ديني

صفات المهدي المنتظر

صفات المهدي المنتظر الجسدية

لم ترد الكثير من الأحاديث النبويّة التي تبيّن الصفات الجسديّة الكاملة للإمام المهدي، ولكن وردت بعض الأحاديث الصّحيحة التي تبيّن بعض الصفات، ففي الحديث النبوي الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (المهديُّ منِّي، أجلَى الجبهةِ، أَقنى الأنفِ، يملَأُ الأرضَ قِسطًا و عَدلًا كما مُلِئَتْ جَورًا و ظُلمًا، يملِكُ سبعَ سِنينَ) [الجامع الصغير| خلاصة حكم المحدث: صحيح]، ومن أهم الصّفات الواردة في الحديث أنه أجلى الجبهة، أي لا يُغطّي جبهته الشعر ولا ينزل عليها فهو عريض الجبهة واسعها، والصّفة الأخرى من صفاته أنه أقنى الأنف أي هناك إحديداب طفيف في شكل الأنف، وقال عن ذلك ابن الأثير بأن القنى هو طول الأنف ورقته مع وجود حدبة خفيفة في أوسطه، وقال ابن سيدة عن القنى أنه ارتفاع في مقدّمة الأنف، وحدبة في أوسطه، ورقّة في نهايته، وكانت أغلب الأحاديث التي تُخبر عن الصّفات الجسديّة للمهدي المنتظر موضوعة وباطلة.

صفات المهدي المنتظر عند الشيعة

المهدي المنتظر عند السنة

المهدي، يُؤْمِن أهل السنة والجماعة بأنه رجل يخرج في آخر الزمان من ذرية النبي محمد، اسمه يواطئ اسم النبي محمد، واسم أبيه يواطئ اسم أبي النبي، أي اسمه محمد بن عبد الله من أهل بيت النبي من ولد فاطمة، يحكم الأرض سبع سنوات، يملأ الأرض عدلًا كما مُلأت ظلمًا وجورًا، يقول المباركفوري في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي: «اعلم أن المشهور بين الكافة من أهل الإسلام على ممر الأعصار أنه لا بد في آخر الزمان من ظهور رجل من أهل البيت يؤيد الدين ويظهر العدل ويتبعه المسلمون، ويستولي على الممالك الإسلامية ويسمى بالمهدي، ويكون خروج الدجال وما بعده من أشراط الساعة الثابتة في الصحيح على أثره، وأن عيسى عليه السلام ينزل من بعده فيقتل الدجال أو ينزل من بعده فيساعده على قتله ويأتم بالمهدي في صلاته.»

قصة المهدي المنتظر

اضغط هنا لتحميل قصة المهدي المنتظر

صفات المهدي

صفات المهدي المنتظر

ورد العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، التي تُبيّن الصفات الخَلقية، والميّزات الشخصيّة، والأعمال التي سيقوم بها المهدي المنتظر خلال فترة خلافته، وفيما يأتي ذكر بعض الصفات:

  • الاسم: ثمّة تطابق بين اسم المهدي، واسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وبين اسم والد المهدي، واسم والد رسول الله، فالصحيح أنّ اسم المهدي محمد بن عبد الله، ولا يصحّ أن يكون اسمه غير ذلك من الأسماء، كزيد، أو عمر، أو غيره، وقد رُوي الكثير من الأحاديث التي تدلّ على ذلك، ومنها ما رواه عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لو لم يبقَ من الدنيا إلَّا يومٌ، لَطَوَّلَ اللهُ ذلِكَ اليومَ حتى يبعثَ فيه رجلاً من أهلِ بيتي، يواطيءُ اسمُهُ اسمِي، واسمُ أبيه اسمَ أبي، يملأُ الأرضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظلماً وجوراً).
  •  اللقب: ومن أظهر ألقابه المهدي، وقد لقّبه به رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال: (يخرجُ في آخرِ أُمَّتي المهديُّ، يَسقِيه اللهُ الغَيْثَ)، ومن الجدير بالذكر أنّه لم يشترك معه أحدٌ في هذا اللقب، إلّا الخلفاء الراشدين الأربعة، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (فعليكم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الراشدينَ المهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجذِ)، ويدلّ هذا اللقب على حصول الهداية والتوفيق من الله تعالى، وقد قام عددٌ من علماء أهل السنّة، ومنهم: الإمام الأسفراييني، وابن حزم الأندلسي، والإمام الذهبي، وابن تيمية، وابن القيم، وغيرهم من العلماء بإضافة كلمة المنتظر إلى لقبه؛ ليصبح المهدي المنتظر، وتدلّ كلمة المنتظر على أنّ الأمة تنتظر خروجه في آخر الزمان، وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض العلماء لقّبوه بألقابٍ أخرى، كالقائم؛ لأنّه سيقيم شرع الله تعالى في الأرض، كما قال الإمام ابن حجر الهيثمي: (جعل الله القائم بالخلافة الحقّ عند شدّة الحاجة إليها من ولده، ليملأ الأرض عدلاً).
  • النسب: يرجع نسب المهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فهو من آل بيته الكرام، وبالتحديد من نسل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، مصداقاً لما رواه علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ)، بالإضافة إلى ما روته أم سلمة -رضي الله عنها- أنّها سمعت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- يقول: (المهديُّ من عِتْرتي من ولدِ فاطمةَ).
  • الصفات الخَلقية: فمن صفاته الخَلقية أنّه أقنى الأنف، أجلى الجبهة، مصداقاً لقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (المَهْديُّ منِّي، أجلى الجبهةِ، أقنى الأنفِ)، والمقصود بأجلى الجبهة واسع الجبهة، أي أنّه منحسر الشعر عن مقدمة الرأس، ومعنى أقنى الأنف أي دقيق الأنف.
  • الصلاح: من صفات المهدي المنتظر أنّ الله تعالى يصلحه في ليلةٍ، كما روى علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (المهديُّ مِنَّا أهلَ البيتِ يصلحُهُ اللهُ في ليلةٍ)، وربما يكون المقصود من قول يصلحه في ليلةٍ؛ إعداده في ليلةٍ لتولّي الخلافة، واستلام زمام الأمور، من خلال تسخير الله تعالى الأعوان له، حتى ينصروه، ويمكّنون سلطانه، ويثبّتون أركانه، وربمّا قصد بذلك أنّ الله تعالى يصلح تقصيره، فيهديه، ويتوب عليه في ليلةٍ واحدةٍ، كما قال ابن كثير رحمه الله : (يصلحه الله في ليلةٍ واحدةٍ، أي: يتوب عليه، ويوفقه، يلهمه رشده، بعد أن لم يكن كذلك)، فقبل زمن المهدي يكون قد ساد الأرض الظلم والجُور، بحيث يكون الظلم صورةً عامةً، وانطباعاً سائداً، فيملؤها بعد خلافته قسطاً وعدلاً، فتكون على منهاج النبوّة، فيحكم بالعدل والقسط، حكماً مستمّداً من الكتاب والسنّة، لا قانوناً وضعيّاً، أو شريعةً أرضيّةً، ممتثلاً في ذلك قول الله تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ)، وقوله أيضاً: (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ).

علامات ظهور المهدي المنتظر

  • ظهور الملك الجبري، والذي وردت بشأنه الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، حيث تظهر العديد من أشكال الحكم في العالم الإسلامي، ويكون من ضمن هذه الأشكال ما يُسمى بالملك الجبري، حيث يصل إلى الحكم عن طريق السلاح، كما يحدث في الانقلابات العسكرية في الوقت الحاضر.
  • نزول الظلم بالمسلمين في جميع الدول، وذلك من قبل حكامهم، حيث يُصابون ببلاءٍ شديدٍ من كثرة الجور والظلم الذي يتعرضون له، فتيضق بهم الأرض، وتعتبر هذه من العلامات المؤكدة على قرب ظهور المهدي.
  • تعرض كلاً من الشام والعراق إلى الحصار الاقتصادي من قبل الدول الكبرى في العالم، وهو ما حصل فعلاً في الوقت الحاضر، فتضيق الحال بأهل العراق والشام، ويكثر الفقر فيهما كثيراً.
  • وقوع فلسطين تحت قبضة اليهود المحتلين، ونهايتهم على يد المسلمين، ومن المعلوم للجميع أن فلسطين الآن تحت الاحتلال اليهودي، وقد أكدت الأحاديث النبوية الشريفة أن الساعة لن تقوم حتى يقاتل المسلمون اليهود، وينتصروا عليهم ويطردونهم من فلسطين، وهي علامة على قرب ظهور المهدي.
  • حدوث الفتن الكثيرة في الدول العربية، وقد حصلت الفتن فعلاً، وتعاني منها الكثير من بلاد العرب حالياً، كما يحدث في سوريا، وليبيا، والعراق، واليمن، وغيرها من الدول العربية، حيث تكون هذه الفتن على مستوى شعوب بأكملها، ويهدر فيها الكثير من دماء الأبرياء الذين لا حول لهم ولا قوة.
  • انحسار نهر الفرات عن جبل من الذهب، وكنوز للعرب، ويشير البعض أن البترول الذي ظهر في البلاد العربية بكثرةٍ يعد أحد هذه الكنوز.
  • ظهور الرايات السود وأصحابها وحامليها، والذين يقومون بنصرة المهدي المنتظر، ويساعدونه ليتمكن من حكم المسلمين، وقد وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي ذكرت الرايات السود.
  • موت أحد خلفاء المسلمين، وحدوث اختلاف بين الناس فيمن يحكم بعده، مما يؤدي إلى حدوث فوضى كبيرة، فيختارون المهدي لهذه المهمة ويجبرونه عليها، فيسير أحد الحكام جيش من الشام لمحاربة المهدي، فتنخسف الأرض بهذا الجيش.
  • وضع القدس عاصمة الخلافة الإسلامية، ويكون أول خلفائها المهدي المنتظر.
  • ظهور حاكم مستبد واسمه السفياني، حيث تدور الكثير من الحروب بينه وبين المهدي.

مكان ظهور المهدي المنتظر

لا يوجد نصٌ شرعيٌ صريحٌ يدلّ على مكان ظهور المهدي المنتظر، أو وقت خروجه بالتحديد، ولم يثبت أي حديث يدلّ على ذلك، وإنمّا ذكرت الأحاديث أنّه سيظهر في آخر الزمان، قبل خروج المسيح الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليه السلام.

السابق
الفرق بين زبدة الشيا الأصلية والتقليد
التالي
توت عنخ آمون

اترك تعليقاً