ديني

عمر بن الخطاب قبل الإسلام

فتوحات عمر بن الخطاب

إنّ عدد ما فُتح في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- من مدنٍ وأقاليم ومناطق وقرى صغيرةً وكبيرةً يزيد على الألفين، وقد هدم من الكنائس عدداً كبيراً، وبنى ما يزيد عن ألفي مسجد، ومن أهم فتوحاته؛ فتح دمشق، وكان فتح بعضها صُلحاً وبعضها الآخر عُنوةً، ومنها فتح بلاد الروم؛ وفيها طبرية وقيسارية وفلسطين وعسقلان وبيت المقدس الذي قام عمر -رضي الله عنه- بفتحه صُلحاً بنفسه، ومنها أيضاً فتح حمص وبعلبك وحلب وأنطاكيا والرقة وغيرهم، ومن بلاد العراق فُتح في عهد عمر كلٌّ من الموصل والقادسية والرها والمدائن حتى ذلّ للمسلمين مُلكُ الفرس كاملاً، كما فُتحت كور الأهواز ونهاوند وأذربيجان وبعض أقاليم خرسان، وفتح عمرو بن العاص مصر والإسكندرية وطرابلس الغرب وما يليها من الساحل، وكذلك اليرموك وبيسان والخابور، وصارت البصرة والكوفة معقلاً لجيوش المسلمين.

متى ولد عمر بن الخطاب

584 م

متى توفي عمر بن الخطاب

توفي عمر بن الخطاب رضي الله في السادس والعشرين من ذي الحجة من العام الثالث والعشرين للهجرة، الموافق الثالث من نوفمبر من العام الرابع والأربعين بعد الستمائة للميلاد،[٢] وبدأت القصة عندما سمح عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- لعبدٍ كافرٍ اسمه أبو لؤلؤة المجوسيّ بالدخول إلى المدينة المنوّرة والعمل فيها، وكان قد منع سابقاً دخول السبي إلى المدينة المنوّرة ما دام على كفره، إلا أنّ المغيرة بن شعبة -رضي الله عنه- كلّمه في تلك المرة وطلب منه أن يأذن لذلك العبد بالعمل في المدينة، وأخبره بأنّه سينفع الناس فقد كان يتقن الحدادة، والنقش، والنجارة، فأذن عمر -رضي الله عنه- لذلك العبد، ثمّ فرض عليه المغيرة بن شعبة الذي كان والياً على الكوفة في كلّ شهرٍ مئة، فاشتكى ذلك العبد لعمر بن الخطاب شدّة الخراج، فقال له:(ما خراجكَ بكثيرٍ في جنب ما تعمل)، فانصرف العبد غاضباً، وبعدها بأيّامٍ مرّ به عمر بن الخطاب فقال له: (سمعت أنك تقول: لو أشاءُ، لصنعت رَحًى تطحن بالرِّيح)، فرد العبد عابساً: (لأصنعنّ لك رحى تتحدّث الناس بها)، فقال عمر -رضي الله عنه- لمن معه: (توعّدني العبد)، وفي يوم الأربعاء في أواخر شهر ذي الحجة، وبينما عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يسوي الصفوف ليصلي الفجر بالناس، إذ أقبل أبو لؤلؤة المجوسي وبيده حربةٌ ذات طرفين وضع عليها السم، فقام الخبيث بطعن عمر -رضي الله عنه- بكتفه ثمّ بخاصرته، وكان عمر يقرأ: (وَكَانَ أَمْرُ اللَّـهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا)،[٣] ثمّ أخذ المجرم المجوسي يخترق صفوف المصلين وهو يطعن كلّ من وصل إليه، حتى أصاب في ذلك اليوم ثلاثة عشر رجلاً، مات منهم سبعة، فلمّا تمكّن منه رجلٌ من المسلمين، وظنّ المجوسي أنّه قد وقع في أيدي المسلمين نحر نفسه، ثمّ قدّم عمر -رضي الله عنه- عبد الرحمن بن عوفٍ رضي الله عنه؛ ليكمل الصلاة بالناس، ثمّ غشي عليه فحُمل إلى بيته، فلمّا طلع الصبح، استيقظ عمر -رضي الله عنه- فقال: (أصلى الناس؟ فقالوا له: نعم، قال: لا إسلام لمن ترك الصلاة)، ثم طلب الماء فتوضأ وصلّى على الرغم من أنّ جرحه كان ينزف كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: (وتساند إليَّ وجَرْحُهُ يَثْغَبُ دمًا، إنّي لأضع إصبعي الوسطى فما تَسُدُّ الفَتْقَ)، ثم طلب عمر بن الخطاب من ابن عباس -رضي الله عنهما- أن يسأل الناس إن كان عندهم خبرٌ بما حصل، فلمّا خرج وجد الناس يبكون عمر كما يبكون على فقد أولادهم، فلما سألهم قالوا: (لوددنا أن الله زاد في عمره من أعمارنا، من محبتهم له رضي الله عنه)، فلما أخبره ابن عباس بما قال الناس، استبشر وجهه، ولمّا علم عمر -رضي الله عنه- أنّ قاتله مجوسيّ، قال: (الحمد لله الذي لم يجعل قاتلي يحاجَّني عند الله بسجدةٍ سجدها قطُّ)، ولمّا أحسّ -رضي الله عنه- بقرب الأجل، أرسل ابنه عبد الله إلى أمّ المؤمنين عائشة؛ ليستأذن منها أن يُدفن مع رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- وأبي بكر رضي الله عنه، فلمّا ذهب إلى أمّ المؤمنين وجدها تبكي، فأخبرها بطلب عمر، فقالت: (كنتُ أريده لنفسي، ولأوثرنَّه به اليوم على نفسي)، فعاد عبد الله إلى أبيه وأخبره بأنّها وافقت، فقال عمر: (الحمد لله، ما كان من شيءٍ أهمّ إليَّ من ذلك، فإذا أنا قضيتُ فاحملوني؛ ثم سلِّم فقل: يستأذن عمر بن الخطاب، فإن أَذِنَتْ لي فأدخلوني، وإن ردَّتني ردُّوني إلى مقابر المسلمين)، وبعدها مات عمر رضي الله عنه، فحمله المسلمون إلى مسجد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصلّى عليه صهيب الرّوميّ ودُفن بجانب صاحبيه.

قصة عمر بن الخطاب كاملة

بحث عن عمر بن الخطاب

عمر بن الخطّاب

عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ثاني الخلفاء الرّاشدين، وهو أوّل من لُقِّب بلقبِ أمير المؤمنين؛ فالصّحابة نادوا أبا بكرٍ الصّديق رضي الله عنه بخليفة رسول الله، وعندما تولّى عمر الخلافة أطلق عليه الصّحابة بدايةً لقب خليفة خليفة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ولكنهم اتّفقوا فيما بعد على لقب أمير المؤمنين، وهو من الصّحابة العشر الذين بشّرهم النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بالجنة.

الاسم والنّسب والولادة

هو عمر بن الخطّاب بن نفيل بن عبد العزّى بن رباح، من بني عدي بن كعب إحدى عشائر قريش، والمُكنّى بأبي حفصٍ القرشيّ العدويّ، وقد وُلِد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وأمّه حنتمة بنت هاشم المخزوميّة، وهي أخت أبي جهلٍ. الصّفات الخَلْقيّة اتصف أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بضخامة الجسم، وغزارة الشعر على بدنه، وبياض البشرة مع شدّة الحُمرة، وقد امتلك شارباً كثيفاً، وفقد الشّعر من جانبي رأسه، وكلّما ظهر الشيب كان يخضبه بالحناء.

إسلام عمر بن الخطّاب

تميّز عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بالبأس والشدة في الجاهلية، فرعى لوالده الخطّاب الغنمَ تارةً، وحطّب الحطب تارةً أخرى، وكان فظاً غليظاً يضرب النّاس، وقد استخدم هذه الشدّة على المسلمين وأوقع فيهم أذىً كبيراً. كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم يرغب في إسلام عمر، وكان دائم الدّعاء له بالهداية، ويشير البعض إلى أنّه قد أسلم في السّنة الخامسة من الهجرة، أو في السنة السّادسة من الهجرة.

هناك عدّة روايات عن حادثة إسلامه رضي الله عنه، ولكنها كلّها تُشير إلى تأثّره عند سماع آيات القرآن الكريم، ومن هذه الرّوايات:

  • الرّواية الأولى: تشير هذه الرواية إلى أنّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه تبع النبي محمّداً صلى الله عليه وسلّم إلى المسجد، واستفتح عليه الصلاة والسلام بسورة الحاقّة حتّى أكملها، فوقع القرآن في قلبه وأسلم.
  • الرّواية الثانية: تشير إلى أنّ عمر تقلّد سيفه وخرج يريد قتل النبيّ صلى الله عليه وسلّم، فوجده رجلٌ في الطريق وأخبره عن إسلام أخته وزوجها، فاتّجه إلى بيتهما، وكان خبّاب بن الأرت عندهما يقرأ عليهما القرآن، وعندما شاهدا عمر اختبأ خباب بن الأرت، ودخل عمر على أخته، وواجهها بإسلامها فلم تنكر، فضربها، ثمّ حاول زوجها الدفاع عنها فضربه أيضاً، وعندما يئس منهما طلب منهما الصّحيفة التي يقرآن منها وهي القرآن الكريم، فطلبت منه أخته أن يغتسل، فاغتسل وتوضّأ وقرأ سورة طه، ثم طلب من أخته وزوجها أن يدلّاه على مكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم ليعلن إسلامه.

وفاة عمر بن الخطّاب

اغتيل عمر بن الخطّاب رضي الله عنه وهو يؤمّ بالمسلمين في صلاة الفجر ليلة الأربعاء لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة 23 للهجرة، من قِبل أبي لؤلؤة المجوسيّ غلام المغيرة بن شعبة، وكان عُمْر عُمَر رضي الله عنه في ذلك الوقت ثلاثًا وستّين سنة.

صفات عمر بن الخطاب

صفات عمر بن الخطّاب

تميّز أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بصفاتٍ عظيمةٍ لم يتّصف بها سواه من الرّجال، فاختصّه الله -تعالى- ليعزّ به الإسلام ويُعلي رايته، ويكون خليفة لخير البشر محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- وفيما يأتي بيان لبعض صفات عمر بن الخطّاب الخَلقيّة والخُلقيّة:

الصفات الخَلقيّة

كان عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- رجلاً شديد الطول؛ حيث كان يفوق النّاس في الطّول، وكان رجلاً جسيماً، وكان أبيض البشرة وشديد الحُمرة، كما أنّه كان أعسر ولكنّه كان يعمل بكلتا يداه، كما جاء عن أبي رجاء العطارديّ في وصف أمير المؤمنين عمر بن الخطاب؛ حيث قال: (كان عمرُ طويلاً جسيماً أصلعَ أشعَرَ شديدَ الحُمرةِ كثيرَ السَّبَلةِ في أطرافِها صُهوبةٌ).

الصفات الخُلقيّة

كان أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- مُحباً ووفياً للنبيّ محمّد صلّى الله عليه وسلّم، فهو الذي جاء برسالة الإسلام ليُخرج النّاس من ظلمات الجاهليّة إلى نور الإسلام، وكان عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- رجلاً ذكيّاً وثاقباً في الرأي، شديدأً في الحقّ، مُتحمساً لدينه، وكان ليّن القلب ومُحاسباً لنفسه؛ فنقش على خاتمه: كفى بالموت واعظاً يا عمر؛ ليذكّر نفسه بقاهر اللذّات وبيت الظلمات ومُحاسبة الله تعالى له، واتّصف عمر بن الخطّاب -رضي الله عنه- بقوّة الهيبة؛ فكان شديداً على الكفّار، ورحيماً بالمسلمين، وكان أيضاً عظيم الوَرَع، ووافر العدل، ودقيق المحاسبة لنفسه.

هَيْبَة عمر بن الخطّاب

عن سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- قال: (استأذن عمرُ على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- وعنده نساءٌ من قريشٌ يكلِّمْنَه ويَستكثِرْنه، عاليةً أصواتُهنَّ، فلما استأذن عمرُ قُمْنَ يبتدِرْن الحجابَ، فأَذِن له رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ورسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يضحك، فقال عمرُ: أضحَكَ اللهُ سِنَّك يا رسولَ اللهِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: عجبتُ من هؤلاءِ اللاتي كنَّ عِندي، فلما سمِعْنَ صوتَك ابتدَرْنَ الحجابَ، قال عمرُ: فأنت يا رسولَ اللهِ، أحَقُّ أن يَهَبْنَ، ثمّ قال عمرُ: أي عَدُوَّاتِ أنفُسِهنَّ؛ أتَهَبْنَني ولا تَهَبْنَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ؟ قلن: نعم؛ أنت أَغلظُ وأفظُّ من رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: والذي نفسي بيدِه؛ ما لَقِيَكَ الشيطانُ قطُّ سالكاً فجّاً إلّا سلك فجّاً غيرَ فَجِّكَ).

السابق
من أول فدائي في الإسلام
التالي
دواء سافيلا – Savella لعلاج الأمل العضلي الليفي

اترك تعليقاً