القرآن الكريم

صفات الله الواردة في سورة الملك

مايستفاد من سورة الملك

1- هذه السورة تثبت عظمة الله سبحانه وتعالى وقدرته في إحياء الناس وإماتتهم .
2- تقيم هذه السورة العظيمة أدلة وبراهين على وحدانية الله سبحانه وتعالى، فتبعث الثقة في النفوس .
3- هذه السورة الكريمة تبين عاقبة المكذبين ليوم البعث والنشور، وهذا يبعث في القلوب الرهبة .
4- تبعث السورة في النفس الثناء على الله وتمجيده وتعظيمه جل وعلا شأنه .
5- تجعلنا سورة تبارك الملك نؤمن أن لله الأمر كله وأنه سبحانه المتحكم في كل الأمور .
6- تجعلنا هذه السورة نعرف أنه يمكننا أن نطلب كل الأشياء العزيزة من الله سبحانه وتعالى لأنه هو من يملكها وحده .
7- تجعلنا السورة الكريمة نعرف أن العمل بأحسنه لا لأكثره .

مقاصد سورة الملك

لا بدَّ في الحديث عن مقاصد سورة الملك أن يدور الحديث حول ملامح السور المكية التي اختصَّت بها وميَّزتها عن السور المدنية التي نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد الهجرة، فكغيرها من سور القرآن الكريم المكية تبدأ سورة الملك بالتعريف بعظمة الخالق -تبارك وتعالى- وبتفرده بالحق وحده وهذه من أعظم مقاصد سورة الملك، كما تدعو المسلمين جميعًا إلى التأمل والتدبر في خلقِ الله تعالى والتفكُّر بإتقان صنعته سبحانه، وتقرُّ أيضًا بربوبية الله أثناء عرض الدلائل على قدرته وحكمته وعلمه مبينةً الحكمة من وجود الخلق والحياة والموت أيضًا، قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ * الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا ۖ مَّا تَرَىٰ فِي خَلْقِ الرَّحْمَٰنِ مِن تَفَاوُتٍ ۖ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَىٰ مِن فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ} وقد جعل الله تعالى ذلك في آيات جليلة تسلب الأذهان وتسحرُ القلوب بجمالها وصدقها.

ومن مقاصد سورة الملك أنَّ الله تعالى يبيِّنُ فيها فضيلةَ الإيمان بالغيبيات التي ذكرها الله ويوصي بمراقبة الله تعالى في السر والعلن من قبل المؤمنين، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ * وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ} ومن مقاصد سورة الملك أيضًا وجوب توكُّل المسلمين على الله تعالى وحده لا شريكَ له والابتعاد عن اللجوء لغيره من العبيد لأنَّ الله وحده من يملك الضر والنفع، قال تعالى: { قُلْ هُوَ الرَّحْمَٰنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا ۖ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} ومن مقاصدها أيضًا أن يعلم المسلمون أنَّ الله وحده القادر على إنزال المطر بعد الجفاف ولا أحد غيره يستطيع أن يأتي بماء معينٍ لعباده المسلمين.

فضل سورة الملك

إنَّ تلاوة القرآن الكريم والإقبال عليه، من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى الله -سبحانه وتعالى-، وهذا يشمل كل سُور وآيات القرآن الكريم، ويُضاف إليه أن بعض الأحاديث النبوية الشريفة قد خَصَّت سُورًا بعينها بمزيدِ فضلٍ، ومن ذلك ما وَرَدَ في فضل سورة الملك؛ فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: “إنَّ سورةً في القرآنِ ثلاثونَ آيةً شفَعت لصاحبِها حتَّى غُفِرَ لَه تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ” .

وورد أيضًا في فضل سورة الملك عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: ” من قرأ {تباركَ الذي بيدِه الملكُ} كلَّ ليلةٍ، منعه اللهُ عز وجل بها من عذابِ القبرِ . وكنا في عهدِ رسولِ اللهِ نسميها: “المانعةَ”، وإنها في كتابِ اللهِ عز وجل سورةٌ من قرأ بها في كلِّ ليلةٍ ، فقد أكثر وأطاب ” ويدل ذلك على أن من فضل سورة الملك، أنّها تشفع لصاحبها، وتمنع قارئها من عذاب القبر، وهذا مما يزيد في فضل سورة الملك.

تفسير سورة الملك

أسماء سورة الملك

ورد لسورة الملك عن النبي -عليه السلام- وأصحابه العديد من الأسماء، يُذكر منها:

  • الواقية. الملك؛ وهو الاسم المعروف للسورة، وقد أورده البخاريّ في تفسير السورة الكريمة.
  • تبارك الملك؛ وقد ورد هذا الاسم في أحاديث شريفةٍ عن النبي عليه السلام.
  • المانعة؛ وقد ذكر الطبرانيّ أنّ صحابة النبي -عليه السلام- كانوا يسمّونها المانعة.
  • المنّاعة؛ وهي صيغة مبالغة عن المانعة.
  • المجادِلة كما كان يسمّيها ابن عباس؛ لأنّها تجادل الملائكة عن أهلها وقرّائها من المسلمين.
  • تبارك الذي بيده الملك.

قصة سورة الملك

نزلت سورة الملك محذرة وجابرة للرسول عليه الصلاة والسلام
فقال ابن عباس رضي الله عنه : نزلت في المشركين كانوا ينالون من رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ، فخبره جبريل عليه السلام بما قالوا فيه ونالوا منه، فيقول بعضهم لبعض : أسروا قولكم لئلا يسمع إله محمد .

ونستوضح من ذلك أن سورة الملك قد نزلت لتخبر الرسول صلي الله عليه وسلم بما يتحدث به المشروكون من سوء عنه
ولكن الله عز وجل لم يكتفي بإخباره بذلك بل هون عليه بذكر ما سوف ينالوه من عقاب على قولهم هذا
موضحًا أن الملك له وحده عز وجل فهو مالك الأرض بكل ما فيها من بشر وحيوانات يرزقهم من زرعها ويسقيهم من مائها وهو ممسك لكل ذلك بين يدي رحمته فإن شاء منعه وأرسل عليهم العذاب ولكنه يؤجلهم ويتوعدهم عذاب جهنم عقابًا لهم على ما أقدموا عليه من قول وعمل وتجاهلهم لرسائل الله وقول رسوله وأنهم لم يكتفوا بذلك فقط بل ذكروا رسوا الله بالسوء

وقد أكد ذلك في قول تعالي:

وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ وَأَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَ السَّعِيرِ (5)
وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (6) إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقًا وَهِيَ تَفُورُ (7)
تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ (8)
قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا فِي ضَلَالٍ كَبِيرٍ (9)
وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقًا لِأَصْحَابِ السَّعِيرِ (11)
إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12)
وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (13) أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)
أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ (16)
أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (17)

السابق
فوائد الكركديه للكبد
التالي
شرح سورة الفرقان آية 30

اترك تعليقاً