ديني

كيفية صلاة التهجد

صلاة التهجد كم ركعة

عدد ركعات صلاة التهجد لا يوجد عدد محدد لصلاة التهجد، إلا أن المنقول عن فعل الرسول -عليه الصلاة والسلام-، أنه صلاها إحدى عشرة ركعة، أو ثلاث عشرة ركعة بإضافة ركعتيْ الفجر، ولم يكن يزيدُ على ذلك سواء في رمضان أو غيره، لهذا لا بأس أن يصلي المسلم بهذا العدد؛ اقتداء بالحبيب محمد -عليه الصلاة والسلام-، وإن استطاع أن يزيد فلا بأس أيضاً، فستكون في ميزان حسناته، وتصلى صلاة التهجد ركعتين ركعتين، أي مثنى مثنى، ويجوز أن تصلى أربعاً أربعاً.

ومن السنة أن يبدأ المسلم بها بصلاة ركعتين خفيفتين، كما كان يفعل الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ومستحب أن تختم الصلاة بركعة واحدة وتر، أما إذا خاف عدم قيام الليل لصلاة التهجد، يجب عليه أن يوتر أول الليل، ويفضل صلاة الوتر في الثلث الأخر من الليل بعد التهجد؛ لأنها صلاة مشهودة، إلا أن هذا لا يلزم المسلمين، حيث يجوز لهم صلاتها أول الليل وسطه وآخره.

والمسلم مخير بالقراءة ما بين الجهر والسر، لكن يستحب القراءة سراً إذا كان يضر الآخرين، وخاصة أنها في ليلاً ويكون هناك نيام، من مرضى وأطفال وشيوخ وغيرها، ومن المستحب المداومة على صلاة التهجد وعدم تركها؛ فخير الأعمال أدومها وإن قلّ، ويجب على المسلم الالتزام بدعاء الاستفتاح والأذكار الواردة لصلاة التهجد.

صلاة التهجد والتراويح

الفرق بين صلاة التهجُّد والتراويح

صلاة التهجُّد

يُطلَق مصطلح التهجُّد في اللغة على النوم والسهر، وهو مُشتَقّ من الهجود، وهجَدَ الرجل؛ أي نام بالليل، ويُطلَق أيضاً على الصلاة في الليل، وقد فرّق معجم لسان العرب بين المُتهجِّد والهاجد؛ فالمُتهجِّد هو: مَن قام للصلاة في الليل بعد النوم، أمّا الهاجد فهو: النائم، وفي الاصطلاح الشرعيّ يُعبِّر التهجُّد عن صلاة التطوُّع في الليل من غير الفريضة، والتهجُّد مسنون في الشرع، وقد واظب عليه النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يَعدُّه فريضة أخرى غير الفرائض الخمس، فقال -عليه الصلاة السلام-: (أَفْضَلُ الصَّلاةِ، بَعْدَ الفَرِيضَةِ، صَلاةُ اللَّيْلِ)؛[٧] أي التهجُّد، وأقلّ التهجُّد ركعتان باتّفاق الفقهاء، في حين أنّهم اختلفوا في أكثرها؛ فذهب الحنفية إلى أنّ أكثرها ثمان ركعات، ورأى المالكية بأنّ أكثرها إمّا عشر ركعات، أو اثنتي عشرة ركعة، ولم يُحدّد الشافعية والحنابلة صلاة التهجُّد بعدد مُعيَّن، وأفضل وقته الثُّلث الأخير من الليل.

التراويح

التراويح لفظة مفردها ترويحة، وتعني: استراحة النفس، وقد أُطلِق لفظ التراويح على صلاة القيام في شهر رمضان؛ لأنّ المُصلّين كانوا يستريحون فيها بعد كلّ أربع ركعات، وقد كان الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- يستريح في قيامه بالليل بين كلّ أربع ركعات وصلاة التراويح من النوافل التي تُسَنّ لها الجماعة، وهي سُنّة مُؤكَّدة أدّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-،[١٦] وقد صلّاها في الصحابة عدداً من الليالي، ثمّ انقطع عنهم بعدها؛ لأنّه خَشِي أن تُفرَض عليهم، واستمرّ عليها الصحابة بعد وفاة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-، وحافظ المسلمون عليها إلى الوقت الحاضر، ويُشار إلى أنّ العلماء اختلفوا في عدد ركعات التراويح؛ فمنهم من ذهب إلى أنّ عددها ثلاث وعشرون ركعة، وقال آخرون إنّها ستّ وثلاثون، وكانت هناك أقوال أخرى تزيد عن هذه الأعداد أو تقلّ، ولم يرد عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- تحديدها بعدد مُعيَّن.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

فضل صلاة التهجد

صلاة الليل هي أفضل صلاة بعد الفريضة، قال تعالى {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا}[٨]، وقد أمر الله تعالى بصلاة الليل ورَغَّبَ فيها، وحَضَّ العِباد عليها في كثيرٍ منَ الآيات؛ فقال تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ}[٩]، وفي آية أخرى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَسَبِّحْهُ لَيْلًا طَوِيلًا}[١٠]، وإنّ لقيام الليل أهميةً كبيرةً في حياة المسلم، فقد كانت في بداية الإسلام فرضًا على كلّ المسلمين، ولكن نظرًا لمشقة أدائها رفع الله تعالى فرضها وبقي فضلها،[١١]، و صلاة التهجّد هي قيام الليل ذاته بخلاف أنه يستحب فيها الرقود قبل أدائها، لذا اختلف بعض أهل العلم على أنّ صلاة التهجّد في البيت أفضل أم في المسجد، وكان الشافعيّ ومالك قد أجمعا على أنّ صلاة التهجّد في البيت أفضل إذا كان الغرض منها حثّ أهل البيت على الالتزام بأدائها، لما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ اتَّخَذَ حُجْرَةً – قالَ: حَسِبْتُ أنَّهُ قالَ مِن حَصِيرٍ – في رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ مِن أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إليهِم فَقالَ: قدْ عَرَفْتُ الذي رَأَيْتُ مِن صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ في بُيُوتِكُمْ، فإنَّ أَفْضَلَ الصَّلَاةِ صَلَاةُ المَرْءِ في بَيْتِهِ إلَّا المَكْتُوبَةَ”[١٢]، ولأنها تعتبر من النوافل وهي من السنن الراتبة، فإن الأصل هو أداء صلاة التهجّد في البيت.

وقت صلاة التهجد

تَعودُ صلاة التهجد على صاحبها بالخير الكثير، والفضل العظيم، وهي سُنّة مؤكدة، وصلاة التهجّد هي صلاة التطوّع في الليل ويبدأ وقتُها من بعد صلاة العشاء، حتى طلوع الفجر، والأفضل أن تكون في الثلث الأخير من الليل، ففي هذا الوقت يَنزلُ المولى جلّ جَلاله إلى السماء الدنيا وعدد ركعاتها إحدى عشرةَ ركعةً، أو ثلاثَ عشرةَ ركعةً، وكلاهما مع الوتر.

السابق
بحث عن صلاة الجمعة
التالي
كيفية علاج غيرة الأطفال

اترك تعليقاً