ديني

لماذا خلق الله ادم وذريته

مراحل خلق آدم

ذُكر في فقرة كيفية خلق آدم ما هي المراحل التي انتقل فيها خلق آدم، إلا أن تلك المراحل لم ترد على سبيل التفصيل، وفيما يلي بيان المراحل التي مرَّ بها خلق آدم كما يذكر علماء التفسير:

  • مرحلة الطين: ويُقصد به الطين الناتج عن امتزاج الماء بالتراب، قال تعالى: ﴿ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ* ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ* ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ﴾،[٤] وصفة هذا الطين أنه طينٌ لازب؛ بمعنى أنه لزجٌ يلتصق ببعضه البعض وتتماسك أجزاؤه.
  • مرحلة الحمأ المسنون: بعد أن مزج الله – سبحانه وتعالى عنصري الماء بالتراب حتى تشكَّل الطين اللازب تُرك ذلك الطين حتى انتقل إلى مرحلة الحمأ المسنون، وهو طينٌ أسود متغيرٌ بسبب الترك، قال تعالى: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِنْ صَلْصَالٍ مِنْ حَمَأٍ مَسْنُونٍ﴾، أما المسنون فقيل: هو المصوَّر المُشكَّل على نحوٍ معين، وهو مأخوذٌ من حيث التسمية من سُنَّة الوجه أي صورته، وقيل: إنه المصبوب المفرغ؛ حيث أُفرغ حتى شكَّل صورة الإنسان، وقال ابن كثير: المسنون الأملس.
  • مرحلة الصلصال: بعد أن انتقل الطين إلى مرحلة الحمأ المسنون على هيئة آدم وصورته أصبح صلصالاً كالفخار، ويُقصد بالصلصال: الطين اليابس الذي له صلصلة وصوت من شدة يُبْسه إذا ضُرِب بشيء، ما دام أنَّ النار لم تمسّه، فإذا مسَّته أصبح فخَّاراً، وهو ما لم يحصل لآدم حيث إن الله لم يُدخله النار في مراحل خلقه.
  • مرحلة نفخ الروح: بعد مرور آدم بتلك المراحل نُفخ الله فيه من روحه حتى دبَّت الروح في جسد آدم – عليه السلام – وأصبح بعدها من مخلوقات الله يتنفس ويتحرك بأمر الله.

خلق آدم في القرآن

خلق الله آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك. والخبيث والطيب والسهل والحزن وبين ذلك فبل التراب حتى عاد طينا لازبا، واللازب هو الذي يلزق بعضه ببعض ثم قال للملائكة Ra bracket.png إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ Aya-71.png فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ Aya-72.png La bracket.png  فخلقه الله بيده لئلا يتكبر إبليس عنه فخلقه بشرا فكان جسدا من طين أربعين سنة من مقدار يوم الجمعة فمرت به الملائكة ففزعوا منه لما رأوه وكان أشدهم منه فزعا إبليس فكان يمر به فيضربه فيصوت الجسد كما يصوت الفخار يكون له صلصلة ويقول لأمر ما خلقت ودخل من فيه وخرج من دبره وقال للملائكة لا ترهبوا من هذا فإن ربكم صمد وهذا أجوف لئن سلطت عليه لأهلكنه فلما بلغ الحين الذي يريد الله عز وجل أن ينفخ فيه الروح قال للملائكة إذا نفخت فيه من روحي فاسجدوا له، فلما نفخ فيه الروح فدخل الروح في رأسه عطس فقالت الملائكة قل الحمد لله فقال الحمد لله فقال له الله رحمك ربك فلما دخلت الروح في عينيه نظر إلى ثمار الجنة، فلما دخلت الروح في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح إلى رجليه عجلان إلى ثمار الجنة فلم يستطع النهوض فقال: رب استعجل بخلقي، قد غربت الشمس فكان خلق آدم آخر ساعات النهار من يوم الجمعة بعد ما خلق الخلق.

خلق آدم عليه السلام

لقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم عن كيفية خلقه لآدم عليه السّلام، وإنّ خلاصة ما تضمّنته الآيات هو أنّ الله سبحانه وتعالى قد خلق آدم عليه السّلام من تراب، ثمّ صيّره طيناً، ثمّ قام سبحانه وتعالى بتصوير كلّ ذلك بيده سبحانه وتعالى، قال تعالى:” قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَي “، صّ/75. ولقد جاءت الكثير من الأحاديث لتبيّن كيفيّة خلق الله عزّ وجلّ لآدم، ومنها ما هو صحيح، ومنها ما هو ضعيف، فقد روى أحمد في المسند عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” إنّ الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود وبين ذلك، والخبيث والطيب والسّهل والحزن وبين ذلك “، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما، وصحّحه الألباني رحمه الله.

وقد روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، أنّ رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” لمّا صوّر الله آدم عليه السّلام في الجنّة، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنّه خلق خلقاً لا يتمالك “، وقد روى البخاري في صحيحه، عن أبي هريرة أنّ النّبي – صلّى الله عليه وسلّم – قال:” خلق الله آدم وطوله ستون ذراعاً “، وبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى جسد آدم بهذا الشّكل، وسوّاه ونفخ فيه الرّوح، وذلك كما قال سبحانه وتعالى:” فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ “، الحجر/29.

وبعد أن خلق الله سبحانه وتعالى آدم عليه السّلام خلق منه حواء، كما قال سبحانه وتعالى:” يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا “، النساء/1، وجاءت السنّة النّبوية لتبيّن شيئاً من هذا الخلق، فقال النّبي صلّى الله عليه وسلّم:” استوصوا بالنّساء، فإنّ المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيّمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنّساء “، رواه البخاري، قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في قوله:” خلقت من ضلع، قيل: فيه إشارة إلى أنّ حواء خلقت من ضلع آدم الأيسر، وقيل: من ضلعه القصير “.

كم كان عمر سيدنا آدم عندما خلق

عمر آدم عليه السلام هو ما بينه الحديث: إن الله عز وجل لما خلق آدم مسح ظهره فأخرج منه ما هو من ذراري إلى يوم القيامة، فجعل يعرض ذريته عليه فرأى فيهم رجلا يزهر، فقال: أي رب من هذا؟ قال: هذا ابنك داود، قال: أي رب كم عمره؟ قال: ستون عاما، قال رب: زد في عمره. قال: لا، إلا أن أزيده من عمرك، وكان عمر آدم ألف عام. فزاده أربعين عاما، فكتب الله عز وجل عليه بذلك كتابا وأشهد عليه الملائكة، فلما احتضر آدم وأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عاما، فقيل إنك قد وهبتها لابنك داود قال: ما فعلت، وأبرز الله عز وجل عليه الكتاب وشهدت عليه الملائكة. رواه أحمد واللفظ له عن ابن عباس والترمذي، وصححه عن أبي هريرة. ورواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم. ووافقه الذهبي.

وفي رواية لأحمد وابن سعد في الطبقات فيها ضعف كما قال ابن كثير: فأتمها الله لداود مائة، وأتمها لآدم ألف سنة.

والله أعلم.

لماذا خلق الله الإنسان

  • خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ليعمر في الأرض وليكون خليفةً فيها، وكذلك ليعلم مقدار علم الله سبحانه وتعالى وكمال قدرته وبديع خلقه، فهو الله وحده لا شريك له وهو المعبود والإنسان له عابد، وهو الذي خلق السماوات والأرض من ذرة، وهو من سيبعث الخلق يوم القيامة ليجزي المؤمنين والكافرين على أعمالهم.
  • كرم الله سبحانه وتعالى الإنسان وميزه بالعقل وفضله على كثيراً مما خلق تفضيلاً، وميز الله الإنسان عن البهائم التي تنام وتأكل وتتكاثر فقط، فالعاقل فقط من يعرف الحكمة من خلق الله سبحانه وتعالى على خلاف الجهلاء والجاحدين الذين أنكروا الحكم من خلقهم، فقال تعالى: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالأِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ) [الأعراف: 179].
  • خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان وجعل له في الحياة والموت اختبار وابتلاء، ليعلم من يستطيع أن ينجح فيه ومن يثبت على الحق، ومن يتجاهل ويعصي ويسلك طريق الضلال.
  • خُلق الإنسان لعبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته وتوحيده ومعرفة صفاته وأسمائه ومعانيها والتفكر في عظمة الله سبحانه وتعالى، ومحاربة كل صور الضلال والجهل والفساد الموجودة على الأرض.

كيف خلقت حواء

حواء هي أم البشر ، زوجة نبينا الكريم آدم عليه السلام ، وهو أول بشري خلقه الله عز وجل ، وليؤنس الله تعالى آدم خلق له أنثى تعينه على وحدته ، وتعيله عند حاجته ، فقد خلقهما الله تعالى وأسكنهما في الجنة ، إلى أن شاء وأسكنهما في الأرض ، ليقتاتا من نباتها ويشربا من مائها.

خلق الله تعالى حواء من ضلع آدم ، وقد خلقها أثناء نومه والسبب هو أنه –يقال- أن الرجل عندما يتألم يكره ؛ وفي خلق حواء أثناء نوم آدم حكمة هي أنه إذا خلقها الله تعالى أثناء استيقاظه لتألم وكرهها بدلاً من أن يحبها ، والمرأة على عكس الرجل ، إن تألمت أحبت ، لذلك فإن المرأة ترى الموت بعينيها أثناء الولادة لكنها تتمسك بالحب أكثر فأكثر كلما زاد الألم ، فهي بعد أن تضع مولودها تفديه بروحها وبحياتها مقابل أن تعطيه الحياة ، مع أنه أذاقها ألماً لا يستطيع الرجل تحمله ، ولذلك أعطى الله سبحانه وتعالى القدرة العالية للمرأة على تحمل الألم ، فالمرأة تستطيع أن تتحمل الألم أكثر بثلاث مرات من الرجل ، وذلك لتستطيع أن تتحمل ألم الحيض وألم الولادة وألم النفاس.

لقد خلقت حواء من ضلع آدم ، وهو الضلع الأعوج!! فهذا الضلع هو الذي يحمي القلب من أي صدمة ، فلولا أن هذا الضلع أعوج في الإنسان لكانت أقل ضربة أو إصابة على الصدر أحدثت نزيفاً في القلب ، وهذا ما توصل له العلم الحديث والدراسات الحديثة على الإنسان في ظل وجود التكنولوجيا المتطورة ، والله تعالى خلق آدم وحواء كل من أصل ما سيتعامل معه في الحياة ؛ فقد خلق آدم من تراب لأنه سيتعامل مع الأرض كأن يكون مزارع أو حداد ، أو بناء ، أو نجار ، أما بالنسبة لحواء فقد خلقها من ذلك الضلع الأعوج الذي يحمي القلب لتكون مهمتها في الحياة أن تتعامل مع العاطفة التي هي من القلب أصلاً ، فهي ستكون أماً حنونة ، زوجة محبة ، وأختاً صابرة ، وابنة عطوفة… ولذلك فإن على حواء أن تفتخر بخلقتها التي كانت من ضلع آدم الأعوج. ويجب أن يكون الرجل على دراية أنه إذا أصلح الإعوجاج في المرأة كسر ذلك الضلع ، والإعوجاج هنا هو العاطفة عند المرأة التي تغلب العاطفة عند الرجل ، فقد قيل عن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) إن حاول الرجل إصلاح ذاك الإعوجاج كسرها… فتفكر في عظيم خلق الله سبحانه وتعالى.

خلق آدم و التكوين البشري

السابق
فوائد ليلة القدر
التالي
بر الوالدين بعد الموت

اترك تعليقاً