ديني

خطر البدع والتحذير من اهمالها

خطورة الابتداع في الدين

1 – أن عمل المبتدع مردود عليه لحديث أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد..

2 – أن المبتدع تحجب عنه التوبة ما دام مصراً على بدعته: لما رواه أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((إن الله حجز أو قال حجب التوبة عن كل صاحب بدعة)).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: “فإن كثيراً من الناس إذا ذكرت التوبة والاستغفار؛ يستشعر قبائح قد فعلها، فعلم بالعلم العام أنها قبيحة: كالفاحشة والظلم الظاهر، فأما ما قد يتخذ ديناً فلا يعلم أنه ذنب إلا من علم أنه باطل، كدين المشركين وأهل الكتاب المبدل فإنه مما تجب التوبة والاستغفار منه، وأهله يحسبون أنهم على هدى، وكذلك البدع كلها، ولهذا قال طائفة من السلف – منهم الثوري -: “البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، لأن المعصية يتاب منها، والبدعة لا يتاب منها، وهذا معنى ما روي عن طائفة أنهم قالوا: “إن الله حجز التوبة على كل صاحب بدعة”.

3 – صاحب البدعة موعود بالطرد والإبعاد عن حوض النبي

4 – يتحمل المبتدع إثم من عمل ببدعته إلى يوم القيامة: فعن جر ير بن عبد الله – رضي الله عنه – قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم -: ((من سن في الإسلام سنة حسنة؛ فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)).

5 – البدعة تميت السنة: لأنَّه ما ظهرت بدعة إلا وماتت سنة من السنن فإن البدعة لا تظهر وتشيع إلا بعد تخلي الناس عن السنة الصحيحة، وظهور البدع علامة دالَّة على ترك السنة قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: “ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة، وأماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع، وتموت السنن”.

6 – البدعة تُدخِل صاحبها في اللعنة: ففي الحديث الذي رواه أنس بن مالك – رضي الله عنه – عن النبي – صلّى الله عليه وسلّم – أنه قال فيمن أحدث في المدينة: ((من أحدث فيها حدثاً، أو آوى محدثاً؛ فعليه لعنة الله، والملائكة، والناس أجمعين، لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً”قال الإمام الشاطبي – رحمه الله -: “وهذا الحديث في سياق العموم، فيشمل كل حدث أحدث فيها مما ينافي الشرع، والبدع من أقبح الحدث”.

7 – صاحب البدعة يفرق الأمة والمسلمين، ويوجد بسبب ذلك أحزاباً وشيعاً متفرقة قال الله – عز وجل-: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ}.

9- وصاحب البدعة أكثر من يقع في الفتن قال الله – تعالى -: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وهل هناك فتنة أخطر من مخالفة سنة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم -، وعصيان أمره، وإحداث شيء في الدين لم يشرعه الله ورسوله – صلى  الله عليه وسلم -.

نسأل الله – تعالى – أن يرزقنا حبه، وحب من يحبه، وحب عمل يقربنا إليه، ويرزقنا اتباع سنة نبيه محمد – صلى الله عليه وسلم -، اللهم جنبنا الفتن والمحن، ما ظهر منها وما بطن، وجنبنا البدع وأهلها والوقوع فيها، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.

أضرار البدع على الدين

أضرار البدع بأنواعها على الدين -البدع بريد الكفر
2-القول على الله بغير علم
3-بغض المبتدعه للسنة وأهلها
4-رد عمل المبتدع
5-سوء عاقبة المبتدع
6-انعكاس فكر المبتدع كأن يرى الحسنة سيئة
7-عدم قبول شهادة المبتدع و روايته
8-المبتدعه أكثر من يقع في الفتن
9-المبتدع استدرك على الشريعه لانه صمم شريعه لنفسه
10-المبتدع يتلبس عليه الحق بالباطل
11-المبتدع يحمل أثمه وأثم كل من تبعه
12- البدعه تدخل صاحبها بدائرة الملعونين
13-المبتدع يحال بينه و بين الشرب من حوض النبي صلى الله عليه وسلم
14-المبتدع معرضا عن ذكر الله
15-المبتدعة يكتمون الحق و يخفونه عن اتباعهم
16-المبتدعه ينفرون من اراد الدخول بالاسلام
17-المبتدع يفرق الأمة
18-المبتدع المجاهر ببدعته يجوز غيبته لتعريف الناس به خوفا م اتباعه
19-المبتدع معاند للشرع متبع لهواه
20-المبتدع انزل نفسه منزلة المضاهي للشرع

أمثلة على البدع

امثلة على البدع في الاسلام

1- مِن أكثر البدع شيوعاً بدعة الإنشغال في العبادة عن طلب العلم فقد تحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم في كثيراً مِن الأحادث عن أهمية العلم وطلب العلم وكيف أن الجهل لا يولد سوى الضلالة.

2- بعضاً مِن البدع ينتج عنها الحرج في الدين ومِن أبرز هذه البدع أفعال بعض الموسوسين والمتشككين مثل التنحنح أو المكوث في الخلاء لأوقات طويلة وغيره.

3- مِن أهم البدع شيوعاً الإحتفال بمولد النبي محمد عليه أفضل الصلاة والسلام بالطريقة الشائعة هذه الأيام والتي تُعد سنة عن الفاطميين ومِن الممكن إستبدال طريقة الإحتفال هذه بتلاوة القرأن الكريم وذكر السيرة النبوية أو إطعام الفقراء وفعل أياً مما يُقرب العبد مِن ربه.

4- التلفظ بالنية تُعد مِن البدع الشائعة بعض الشيء ومِن الجدير بالذكر أنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أن النية مكانها القلب لا غير كما أن الجهر بالنية يُعد إثم عظيم وهو أمر إتفق عليه كافة العلماء.

5- وفيما يتعلق بالقبور فمِن البدع الشائعة عن القبور التمسح بالأضرحة وذبح الذبائح عندها ومناجاة أهل القبور وغيره مِن الأفعال الحمقاء.

6- وعن البدع المتعلقة بالمساجد ودخولها فيجب العلم أنه مِن غير المشروع على الإطلاق دخول الأطفال إلى المسجد بأوساخهم وكذلك الأمر بالنسبة لصراخهم فيها.

7- ومِن الضلالات كذلك الإنارة بشكل مبالغ والإسراف في الأفعال.

خطورة البدع ومخالفة الرسول

  • تؤدي إلى تفريق الأمة، وتمزيق وحدة المسلمين، حيث تؤدي إلى إحداث مذاهب وفرق متنازعة في كل الجوانب الفكرية والسياسية، ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذه البدع عادةً ما تكون مبنية على الأهواء أي لا أصل لها من الصحة.
  • تحبط عمل صاحبها، وعدم قبوله، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) [متّفق عليه].
  • تعتبر اتهاماً لله سبحانه وتعالى بأنه لم يكمل دينه، ولم يتم نعمته، لذلك هو يدخل إليه ما يراه حسب ظنه متمماً وحسناً، ولا بدّ من الإشارة إلى أن ذلك يعتبر منافياً للأدب مع الله الذي يمتلك حق الانقياد والتسليم.
  • تعد اتهاماً لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم أنه لم يبلغ رسالة الله كما ينبغي، مما ينقص من حقه، ومن شأنه.
  • يعتبر صاحبها متبعاً لغير شرع الله، فهو لم يقف عند حدوده، وإنما أنشأ في دين الله ما لم ينزّل به سلطاناً.
  • يعتبر المبتدع محارباً لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ إنّها تضعفها، وتذهب بها، وتؤثر على قيمتها في قلوب الناس.
  • تدفع مبتدعها إلى الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبالتالي التغيير في سنته، وذلك تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أتخوف على أمتي الأئمة المضلين) [صحيح ابن ماجة].
  • يحتكم المبتدع لهواه، لأنّه يعبد الله فيما يوافق هواه، ويعصيه فيما لا يوافقه، وذلك تصديقاً لما ورد في قوله تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 50].
  • يصعب على المبتدع أن يتوب إلى الله من بدعته، لأنّ الشيطان زين له ذلك، فنظر إليه على أنه قربة وطاعة، ولم ينظر إليه على أنه معصية وإثم. ت
  • عرّض صاحبها لغضب الله وسخطه.
  • تحمّل صاحبها أوزاره، وأوزار من يلحق به، ويتبعه، وذلك كما جاء في قوله تعالى: (لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا سَاءَ مَا يَزِرُونَ) [النحل: 25]. يعتبر صاحبها من أبغض الناس إلى الله سبحانه وتعالى.

أنواع البدع

أنواع البدع :

البدعة في الدين نوعان :

النوع الأول : بدعة قوليّة اعتقاديّة ، كمقالات الجهميّة والمعتزلة والرّافضة ، وسائر الفرق الضّالّة ، واعتقاداتهم ، وهذه تخرجهم من المله .

النوع الثاني : بدعة في العبادات ، كالتّعبّد لله بعبادة لم يشرعها ،

وهي أقسام :

القسم الأول : ما يكون في أصل العبادة : بأن يحدث عبادة ليس لها أصل في الشرع ، كأن يحدث صلاة غير مشروعة أو صيامًا غير مشروع أصلًا ، أو أعيادًا غير مشروعة كأعياد الموالد وغيرها .

القسم الثاني : ما يكون من الزيادة في العبادة المشروعة ، كما لو زاد ركعة خامسة في صلاة الظهر أو العصر مثلًا .

القسم الثالث : ما يكون في صفة أداء العبادة المشروعة ؛ بأن يؤديها على صفة غير مشروعة ، وذلك كأداء الأذكار المشروعة بأصوات جماعية مُطربة ، وكالتشديد على النفس في العبادات إلى حد يخرج عن سنة الرسول – صلى الله عليه وسلم – .

القسم الرابع : ما يكون بتخصيص وقت للعبادة المشروعة لم يخصصه الشرع ، كتخصيص يوم النصف من شعبان وليلته بصيام وقيام ، فإن أصل الصيام والقيام مشروع ، ولكن تخصيصه بوقت من الأوقات يحتاج إلى دليل .

القسم الخامس : هي العبادة التي لم يشرعها الله، كالاحتفال بالموالد، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، ورفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذن بعد انتهاء الأذان وأشباه ذلك.

 حكم البدعة في الدين بجميع أنواعها :

كل بدعة في الدين فهي محرمة وضلالة ، لقوله – صلى الله عليه وسلم – : وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ،
وقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد وفي رواية : من عمل عملًا ليس عليه أمرنا فهو رد فدل الحديثان على أن كل محدث في الدين فهو بدعة ، وكل بدعة ضلالة مردودة ،
ومعنى ذلك أن البدع في العبادات والاعتقادات محرمة ،
ولكن التحريم يتفاوت بحسب نوعية البدعة ،

فمنها ما هو كفر صراح ،
كالطواف بالقبور تقرّبًا إلى أصحابها ، وتقديم الذبائح والنذور لها ، ودعاء أصحابها ، والاستغاثة بهم ،
وكأقوال غلاة الجهمية والمعتزلة . ومنها ما هو من وسائل الشرك ، كالبناء على القبور والصلاة والدعاء عندها ،

ومنها ما هو فسق اعتقادي كبدعة الخوارج والقدرية والمرجئة في أقوالهم واعتقاداتهم المخالفة للأدلة الشرعية ،

ومنها ما هو معصية كبدعة التبتل والصيام قائمًا في الشمس ، وكالإحتفال بالموالد، والاحتفال بليلة الإسراء والمعراج، ورفع الصوت بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من المؤذن بعد انتهاء الأذان وأشباه ذلك.

تنبيه :

من قَسَّمَ البدعة إلى بدعة حسنة وبدعة سيئة فهو مخطئ ومخالف لقوله – صلى الله عليه وسلم – : فإن كل بدعة ضلالة لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم – حكم على البدع كلها بأنها ضلالة ، وهذا يقول : ليس كل بدعة ضلالة ؛ بل هناك بدعة حسنة . قال الحافظُ ابنُ رجب في شرح الأربعين : ( فقوله – صلى الله عليه وسلم – : كل بدعة ضلالة من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء ، وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وهو شبيه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد ، فكل من أحدث شيئًا ونسبَهُ إلى الدين ، ولم يكن له أصل من الدين يرجع إليه فهو ضلالة ، والدين بريء منه ، وسواء في ذلك مسائل الاعتقادات ، أو الأعمال أو الأقوال الظاهرة والباطنة ) انتهى .

وليس لهؤلاء حجة على أن هناك بدعة حسنة إلا قول عمر – رضي الله عنه – في صلاة التراويح : نعمت البدعة هذه .

وقالوا أيضًا : إنها أُحدثت أشياء لم يستنكرها السلف ، مثل جمع القرآن في كتاب واحد ، وكتابة الحديث وتدوينه .

والجواب عن ذلك أن هذه الأمور لها أصل في الشرع ، فليست مُحدثة ، وقول عمر : ( نعمت البدعة ) يريدُ البدعة اللغوية لا الشرعيّة ، فما كان له أصل في الشرع يُرجَعُ إليه ، إذا قيل : إنه بدعة ، فهو بدعةٌ لغةً لا شرعًا ؛ لأن البدعة شرعًا : ما ليس له أصل في الشرع . وجمع القرآن في كتاب واحد له أصل في الشرع ؛ لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يأمر بكتابة القرآن ، لكن كان مكتوبًا متفرقًا ، فجمعه الصحابة – رضي الله عنهم – في مصحف واحد حفظًا له .

والتراويح قد صلاها النبي – صلى الله عليه وسلم – بأصحابه ليالي ، وتخلَّفَ عنهم في الأخير خشية أن تفرض عليهم ، واستمرّ الصحابةُ – رضي الله عنهم – يصلونها أوزاعًا متفرقين في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وبعد وفاته ، إلى أن جمعهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – على إمام واحد كما كانوا خلف النبي – صلى الله عليه وسلم – وليس هذا بدعة في الدين .

وكتابةُ الحديث أيضًا لها أصل في الشرع ، فقد أمر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكتابة بعض الأحاديث لبعض أصحابه ؛ لما طلب منه ذلك ، وكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يكتب الحديث في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وكان المحذور من كتابته بصفة عامة في عهده : خشية أن يختلط بالقرآن ما ليس منه ، فلما تُوفّي – صلى الله عليه وسلم – انتفى هذا المحذور ؛ لأن القرآن قد تكامل ، وضبط قبل وفاته – صلى الله عليه وسلم – فدوَّنَ المسلمون الحديثَ بعد ذلك حفظًا له من الضياع ، فجزاهُمُ الله عن الإسلام والمسلمين خيرًا ؛ حيث حفظوا كتاب ربهم وسنة نبيهم – صلى الله عليه وسلم – من الضياع وعبث العابثين .

أسباب البدع

 أسباب ظهور البدع:

1- الجهل بأحكام الدين:
قال الله تعالى: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ [179]} [الأعراف: 179].
2- التشبه بالكفار:
قال الله تعالى: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَامُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ [138] إِنَّ هَؤُلَاءِ مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [139]} [الأعراف: 138- 139].

آثار البدع

آثار البدع على المجتمع:
لاشك أن للبدع آثار تظهر في المجتمعات التي تُقر تلك البدع و لا تنكرها، و ليست هذه الآثار تشمل المجتمع كله، بل تخص من يقرّ بالبدعة أو يعمل بها، أو يدعو إليها و يرغِّب الناس فيها، و من يقبل ذلك منه من الناس، و تظهر هذه الآثار جليَّة على أفراد المبتدعين و متبعيهم، الذين هم جزء من المجتمع، و عدم الإنكار عليهم و محاربة بدعهم يجعل هذه الآثار تشمل المجتمع كله.
و هذه الآثار و الظواهر منها ما يخص أفراد المبتدعين، و منها ما يعم مجتمعهم. و هذه الآثار على سبيل الإيجاز هي:
1- اتباع المتشابه:
لأن المبتدع تفسد طبيعته، و يترك طريق الصواب إلى طريق الضلال، و يعرف ذلك من سيرتهم و من منطقهم، قال تعالى: {وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ}. فأول أثر لذلك :اتباع المتشابه ،و قد نَّبه الله سبحانه و تعالى على ذلك بقوله:{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ}.
و من أمثلة ذلك: استشهاد الخوارج على إبطال التحكيم بقوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ}.
و قد قال صلى الله عليه و سلم: (إذا رأيتم الذين يتبعون ما تشابه منه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم). أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما.
2- إماتة السنَّة:
و من الآثار الضارة للبدعة: إماتة السنَّة ؛ لأنَّه ما ظهرت بدعة إلا و ماتت سنة من السنن، لأن البدعة لا تظهر و تشيع إلا بعد تخلي الناس عن السنة الصحيحة، فظهور البدع علامة دالَّة على ترك السنة.
قال ابن عباس رضي الله عنهما: (ما أتى على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة و أماتوا فيه سنة، حتى تحيا البدع و تموت السنن).
3- الجدل:
من الآثار المترتبة على الوقوع في البدع: الجدل بغير حق، و الخصومات في الدين،و قد حذَّر الله سبحانه و تعالى من ذلك بقوله عز و جل :{وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}. فقد نهى سبحانه و تعالى عن الفرقة و الاختلاف، بعد مجيء البينات، الكتاب و السنة؛ حتى لا نكون كالأمم السابقة التي تفرقت و اختلفت بسبب بدعهم و أهواءهم.
و قال صلى الله عليه و سلم: (إن الله يرضى لكم ثلاثاً و يكره لكم ثلاثاً، فيرضى لكم أن تعبدوه و لا تشركوا به شيئاً، و أن تعتصموا بحبل الله جميعاً و لا تفرقوا، و يكره لكم: قيل و قال، و كثرة السؤال، و إضاعة المال).
و قال صلى الله عليه و سلم:(أبغض الرجال إلى الله الألد الخصِم). متفق عليه.
و الألد الخصم:أي شديد الخصومة، و اللدد: الخصومة الشديدة.
4- اتباع الهوى:
و من آثار البدع:اتباع أهلها لأهوائهم و عدم التقيد بما شرع الله. و لاشك أن هذا عين الضلال، قال تعالى: {وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ}. و قال تعالى:{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ}.
و اتباع الهوى أمر باطن لا يظهر، و لكن يتبين بعرض أعمال صاحبه على الشرع، فعند عرضها على الشرع نرى أنها لا تمثل إلا هوى صاحبها، و لا تصدر إلا من مبتدع جاهل، يقول في الأمور بغير علم، و خاصة أمور الدين.
5- مفارقة الجماعة:
و من آثار البدع: مفارقة أهلها الجماعة، و شق عصا الطاعة على جماعة المسلمين؛ لأنهم اعتمدوا على أهوائهم، و من اتبع هواه خرج عن جادة الصواب.
و قد حذَّر الله من ذلك بقوله عز و جل: {وَ لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ …..}.
و قال تعالى: {وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ}، و قال تعالى: {.. وَ لا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}، و قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَ كَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ}.
و قال صلى الله عليه وسلم: (افترقت اليهود على إحدى أو ثنتين و سبعين فرقة، و تفرقت النصارى على إحدى أو ثنتين و سبعين فرقة و تفترق أمتي على ثلاث و سبعين فرقة).
و في رواية: (كلها في النار، إلا واحدة: و هي الجماعة).
فالنبي صلى الله عليه و سلم قد أخبر عن وقوع الفرقة في أمته، و سبب هذا الافتراق هو مخالفة أهل الأهواء الضالة؛ كالقدرية، و الخوارج، و الروافض و ما شابههم من جماعة التكفير و أمثالهم؛ ما اتفق عليه أهل السنة و الجماعة في أبواب العدل و التوحيد، و الوعد و الوعيد، و القدر و الخير و الشر، و الإدارة و المشيئة، و الرؤية و الإدراك، و صفات الله عز و جل و أسمائه .. و غير ذلك، فسبب مفارقتهم لجماعة المسلمين هو إحداثهم للبدع التي ما أنزل الله بها من سلطان.
6- ضلال الناس:
و من آثار البدع: أن المبتدعة لا يقتصر ضلالهم على أنفسهم، و إنما يشيعونه بين الناس، و يدعون إليه قولاً و عملاً، بالحجة الباطلة و التأويل الزائغ و الهوى المتسلط، فيتحملون إثمهم و إثم من عمل بهذه البدعة إلى يوم القيامة، قال تعالى: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَ مِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ….}.
و المبتدعة قد ألَّفُوا الفرق و جمعوا الجماعات، و ساروا بهم في بدعهم بغير فهْم، فأول ما يظهر أهل البدع يكونون أفراد، ثم بعد ذلك يتجمع الناس حولهم مفتونين بهم، مدافعين عن ضلالهم، مشيعين ذلك بين الناس، و ليس ثمة دليل لديهم إلا اتباع الظن و ما تهوى الأنفس، وتقليد أئمتهم المبتدعة.
7- الاستمرار في البدع و عدم الرجوع عنها:
و من آثار البدع: أن صاحب البدعة إذا أصابه مرضها، لا يرجع عن بدعته، بل يستمر فيها، مبعدة إياه عن طريق الحق، حتى يصعب عليه الرجوع و التوبة، إلا من رحم الله، و قال صلى الله عليه وسلم: ( إن بعدي من أمتي ،- أو سيكون بعدي من أمتي – قوماً يقرأون القرآن و لا يجاوز حلوقهم، يمرقون من الدين كما يرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه، هم شرار الخلق و الخليقة ).
فصاحب البدعة لا يتوب عن بدعته، و إن خرج عنها فإنه يخرج إلى ما هو شر منها ، أو يُظهر الخروج عنها و يصر عليها باطناً، و عدم توبة صاحب البدعة لها أسباب، منها:
أ- أن الدخول تحت التكاليف في الشريعة صعب على الأنفس؛ لأنه أمر مخالف للهوى ، و محاد للشهوات، فيثقل عليها جداً، لأن الحق ثقيل، و النفس إنما تنشط بما يوافق هواها، لا بما يخالفه، و كل بدعة للهوى فيها مدخل؛ لأنها راجعة إلى نظر مخترعها و هواه، لا إلى نظر الشارع و حجته.
ب- أن المبتدع لابد له من تعلق بشبهة دليل، ينسبها إلى الشارع، و يدّعي أن ما ذكره هو مقصود الشارع فصار هواه مقصوداً بدليل شرعي في زعمه، فكيف يمكن الخروج من ذلك، و داعي الهوى مستمسك بأحسن ما يتمسك به؟ و هو الدليل الشرعي في الجملة.
ج- أن المبتدع يزيد في الاجتهاد لينال في الدنيا التعظيم و المال و الجاه، و غير ذلك من أصناف الشهوات، قال تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً *الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَ هُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}.
فسبب ما داخل أنفسهم من الهوى يجد المبتدعة في ذلك الالتزام و الاجتهاد ، خفة و نشاط، يستسهلون به الصعب، و يرون أعمالهم أفضل من عمل غيرهم.. {كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ}.

السابق
ما هو سقوط الرحم
التالي
كيف تحسن الظن بالله

اترك تعليقاً