ديني

كيف كان النبي يأكل ويشرب

ماذا كان يأكل الصحابة

ما كان النبي عليه السلام وأصحابه يأكلون

– فيه‏:‏ أَبُو هُرَيْرَةَ، قَسَمَ النَّبِى عليه السلام يَوْمًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ تَمْرًا، فَأَعْطَى كُلَّ إِنْسَانٍ سَبْعَ تَمَرَاتٍ، فَأَعْطَانِى سَبْعَ تَمَرَاتٍ إِحْدَاهُنَّ حَشَفَةٌ، فَلَمْ يَكُنْ فِيهِنَّ تَمْرَةٌ أَعْجَبَ إِلَىَّ مِنْهَا، شَدَّتْ فِى مَضَاغِى‏.‏

– وفيه‏:‏ قَيْسٍ، عَنْ سَعْدٍ، رَأَيْتُنِى مَعَ النَّبِىِّ عليه السَّلام سابع سبعة، مَا لَنَا طَعَامٌ إِلا وَرَقُ الْحُبْلَةِ- أَوِ الْحَبَلَةِ- حَتَّى يَضَعَ أَحَدُنَا مَا تَضَعُ الشَّاةُ، ثُمَّ أَصْبَحَتْ بَنُو أَسَدٍ تُعَزِّرُنِى عَلَى الإسْلامِ خَسِرْتُ إِذًا وَضَلَّ سَعْىِ‏.‏

– وفيه‏:‏ أَبُو حَازِم، سَأَلْتُ سَهْلاً، هَلْ أَكَلَ النَّبِىّ عليه السلام النَّقِيَّ‏؟‏ فَقَالَ سَهْلٌ‏:‏ مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام النَّقِى مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ، قَالَ‏:‏ فَقُلْتُ‏:‏ هَلْ كَانَتْ لَكُمْ فِى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ عليه السلام مَنَاخِلُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ مَا رَأَى رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام مُنْخُلا مِنْ حِينَ ابْتَعَثَهُ اللَّهُ حَين قَبَضَهُ‏.‏

قَالَ‏:‏ قُلْتُ‏:‏ كَيْفَ كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ الشَّعِيرَ غَيْرَ مَنْخُولٍ‏؟‏ قَالَ‏:‏ كُنَّا نَطْحَنُهُ وَنَنْفُخُهُ، فَيَطِيرُ مَا طَارَ، وَمَا بَقِى ثَرَّيْنَاهُ فَأَكَلْنَاهُ‏.‏

– وفيه‏:‏ أَبُو هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ شَاةٌ مَصْلِيَّةٌ فَدَعَوْهُ، فَأَبَى أَنْ يَأْكُلَ، وَقَالَ‏:‏ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ عليه السلام مِنَ الدُّنْيَا، وَلَمْ يَشْبَعْ مِنْ خُبْزِ الشَّعِيرِ‏.‏

– وفيه‏:‏ أَنَس، مَا أَكَلَ النَّبِى عليه السلام عَلَى خِوَانٍ، وَلا فِى سُكْرُجَةٍ، وَلا خُبِزَ لَهُ مُرَقَّقٌ‏.‏

– وفيه‏:‏ عَائِشَةَ، مَا شَبِعَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مِنْ طَعَامِ الْبُرِّ ثَلاثَ لَيَالٍ تِبَاعًا حَتَّى قُبِضَ‏.‏

قال الطبرى‏:‏ إن قال قائل‏:‏ ماوجه هذه الأخبار ومعانيها وقد علمت صحة الخبر عن النبى أنه كان يرفع مما أفاء الله عليه من النضير وفدك قوته وقوت عياله لسنة ثم يجعل مافضل من ذلك فى الكراع والسلاح عدة فى سبيل الله، وأنه بين اربعة أنفس زهاء الف بعير من نصيبه مما أفاء الله عليه من أموال هوازن، وأنه ساق فى حجة الوداع مائة بعير فنحرها وأطعمها المساكين، وأنه كان يأمر للأعرابى يسلم بقطيع من الغنم‏.‏

هذا مع ما يكثر تعداده من عطاياه التى لايذكر مثلها عمن تقدم قبله من ملوك الأمم السالفة مع كونه بين ارباب الأموال الجسام كابى بكر الصديق وعمر وعثمان وأمثالهم فى كثرة الأموال وبذلهم مهجهم وأولادهم، وخروج أحدهم من جميع ماله تقربا إلى الله تعالى مع إشراك الأنصار فى أموالهم من قدم عليهم من المهاجرين وبذلهم نفائسها فى ذات الله، فكيف بإنفاقها على رسول الله وبه إليها الحاجة العظمى، وأنكر النكير تضاد الآثار فى ذلك إذ غير جائز اجتماع قشف المعيشة وشظفها والرخاء والسعة فيها فى حال واحدة‏؟‏‏.‏

قيل‏:‏ كل هذه الأخبار صحاح ولاشىء منها يدفع غيره ولاينقصه فأما حديث سعد قال‏:‏ ‏(‏رأيتنى مع النبى عليه السلام مالنا طعام إلا ورق الحبلة‏)‏ وغيرها من الأحاديث أنه كان عليه السلام يظل اليوم يتلوى من الجوع مايجد مايملأ بطنه، فإن ذلك كان يكون فى الحين بعد الحين من أجل أن من كان منهم ذا مال كانت تستغرق نوائب الحقوق وماله وموساة الضيفان، ومن قدم عليهم من وفود العرب حتى يقل كثيره أو يذهب جميعه‏.‏

وكيف لا يكون كذلك وقد روينا عن عمر أن النبى أمر بالصدقة فجاء أبو بكر الصديق بجميع ماله فقال‏:‏ هذا صدقة لله، فكيف يستنكر لمن هذا فعله أن يملق صاحبه ثم لا يجد السبيل إلى سد جوعته وإرفاقه بمايغنيه؛ وعلى هذه الخليفة كانت خلائق أصحابه، كالذى ذكر عن عثمان أنه كهز جيشًا من ماله حتى لم يفقدوا حبلا ولاقتبًا، وكالذى روى عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله حث على الصدقة فجاء بأربعة آلاف دينار صدقة، فمعلوم أن من كانت هذه أخلاقه وأفعاله أنه لا يخطئه أن تأتى عليه التارة من الزمان والحين من الايام مملقًا لاشىء له، إلا أن يثوب له مال‏.‏

فبان خطأ قول القائل‏:‏ كيف يجوز أن يرهن النبى درعه عند اليهود بوسق شعير، وفى أصحابه من أهل الغنى والسعة من لايجهل موضعه‏؟‏ أم كيف يجوز أن يوصف أنه كان يطوى الأيام ذوات العدد خميصًا وأصحابه يمتهنون أموالهم لمن هو دونه من أصحابه، فكيف له إذ كان معلومًا وجوده وكرمه عليه السلام وإيثاره ضيفانه القادمين عنده من الأقوات والأموال على نفسه‏.‏

واحتماله المشقة والمجاع فى ذات الله، ومن كان كذلك هو واصحابه فغير مستنكر لهم حال ضيق يحتاجون معها إلى الاستسلاف وإلى طى الأيام على المجاعة والشدة وأكلهم ورق الحبلة‏.‏

فأما ما روى عنه‏:‏ ‏(‏أنه لم يشبع من البر ثلاثة أيام تباعًا حتى قبض‏)‏ فإن البر كان بالمدينة قليلاً، وكان الغالب عليهم الشعير والتمر فغير نكير أن يؤثر قوت أهل بلده ويكره أن يخص نفسه لما لاسبيل للمسلمين إليه من الغذاء، وهذا هو الأشبه بأخلاقه عليه السلام‏.‏

وما روى عنه أنه خرج من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير، فإن ذلك لم يكن منه فى كل أحواله لعوز ولا ضيق وكيف ذلك وقد كان الله أفاء عليه قبل وفاته بلاد العرب كلها ونقل إليه الخراج من بعض بلاد العجم كأيله والبحرين وهجر؛ ولكن كان بعضه لما وصفت من إيثار نوائب حقوق الله، وبعضه كراهية منه الشبع وكثرة الأكل، فإنه كان يكرهه ويؤدب أصحابه به‏.‏

وروى عن زيد وهب، عن عطية بن عامر الجهنى قال‏:‏ ‏(‏أكره سلمان على طعام يأكله فقال‏:‏ حسبى؛ فإنى سمعت النبى عليه السلام يقول‏:‏ إن أكثر الناس شبعًا فى الدنيا أطولهم جوعًا في الآخرة‏)‏ وروى أسد ابن موسى من حديث عون بن أبى جحيفة عن أبيه قال‏:‏ ‏(‏أكلت ثريدة بر بلحم سمين، فأتيت النبى عليه السلام وأنا أتجشأ، فقال‏:‏ اكفف عليك من جشائك أبا جحيفة، فإن أكثر الناس شبعًا فى الدنيا أطولهم جوعًا فى الآخرة‏)‏ فما أكل أبو جحيفة ملىء جحيفة ملء بطنه فارق الدنيا كان إذا تغذى لايتعشى وإذا نعتشى لايتغدى‏.‏

وعلى إيثار الجوع وقله الشبع مع وجود السبيل إليه مرة وعدمه أخرى مضى الخيار من الصحباة والتابعين، وروى وهب بن كيسان، عن جابر قال‏:‏ ‏(‏لقينى عمر بن الخطاب ومعى لحم اشتريته بدرهم، فقال‏:‏ ما هذا‏؟‏ فقلت‏:‏ ياأمير المؤمنين، اشتريته للصبيان والنساء‏.‏

فقال عمر‏:‏ لا يشتهى أحدكم شيئًا إلا وقع فيه أو لا يطوى أحدكم بطنه لجاره وابن عمه، أين تذهب عنكم هذه الآية‏:‏ ‏(‏أذهبتم طيباتكم فى حياتكم الدنيا واستمتعتم بها‏)‏‏؟‏ وقال هشيم عن منصور، عن ابن سيرين‏:‏ ‏(‏أن رجلاً قال لابن عمر‏:‏ اجعل جوارشنا‏؟‏ قال‏:‏ ما هو‏؟‏ قال‏:‏ شىء إذا كظمك الطعام فأصبت منه سهل عليك‏.‏

قال ابن عمر‏:‏ ماشبعت منذ أربعة أشهر، وماذاك إلا أكون له واجدًا، ولكنى عهدت قومًا يشبعون مرة ويجوعون مرة‏)‏‏.‏

وقال الزهرى‏:‏ ‏(‏إن عبد الله بن مطيع قال لصفية‏:‏ لو ألطفت هذا الشيخ- يعنى ابن عمر- قالت‏:‏ إن عبد الله بن مطيع قال لصفية‏:‏ لو ألطفت هذا الشيخ- يعنى ابن عمر- قالت‏:‏ قد أعيانى أن لا يأكل إلا ومعه آكل فو كلمته‏.‏

قال‏:‏ فكلمته، فقال‏:‏ الآن تأمرنى بالشبع ولم يبق من عمرى إلا ظمء حمار، فما شبعت منذ ثمانى سنين‏)‏‏.‏

وقال مجاهد‏:‏ لو أكلت كل ماأشتهى ماسويت حشفة‏.‏

وقال الفضيل‏:‏ خصلتان تقسيان القلب‏:‏ كثرة الأكل والكلام‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏ثم أصبحت بنو أسد تعزرنى على الإسلام‏)‏ يعنى‏:‏ يقومونى عليه ويعلمونيه، من قولهم‏:‏ ‏(‏عزر السلطان فلانًا إذا أدبه وقومه‏)‏‏.‏

وأصل العزير التأديب، ولهذا سمى الضرب دون الحد تعزيرًا، وكان هذا القول عن سعد حين شكاه أهل الكوفة إلى عمر وقالوا‏:‏ إنه لايحسن الصلاة وعمر بن الخطاب من بنى أسد‏.‏

وفيه من الفقه أنه لابأس أن يذكر الرجل فضائله وسوابقه فى الإسلام عندما ينتقصه أهل الباطل ويضعون من قدره، ولايكون ذكره لفضائله من باب الفخر المنهى عنه‏.‏

وقال صاحب العين‏:‏ الحبلة‏:‏ بضم الحاء ثمر العضاة، والحبلة‏:‏ بفت الحاء والباء قضبان الكرم‏.‏

وقال أبو حنيفة‏:‏ الزرجون حبلة وجمعها حبل‏.‏

وقال صاحب العين‏:‏ والحبلة أيضًا ضرب من الشجر‏.‏

وقوله‏:‏ ‏(‏شاة مصلية‏)‏ يعنى‏:‏ مشوية، يقال‏:‏ صليت اللحم أصلية صليا‏:‏ شويته، فالصلاء‏:‏ الشواء، وأصليته‏:‏ ألقيته فى النار‏.‏

أطعمة من السنة النبوية

الأطعمة التي كان يأكلها النبي صلى الله عليه وسلم

هذه الأطعمة تفصيلاً هي:

1- الأرنب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: أنْفَجنَا أرنبًا بمَرِّ الظَّهْران، فسعى القوم فَلَغَبُوا، وأدْرَكتُها فأخذتها وأتيتُ بها أبا طلْحةَ، فذبحها بمَروَة، فبعثَ معي بفَخِذَيها وبِوَركِها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكله. قيل له: أكله؟ قال: قَبِلَه.

2- لحم الحبارى، فعن عمر بن سفينة عن أبيه عن جده قال: أكلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لحم حبارى.

وعن جابر رضي الله عنه قال: أطعمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوم الخيل، ونهانا عن لحوم الحمر.

3- الدجاج، عن زهدم أن أبا موسى أتي بدجاجة فتنحى رجل من القوم، فقال: ما شأنك؟ قال: إني رأيتها تأكل شيئًا قذرته، فحلفت أن لا آكله. فقال أبو موسى: ادنُ فكل؛ فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكله. وأمره أن يكفِّر عن يمينه.

4- البصل، عن أبي زياد خيار بن سلمة أنه سأل عائشة عن البصل، فقالت: إن آخر طعام أكله رسول الله صلى الله عليه وسلم طعام فيه بصل.

5- الحوت يلقيه البحر، عن جابر رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمَّر علينا أبا عبيدة رضي الله عنه نتلقى عيرًا لقريش، وزودنا جرابًا من تمر لم يجد لنا غيره، فكان أبو عبيدة يعطينا تمرة تمرة. فقلت: كيف كنتم تصنعون بها؟ قال: نمصها كما يمص الصبي، ثم نشرب عليها من الماء، فتكفينا يومنا إلى الليل، وكنا نضرب بعصينا الخبط ثم نبله بالماء، فنأكله. قال: وانطلقنا على ساحل البحر، فوقع لنا على ساحل البحر كهيئة الكثيب الضخم، فأتيناه، فإذا هي دابة تدعى العنبر. قال: قال أبو عبيدة: ميتة. ثم قال: لا، بل نحن رسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي سبيل الله، وقد اضطررتم فكلوا. قال: فأقمنا عليه شهرًا ونحن ثلاثمائة حتى سمنَّا. قال: ولقد رأيتنا نغترف من وقب عينه بالقلال الدهن، ونقتطع منه الفدر كالثور – أو كقدر الثور – فلقد أخذ منا أبو عبيدة ثلاثة عشر رجلاً، فأقعدهم في وقب عينه، وأخذ ضلعًا من أضلاعه، فأقامها ثم رحل أعظم بعير معنا. فمر من تحتها، وتزودنا من لحمه وشائق، فلما قدمنا المدينة أتينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، فقال: “هو رزق أخرجه الله لكم، فهل معكم من لحمه شيء فتطعمونا؟”. قال: فأرسلنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منه، فأكله.

6- الدُّبَّاء،عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة أنه سمع أنس بن مالك يقول: إن خياطًا دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لطعام صنعه. قال أنس بن مالك: فذهبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك الطعام، فقرَّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزًا من شعير، ومرقًا فيه دباء وقديد. قال أنس: فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة. قال: فلم أزل أحب الدباء منذ يومئذٍ.

7- الجبن، عن ابن عمر قال: أُتي النبي صلى الله عليه وسلم بجبنة في تبوك، فدعا بالسكين، فسمى وقطع وأكل.

8- الرطب والبطيخ والقثاء، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل البطيخ بالرطب. “. قال ابن القيم في زاد المعاد: وفي البطيخ عدة أحاديث لا يصح منها شيء غير هذا.

وعن عبد الله بن جعفر قال: رأيت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يأكل القثاء بالرطب.

9- التمر، عن يوسف بن عبد الله بن سلام قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم أخذ كسرة من خبز الشعير فوضع عليها تمرة، فقال: “هذه إدام هذه”. وأكل.

10- الزبد، عن ابني بسر السلميين قالا: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقدمنا إليه زبدًا وتمرًا، وكان يحب الزبد والتمر.

11- الحلواء، عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الحلواء والعسل.

12- الثريد، عن ابن عباس قال: كان أحب الطعام إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الثريد من الخبز والثريد من الحيس.

13- الذراع، عن أبي هريرة قال: أتي النبي صلى الله عليه وسلم بلحم، فرفع إليه الذراع وكانت تعجبه، فنهس منها نهسة.

14- الكباث، عن جابر قال: لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران نجني الكباث، ويقول: “عليكم بالأسود منه؛ فإنه أطيب”. فقلت: أكنت ترعى الغنم؟ قال: “وهل من نبي إلا رعاها؟!.

15- الخل، عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل أهله الإدام، فقالوا: ما عندنا إلا الخل. فدعا به، فجعل يأكل به، ويقول: “نِعم الإدام الخل، نعم الإدام الخل”. قال جابر: فما زلت أحب الخل منذ سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

16- القديد، عن عائشة قالت: كنا نرفع الكراع فيأكله رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد خمس عشرة من الأضاحي.

17- الخبز الملبق بالسمن، عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: “وددت لو أن عندنا خبزة بيضاء من برة سمراء ملبقة بسمن نأكلها”. قال: فسمع بذلك رجل من الأنصار فاتخذه، فجاء به إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “في أي شيء كان هذا السمن؟!”. قال: في عكة ضب قال: فأبى أن يأكله.

الهدي النبوي في الطعام

الطعام نعمة إلهية كبرى، لفت الله سبحانه نظر الإنسان إليها في كثير من الآيات القرآنية، لينظر فيها ويعتبر، ويعرف قدرها ويشكر الرازق الكريم عليها ، قال تعالى: { فلينظر الإِنسان إلى طعامه * أنَّا صببنا الماء صبا * ثم شققنا الأرض شقا * فأنبتنا فِيها حبا * وعنبا وقضبا * وزيتونا ونخلا * وحدائق غلبا * وفاكهة وَأبا * متاعا لكم ولأنعامكم } (عبس:24-23) .

ولما كان لنعمتي الطعام والشراب أثر في حياة الإنسان، جاء الهدي النبوي بآداب يتحلى بها المسلم  في أكله وشربه، ويتضح لنا هذا الهدي النبوي بقاعدة عظيمة أخبرنا عنها رسول الله – صلى الله عليه وسلم -بقوله: ( ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطن ، بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه ، فإن كان لا بد فاعلا ، فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه ) أخرجه أحمد و الترمذي ، فقد وضح لنا هذا الحديث أن العبرة ليست بتنوع الطعام وكثرته ، ولا بتعدد طرق إعداده وتحضيره ، بل الأمر على خلاف ذلك ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن شر وعاء يحرص الإنسان على ملئه هو بطنه، ومن هنا أحببنا أن نوضح لك أخي القارئ بعض الهدي النبوي الشريف في آداب الطعام والشراب.

فكان من هديه صلى الله عليه وسلم غسل اليدين قبل الطعام وبعده، فقد قال: – صلى الله عليه وسلم- ( من نام وفي يده ريح غمر وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه ) رواه أبو داود ، ومعنى( الغمر ) : دسم ووسخ ، وزهومة اللحم .

أما عن صفة جلوسه – صلى الله عليه وسلم – على مائدة الطعام فقدكان يجثو على ركبتيه عند الأكل، وصفة أخرى أنه عليه الصلاة والسلام كان يَنصِبُ رجله اليمنى ويجلس على اليسرى، فعن أنس رضي الله عنه قال: ” رأيت النبي – صلى الله عليه وسلم – جالساً مقعياً يأكل تمراً  ” رواه مسلم .

وكان عليه الصلاة والسلام لا يأكل متكئاً ، فقد قال – صلى الله عليه وسلم – : ( لا آكل متكئاً ) رواه البخاري ومعنى ( المتكئ ): هو المعتمد على الوِطاء الذي تحته .

وكان لا يأكل – صلى الله عليه وسلم – منبحطاً، ومعنى ( منبطحاً ): أي مستلقياً على بطنه ووجهه ، فقد جاء النهي عن ذلك ،كما روى ذلك ابن ماجه .

وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – في هذا الشأن أنه يسمي الله تعالى في أول طعامه ويحمده في آخره ، فعن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله ، فإن نسي أن يذكر اسم الله في أوله فليقل بسم الله أوله وآخره ) رواه أبو داود ، وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه  قال: كان النبي – صلى الله عليه وسلم – ( إذا أكل طعاما قال الحمد لله الذي أطعمنا وسقانا وجعلنا مسلمين ) رواه ابن ماجه .

 ثم إن من هديه – صلى الله عليه وسلم – الأكل باليمين ومما يليه، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه وإذا شرب فليشرب بيمينه ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله ) رواه مسلم ، وثبت عن عمر بن أبي سلمة قال : أكلت مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ( سَمََّ الله وكُلْ بيمينك وكُلْ مما يليك ) متفق عليه.

وكان من هديه – صلى الله عليه وسلم – في تناوله طعامه ، أنه يأكل بأصابعه الثلاثة، وكان يلعقها إذا فرغ من طعامه ، فعن كعب بن مالك رضي الله عنه قال: ( رأيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم-يأكل بثلاث أصابع فإن فرغ لعقها ) رواه مسلم .

أما عن هديه – صلى الله عليه وسلم – في شرابه فقد كان يشرب باليمين ،كما ورد ذلك في الأكل ، وكان يشرب الماء على ثلاث دفعات ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ( كان يتنفس إذا شرب ثلاثاً ) رواه البخاري و مسلم ، وفي رواية أخرى: ( كان رسول الله يتنفس في الشراب ثلاثاً ويقول إنه أروى وأبرأ وأمرأ ) ، فهديه – صلى الله عليه وسلم – في شرب الماء أنه يقسم شرابه إلى ثلاثة أجزاء يتنفس بينها، مبعداً الإناء عن فيه وعن نفسه وقاية له من التلوث ، وكان ينهى عن التنفس  في الإناء ، كما ثبت ذلك عنه بقوله – صلى الله عليه وسلم – : ( إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء ) رواه البخاري .

ومن هديه صلى الله عليه وسلم في ذلك، أنه كان قليلاً ما يشرب قائماً ، حتى قال – صلى الله عليه وسلم-: ( لا يشربن أحدكم قائماً ) رواه مسلم ، وورد عنه أنه شرب قائماً، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: ” سقيت رسول الله – صلى الله عليه وسلم- فشرب وهو قائم” رواه البخاري و مسلم ، وذكر العلماء في الجمع بين أحاديث النهي والإباحه أن النهي محمول على كراهة التنزيه ، وشربه – صلى الله عليه وسلم – قائماً بيان للجواز.

ومن كمال هديه – صلى الله عليه وسلم – في الطعام أنه كان لايرد موجوداً ولا يتكلف مفقوداً ، فما قُرَّب إليه شيء من الطيبات إلا أكله ، إلا أن تعافه نفسه فيتركه من غير تحريم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: ” ما عاب النبي- صلى الله عليه وسلم – طعاماً قط ، إن اشتهاه أكله وإن كرهه تركه ” رواه البخاري و مسلم ، وكان عليه الصلاة والسلام يدعو لصاحب الطعام فيقول: ( أفطر عندك الصائمون وأكل طعامكم الأبرار وصلت عليكم الملائكة ) رواه أبو داود .

كيف كان يجلس النبي صلى الله عليه وسلم

حديث عن الطعام الصحي

أحاديث عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأكل

عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا أكل أحدكم طعامًا فليقل: بسم الله. فإن نسي في أوله فليقل: بسم الله على أوله وآخره”.

وعن جابر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: “إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت. فإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء”.

وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الشيطان يستحل الطعام الذي لم يذكر اسم الله عليه”.

وعن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل طعامًا في ستة من أصحابه، فجاء أعرابي فأكله بلقمتين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أما إنه لو سمى لكفاكم”.

وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه، وإذا شرب فليشرب بيمينه؛ فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله”.

وعن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يمسح أحدكم يده حتى يلعقها؛ فإنه لا يدري في أي طعامه البركة”. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعامًا قط، إن اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه.

السابق
دواء ريميرون – Remeron لعلاج الارق
التالي
دواء ريناجيل – renagel لتقليل مستوى الفوسفات في الدم

اترك تعليقاً