الأسرة في الإسلام

كيف ابر امي

كيف أبر أمي وهي تكرهني

النفسُ البشريةُ جُبِلَتْ على حبِّ مَن يُحْسِن إليها، وبُغْضِ مَنْ يُسيء إليها, والبِرُّ لا يعني أن نرغمَ قلوبنا على المودَّة، أو نُكرهها على محبة مَن لم ترَ منه إلا الظُّلْم، ولم تَذُقْ معه إلا البَطْش!

لن يسألك الله عن قدر محبتكِ لوالدتك، ولن يُعاقبك على شعورك بالنفور والرغبة عنها, ولن يحاسبك على تجنُّبها واتِّقاء مجالستها؛ خوفًا مِن حدوث مشكلة، أو نشوب حرب أو تطاولها عليك, ولن يسألك عن أعمالها أو سوء خُلقها, إلا أن تنصحي ما استطعتِ إلى ذلك سبيلًا, فإن لم تجدي للنُّصْح مِن سبيل, أو تبيَّن لك أنه سيُسْفِر عن ضررٍ أكبر، أو يُدخلك في دائرة العقوق, فلا أقل مِن الدعاء لها بالهداية وصلاح الحال.

ولك في خليل الله إبراهيم – عليه السلام – خيرُ أُسوة؛ فقد كان والدُه كافرًا, ويتوعَّده أشد الوعيد؛ ﴿ قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ﴾ [مريم: 46], فما كان جوابُه على تلك القسوة وهذا البطش إلا أن قال: ﴿ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ﴾ [مريم: 47], فتجنَّبي مُواجهتها بقولٍ أو فِعْلٍ يُبشِّر باستثارة غضبها، ويُنذر بإشعال جمرته.

أيتها العزيزة, تسألين عن كيفية بِرِّها وهي لا تعينك عليه, بل تعينك بكلِّ ما تفعل على العقوق وتوجهك نحوه؟

وأقول لك: اعلمي أن الله الذي يعلم الجَلي والخفي يُعامل كلَّ عبدٍ مِن عبيدِه بحكمة عالية, وعدل تامٍّ, وإنصاف لا مثيل له.

ورد في حديث العمرة أنَّ عائشة – رضي الله عنها – قالتْ لرسول الله – صلى الله عليه وسلَّم -: أيصدر الناس بنُسكين وأصدر بنسك؟ فقال: ((… ولكنها على قدْر نفقتك أو نصَبك)), فليس الأجرُ في العبادة مُتساويًا في جميع الأحوال, وهل تظنين أنَّ الذي رُزق بوالدٍ أو والدة يظلمه ويبطش به ويؤذيه، ثم هو يبرُّه كأنه لم يُصبْ منه بمكروهٍ, كمَنْ رُزق بوالدٍ يحنو عليه، ويدعو له، ويعينه على الرضا؟

الأول يجد مِن المشقَّة، ويَبْذُل مِن المجاهدة ما لم يفعلْ غيره, فيجمع الله له مِن أجر البر والصبر على الأذى والمجاهدة ما لا يكون لغيره, وذلك فَضْلُ الله تعالى يُؤتيه مَن يشاء, فلا تجعلي مِن سُوء تعامُلها وقسوتها مانعًا لك عن البر، وصارفًا عن تحصيل أجره والانتفاع به في الدنيا والآخرة.

كيف ارضي امي

لكي نرضي الأم يجب علينا أن ننظر إلى الأشياء التي قدمتها لأبنائها، ونقدّم ولو جزءً بسيطاً من حجم التضحيات التي قدمتها لنا ومن أهم المظاهر التي تساعد في إرضاء الأم.

استمع لحديثها

فكلام الأم من المفترض أن يكون منزلاً بالنسبة للأبناء، فلو أردت أن تكتسب رضا الأم فما عليك إلّا أنّ تستمع لكلامها، وتحاول أن ترضيها بكل الطرق الممكنة، والتي تؤدي إلى إسعادها.

اجلس بجانبها

فالأم تحب دوماً أن يأتي الأبناء ويجلسون بجانبها يتجاذبون معها أطراف الحديث التي من المفترض أن يكون عنها، وأن تحاول قدر المستطاع أن تعطيها أهمية في حياتك، وأن تكون هي الأولى وما تبقى من نساء الأرض في المقام الثاني بعدها بشكلٍ عامٍ.

قدم المساعدة لها

فلو أردت أن ترضي أمك وتقدم لها شيئاً تبتهج به، حاول أن تكون بجوارها على الدوام، وأن تعمل على تقديم يد المساعدة لها في حال تطلب الأمر ذلك، ولا تستهين بالتصرفات الصغيرة التي تصدر منك، لأن الأم تصبح في فترة ما من حياتها حساسةً جداً تجاه الأشياء، فلا تحب أن تشعر أنها عبئاً على أبنائها، وهذا الأمر كان لا بدّ من التطرّق له بشكلٍ كبير.

تذكّر يوم ميلادها

فالأم تفرح حقاً في حال تذكرك لعيد ميلادها، فتذكر في الصغر، وانظر إلى الصور لتجد أنها لم تنسَ أبداً يوم ميلادك، وكانت تحتفل بك في كل الظروف، حتى في أحلك المواقف التي قد مرت بها، وربما كانت تصنع الكيكة المنزلية لتشعر بحبها وحنانها، وعندما تكبر لا تطلب منك الكثير، فربما هديةً صغيرةً قد تدخل في روحها سعادة كبيرة، لا تريد الأم شيئاً آخر غيرها.

ايّاك أن تشعرها بعجزها

فمهما بلغت الأم من العمر إياك أن تشعرها أنها أصبحت كذلك، بل أشعرها على الدوام أنّها ما زالت صبية جميلة في نظرك، وأنه مهما بلغ بها العمر فإنّها ستظل المرأة الأجمل والأهم في حياتك وحياة إخوتك، وكن دائم الود معها، وتلطف معها بالحديث، فالأم تتزعزع ثقتها بنفسها إن شعرت أنها أصبحت غير جميلة أو بها أي أمر قد يجعلها تغيب عن أسرتها.

اطلب منها أكلاتك المفضلة

فأكثر ما يشعر الأم بالحب والحنان والاهتمام أن يطلب منها ابنها أن تطهو له الوجبات التي كانت تعدّها له منذ الصغر، حتى لو أصبحت له عائلة وانفصل عنها، وأصبح خارج نطاق أسرتها، لأن ذلك يشعرها أنّها ما زالت محط اهتمام من الأبناء الذين يرجون رضا الأم على الدوام.

لا تتشاجر مع إخوتك أمامها

فمهما بلغ بك العمر، وشعرت أنك أصبحت كبيراً على إخوتك، فلا تتشاجر معهم أمام الأم، وأشعرها بأنك تحترم وجودها ولا تستغل ضعفها وتحاول إثارة المشكلات، لأن ذلك قد يمرضها، ويتعبها حقاً.

قبّلها وقت خروجك

فأشعر أمك على الدوام أنه لا خير لك في الدنيا بدونها وابقَ على تواصل معها مهما كبرت، وكن على يقين أن دعوةً واحدة من الأم كفيلةً بأن تنير لك دربك، وهذا ما عرفناه من رسول الله صل الله عليه وسلم.

كيف أبر والدي

كيف أبر أمي بعد موتها

قد ورد في الحديث الشريف قوله صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، والولد الصالح يشمل الذكر والأنثى، وهو محور هذا الحديث؛ لأن الإنسان إذا ترك ولداً صالحاً فإنه يستطيع أن يتصدق عن أبيه، وأن ينشر علماً ويفعل كثير من الخيرات، وقد أحسن من قال:

إذا مات ابن آدم ليس يجري *****  عليه من فعال غير عشر
علومٌ بثها ودعاء نجل         *****  وغرس النخل والصدقات تجري
وراثة مصحف ورباط ثغر       *****  وحفر البئر أو إجراء نهر
وبيت للغريب بناه يأوي      *****  إليه أو بناء محل ذكر
وتعليم لقرآن كريم            *****  فخذها من أحاديث بحصر.

وعليك أن تكثر من الدعاء لها والاستغفار لها، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بها، وإكرام صديقاتها، والإحسان لجميع معارفها، وقد لقي ابن عمر رضي الله عنه رجلاً من الأعراب فأعطاه عمامة كانت عليه وأجزل له في العطاء، فقال من معه: يرحمك الله؛ كان يكفيه أقل من هذا! فقال ابن عمر رضي الله عنه: إن أبا هذا كان صديقاً لعمر، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن من أبر البرِّ أن يصل الرجل أهل ود أبيه)، فواظب على الدعاء لها والاستغفار، والتصدق نيابة عنها، إلى غير ذلك من أبواب الخير، واحرص على زيارة من كانت تزورهم، والإحسان إلى من كان تحسن إليهم، ومن ثمار هذا العمل أنهم إذا شاهدوا أو وجدوا إحسانك تذكروا الوالدة وأكثروا من الدعاء لها بالخير، وذكروها بما عندها من فضائل، وكل ذلك ما كان ليحدث لولا هذا البر والصلة.

كيف أتقرب من أمي

عليك اولا ان تتقبلها بصفاتها وعقليتها وتصرفاتها التي لا تقصد بها شيء سوى انها طباع وطريقه تعامل تعودت عليها مده طويله ولا تشعر بانها تضايق احد بها .حاول ان لا تقارن امك باحد ولا تطبق ما تعلمته من هذه الدنيا عليها فهي لن تتغير بهذا العمر ومن يستطيع ان يتغير هو انت ،عليك بتغيير رده فعلك على تصرفاتها واخذ الامور ببساطه اكثر فهي لا تعرف كيف تعبر عن مشاعرها ولم تعلمك انت ايضا ولم تعرف كيف تبني علاقه معك مبنيه على الثقه والحوار لذلك ستختلف معها كثيرا .احب امك وتقبلها وانسى اصلاحها حتى لا تغضبها بالعكس اشعرها بحبك وتقبلك وانصحها بطريقه غير مباشره واستمع لها جيدا ومن الرائع ايضا ان تحاول التقرب منها بسؤالها عن طفولتها ومدرستها واصحابها وطريقه تعامل اهلها معها وما تحب وتكره وما يضايقها وعلاقتها بوالدتها واحلامها وهي صغيره وهكذا اي ادخل عالمها واستمع لها فهي لا تشعر بالاهتمام من احد وبالتاكيد لم يسالها احد عن امورها الصغيره التي تعني لها الكثير .تذكر دائما بان امك امرأه وبحاجه للحب والاهتمام واذا استطعت تلبيه هذه الامور لها مع التقدير تكوني ملكت قلبها

كيف اسعد امي

كيف احترم أمي

حاول عند الحديث مع والدتك أن تركزي جدًّا، وكلما شعرت ببداية نوبة الغضب والعصبية حاول أن تنسحب من المكان الذي فيه الوالدة، ولو لدقائق معدودات، وحاول أن تشتت الفكرة التي بدأت تسيطر على ذهنك، بأن تنظر يمينًا أو يسارًا، أو أن تنظر مثلاً من الشباك، أو تحاول أن تنظر في كتاب، أو تقرئ جريدة أو مجلة، أو تنظر حتى إلى التلفاز، أو أي منظر آخر يُخرجك من حالة العصبية وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

{ وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ } وعن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: (جاء رجلٌ إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: يا رسول الله، مَن أحقُّ الناس بحُسن صحابتي؟ قال: أُمك، قال: ثم مَن؟ قال: ثم أُمك، قال: ثم مَن؟ قال:ثم أمك، قال: ثم مَن؟ قال: ثم أبوك) مُتفق عليه.

السابق
قناع النشا وماء الورد
التالي
حوار عن عقوق الوالدين

اترك تعليقاً