ديني

كيف يكون الجهاد

 تعبير عن أهمية الجهاد في سبيل الله

تتجلى أهمية الجهاد في سبيل الله، ومكانة المجاهد عند الله في ما ورد في القرآن الكريم من آيات كثيرة جدا، تحث على الجهاد وترغب فيه، وما ذلك إلا لأن الجهاد يعتبر أعظم وسيلة للدفاع عن الدين الحنيف، ضد أعداء الله من اليهود والنصارى والمنافقين، وكذلك منع الظلم والبغي والعدوان، فبواسطته أي: الجهاد، يقام شرع الله، وتطبق الأحكام، وتتحقق العدالة الاجتماعية، ويعيش الإنسان بكرامة، ولولا الجهاد في سبيل الله لعاث الكفار والطغاة في الأرض فسادا وتكبروا وتجبروا، يقول الله سبحانه : (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض ولكن الله ذو فضل على العالمين) [سورةالبقرة:251]، وتتجلى تلك الأهمية أكثر من خلال قول الحق جل وعلا (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقتُلون ويُقتَلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم)[سورة التوبة:111] فتضمنت الآية الكريمة عقد مبايعة بين الله سبحانه وبين المؤمنين، فالله المشتري والمؤمن البائع، والمبيع النفس والمال، والثمن الجنة، وبقي إجراءات التسليم للمبيع، واستلام الثمن – إذا صح التعبير – وذلك يكون بالجهاد في سبيل الله، وهو ما وضحه الله في قوله:( يقاتلون في سبيل الله) فالجهاد في سبيل الله إذاً هو بمثابة التسليم الفعلي بين المتبايعين ويتحقق بقوله: ( فيَقتُلون ويُقتَلون) فتتم بذلك أركان البيع من إيجاب وقبول وتمكين من المبيع واستلام للثمن، إذ ليس بين البائع ( المجاهد ) والثمن ( الجنة ) إلا أن يُقتل. ويبين الله سبحانه في الآية الكريمة أن ذلك وعد منه لعباده منذ القدم وباق إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولذلك بيّنه في جميع كتبه التي أنزلها، ويزيد في التأكيد فيقول:( ومن أوفى بعهده من الله)، فجاء الاستفهام للتأكيد على صدق وعده الذي قطعه على نفسه في جميع كتبه السماوية، ثم أمرهم أن يستبشروا ببيعهم هذا لأنه بيع رابح لا مجال للخسارة فيه، بل هو الفوز العظيم قال سبحانه: (و ذلك هو الفوز العظيم ). وهذه هي التجارة الرابحة؛ لأن كل تجارة تحتمل الربح والخسارة إلا بيع المؤمن نفسه وماله لربه.
و لما كان الجهاد في سبيل الله بهذه الأهمية والمكانة عند الله؛ استحق المجاهد في سبيل الله أن يحظى بحب الله حيث يقول سبحانه (إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص)[سورة الصف:4]، ولو بحثنا في القرآن الكريم عن القوم الذين يحبهم الله فسنجد أنهم من اتصفوا بصفات عظيمة ونبيلة، هي من مكارم الأخلاق، من ذلك قول الله سبحانه: ( إن الله يحب المحسنين )[سورة البقرة:195]، ( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين )[سورة البقرة: 222]، ( إن الله يحب المتقين )[سورة آل عمران:75]، ( إن الله يحب المتوكلين )[ سورة آل عمران :159]، (إن الله يحب المقسطين )[سورة المائدة:42]. فهؤلاء صرّح الله بحبهم؛ كونهم بلغوا درجة عالية من الإيمان والتقوى والإخلاص والتفاني في العبادة لإرضاء الله سبحانه وتعالى. ولعمري إن المجاهد قد حظي من تلك الصفات بحظ وافر أهله للوصول إلى هذه المرتبة، وهي حب الله له؛ لأنه لن يجود بنفسه في سبيل الله إلا وقد سمى بها وزكاها، حتى صار من المتقين المحسنين المتطهرين التوابين المقسطين المتوكلين.
و لا شك أيضا أن المجاهد قد استوعب معنى المبايعة فبادر إلى ميدان القتال دون تلكؤ ولذا يقول الله عنه:( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد)[سورة البقرة:207]، وهذا يعني المبادرة إلى الاستجابة لداعي الله، ومنادي الجهاد في سبيل الله، غير آبه بالعدو وما يمتلكه من عتاد وعدة تفوق ما لدى المؤمنين؛ لأنه قد أيقن أن عوامل النصر هي بيد الله وأن الله قد وعد عباده بالنصر، إذا ما نصروه، فقال )يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم)[سورة: محمد7] فما على الأمة إلا أن تعد ما استطاعت، امتثالا لتوجيهات الله حيث يقول:( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم)[سورة:الأنفال60]، وأن تكون على يقين أن النصر من عند الله يقول سبحانه( وما النصر إلا من عند الله)[سورة:الأنفال10]
وهذه ثمرة من ثمار فهم معنى المبايعة، وهي أن نفس المؤمن وماله صارا ملكا لله سبحانه، ومتى نادى منادي الجهاد وجب أن يلبيه شوقا وحبا وامتثالا. وليس له أن يتخلف عن الجهاد في سبيل الله، لأنه إن تخلف عن ذلك – والعياذ بالله – فذلك يعني التراجع عن البيع، وهذا يترتب عليه نتائج وخيمة على الفرد وعلى المجتمع ككل، فأما المجتمع؛ فعيش الذلة والهوان والضعف وتسلط الظلمة، وتفشي الظلم والجور وسفك دماء الأبرياء، فيسود جراء ذلك الباطل بدلا عن الحق، هذا فضلا على إظهار الدين أمام الأعداء بأنه دين ضعيف، وقاصر لا يفي بمتطلبات البشر ، وأما ما يصيب الفرد فالسقوط في مستنقع النفاق فيصيبه صغار في الدنيا، وأما في الآخرة فالعذاب الأليم في الدرك الأسفل من النار، والعياذ بالله، وذلك هو الخسران المبين.

كلمة عن الجهاد

في كتابِ الله عز وجل عشراتُ الآيات في فضلِ الجهاد في سبيل الله عز وجل، حتى أنَّ عائشة رضي الله عنها لمَّا قرأتْ كتاب الله بتدبرٍ انتبهت لذلك؛ فقالتْ: يا رسول الله! نرى الجهادَ أفضلَ العملِ؛ أفلا نجاهدُ؟ قال: “لا، لكِنَّ (وفي رواية: لَكُنَّ) أفضلَ الجهادِ حجٌّ مبرورٌ” أخرجه البخاري.

لقد ضلَّ كثيرٌ من المسلمين في هذا العصرِ في حين قصروا الجهاد في سبيل الله تعالى على جهادِ السيف، ألم يقرأ هؤلاء قولَ ربِّنا سبحانه: فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا” الفرقان: 52. عن ابن عباس رضي الله عنهما: “وَجَاهِدْهُمْ بِهِ قال: بالقُرآنِ. قال الإمام القرطبي رحمه الله: “وَجَاهِدْهُمْ بِهِ قال ابن عباس: بالقرآن. وقال ابن زيد: بالإسلام. وقيل: بالسيف، وهذا فيه بُعدٌ؛ لأنَّ السورةَ مكيَّةً، نزلت قبلَ الأمرِ بالقتالِ. وقال ابن القيم رحمه الله يقول: هذا جهادٌ لهم بالقرآنِ، وهو أكبرُ الجهادَين.

إنَّ الجهاد بالكلمةِ من أعظمِ أنواعِ الجهادِ في سبيل الله، فلقد صحَّ عن طارق بن شهابٍ – وله رؤيةٌ، أنَّ رجلا سألَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وقد وضعَ رجلَه في الغْرزِ: أيُّ الجهادِ أفضلُ؟ قال: “كلمةُ حقٍّ عند سلطانٍ جائرٍ”. أخرجه أحمد بإسناد صحيح.

إنك لو نظرت في حياة الأنبياء والمرسلين عليهم السلام لرأيت عددًا كبيرًا منهم لم يحاربْ؛ إنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام لم يحارب قومَه بالسيف ولم يقاتلهم أبدًا، فهل تراه لم يكن من المجاهدين؟ وقُلْ مثلَ هذا في نوحٍ، وعيسى، ولوطٍ، وشعيبٍ، ويحيى عليهم السلام، لم يحاربْ أحدٌ منهم قومَه، فهل تجترئ على القولِ: إنَّهم عليهم السلام لم يكونوا مجاهدين؟! لا والله، لقد كانوا شيوخَ المجاهدين وقادَتهم وقدوتَهم، لقد جاهدوا أعظمَ الجهادِ، وصدعوا بكلمة الحقِّ في وجه الطُّغاة المتجبرين، ونشروا دينَ الله عزَّ وجلَّ في الخافقين، وصبَروا على أذى العُتاة المجرمين.

من جميل ما استدلَّ به العلماء على أنَّ الجهادَ لا يكون بالسَّيف فحسب قولُه تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ” التوبة: 7. قال ابن القيم رحمه الله: لم يكنِ المنافقون يقاتلون المسلمينَ، بل كانوا معهم في الظَّاهرِ، وربَّما كانوا يقاتلون عدوَّهم معهم، ومعَ هذا قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ”، ومعلوم أنَّ جهادَ المنافقين بالحجَّةِ والقرآنِ. والمقصودُ أنَّ “سبيلَ الله” هي: الجهادُ، وطلبُ العلمِ، ودعوةُ الخلقِ به إلى الله. ولهذا قال معاذ -رضى الله عنه-: عليكم بطلبِ العلمِ؛ فإنَّ تعلُّمَه لله خشيةٌ، ومدارستَه عبادةٌ، ومذاكرتَه تسبيحٌ، والبحثَ عنه جهادٌ.

ألم تقرأ قول الله تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ” التوبة: 20. وتأمَّل في كلام ربِّنا لقد قدم الجهاد بالمالِ على الجهاد بالنفس، إنَّ الذي يسخر أموالَه لنشر دعوة الله عز وجل في ربوع المعمورة داخلٌ في المجاهدين في سبيل بأموالهم، وأي جهاد أعظم من ذلك؟ إن جهاد من ينتسبون إلى الإسلام ويطعنون فيه في خفاء، ويلبسون على عامة المسلمين دينهم؛ لهو من أعظم الجهاد في سبيل الله. إن جهاد الكافرين الذين يقذفون بشبهاتهم على الإسلام يريدون هدمَه بكل سبيل ممكن، ويدسون في دين الله سمومهم؛ لهو من أعظم الجهاد في سبيل الله.

كان ابن القيم رحمه الله يقول: إنَّ تبليغَ سنَّتِه -صلى الله عليه وسلم- إلى الأمَّةِ أفضلُ من تبليغِ السِّهامِ إلى نحورِ العدوِّ؛ لأنَّ ذلك التبليغَ يفعلُه كثيرٌ من النَّاسِ، وأمَّا تبليغُ السُّننِ فلا تقومُ به إلا ورَثةُ الأنبياءِ وخلفاؤهم في أمَمِهم.

من هو المجاهد

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا * وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا * وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا * فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:71 -74]. قال السعدي رحمه الله : يأمر تعالى عباده المؤمنين بأخذ حذرهم من أعدائهم الكافرين. وهذا يشمل الأخذ بجميع الأسباب، التي بها يستعان على قتالهم ويستدفع مكرهم وقوتهم، من استعمال الحصون والخنادق، وتعلم الرمي والركوب، وتعلم الصناعات التي تعين على ذلك، وما به يعرف مداخلهم، ومخارجهم، ومكرهم، والنفير في سبيل الله. ولهذا قال: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} أي: متفرقين بأن تنفر سرية أو جيش، ويقيم غيرهم {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا} وكل هذا تبع للمصلحة والنكاية، والراحة للمسلمين في دينهم، وهذه الآية نظير قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال:60]. ثم أخبر عن ضعفاء الإيمان المتكاسلين عن الجهاد فقال: {وَإِنَّ مِنْكُمْ} أي: أيها المؤمنون {لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ} أي: يتثاقل عن الجهاد في سبيل الله ضعفا وخورا وجبنا، هذا الصحيح. وقيل معناه: ليبطئن غيرَه أي: يزهده عن القتال، وهؤلاء هم المنافقون، ولكن الأول أَولى لوجهين: – أحدهما: قوله {مِنْكُمْ} والخطاب للمؤمنين. – والثاني: قوله في آخر الآية: {كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ} فإن الكفار من المشركين والمنافقين قد قطع الله بينهم وبين المؤمنين المودة. وأيضا فإن هذا هو الواقع، فإن المؤمنين على قسمين: – صادقون في إيمانهم أوجب لهم ذلك كمال التصديق والجهاد. – وضعفاء دخلوا في الإسلام فصار معهم إيمان ضعيف لا يقوى على الجهاد. كما قال تعالى: {قَالَتِ الأعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} [الحجرات:14] إلى آخر الآيات. ثم ذكر غايات هؤلاء المتثاقلين ونهاية مقاصدهم، وأن معظم قصدهم الدنيا وحطامها فقال: {فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ} أي: هزيمة وقتل، وظفر الأعداء عليكم في بعض الأحوال لما لله في ذلك من الحكم. {قَالَ} ذلك المتخلف {قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيدًا} رأى من ضعف عقله وإيمانه أن التقاعد عن الجهاد الذي فيه تلك المصيبة نعمة. ولم يدر أن النعمة الحقيقية هي التوفيق لهذه الطاعة الكبيرة، التي بها يقوى الإيمان، ويسلم بها العبد من العقوبة والخسران، ويحصل له فيها عظيم الثواب ورضا الكريم الوهاب. وأما القعود فإنه وإن استراح قليلا فإنه يعقبه تعب طويل وآلام عظيمة، ويفوته ما يحصل للمجاهدين.

أقسام الجهاد

أنواع الجهاد في سبيل الله
  • جهاد الكفار
  • جهاد النفس
  • جهاد الشيطان
  • جهاد أصحاب الظلم والبدع والمنكرات

فضل الجهاد

إن الجهاد في سبيل الله من أفضل ما تقرب به المتقربون، وتنافس فيه المتنافسون، وما ذاك إلا لما يترتب عليه من إعلاء كلمة الله، ونصر دينه، ونصر عباده المؤمنين، وقمع الظالمين والمنافقين الذين يصدون الناس عن سبيله، ويقفون في طريقه، ولما يترتب عليه أيضًا من إخراج العباد من ظلمات الشرك إلى أنوار التوحيد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام.. وغير ذلك من المصالح التي تخص المؤمنين، وتعم الخلائق أجمعين.

قال ابن القيم رحمه الله: «والتحقيق أن جنس الجهاد فرض عين إما بالقلب، وإما باللسان، وإما بالمال، فعلى كل مسلم أن يجاهد بنوع من هذه الأنواع، قال تعالى: ﴿ انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ [التوبة: 41]».

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «والجهاد منه ما هو باليد، ومنه ما هو بالقلب، والدعوة والحجة واللسان والرأي والتدبير والصناعة، فيجب بغاية ما يمكن» وفي الحديث: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ».

وقد وردت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة تبين فضل الجهاد، ومكانته العظيمة، فمن ذلك:

أن الجهاد هو التجارة الرابحة، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [الصف: 10 – 13].

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَكَفَّلَ اللَّهُ لِمَنْ جَاهَدَ فِي سَبِيلِهِ، لَا يُخْرِجُهُ إلَّا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِهِ، وتَصْدِيقُ كَلِمَاتِهِ، بِأنْ يُدْخِلَهُ الجَنَّةَ، أوْ يُرْجِعَهُ إِلَى مَسْكَنِهِ الَّذِي خَرَجَ مِنْهُ مَعْ مَا نَالَ مِنْ أجْرٍ أوْ غَنِيمَةٍ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! مَا مِنْ كَلْمٍ، يُكْلَمُ فِي سَبِيلِ، اللَّهِ إِلَّا جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَهَيْئَتِهِ حِينَ كُلِمَ، لَوْنُهُ لَوْنُ دَمٍ، وَرِيحُهُ مِسْكٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوْلَا أَنْ يَشُقَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مَا قَعَدْتُ خِلَافَ سَرِيَّةٍ تَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَبَدًا، وَلَكِنْ لَا أَجِدُ سَعَةً فَأَحْمِلَهُمْ، وَلَا يَجِدُونَ سَعَةً، وَيَشُقُّ عَلَيْهِمْ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنِّي، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ! لَوَدِدْتُ أَنِّي أَغْزُو فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ، ثُمَّ أَغْزُو فَأُقْتَلُ».

ومنها: أنه أفضل الأعمال بعد الإيمان بالله ورسوله، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي العمل أفضل؟ قال: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ»، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ»، قِيلَ: ثُمَّ مَاذَا؟ قَالَ: «حَجٌّ مَبْرُورٌ».

ومنها: إعانة الله للمجاهد في سبيله، روى الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ثَلَاثَةٌ حَقٌّ عَلَى اللَّهِ عَوْنُهُمْ: المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَالمُكَاتَبُ الَّذِي يُرِيدُ الأَدَاءَ، وَالنَّاكِحُ الَّذِي يُرِيدُ العَفَافَ».

ومنها: أنه ذروة سنام الدين، روى الترمذي في سننه من حديث معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ، وَذُرْوَةِ سَنَامِهِ»، قلت: بلى يا رسول الله! قال: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ».

ومنها: أن الغدوة والروحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث سهل ابن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَمَوْضِعُ سَوْطِ أَحَدِكُمْ مِنَ الجَنَّةِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا، وَالرَّوْحَةُ  يَرُوحُهَا العَبْدُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوِ الغَدْوَةُ  خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا»، والمراد في سبيل الله، أي الجهاد.

ومنها: أن درجات المجاهدين في سبيل الله عالية، روى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إِنَّ فِي الجَنَّةِ مِئَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَاسْأَلُوهُ الفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الجَنَّةِ وَأَعْلَى الجَنَّةِ – أُرَاهُ قَالَ: وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ، وَمِنْهُ تَفَجَّرُ أَنْهَارُ الجَنَّةِ».

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، وَلَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا، فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الكَرَامَةِ».

ومنها: أن للشهيد عند الله ست خصال، روى الترمذي في سننه من حديث المقدام بن معدي كرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ: يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ، وَيُرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الجَنَّةِ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وَيَأْمَنُ مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الوَقَارِ، اليَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الحُورِ العِينِ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ».

أحكام الجهاد

 أحكام الجهاد في سبيل الله:

الجهاد في سبيل الله أفضل أنواع التطوع، فهو أفضل من تطوع الحج والعمرة، ومن تطوع الصلاة والصيام؛ لما فيه من إعلاء كلمة الله، وحفظ الإسلام والمسلمين، وقمع المعتدين، وإزالة الفتن.
وهو من أفضل العبادات؛ لِمَا فيه من رفعة الدرجات، ولِمَا فيه من الزهد في الدنيا، وهجر الرغبات، ومفارقة الأهل والدار، والتضحية بالنفس والمال.
1- قال الله تعالى: {لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا [95] دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [96]} [النساء: 95- 96].
2- وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنّ رَجُلاً أَتَى النّبِيّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيّ النّاسِ أَفْضَلُ؟ فَقَالَ: «رَجُلٌ يُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله بِمَالِهِ وَنَفْسِهِ» قَالَ: ثُمّ مَنْ؟ قَالَ: «مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشّعَابِ، يَعْبُد الله رَبّهُ، وَيَدَعُ النّاسَ مِنْ شَرّهِ». متفق عليه.
3- وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قِيلَ لِلنّبِيّ صلى الله عليه وسلم: مَا يَعْدِلُ الجِهَادَ فِي سَبِيلِ الله عَزّ وَجَلّ؟ قَالَ: «لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ» قَالَ: فَأَعَادُوا عَلَيْهِ مَرّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثاً، كُلّ ذَلِكَ يَقُولُ: «لاَ تَسْتَطِيعُونَهُ»، وَقَالَ فِي الثّالِثَةِ: «مَثَلُ المُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ الله كَمَثَلِ الصّائِمِ القَائِمِ القَانِتِ بِآيَاتِ الله، لاَ يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاَ صَلاَةٍ، حَتّى يَرْجِعَ المُجَاهِدُ فِي سَبِيلِ الله تَعَالَىَ». متفق عليه.

أثر الجهاد على الفرد والمجتمع

الجهاد واثره في سلوك الفرد والمجتمع

قال تعالى (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216) ) “سورة البقرة”، وقال تعالى: (وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) سورة التوبة اية41”، ولما كانت الأنفس والأموال مبذولةً في الجهاد جعلَ اللهُ مَن بذَلَ نفسه في أعلى رتب الطائعين وأشرفها لشَرَفِ ما بذله وهو روحه وعظم ما يحققه من غايات من محو الكفر ومحق أهله، وإعزاز الدين وصَون دماء المسلمين، إنما فضَّلَ اللهُ الجهادَ وجعل له اجراً ومنزلة كريمة لما ذَكر من مصَالِحِه العاجلةِ ومنافعه الآجلة، فالجهاد له منافع كثيرة منها اثره على سلوك الفرد والذي بدوره له اثر على المجتمع واصلاحه، فالجهاد يدعو للدفاع عن الدين والمحافظة عليه ونشره مما يجعل المجاهد داعية لله تعالى والمجاهد الذي يرجو النصر والتأييد من الله عليه ان يؤمن بالخير الذي اعده الله للمجاهدين قال تعالى: (وفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (95) دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (96) “سورة النساء”، قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم ” ))مَثَلُ المجاهد في سبيل الله كَمَثَل الصائم القائم القانت بآيات الله لا يفتر من صيامٍ ولا صلاة حتى يرجع المجاهدُ في سبيل الله تعالى((«متفق عليه»، والمجاهد له صفات منها الاخلاص والصدق والشجاعة وغيرها من الصفات الحميدة، سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم “صلى الله عليه وسلم ” عن الرجل يُقاتل شجاعةً، ويُقاتل حميَّةً، ويُقاتل رياءً، أيُّ ذلك في سبيل الله؟ فقال: )) مَن قاتل لتكون كلمةُ الله هي العليا فهو في سبيل الله((«رواه مسلم»، وتوفر هذه الصفات في الافراد يصلح شأن المجتمع، والجهاد يدعو الى حب الوطن الذي هو من الايمان، ويهذب الجهاد نفوس المجاهدين ويعلمهم الوحدة فيما بينهم قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ (4) «سورة الصف»، ووحدة المسلمين لها اثر كبير في نصر الدين ورفع راية لا اله الا الله، كذلك لما في هذه الوحدة من ارعاب لأعداء الاسلام الذين يعملون من اجل تفتيت وتمزيق وحدة المسلمين، وهناك عدو خطير يفتت الوحدة اذا سلكنا طريقه الا وهو النزاع بيننا قال الله تعالى: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) سورة الأنفال اية46″، ونرى اليوم بأم اعيننا كيف ان المجاهدين الغيارى في العراق وفي مقدمتهم مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية أحد فصائل القيادة العيا للجهاد والتحرير يقودون المعركة بالتضحية والفداء ونرى احدهم يؤثر اخاه على نفسه بكل فضيلة وكذلك نرى كيف انهم يبذلون اموالهم من اجل استمرار مسيرة الجهاد حيث ان تمويلهم ذاتي ولا يوجد لديهم دعم خارجي او داخلي سوى اموالهم وأموال الخيرين البسيطة التي مولت صناعة صواريخ البينة والسديد والحق والنقشبند والفتح والعبوات الناسفة وغيرها من الاسلحة والاعتدة التي كان لها اثر كبير في اضعاف قوة العدو الامريكي الذي ولى هاربا الى غير رجعة من ضربات المجاهدين، حتى نساء الجيش رأيناهن في الاصدارات المرئية على الفضائيات وهن يتبرعن بأغلى شيء لدى المرأة الا وهو حليها. والتجلد على ما يصيبنا في طاعة الله وجهاد أعداء الله صلابةٌ في ديننا، وموهن لقلوب أعدائنا قال تعالى: (وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ(139) “سورة آل عمران”، ان كل ما ورد اعلاه من صدق واخلاص وتوكل على الله ورص الصفوف ونشر المحبة والتآلف بين افراد المجتمع له اثر كبير في اصلاح المجتمع لان توفر هذه الاخلاق والعمل بها معناه ان المجتمع قد تحلى بالأخلاق المحمدية التي يدعو اليها ديننا الحنيف، فيا ايها الناس ان فضل الجهاد عظيم في الدنيا والاخرة وهو الفرض العيني الواجب على الرجل والمرأة والكبير والصغير، فالمجاهد اليوم بالإضافة على انه يؤدي واجبا ايمانياً فانه سيكون له دور في اصلاح المجتمع في المرحلة القادمة لما حمله من اخلاق اثناء مرحلة الجهاد. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا كثيرا.

السابق
كيف تحب فتاة ؟
التالي
كيف اعرف شخصية زوجي

اترك تعليقاً