أنهم اختلفت فيه مذاهبهم وتعددت مشاربهم، وتلك طبيعة في أحوال الناس، بل هي سنة من سنن الله في هذا المجتمع البشري، فالكثرة الكثيرة من المتدبرين رأوا أن في هذا التكرار سحر بيان، وتثبيت بنيان، فعدوه بلاغة وإعجازاً ووجدوا فيه منهجاً قويماً، وهدفاً عظيماً من مناهج التربية وأهدافها، وحاولوا أن يبرهنوا على ذلك ببراهين مما عرفته العرب في كلامها شعراً ونثراً، وأن يقيموا عليه الأدلة مما قرره علماء النفس وعلماء الاجتماع وأساطين التربية، وذووا الاختصاص في فن الإعلام والدعاية. وفئة قليلة عميت أو تعامت هيمن عليها الحقد فعدت هذا مثلبة ومطعناً في كتاب الله، وهؤلاء لم يظهروا إلا بعد أن فسد الذوق البياني، وضعفت السليقة العربية، لذا رأينا أن هذه القضية لم تظهر مبكرة، فلم نسمع شيئاً عنها حتى من أعداء القرآن الذين كانوا ذوي سلائق سليمة في اللغة، بل على العكس من ذلك وجدنا أن هذا القرآن يملك عليهم كل شيء وإن لم يؤمنوا به، ولكن هذه القضية ظهرت فيما بعد حينما فسد المزاج اللغوي، واجتمع الطاعنون على دين الله من كل صوب، وتألبوا حسداً على دين الله، فبدأ الحديث عن شبهة التكرار.

القصص القرآني pdf

اضغط هنا لتحميل القصص القرآني عرض وقائع وتحليل أحداث

بحث عن القصص في القرآن الكريم

كتاب الله – عز وجل – هو الكتاب الذي أنزل على قلب الرسول الأعظم – صلى الله عليه وسلم –، وهو كتاب يحتوي على العديد من الموضوعات المختلفة منها التشريعات والشعائر، والأخلاق، والقصص القرآنيّة والعقيدة، من هنا نرى أنّ القصص القرآنيّة هي جزء أساسي في القرآن الكريم، وقد استحوذت على جزء كبير من هذا الكتاب العظيم. القصص القرآنيّة هي مجموعة الأخبار التي أخبر الله تعالى بها رسوله الكريم وجماعة المؤمنين والمسلمين، وكلّ أفراد البشرية عنها، وهذه الأخبار هي أخبار الأمم البائدة والرسل والأنبياء السابقين الّذين جاؤوا برسالاتهم قبل الرّسول الأعظم خاتم الأنبياء والمرسلين.

لم توجد القصص القرآنيّة في القرآن الكريم من باب المرح والتسلية وإضفاء مساحات فاصلة تروّح عن النفس بين الآيات الأخرى، ولكنّها كانت جزءاً أصيلاً من كتاب الله – عز وجل – حتى تؤخذ العظة والعبرة منها، وحتى تكون دليلاً يهتدي به الناس في أشدّ الأوقات عتمة. النّماذج التي تمّ ذكرها في القصص القرآنيّة سواء من القصص بحدّ ذاتها أم من الأشخاص الّذين تمحورت حولهم القصة إذا ما أردنا إيجاد العامل المشترك بينهم جميعاً نجد أنّ هذه النماذج تتكرّر ولكن بأوجه وأشكالٍ مختلفة في كافّة الأزمنة والأمكنة، لهذا السبب تمّ ذكر هذه القصص دوناً عن غيرها من القصص، فالواقع والحقيقة يشيران إلى أنّ الفترة التي سبقت بعثة الرسول الأعظم محمد – صلّى الله عليه وسلم – والّتي امتدّت منذ آدم عليه السلام إلى الوقت الّذي نزل فيه جبريل على الرسول في غار حراء لم تكن بالفترة البسيطة؛ بل كانت عبارةً عن آلاف السنين، لهذا فقطعاً هي تحتوي على العديد من القصص الأخرى غير القصص التي ورد ذكرها في كتاب الله تعالى، ولهذا السبب نجد أنّ القصص القرآنيّة لم توجد عبثاً قي القرآن الكريم، بل هي جزء أصيل له فائدة ومعنى في كتاب الله – عزّ وجل -.

لم يكن كتاب الله يوماً من الأيام كتاباً عادياً، لهذا فإنّه ينبغي أن يتمّ التعامل معه على هذا الأساس، أي تعاملاً غير عاديّ، والتعامل غير العاديّ مع القرآن يكون بتنزيهه عن كلّ النواقص مهما كانت، بالإضافة إلى ذلك فإنّه ينبغي أن تكون هناك العديد من الدراسات الجديّة التي يجب أن تستعين بعلوم اللغة العربية كلها، وأن تكون هناك جهود متضافرة متعاضدة في سبيل تحقيق هذه الغاية، والقصص القرآنيّة يجب أن يتم إسقاطها على الواقع لمعرفة كيفيّة التعامل مع الأحداث أولاً بأول.

فوائد القصص القرآني

تحوي القصص القرآني فوائد كثيرة للمسلمين في شتى مجالاتهم وتخصصاتهم، فالدعاة يستفيدون من الأساليب الناجحة في تعامل الأنبياء مع أقوامهم على الرغم من اختلاف ميولهم واتجاهاتهم ورغباتهم، والاقتصاديون يستفيدون من قصة سيدنا يوسف -عليه السلام- ومعالجاته الاقتصادية، كما يتعلم منه الشباب العفاف وضبط الشهوات من خلال قصته.

القصص القرآني للاطفال

فوائد تكرار القصص في القرآن الكريم

تكرار القصص القرآنيّة

تنفرد القصص القرآنيّة بأسلوبها الشيّق الّذي أصبح دليلاً يهتدي له الأدباء، وهذا سهّل على الناس أخذ العبرة والعظمة منها، ولكن يجب الانتباه إلى أمر هام وهو أنّه ومع تفرّد القصص القرآنيّة بهذا الأسلوب الجميل فإنّ الهدف الأساسي لقراءة القصص القرآني هو العبرة والدرس؛ فالله تعالى أخبرنا بهذه القصص تحديداً ولم يخبرنا بباقي القصص مع إيماننا واقتناعنا التامّين بوجود غيرها الكثير ممّا لا يعد ولا يُحصى، وحتّى في القصة الواحدة نجد أنّ الله تعالى لم يخبرنا بتفاصيل معيّنة وأخبرنا بتفاصيل أخرى، كلّ هذا هو للعبرة؛ فالله تعالى لم يخبرنا بما لا جدوى منه، ولكن هذا الأمر لا يعني مطلقاً أن نأخذ بظواهر الآيات فقط؛ بل يتوجّب علينا أن نُعمل عقولنا في تحليلها بناءً على الدلالة اللغويّة وقواعد اللغة العربيّة، والرّبط بين القصص القرآنيّة وبين العلوم المختلفة وخاصّةً علمي التّاريخ والآثار؛لأنّ ذلك سيجعلنا أكثر قدرة على أن نفهم الآيات القرآنيّة بشكل أوضح وأعمق وبشكل يجعلنا لا نشكّ مطلقاً أنّ الله تعالى قد أنزل آيتين بشكلٍ متكرّر – حاشاه – ، فكلّ آية من آيات القصص القرآنيّة تحمل عبرةً مختلفة عن الأخرى، وكلّ حرفٍ قد يؤدّي معنىً مختلفاً عن الآخر.

السابق
دواء أوكسيكلاف – oxiclav علاج التهاب الأذن الوسطى
التالي
دواء أوكسيتان – Oxitan علاج سرطان القولون

اترك تعليقاً