ديني

حمزة بن عبد المطلب (اسد الله و اسد رسوله)

حمزة بن عبد المطلب الأولاد

فقد كان لحمزة رضي الله عنه- أبناء وبنات عاشوا بعده وسمي لنا منهم عمارة ويعلى وأمة الله وأمامة.

قال أبو عمر بن عبد البر في الاستيعاب: ولم يعقب أحد من بني حمزة بن عبد المطلب إلا يعلى وحده فإنه ولد له خمسة رجال لصلبه وماتوا كلهم عن غير عقب فلم يبق لحمزة عقب.

وابنته أمامة هي التي زوجها النبي صلى الله عليه وسلم ربيبه سلمة بن أبي سلمة، وكان قد زوج النبي صلى الله عليه وسلم من أمه أم سلمة، فلما زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامة بنت حمزة أقبل على أصحابه فقال: تروني كافأته. اهـ مختصرا من الاستيعاب.

والله أعلم.

حمزة بن عبد المطلب الألقاب أسد الله

أعز الله الإسلام بحمزة ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله، وعن المستضعفين من أصحابه، ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين، فأدرك أنها الحرب لا محالة، وراح يحرّض قريشا على إنزال الأذى بالرسول وصحبه، ومضى يهيء لحرب أهليّة يشفي عن طرقها مغايظة وأحقاده، ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن إسلامه مع ذلك كان وقاية ودرعا، كما كان إغراء ناجحا لكثير من القبائل التي قادها إسلام حمزة أولا ثم إسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك إلى الإسلام فدخلت فيه أفواجا! ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته، وبأسه، وحياته، لله ولدينه حتى خلع النبي عليه هذا اللقب العظيم: “أسد الله، وأسد رسوله”.

حمزة بن عبد المطلب الأشقاء

وهو شقيق صفية بنت عبد المطلب أم الزبير بن العوام، وهو عم الرسول محمد وأخوه من الرضاعة، أرضعتهما ثويبة مولاة أبي لهب، فقد أرضعت حمزة بن عبد المطلب، ثم محمداً، ثم أبا سلمة عبد الله المخزومي القرشي، فكانوا جميعاً إخوة من الرضاعة.[2] وكان حمزةُ أسنَّ من الرسولِ محمدٍ بسنتين، وقيل: بأربع سنين، والأول أصح

عمارة بن حمزة بن عبد المطلب

ابن عم النبي صَلَّى الله عليه وسلم، وابن سيد الشهداءِ، أُمه خولة بنت قيس بن فهد، وقيل: بنت قيس فهر؛ وبه كان حمزة يكنى، وقيل: إِن حمزة رضي الله عنه كان يكنى بابنه يعلى، ولا عقب لحمزة، وتوفي رسول الله صَلَّى الله عليه وسلم، ولعمارة، ويعلى ابني حمزة أَعوام. أَخرجه أَبو عمر كذا، وقال: لا أَحفظ لواحد منهما رواية؛ وقال: كان له ولأخيه يَعْلى عند وفاة النبي صَلَّى الله عليه وسلم أعوام، قال ابن حجر العسقلاني: هو أكبر ولده؛ فإن كان عاش بعده فله صحبةٌ لا محالة؛ فإنَّ حمزة استشهد قبل النبي صَلَّى الله عليه وسلم بست سنين وأشْهُر.

قصة حمزة بن عبدالمطلب كاملة

حمزة بن عبدالمطّلب

هو حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي،عُرِف بلقب (أسد الله)، واشتُهِر به، كما ثبت بقول الرسول -عليه الصلاة والسلام-: (سيدُ الشهداءِ حمزةُ بنُ عبدِ المطلبِ) ولقّب كذلك “بِسيّد الشهداء”، وكان له العديد من الأولاد، منهم: يعلى وعامر من زوجته بنت الملة بن مالك بن عبادة، وعُمارة من زوجته خولة الأنصارية، ورُزِق من البنات بأمامة من زوجته سلمى بنت عميس أخت أسماء الخثعمية،وقد كُنِّي حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- ب(أبي عمارة).

قصة حمزة بن عبدالمطلب

قصة إسلام حمزة بن عبدالمطلب

أسلم حمزة -رضي الله عنه- بعد أن عَلِم أنّ أبا جهلٍ قد سبّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-، وشتمه، وآذاه، فغضب حمزة لِما سمعه، وكان قد خرج من أجل الصيد، فرجع للكعبة عند نادي قريش، وكان أبو جهل جالساً بين قومه ورجاله، فرفع حمزة -رضي الله عنه- القوس الذي بيده، وضرب به على رأس أبي جهلٍ، إلّا أنّ أبا جهل منع رجال قريش من مساعدته، وأخبرهم أنّه سبّ محمداً -صلّى الله عليه وسلّم-، فأعلن حمزة -رضي الله عنه- إسلامه أمام الجميع دون خوفٍ، أو تردُّدٍ،كان لإسلام حمزة الأثر الشديد على قريش؛ إذ ظهر أمرُ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وانتشرت رسالته بين الناس بشكلٍ أكبرٍ، ممّا كان سبباً في عرض قادات قريش المنصب، والمُلك، والمال على النبيّ، فرفض، وتمسّك بالدعوة إلى توحيد الله.وليس من الصحّة القول بأنّ إسلام حمزة بن عبدالمطلب -رضي الله عنه- كان صدفةً؛ بل سُنّةٌ من سُنَن الله -عزّ وجلّ-، وسببٌ في نصر دعوة محمدٍ بتدبيرٍ من الله -تعالى-.حمايةً وعزّاً للنبي ورسالته وأتباعها.

قصة جهاد حمزة بن عبدالمطلب

جهاد حمزة في غزوة بدر

كان أوّل لواءٍ عقده النبيّ لحمزة -رضي الله عنه- في المدينة المُنوّرة؛ فقد اختاره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- من بين الصحابة؛ لمبارزة الفرسان في غزوة بدر؛ حيث تقدّم من المشركين عتبة بن ربيعة، مع أخيه، وابنه لبدء الهجوم في المعركة، وطلبوا أن يخرج إليهم ثلاثة من الصحابة؛ ليبارزوهم، فلمّا خرجوا إليه سألهم: من أنتم؟ فأجابوه، فقال لهم: “لا حاجة لنا فيكم، إنّما أردنا بني عمنا”، فقال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (قُم يا حَمزةُ، قُم يا عليُّ، قم يا عُبَيْدةُ)،فخرج حمزة -رضي الله عنه- لمواجهة عتبة، وبارزه حتى قتله، وعُرِف -رضي الله عنه- بقوّته، وشجاعته، وأبلى بلاءً حسناً في قتاله، وكان يُعرَف بالحرب بعلامةٍ؛ وهي ريشة نعامةٍ، أمّا المشركون فقد كانوا يتساءلون يوماً: “من هذا الذي كان مُعلماً بريشة في صدره؟ قالوا: إنّه حمزة فقالوا: هذا الذي فعل بنا الأفاعيل”.

جهاد حمزة في غزوة أحد

جاهد حمزة مع النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يقاتل بسيفَين يوم غزوة أحد، وقد قَتل -رضي الله عنه- أكثر من ثلاثين مشركاً في المعركة، وكان مَحطّ أنظار المشركين، ومؤامراتهم في أرض غزوة أُحد؛ حيث أغرى جبير بن مطعم عبداً له يُقال له الحبشيّ بالتصيُّد لحمزة، وقَتله، وجعل حرّيته مقابل ذلك، ونهاه عن الانشغال بأيّ شيءٍ آخر في المعركة، وزادت هند بن عتبة التي فقدت أباها، وعمّها، وابنها، وأخاها من تحريضه على قتل حمزة؛ انتقاماً منه، وأغرَته كذلك بالمال، والأشياء الثمينة، وقد استُشهِد -رضي الله عنه- على يد الحبشيّ في هذه المعركة.

قصة استشهاد حمزة بن عبدالمطلب

كان حمزة -رضي الله عنه- يقاتل بكلّ قوةٍ في غزوة أحد، وقد تعثّر أثناء قتاله، وسقط على ظهره، فأُزِيل الدرع الذي كان على بطنه، فرماه وحشيّ الحبشيّ بحِربةٍ*، ممّا أدّى إلى استشهاده -رضي الله عنه-، وكان ذلك يوم السبت، الخامس عشر من شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة، وكان عمره حينها تسعاً وخمسين سنةً،وقِيل إنّه كان أربعاً وخمسين سنةً، ويُشار إلى أنّه -رضي الله عنه- لُقِّب بسيّد الشهداء أمّا في ما يتعلّق بالمكان الذي دُفِن فيه -رضي الله عنه-، فقد كان في المدينة المُنوّرة -رحمه الله-

 

حمزة بن عبدالمطلب عند الشيعة

حمزة بن عبد المطلب، هو عمّ النبي محمد (ص)، ومن شهداء غزوة أحد، والملقّب بأسد الله، وأسد رسوله، وسيد الشهداء. كان من كبار قريش ويعتبر أحد أكبر مساندي الدعوة النبوية – قبل وبعد إسلامه – وكان من أقوى حماة رسول الله (ص) مقابل الإيذاءات والممارسات العدوانية التي كان (ص) كثيراً ما يتعرّض لها من قبل مشركي قريش.

بإسلامه انحسرت الممارسات التعسّفية الموجهة ضد النبي (ص)، وقد شارك المسلمين في أيام شعب أبي طالب، وحضر غزوتي بدر، ثم أحد والتي استشهد فيها في سنة 3 هـ.

كنيته ولقبه
كلّ ما اشتد فقد حَمُز، وقد سُئل: أي الأعمال أفضل؟ قيل: أحمزها، يعني أمتنها وأقواها وأشدّها، والحمزة: الأسد؛ لشدّته وصلابته واشتقاق حمزة من قولهم: قلبٌ حَمِيز، أي ذكيٌّ ملتهِب. لقّب بأسد الله وأسد رسوله. وبعد استشهاده خصّه رسول الله بـالصلاة على جنازته ونال لقب “سيد الشهداء”.

كان له من الولد يَعلى الذي كان يُكنّى به حمزة (أبا يَعلى) وعُمارة بن حمزة، وقد كان يُكنّى به أيضاًوأمه هالة بنت أُهَيب (وُهَيب) بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب.

قبل البعثة
نشأته

أبوه عبد المطلب بن هاشم وأمّه هالة بنت أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، أو بنت وُهيب بن عبد مناة.هناك روايات تفيد بأن ثويبة مولاة أبي لهب، أرضعت النبيصلى الله عليه وآله وسلم وحمزة وجعفر وغيرهم،كما يوجد تصريح صادر عن النبي بأنّ حمزة كان أخ النبي (ص) من الرضاعة.

ومن يرى بأنه كان أكبر من النبي بأربع سنين. إلى ذلك البعض يعتقد أن إرضاع ثويبة للرسول (ص) لا يصحّ أصلاً، ونظراً لذلك من المحتمل أن يكون عمر حمزة قد جاوز عن ما ذكر.

حسب المؤرخين:…أصيبت قريش بسنة من القحط، فقرر رسول الله (ص) أن يأخذ علياً من أبيه وهو صغير وأخذ حمزة جعفراً، ليكفّا أبا طالب مؤونة الأولاد ويخفّفا عنه ثقلهم.

وكان حمزة صاحب قنص (أي: يصطاد).وكان من بين أولاد عبد المطلب الذين تصدّوا للرئاسة في قريش، وحظي بمكانة مرموقة، فقد كان يُتخذ حليفاً من قبل الآخرين.

بعد البعثة
بعدما بُعث الرسول (ص) وجاء الموعد ليُنذر عشيرته الأقربين (يوم الإنذار)، كان حمزة بن عبد المطلب من ضمن الحاضرين.وتذكر المصادر بأنه كأخيه أبي طالب كان يحامي عن الرسول مقابل ما كان يقوم به المشركين من ابتزازات من قبل إسلامه، فكان يردّ عليهم وخاصة ما يصد عن قبيلة قريش ولا سيما أبي لهب للنبي (ص).

إسلامه

قد ذُكرت في بعض المصادر حوافز وأسباب لـإسلام حمزة بن عبد المطلب. منها ما نقله ابن إسحاق في سيرته نقلاً عنه (ع) بأنّه في يوم من الأيام بعد البعثة غدا على رسول الله (ص) فقال له: “يا ابن أخي إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه وإقامة مثلى على ما لا أدري ما هو، أ رشداً هو أم غي شديدة؟ فحدِثني حديثاً فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني”. فأقبل رسول الله (ص) فذكّره ووعظه وخوفه وبشّره، وعلى إثره ألقى الله عز وجل.pngفي نفسه الإيمان بما حدثّه الرسول فشهد له، فطلب منه أن يُظهِر دينه.

وقد روي عن علي بن الحسين زين العابدين (ع) أنه قال: لم يدخل الجنة حمية غير حمية حمزة بن عبد المطلب -وذلك حين أسلم- غضباً للنبي (ص) في حديث السلى الذي ألقي على النبي (ص).

قد أسلم في السنة الثانية من المبعث، وقيل: بل كان إسلام حمزة بعد دخول رسول الله (ص) دار الأرقم في السنة السادسة من مبعثه، وقبل إسلام أبي ذر الغفاري.

يرى البعض أنه لما أظهر الرسول دعوته، أخذ من انتحل دين الإسلام ومنهم حمزة بن عبد المطلب، يدعو ناحية سراً حتى فشا الإسلام بـمكة. كان مصاحباً للرسول (ص) ولم يهاجر إلى الحبشة.وبقي مع المسلمين في فترة شعب أبي طالب.

بعد الهجرة
قد آخى الرسول بين المهاجرين والأنصار في المؤاخاة الأولى في مكة، فصار حمزة مع زيد بن حارثة أخوين، مَن أوصى إليه حمزة يوم أحد حين حضره القتال إن حدث به حادث الموت.وفي المؤخاة الثانية تآخى حمزة وكلثوم بن الهدم في المدينة، قبل غزوة بدر.

وقيل أن أول لواء عقده الرسول (ص) بعد قدومه إلى المدينة لحمزة بن عبد المطلب، حينما بعثه في 30 راكباً -نصفهم من المهاجرين و نصفهم من الأنصار- فبلغوا سيف البحر لعير قريش قد جاءت من الشام تريد مكة، فيها أبو جهل في 300 راكب من أهل مكة. فاصطفوا للقتال، فتوسّط بينهم مجدي بن عمرو الجهني -فكان حليفاً للفريقين- حتى انصرف القوم وانصرف حمزة راجعاً إلى المدينة في أصحابه، ولم يقع القتال بينهم.

غزوة بدر

اصطفّ المسلمون والمشركين في منطقة تقع فيها آبار بدر، صباح الجمعة، 17 شهر رمضان، وقال بعضهم بأنّها كانت يوم الإثنين 17 أو 19 من شهر رمضان، في السنة الثانية للهجرة.

کان أبو جهل يوبّخ عتبة، وأجبره أن يبدأ بالمبارزة في حرب كان يحاول إطفاء نارها، وهكذا بارز هو وولده، الوليد إضافة إلى شيبة وبدؤوا الحرب.فأخرج لهم الرسول الأكرم، حمزة -وكان أقربهم إلى المشركين-والإمام علي (ع) وعبيدة بن الحارث لساحة القتال، فقتل حمزة شيبةَ، وقتل علي (ع) الوليد، ولكن عبيدة لم يتمكن من هزيمة عتبة فكرّ حمزة وعلي (ع) عليه وقتلاه.

استشهاده
قد برز جيش المسلمين [إلى أحد] لمجابهة الكفار، يوم السبت 7 شوال أو النصف منه.

فعلى رواية قالت ابنة الحارث لـوحشي بن حرب -وكان عبداً لها- : إنّ أبي قتل يوم بدر، فإن أنت قتلت أحد الثلاثة فأنت حرّ، إن قتلت محمّداً، أو حمزة بن عبد المطّلب، أو علي بن أبي طالب، فإني لا أرى فى القوم كفواً لأبي غيرهم.

البعض يرى بأنّ هند بنت عتبة كانت قد أعطت وحشياً عهداً لئن قتل محمداً أو علياً أو حمزة لأعطيته رضاه.وفي رواية أخرى كانت قَد نذرت لئن قدرت على حمزة لتأكلنَّ من كبده.

كان وحشي يريد قتل علي في بادئ الأمر إلا أنه كان قد خرج عليه وهو حذر مرس، وكثير الإنتباه، فانصرف إلى حمزة وهو يصول ويجول، فترصد له حتى إذا حانت الفرصة فرماه وأرداه قتيلاً.وعلى رواية كان حمزة بن عبد المطلب يقاتل بين يدي رسول الله (ص) يوم أحد بسيفَين ويقول: “أنا أسد الله وأسد رسوله” وجعل يقبل ويدبر، فبينما هو كذلك إذ عثر عثرة فوقع على ظهره، وبصر به الأسود، فزرقه بحربة فقتله. وقيل طعَنه الحبشي بحربة أو رمح فبقره.وكان ذلك في النصف من شوال،أو السابع منه على أشهر الأقوال.

التمثيل به

قام وحشي بشقّ بطن حمزة قتله وأخرج كبده فجاء بها إلى هند بنت عتبة بن ربيعة، فمضغتها، ثمّ لفظتها.

يقال بأنّ هند بنت عتبة بعد أن جاءها وحشي بكبد حمزة وقدّمها إليها، نزعت ثيابها و حليّها، فأعطتها له ووعدته بعشرة دنانير إذا قدم مكة. ثمّ جاءت فمثّلت بحمزة، وجعلت من ذلك مسكتين ومعضدين وخدمتين حتّى قدمت بذلك مكة.فلقّبت بـآكلة الأكباد.

وذكرت المصادر بأنّ رسول الله (ص) لما وقف على حمزة حيث استشهد فنظر إلى منظر لم ينظر إلى شئ قط كان أوجع لقلبه منه ونظر إليه قد مثل به. فتأثر النبي تأثراً غير مسبوق،وقال (ص):”لو لا أن تحزن صفية[ملاحظة 2] أو تكون سُنة من بعدي ما غيبته ولتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير، ولئن أنا أظهرني اللّه على قريش في موطن لأمثلن بثلاثين رجلا منهم، فلما رأى المسلمون حزن رسول اللّه (ص) وغيظه على ما فعل بعمّه، قالوا: واللّه لئن أظهرنا اللّه عليهم لنمثلن بهم مثلة لم يمثّلها أحد من العرب بأحد قط.فنزل جبرئيل (ع) بآية 126 من سورة النحل.

وفاة حمزة بن عبدالمطلب

حَضَرَ حمزة -رَضِيَ الله عنه- ما استطاع من غزوات مع رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، منها: غزوة بَدْر، ثمّ كان استشهاده في غزوة أُحُد، ومن الجدير بالذكر أنَّ غزوة أُحُد وقعت في شهر شوّال من السنة الثالثة للهجرة، حين تقابل المسلمون، والمشركون على أطراف المدينة، وحضر سيّد الشُّهداء حمزة -رَضِيَ الله عنه- بسيفَيْن يقاتل بهما في سبيل الله، وهو يقول: “أنا سيف الله”، وفي رواية عنه أنَّه كان يُسَيِّر خَيلَه برُكبتيْه، ويحمل سيفاً باليمين، وسيفاً باليسار.في رواية للبخاريّ، ورد أنّ حمزة -رَضِيَ الله عنه- قَتَلَ رجلاً في بَدْر هو طُعَيْمَة بن عَدِيٍّ بن الخِيار، فَرَغِبَ ابن أخيه في الانتقام له، وهو جُبير بن مطعم، فأرسل في غزوة أُحُد عبده المُسمّى ب(وَحْشيّ)، وحَمَّله مهمّة واحدة، هي قَتْل حمزة، ووَعَدَه إنْ هو قَتَلَ حمزة -رضي الله عنه- أنْ يُعتِقَه، ويمنحه حُرّيته، فأقبل وحشيّ لا يَنْوي على شيء سِوى قَتل حمزة؛ لينال به الحرّية، ويروي وحشيّ تفاصيل قَتله لحمزة -رَضِيَ الله عنه-، فيقول فيها: إنَّه كان يراقبه منذ بداية أحداث المعركة؛ حتى يقتلَه، فوجده شجاعاً كالسَّبع، يَهِدّ بسيفه مَنْ يلقى من المشركين، فَكَمَنَ له وحشيّ خلف صخرة ينتظره، حتى إذا اقترب منه حمزة -رَضِيَ الله عنه- أرسل إليه سَهْمَه، فدخل في ثنته (أسفل البطن)، وخرج من بين وِركيْه، فَخَرَّ شهيداً.وبالرغم من استشهاد حمزة -رَضِيَ الله عنه-، إلَّا أنَّ غَيْظ المشركين، وحنقهم على المسلمين كان شديداً، فأقبلوا يُمَثِّلون بجُثَثِ الشُّهداء، ومنهم جُثّة حمزة سيّد الشُّهداء؛ فَجَدَعوا أنفه، وقطعوا أُذنَه، وبَقَرُوا بطنه، وقد حَزِن النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- حُزناً شديداً على عَمِّه، إذْ رآه على هذا الحال، وقد كان يُحبّه كثيراً، ولَمَّا رأى المسلمون حُزْن النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالوا: “والله لَئِن أظفرنا الله بهم يومًا من الدَّهر، لنُمَثِّلنَّ بهم مُثْلةً لم يُمثّلها أحدٌ من العرب”، فأنزل الله -تعالى- قوله: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ)، فعَفا النبيّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- عن ذلك، وصَبَرَ، ونهى عن التمثيل بالقتلى.

قبر حمزة بن عبدالمطلب

 

 

 

السابق
سر نجاح الحياة الزوجية
التالي
زهرة الزنبق

اترك تعليقاً