احكام الشريعة الإسلامية

ما حكم حلف اليمين

كفارة حلف اليمين على المصحف

إذا حلف مسلم بالمصحف، فيمينه منعقد، وعليه إن حنث في يمينه، أي لم ينفذه أو لم يصدقه، فإنه بذلك يكون يمين غموس، وعليه كفارة، يسبقها استغفار، لأن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه العزيز: « وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ».
وذكر أن كفارة يمين الغموس بإطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون، تقريبًا من 60 إلى 100 جنيه، ومن لم يستطع فصيام ثلاثة أيام متتابعة أو متقطعة.

أنواع حلف اليمين

قسّم العلماء اليمين إلى ثلاثة أنواع،

  1. يمين اللغو، وهي الحلف من غير قصد اليمين كأن يقول أحدهم “والله لتأتين معي” فهو من اللغو الذي لا يعتد به شرعاً، لأن قائله لا يريد به القسم أو الحلف.
  2. اليمين المنعقدة، وهي التي يقصد بها الحالف ويصمم على القيام أو الامتناع عن أمر ما.
  3. اليمين الغموس، فهي يمين كاذبة يقصد بها الحالف الغش أو الخيانة أو هضم الحقوق، فلا كفارة لها بل تجب التوبة منها ورد الحقوق إلى أصحابها.

حلف اليمين في المحكمة

صيغة حلف اليمين في المحكمة

بالرّجوع إلى قوانين الإثبات نجد أن المشرع أوجب تحليف الشخص الموجهة له اليمين بأن يقول الحق دون زيادة أو نقصان، وعليه فإنّ صيغة حلف اليمين في المحكمة للشاهد بعد وضع يده على القرآن الكريم أو الإنجيل كالآتي: “والله أن أقول الحق دون زيادة أو نقصان وغير الحق لا أقول”، وإنَّ أي شهادة غير مسبوقة باليمين تعدّ باطلة ولا تصلُح بأن تكون دليلًا في الدعوى، وتتحول إلى مجرد أقوال تحتاج إلى من يدعمها أو يؤيّدها، وتحليف الشاهد لليمين القانونية هو إجراء متعلق بالنظام العام، ومن الواجب التقيّد به ولو لم يَرْضَ الخصوم بذلك، أما صيغة تحليف اليمين في المحكمة كاليمين الحاسمة أو المتممة تكون بالصيغة التي أوجبتها المحكمة حسب موضوع الدعوى.

كفارة حلف اليمين عند الغضب

من حلف وهو غضبان فحاله حال تفصيل:
إن كان قد اشتد به الغضب حتى فقد شعوره، ولم يميز من شدة الغضب -لم يملك نفسه- فهذا لا تنعقد يمينه، ولا يلزمه شيء، كما لو طلق في حال شدة الغضب، وعند المسابّة، والمخاصمة الشديدة والمضاربة ونحو ذلك حتى فقد شعوره؛ لأنه في هذه الحال أشبه بالمعتوهين والمجنونين.
أما الغضب العادي فإنه لا يمنع الطلاق، ولا يمنع انعقاد اليمين، فإذا قالت: والله لا أكلم فلانة، أو قال الرجل: والله لا أكلم فلانًا أو لا أزوره أو لا أجيب دعوته، ولو كان غضبانا، لكن الغضب لم يخل بشعوره، ولم يبلغ حده للشدة التي تغيِّر الشعور، وتمنع الإنسان من الفكر والنظر، فهذا عليه كفارة اليمين إذا خالف يمينه؛ لقول النبي ﷺ: إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها، فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير.
فإن قال: والله لا أزوره، ولو كان غضبانا، أو قال: والله لا أكلمه ثم زاره أو كلمه، فعليه كفارة يمين، وهكذا المرأة السائلة إذا قالت: لا أكلم فلانة أو لا أزور فلانة أو لا أشتري لها كذا أو لا أعطيها كذا، ثم أرادت الفعل، فلها أن تفعل وتكفر عن يمينها.
الرجل والمرأة في هذا سواء؛ لهذا الحديث الصحيح، وهو قوله عليه الصلاة والسلام: إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها، فكفر عن يمينك وأت الذي هو خير، وقال عليه الصلاة والسلام: والله إني -إن شاء الله- لا أحلف على يمين، فأرى غيرها خيرًا منها، إلا كفرت عن يميني، وأتيت الذي هو خير.

شروط حلف اليمين

يشترط في اليمين في مجلس القضاء ما يلي:
1- أن يكون الحالف بالغاً عاقلاً مختاراً.
2- أن يكون المدعى عليه منكراً حق المدعي.
3- أن يطلب الخصم اليمين من القاضي، فيطلبها القاضي من الخصم.
4- ألا تكون في الحقوق الخالصة لله كالعبادات والحدود.
5- أن تكون في الحقوق التي يجوز الإقرار بها.
6- أن يعجز المدعي عن إحضار البينة.

مقدار كفارة حلف اليمين

مقدار كفارة اليمين

وقد حدد الله سبحانه وتعالى الكفارة بإطعام عشرة مساكين من أوسط ما يطعم الرجل أهله أو كسوتهم، أو عتق رقبة. وهو مخير بين فعل واحد من هذه الثلاثة، فإن عجز ذلك صام ثلاثة أيام، لقوله تعالى: (لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ
أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون) [المائدة:89]

وبحكم أنه من الصعب في عصرنا العثور على عبد لفك رقبته، اختار الشخص في كفارة اليمين بين الإطعام أو الكسوة، والإطعام يكون تقديم الطعام لعشرة مساكين أو إعطاء كل واحد منهم من أوسط قوت البلد. وقد اختلف الفقهاء في تقدير الكفارة فقال بعضهم أنها مد من طعام وقال آخرون أنها مد من القمح ونصف صاع من غير القمح، ونصف الصاع مدان أي كيلو ونصف تقريبا.

ومن العلماء من أجاز دفع الطعام نقداً إلى المسكين إذا كان ذلك أنفع له.

أما كفارة اليمين بالكسوة فتكون بإعطاء كل مسكين ثوباً يستر به عورته وتصح به صلاته. فإن عجز عن الإطعام والكسوة صام ثلاثة أيام لتبرأ ذمته عن كفارة اليمين.

آية حلف اليمين

  • {إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمْ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}.
  • لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ
السابق
كيفية تغسيل الميت وتكفينه
التالي
دواء نيستاتين Nystatin يستعمل لمعالجة داء المبيضات الفموي

اترك تعليقاً