ديني

ما أشهر معركة مع المرتدين

منهم المرتدون

من هم المرتدين ؟ وما حكمهم في الاسلام ؟

أشد ما يواجه المسلمون اليوم هو منازعتهم في عقيدتهم، وأعظم ما يكيده أعداء الدين أن يفتنوا المسلم في دينه حتى يجعلوه ينكص على عقبيه كما قال تعالى: “وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُوا”، فالردة من أخطر ما يكون على المجتمع إذ بذلك يخرج المرء من دينه، وتنهار الروابط الإيمانية، ولهذا كان من واجب المجتمع أن لايدع هناك فرصة لإعداء بأن ينشروا الكفر والإلحاد بين أبناء المسلمين، وان يقاوموا الردة كما فعل أبو بكر والصحابة رضي الله عنهم حين قاتلوا أهل الردة. ومن الخطر كل الخطر أن يبتلي المجتمع المسلم بالمرتدين المارقين، ولا يجد من يواجهها ويقاومها. ويصدق فينا قول القائل “ردة ولا أبا بكر لها[1]”.

ونقصد بالمرتد الذي يكفر بعد إسلامه نطقاً، أو اعتقاداً، أو فعلاً. “والردة إنما تصح من كل بالغ عاقل مختار، فأما الصبى والمجنون فلا تصح ردتهما.[2]” .وعندما نتكلم عن الردة فالمقصود هو الخروج من الإسلام بأي صورة كانت، فنحن هنا نتكلم عن الردة كمفهوم الخروج من الدين وحسب.

وقد جاءت السنة الصحيحة بقتل المرتد فقد أخرج البخاري رحمه الله أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أُتى بزنادقة فأحرقهم ، فبلغ ذلك ابن عباس رضي الله عنهما فقال : لو كنت أنا لم أحرِّقهم لنهي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (لا تعذِّبوا بعذاب الله ، ولقتلتهم لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : من بدّل دينه فاقتلوه[3]) .

وقام الصحابة رضي الله عنهم بتطبيق هذا الحكم ، فعندما زار معاذ بن جبل أخاه أبا موسى الأشعري رضي الله عنهما ، وكانا أميرين في اليمن ، فإذا رجل موثق ، فقال معاذ : ما هذا ؟ قال أبو موسى : كان يهودياً ، فأسلم ثم تهوّد ، ثم قال : اجلس ، فقال معاذ : لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله (ثلاث مرات) ، فأمر به فقتل[4].

وانعقد إجماع الأمة منذ أواخر القرن الثاني الهجري على قتل المرتد، وهو إجماع يعتمد على السنة القولية وعلى عمل الصحابة وأقوالهم وأقوال التابعين. وقد ذكر الإجماع على قتل المرتد النووي في المجموع[5] وكذا ذكره ابن قدامه في المغني[6].

يقول القاضي عياض : “وأجمع فقهاء بغداد أيام المقتدر من المالكية على قتل الحلاج وصلبه لدعواه الإلهية والقول بالحلول ، وقوله : “أنا الحق” مع تمسكه في الظاهر بالشريعة ، ولم يقبلوا توبته”.

اعترض بعض الكتَّاب في عصرنا على هذا القول، وقالوا بعد وجوب قتل المرتد، ولهم في ذلك أدلة سأذكرها ثم أناقشها لبيان أن الحق خلاف ماذهبوا إليه:

أدلة القائلين بعدم قتل المرتد:

أولاً: القرآن نفى الإكراه في الدين فالله سبحانه وتعالى يقول :” لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ” وقوله تعالى:” وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأرض كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ الناس حتى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ” فأساس الايمان هو التصديق القلبي والقناعة العقلية، وأنه لا يصح إيمان المقلد والمكره. وإجبار الناس على الايمان يؤدي بهم إلى النفاق.

ثانياً: القرآن لم ينص على عقوبة دنيوية، بل قال الله تعالى : “وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وقوله تعالى “إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربه سبيلاً” وقوله تعالى: “فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر” وقوله تعالى: “وقالت اليهود ليست النصارى على شيء وقالت النصارى ليست اليهود على شيء وهم يتلون الكتاب كذلك قال الذين لا يعلمون مثل قولهم فالله يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون” وقوله تعالى:”وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ” فكيف نعاقبه في الدينا والله هو الذي يحكم بينهم يوم القيامة.

ثالثاً: أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما عليه إلا البلاغ والله تعالى هو الذي يحاسب عباده كما قال الله تعالى :” فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ ” وقوله تعالى :” إِنَّمَا أَنْتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ” وقوله تعالى : ” لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ” وقوله تعالى : ” فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ” وقوله تعالى : ” فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ”

رابعاً: ينبغي أن تحمل عقوبة المرتد على من سعى لهدم مقومات حياة المسلمين أو حارب المسلمين قولا أو عملا أو خان البلاد لا على مجرد الارتداد. ويدل على هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : “لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة” فالمفارق للجماعة هو من تمرد وعصى وحارب المسلمين وأتى بأقوال أو أفعال بقصد السعي في هدم المجتمع المسلم، وتقويض أركانه، والعمل بكل طريق على هدم مقوماته. فمناط العقوبة في الردة ليس هو “الخروج من الإسلام”، بل الاعتداء المادي أو المعنوي على الإسلام أو المسلمين بما يهدد أمن وسلامة الأمة.

خامساً: لم يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المنافقين الذين ارتدوا عن الإسلام بقلوبهم، مع إظهارهم الانخراط في جماعة المسلمين.

سادساً: أن حد المرتد يدخل في باب السياسة الشرعية التي يرجع أمرها للحاكم، وأن أمر النبي صلى الله عليه وسلم حين قال ( من بدّل دينه فاقتلوه ) هو من باب السياسة الشرعية التي لا تحمل صفة الحكم التعبدي الشرعي الدائم كالصلاة و الزكاة و غيرها، بل كان في ذلك الوقت مصلحة في قتل المرتد لردع ضعاف النفوس و خمد فتنة المنافقين .

مناقشة أقوال المانعين:

أولاً: ذهب كثير من أهل العلم أن قوله تعالى:” لا إِكْرَاهَ فِى الدين” أنها منسوخة، والناسخ لها قوله تعالى:” ياأيها النبى جاهد الكفار والمنافقين” وقوله تعالى:” ياأيها الذين ءامَنُواْ قَاتِلُواْ الذين يَلُونَكُمْ مّنَ الكفار وَلِيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً واعلموا أَنَّ الله مَعَ المتقين”. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أكره العرب على دين الإسلام، وقاتلهم، ولم يرض منهم إلا بالإسلام.
والصحيح أن الآية محكمة غير منسوخة وإمكانية الجمع بين النصوص ممكنة، فلا يتجه للنسخ إلا إذا تعذر الجمع بين النصوص. فتحمل الآية على أن قتال الكفار ليس لإجبارهم وإكراهم على الإسلام بل هو لدفع غائلتهم.
والإشكال الوارد إذا كان الإيمان لابد أن يقوم على الرضا والاقتناع وانشراح الصدر فكيف يكره المرء على البقاء في الإسلام؟ أليس هذا تأصيل للنفاق في النفوس إذ يظهر خلاف ما يبطن؟ نقول: الإكراه المنفي هو الإجبار على الدخول في الإسلام، فلا أحد يدخل الدين مكرها؛ بل لابد أن يكون مختارا طائعا برضاه. قال ابن كثير :” أي: لا تكرهوا أحدا على الدخول في دين الإسلام فإنه بين واضح جلي دلائله وبراهينه لا يحتاج إلى أن يكره أحد على الدخول فيه، بل من هداه الله للإسلام وشرح صدره ونور بصيرته دخل فيه على بينة، ومن أعمى الله قلبه وختم على سمعه وبصره فإنه لا يفيده الدخول في الدين مكرها مقسورا.[7]”.
وأما قتل المرتد فهذا لأنه دخل الدين برضاه ثم نكص على عقبيه وفي هذا تلاعب بالدين. ولهذا اعتبر المفسرون أن الإكراه على البقاء ليس كالإكراه على الابتداء. قال ابن عاشور: “وحكمة تشريع قتل المرتد مع أن الكافر بالأصالة لا يقتل أن الارتداد خروج فرد أو جماعة من الجامعة الإسلامية فهو بخروجه من الإسلام بعد الدخول فيه ينادي على أنه لما خالط هذا الدين وجده غير صالح ووجد ما كان عليه قبل ذلك أصلح، فهذا تعريض بالدين واستخفاف به ، وفيه أيضا تمهيد طريق لمن يريد أن ينسل من هذا الدين وذلك يفضي إلى انحلال الجامعة، فلو لم يجعل لذلك زاجر ما انزجر الناس ولا نجد شيئا زاجرا مثل توقع الموت ، فلذلك جعل الموت هو العقوبة للمرتد حتى لا يدخل أحد في الدين إلا على بصيرة ، وحتى لا يخرج منه أحد بعد الدخول فيه ، وليس هذا من الإكراه في الدين المنفي بقوله تعالى : “لا إكراه في الدين” على القول بأنها غير منسوخة ، لأن الإكراه في الدين هو إكراه الناس على الخروج من أديانهم والدخول في الإسلام وأما هذا فهو من الإكراه على البقاء في الإسلام .[8]”
ثم نحن علينا أن نقف عند النص الشرعي فلا نلغي أي نص، فإن كان الله سبحانه وتعالى قال:” لا إِكْرَاهَ فِى الدين” فقد جاءت السنة وخصصت عموم هذه الآية، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”من بدل دينه فاقتلوه” فخصص قوله تعالى:”لا إكراه في الدين” وبهذا نجمع بين النصوص ولا نلغي أي نص بل تسير النصوص كلها منتظمة في سياق واحد، وهذا هو الحق.
وتخصيص القرآن بالسنة جائز فكلاهما من الله تعالى كما قال ابن حزم: “فإن السنة مثل القرآن في وجهين: أحدهما: أن كلاهما من عند الله عز وجل على ما تلونا آنفا من قوله تعالى: “وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحى يوحى”. والثاني: استواؤهما في وجوب الطاعة بقوله تعالى: “من يطع الرسول فقد أطاع الله” وبقوله تعالى “أطيعوا الله وأطيعوا الرسول” وإنما افترقا في ألا يكتب في المصحف غير القرآن، ولا يتلى معه غيره مخلوطا به، وفي الاعجاز فقط.[9]”
وتخصيص القرآن بالسنة كثير فمن ذلك ما أجمعت عليه الأمة من تخصيص قوله تعالى : ” وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ ” بقوله صلى الله عليه وسلم : “لا تنكح المرأة على عمتها ولا على خالتها[10]”. وتخصيص عموم قوله تعالى: ” يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ ” بقوله صلى الله عليه وسلم : “لا يرث المسلم الكافر[11]” وتخصيص عموم قوله تعالى: ” وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا ” بقوله صلى الله عليه وسلم :”لا قطع في ثمر ولا كثر[12]” وتخصيص عموم قوله تعالى:” أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ ” بقول النبي صلى الله عليه وسلم:” ليس فيما دون خمس أواق صدقة[13]” وتخصيص عموم قوله تعالى:” مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ” بقول النبي صلى الله عليه وسلم : “لا وصية لوارث[14]” ونظائر ذلك كثير.

معركة اليمامة

وقعت معركة اليمامة أو معركة عقرباء سنة 11 هـ من الهجرة / 632 م في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه. واليمامة إحدى معارك حروب الردة، وكانت بسبب ارتداد بني حنيفة وتنبؤ مسيلمة الحنفي الذي إدعى أن النبي قد أشركه في الأمر، ومما قوى أمر مسيلمة شهادة الرجال بن عنفوة الذي شهد له – كذباً – أنه سمع رسول الله يشركه في الأمر.

وقد وجه أبو بكر الصديق عكرمة بن أبي جهل لقتاله، ولما فشل عكرمة ولم يستطع الصمود أمام جيش مسيلمة، تراجع. ولما بلغت أنباء هزيمة عكرمة لشرحبيل بن حسنة، آثر الانتظار حتى يصله المدد من خليفة المسلمين، وظل في مكانه حتى يأتيه خالد بن الوليد في جيش جمع عددا من كبار الصحابة والقراء، فلما سمع مسيلمة دنو خالد ضرب عسكره بعقرباء فاستنفر الناس فجعلوا يخرجون إليه حتى بلغوا 40,000 رجل تبعه أكثرهم عصبية، حتى قيل أن بعضهم كان يشهد أن مسيلمة كذاب وأن محمداً رسول الله لكنه يقول: “كذاب ربيعة أحب إلينا من صادق مضر”.

وفي الطريق إلى اليمامة، التقى خالد وجيشه بفرقة من جيش اليمامة، خرجت للثأر لبني عامر عثر المسلمون عليهم وهم في ثنية اليمامة نائمون، فسألهم عن مسيلمة، فردوا “منكم نبي ومنا نبي” فأمر خالد بقتلهم جميعاً عدا مجاعة بن مرارة لعله يستفيد من خبرته ومكانته في قومه. كانت راية المهاجرين مع سالم مولى أبي حذيفة وراية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شماس والعرب على راياتها.

فكان بينهم وبين المسلمين يوم شديد الهول ثبت فيه بنو حنيفة وقاتلوا عن أنفسهم وأحسابهم قتالاً شديداً، حتى انكشف المسلمون وكادت الهزيمة تلحقهم لولا رجال من ذوي الدين والحمية الدينية الذين ثبتوا وصرخوا في الناس: “يا أصحاب سورة البقرة يا أهل القرآن زينوا القرآن بالفعال”[2]، وقال سالم مولى أبي حذيفة: “بئس حامل القرآن أنا إذا لم أثبت”. وأمرهم خالد بأن يمتازوا حتى يعلم من أين يُؤتوا. فأثارت هذه الصيحات روح الاستشهاد في نفوس المسلمين، فحملوا على جيش مسيلمة حملة استطاعوا أن يزحزحوا جيوشه عن موقفهم الأول. ثم شد المسلمون حتى فر بنو حنيفة إلى الحديقة التي تسمي “حديقة الرحمن” وكانت منيعة الجدران فتحصنوا بها إلا أن المسلمين استطاعوا أن يقتحموها بفضل البراء بن مالك الذي رفعوه فوق الجحف برماحهم واستطاع فتح باب الحديقة ودخل المسلمون وهم يكبرون، فقتل فيها مسيلمة وكان قاتله هو وحشي بن حرب قاتل حمزة بن عبد المطلب فيما قيل، وقد قتل في هذه المعركة خلق كثير من جيش المسلمين.

وكانت المعركة فاصلة ففيها انتصر المسلمون وهزم أعداؤهم بعد معركة من أعنف المعارك قتل فيها مسيلمة وأربعة عشر ألفاً من قومه (سبعة آلاف خارج عقرباء وسبعة آلاف في الحديقة) والتي سميت بعد ذلك بحديقة الموت وقد استشهد في اليمامة ألف ومائتا شهيد منهم زيد بن الخطاب والطفيل بن عمرو وأبو دجانة وسالم مولى أبي حذيفة و ابي حذيفة و عبد الله بن سهيل وغيرهم كثير من كبار الصحابة

أسباب حروب الردة

إنَّ الحديث عن حروب الردة السابق كان حديثًا عن الحروب التي خاضها الصحابة الكرام في عهد خلافة أمير المؤمنين أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، ومما لا شكَّ فيه أن هذه الحروب قامت لأسباب منطقية وأسباب حقيقية تستحق كلَ هذا الدَّمِّ والقتال، ومن أهم هذه الأسباب:

  • السبب الأول: توقُّفُ بعض القبائل العربية عن دفع الزكاة الواجبة عليهم، وقد وردَ في الحديث الذي رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: قال أبو بكر الصديق: ” واللهِ لأقاتلنَّ من فرَّق بين الصلاةِ والزكاةِ، فإنَّ الزكاةَ حقُّ المالِ، واللهِ لو منعوني عَناقًا كانوا يُؤدونها إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم- لقاتلتُهم على منعِها” .
  • السبب الثاني: ادعاء مسيلمة الكذاب النبوة وقد اتبعه نفر من قبيلته فأمر أبو بكر الصديق الجيوش الإسلامية بالتحرك لقتال مسيلمة الكذاب ومن معه، وحدثت معركة اليمامة التي انتصر فيها المسلمون على حيش مسيلمة وقُتل فيها مسيلمة الكذاب على يد وحشي. السبب الثالث: ادعاء سجاح بنت الحارث النبوة أيضًا وهي من قبيلة تميم، وقد عرف رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأمر هؤلاء بوحي من الله علّام الغيوب، حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: “في أمتي كذابونَ ودجالونَ، سبعةٌ وعشرونَ، منهم أربعُ نسوة، وإِنِّي خاتِمُ النبيينَ، لا نبيَّ بعدِي”

حروب الردة في عهد أبو بكر الصديق

المرتدين من الصحابة

أسماء الصحابة الذين ارتدوا

لم تبدأ الردة بعد وفاةِ النبي صلى الله عليه وسلم فقط بل كانت موجودة في حياته أيضًا ولكن كانت موجودة بنسبٍ قليلةٍ جدًا بل حتى إنَّ الكتب قد ذكرت غالبية أسماءِ الصحابة الذين ارتدوا عن الإسلام ودونت قصصهم، وقد رجع البعض منهم للإسلام بينما ماتَ البعض منهم على كفره والآخر تمَّ قتله، وبعض هذه الأسماء هي:

  • عبد الله بن سعد بن أبي سرح: هو أبو يحيى القرشي العامري وأخو عثمان بن عفان من الرضاعة وقد أهدرَ النبي دمه ولكن أستأمن له عثمان في فتح مكة فأمَّنَه النبي وقد رجع إلى الإسلام بعدها وحسُن إسلامه.
  • عبيد الله بن جحش: وقد كان ممن اعتزل عبادةَ الأصنام كورقة بن نوفل في قريش قبل مجيء النبي، ثم أسلم بعدها وهاجر مع المسلمين إلى الحبشة ولكنه ارتد عن الإسلام في الحبشة واعتنقَ النصرانية وكان يسخرُ من المسلمين آنذاك، ثم مات بعدها في الحبشة، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنهما.
  • عبد الله بن خطل: وهو أحدُ الذين أمرَ النبي بقتلهم ولو كان متعلقًا بأستار الكعبة وقد وجده سعيد بن حُريث تحت أستار الكعبة فسارع إليه وقتله، وكان هذا في فتح مكة كما جاء في الحديث: “أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ دخَلَ مكَّةَ عامَ الفتحِ وعلى رأسِهِ المِغْفَرُ، فلمَّا نزَعَهُ جاءَهُ رجُلٌ، فقالَ: يا رسول اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ، ابنُ خَطَلٍ مُتعلِّقٌ بأستارِ الكعبةِ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اقتُلوهُ”.
  • مقيس بن صبابة: وهو أحدُ الذين أمرَ النبي بقتلهم في فتحِ مكة، وقد أمرَ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بقتلِ أربعة أشخاص وهم: عبد الله بن أبي السرح وعكرمة بن أبي جهل وابن خطل ومقيس بن صبابة؛ فأما الأول فقد تمَّ ذكره وأما عكرمة فقد هرب وركب البحر ولكنه رجع فأسلم بين يدي النبي وأما ابن خطل فقد قُتل وأما مقيس فقد وجده الناس في السوق ولكنه تمكن من قتل شخص وبعدها تمَّ قتله فيها.

من الذي حارب المرتدين

ابو بكر الصديق

السابق
دواء ساريدون – saridon كمسكن لتخفيف الآلام
التالي
لماذا سميت بيعة العقبة

اترك تعليقاً