احكام الشريعة الإسلامية

كيفية تغسيل الميت وتكفينه

كيفية تغسيل الميت المرأة

طريقة غسل المرأة الميتة

إذا مات الإنسان المسلم فإنّه يجب المبادرة إلى تغسيله وتكريمه بما يليق بالكرامة الإنسانيّة التي أكرم بها الله سبحانه وتعالى جميع البشر، قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا)، وإذا ماتت المرأة المسلمة فلا بدّ من تغسيلها بعد الموت وتخليص جسدها من الأذى، ويجب التحوّط في غسل المرأة وخاصّةً أن جسم المرأة يُعتَبر عورةً ويجب ستره في الحياة والموت، ومن غير المُعتاد أن يتكشّف جسم المرأة أمام الغير حتّى في حال الموت، وقد لا يجد أهل المُتوفّاة المُغسِّلات الشرعيّات، ممّا يستدعي أن تقوم إحدى نساء العائلة بعمليّة الغسل.

يكون غسل المرأة المتوفّاة كالآتي:

  • التخلّص من جميع الملابس التي على المرأة المتوفّاة مع مراعاة ستر عورتها، مع العلم أن عورة المرأة على المرأة من منطقة السُرّة إلى منطقة الرّكبة، ويمكن استخدام منشفة أو أيّ سُترة مُمكنة لتغطية عورة المرأة المتوفّاة بعد نزع ملابسها.
  • عادةً، عندما يتمّ تغسيل المتوفّاة مُباشرةً بعد وفاتها فإن مفاصلها تكون ما زالت لينةً ويسهُل على من يُريد تغسيلها نزع الملابس عنها، ولكن إذا تمّ تأخير عمليّة الغسيل فإن المفاصل تكون قد تصلّبت وتيبّست ولا بدّ من قصّ ملابس المتوفّاة للتخلّص منها، وتكون البداية بقص الكم الأيمن إلى حد الرقبة ثم قصّ الكم الأيسر من ملابس المتوفّاة إلى حد منطقة الرقبة كذلك.
  • قص أظافر اليدين والرجلين إذا كانت أظافرها طويلةً، ومن السنّة أن يتم تظفير المرأة المُتوفاة.
  • التخلّص ممّا قد يكون عالقاً في فم أو أنف المرأة المُتوفاة من أذى، وأن يتم غسلهما جيّداً، ثم يتم إغلاقهما جيّداً باستخدام القطن؛ فتوضع قطعة من القطن في فم المتوفاة وقطعتين من القطن لجهتي الأنف، ويُترَك القطن في فم المتوفاة وأنفها لحين الانتهاء من عمليّة الغسل الشرعيّ للمُتوفّاة.
  • من الأفضل أن يُرَفع جسد المُتوفّاة على شكل جلوس؛ وذلك للتخلّص ممّا في بطنها، ويتم عصر منطقة البطن ثلاث مرّاتٍ بلطف حتى يخرج ما بها من أذىً وكل ما هو قابل للخروج، مع التّأكيد أن تتمّ هذه العمليّة بلطف.
  • تلفّ المرأة التي تقوم بالغسل قطعةً من القماش على اليد اليسرى ويُنظّف مكان العورة بتخليص وإبعاد أيّ أذىً ممّا يكون عالقاً في دبرها أو قبلها، مع مُراعاة الاستمرار في سكب الماء.
  • تُمسك المرأة التي تقوم بالغسل بيدي المُتوفّاة وتجمعهما وتنوي وضوءها، ثم تُوضّئها وضوءاً شرعيّاً صحيحاً باستخدام الماء.
  • تُغسل المُتوفّاة باستخدام الماء والسدر بدءاً من الجهة اليمنى من بداية الأصابع إلى الكتف والعنق، ثم تُغسَل الجهة الأخرى، ثم الصّدر والبطن، ويُدخَل الماء والسدر إلى منطقة العورة مع استمرار سترها.
  • تُقلًب المُتوفّاة على الجهة اليسرى ولتدليك الجهة اليمنى بلطفٍ، ثم يُغسَل الشقّ الأيسر من جسد المرأة بنفس الطّريقة التي تمّ فيها غسل الشقّ الأيمن.

كيفية غسل الميت وتكفينه ودفنه

طريقة غسل الميّت

لغسل الميّت شروطٌ وأحكام وكيفيّاتٌ لا بدّ من قيام المغسّل باتّباعها، وهي كالتّالي:

  • تجريد الميّت من ملابسه، ومن المستحبّ ستره عن أعين النّاس، ومكروهٌ رؤياه لغير من عُيّن بالغسل. ستر عورة الميّت، وهي ما بين السّرّة والرّكبة للرّجل، وما بين السّرّة والرّكبة للمرأة أمام المرأة.
  • وضعه على مكان الغسل، أو سرير الغسل، أو مكانٍ مرتفع، ورفع رأسه إلى قرب جلوس المعيّن بالغسل.
  • عصر بطن الميّت برفق، لتخرج السّوائل، والتّخلّص منها.
  • صبّ الماء بكثرةٍ على الميّت، وغَسل مخرجَي الميّت، بلبس خرقةٍ على يديّ المُعيّن بالغسل، ولا يحلّ مسك العورة باليد مباشرةً للميّت الّذي له سبع سنين فأكثر، ومن المستحبّ عدم مسّ باقي الجسد إلّا بلبس الخرقة على اليد.
  • يُوضّأ الميّت ندباً.
  • لا يجوز أن يُدخل الماء في فم وأنف الميّت.
  • تنظيف أنف الميّت بإدخال أصبعين مبلولين به، وتنظيف أسنانه وشفتيه بالطّريقة نفسها، مع لبس الخرقة على اليدين.
  • عقد نيّة المُعيّن بالغسل، لغسل الميّت، وقول (بسم الله الرّحمن الرّحيم) قبل البدء.
  • غسل المعيّن شعر الميّت، ولحيته إن كان رجلاً برغوة السّدر؛ حيث تُجهّز بدقِّها في إناءٍ به ماء، حتّى ترغي، وتُضرب باليد ليُتخلّص من التّفل.
  • غسل الشّق الأيمن للميّت، ثمّ الشّق الأيسر ثلاث مرّاتٍ، أو خمس مرّاتٍ، أو سبع حسب ما يراه المُعيّن، وحسب ما يقتضيه الحال، مع تمرير اليد على البطن في كلّ مرّة. وضع الكافور في آخر غسلة، وهو طيبٌ أبيض، يُطيّب به الميّت، ويُطرد عنه الهوام، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: (اجعلن في الغسلة الأخيرة كافوراً، أو شيئاً من الكافور) متّفق عليه.
  • قص شارب الميّت، وتقليم أظافره، وتنشيفه بثوبٍ، حسب بعض أقوال أهل العلم.
  • حشو مخرج الميّت بقطن في حال خرج من السّائل شيءٌ آخر، ثمّ غسل المحل، والوضوء.
  • تضفير شعر المرأة ثلاث قرونٍ، وسدلها خلفها.

طريقة تكفين الميّت

يُكفّن الميّت في ثوبٍ ساتر كامل جسده، ومن المستحبّ أن تكون ثلاث لفائف، ببسط واحدةٍ فوق الأخرى، ويُوضع الميّت فوق القطع، وتُلفّ عليه، وتُربط من فوق رأسه، ومن تحت رجليه، ومن وسطه بحزام، وتُربط العقد حتّى لا يخرج الميّت من الكفن، ويُشرّع حلّ العقد عند وضعه في اللّحد.

أمّا المرأة، فتكفّن في قميصٍ، ومئزرٍ، وخمارٍ على رأسها، وتُلفّ في لفافتين، توضع طبقة فوق الأخرى، وتُحزم في الكفن، من فوق رأسها، ومن تحت رجليها، ومن وسطها، حتّى ينضبط الوسط.

طريقة دفن الميّت

يُسنّ أن يُدخل الميّت إلى القبر من مؤخّرته، ويوضع على جنبه الأيمن، بجعل وجهه قبالة القبلة، وعلى الّذي يضعه في اللّحد أن يقول: (بسم الله وعلى سنّة رسول الله أو على ملّة رسول الله صلى الله عليه وسلم) {رواه الترمذي ( الجنائز/ 967) وصححه الألبانيّ في صحيح سنن أبي داود 836}.

من المستحبّ أن يحثو من التّراب ثلاث حثوات، بعد سدّ اللّحد، ويُسنّ أن يُرفع القبر عن الأرض قليلاً، كي يُميّز ولا يهان حوالي شبر، ويجوز أن يُعلّم بحجر، ويرشّ ترابه بماءٍ حتّى يتماسك، ولا يتطاير، ويستحبّ لمن عند القبر أن يَحْثُو من التراب ثَلاثَ حَثَوات بيديه جميعاً، بعد الفراغ من سَدِّ اللّحد.

كيفية غسل الميت الطفل

المنصوص عليه في فقه الحنفية في كيفية غسل الميت هو أن يوضع الميت على شيء مرتفع ساعة الغسل كخشبة الغسل، ثم يبخر حال غسله ثلاثا أو خمسا أو سبعا بأن تدار المجمرة حول الخشبة ثلاث مرات أو خمسا أو سبعا، ثم يجرد من ثيابه ما عدا ساتر العورة، ويندب ألا يكون معه أحد سوى الغاسل ومن يعينه، ثم يلف الغاسل على يده خرقة يأخذ بها الماء ويغسل قبله ودبره -الاستنجاء-، ثم يوضأ، ويبدأ في وضوئه بوجهه؛ لأن البدء بغسل اليدين إنما هو للأحياء الذين يغسلون أنفسهم، فيحتاجون إلى تنظيف أيديهم، أما الميت فإنه يغسله غيره، ولأن المضمضة والاستنشاق لا يفعلان في غسل الميت، ويقوم مقامهما تنظيف الأسنان والمنخرين بخرقة كما تقدم، ثم يغسل رأسه ولحيته بمنظف كالصابون ونحوه إن كان عليهما شعر، فإن لم يكن عليهما شعر لا يغسلان كذلك، ثم يضجع الميت على يساره ليبدأ بغسل يمينه، فيصب الماء على شقه الأيمن من رأسه إلى رجليه ثلاث مرات حتى يعم الماء الجانب الأسفل، ولا يجوز كب الميت على وجهه لغسل ظهره، بل يحرك من جانبه حتى يعمه الماء، وهذه هي الغسلة الأولى، فإذا استوعبت جميع بدنه حصل بها فرض الكفاية، أما السنة فإنه يزاد على هذه الغسلة غسلتان أخريان، وذلك بأن يضجع ثانيا على يمينه، ثم يصب الماء على شقه الأيسر ثلاثا بالكيفية المتقدمة، ثم يجلسه الغاسل ويسنده إليه ويمسح بطنه برفق، ويغسل ما يخرج منه، وهذه هي الغسلة الثانية، ثم يضجع بعد ذلك على يساره، ويصب الماء على يمينه بالكيفية المتقدمة، وهذه هي الغسلة الثالثة، وتكون الغسلتان الأوليان بماء ساخن مصحوب بمنظف كورق النبق والصابون، أما الغسلة الثالثة فتكون بماء مصحوب بكافور، ثم بعد ذلك يجفف الميت ويوضع عليه الطيب كما تقدم، هذا ولا يشترط لصحة غسل الميت نية، وكذلك لا تشترط النية لإسقاط فرض الكفاية على التحقيق، وإنما تشترط النية لتحصيل الثواب على القيام بفرض الكفاية، هذا بالنسبة للميت البالغ، أما الصبي الذي لا يعقل الصلاة فلا يوضأ، وفيما عدا الوضوء، فإنه يغسل بالكيفية السابقة.

دعاء غسل الميت

أدعية عند غسل الميت

من المستحب أن يتم الإكثار من ذكر الله عز وجل عند غسل الميت والدعاء إلى الميت في كل وقت وخاصة عند الغسل والتكفين، وفي حالة أن رأي الشخص الذي يقوم بتكفين وتغسيل الميت ما يبشره من حسن ختام الشخص من الوجه المستنير والرائحة الطيبة فعليه أن يخبر الناس بكل ما رآه خلال عملية الغسل والتكفين، ولكن في حالة أن رأي الشخص أي أمر يدل على سوء خاتمة الشخص عليه أن لا يتحدث تماما عن ما رأي.

فقد أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك الأمر من خلال الحديث الشريف اذكروا محاسن موتاكم وكفوا عن مساويهم صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ورد حديث آخر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما يخص الموتى وهو من غسل ميتا فكتم عليه غفر الله له أربعين مرة صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن في حالة أن كان الشخص المتوفى يظهر البدعة فعلى الشخص الذي يقوم بتغسيله وتكفينه بالحديث عن البدعة.

أسرار تغسيل الميت

ثواب تغسيل الميت

لذي يغسل الميت له أجر عظيم إذا كتم ما يراه من العيوب في الميت، والذي يصب له الماء ونحوه يعتبر مشاركا له في تغسيل الميت، فله بذلك الأجر والثواب، وقد روى الطبراني في معجمه الكبير عن أبي رافع عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعون كبيرة، قال الحافظ ابن حجر في كتابه “الدراية في تخريج أحاديث الهداية” إسناده قوي.

وعن أبي رافع قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من غسل ميتا فكتم عليه غفر له أربعون مرة، ومن كفن ميتا كساه الله من سندس وإستبرق الجنة، ومن حفر لميت قبرا وأجنه فيه أجري له من الأجر كأجر مسكن إلى يوم القيامة. رواه الحاكم. وقال: هذا حدث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه، وأقره على ذلك الذهبي في التلخيص، وصححه أيضا الألباني، وأما مجرد حضور تغسيل الميت فلا نعلم ما يدل على حصول الثواب به.

والله أعلم

السابق
ما حكم إسقاط الجنين
التالي
ما حكم حلف اليمين

اترك تعليقاً