ديني

ما الفرق بين النبي والرسول

ما الفرق بين النبي والرّسول ويكيبيديا

النبي

هو لفظ مشتق من كلمة النبأ أي خبر، وسمي بهذا الاسم لأنه مخبر أي أن الله أخبره وأوحى إليه أن يخبر عن الله تعالى وهو ذو شأن عظيم ورفعة في الدنيا والآخرة، فهم أناس سخرهم الله لنا لهدايتنا وإصلاح دنيانا وآخرتنا.

الرسول

هو الشخص أو الوسيط الذي يحمل رسالة أو الشخص الذي بعث في مهمة، والرسل هم أناس مكلفون من الله عز وجل في نقل وإيصال رسالة معينة، ومكلفين أيضا بمتابعتها وقال الله تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) الأنبياء: 107. وقال: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين) الجمعة: .

الفرق بين النبي والرسول هناك فرق بين النبي والرسول

ولا يجوز أن نقول لا فرق بين الأنبياء والرسل، فالنبي هو من أوحى الله إليه بشيء ولم يأمر بتبليغه، والرسول هو من أوحى إليه الله بشيء وأمر بتبليغه، كما ويوجد بعض الرسل أنبياء مثل سيدنا محمد، حيث قال تعالى: (ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شيء عليما) الأحزاب: 40. وفي هذه الآية دلالة على الفرق بين الرسول والنبي، حيث وصف النبي محمد بالرسول وخاتم الأنبياء دلالة على أن الرسالة أمر زائد على النبوة، والنبي هو اشمل من الرسول وكل رسول نبي وليس كل نبي رسول، والأنبياء يتبعون لمن قبلهم فيبشرون بمن بعدهم ويصدقون من قبلهم.

ومن المهم بالذكر أن كلا النبي والرسول يوحى إليهما بالوحي جبريل عليه السلام وعدد الأنبياء 324000، وعدد الرسل 25 رسولا، وهم الذين ذكروا في القرآن، ومنهم: إدريس، ونوح، وهود، وصالح، ولوط، وإبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، ويوسف، وشعيب، وأيوب، وذو الكفل، وآخر الرسل والأنبياء سيدنا محمد عليه السلام، وجميع الرسل والأنبياء من الذكور، لأن الرجال قوامون على النساء، والأنبياء والرسل معصومون عن الكذب والشرك والكبائر والنسيان ولا يغفلون؛ لأنهم مبلغين من الوحي وهم مخيرون عند الممات حيث يخيرهم الله بين الحياة والموت، ولا تتحلل أجسادهم ويبقون على حالهم، ويدفنون مكان موتهم ولا يورثون المال بل يورثون العلم الصالح النافع، ومن أهم خصائصهم أن الله كملهم خلقا وخلقا، والله جعل دعواتهم مستجابة، وجميعهم من اهل القرى وليس من البدو، والرسل والأنبياء يبعثون إلى أقوام خاصة، أما سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام بعث إلى الناس كافة، ولم تخل أمة من الرسل والأنبياء.

الفرق بين النبي والرسول الإسلام سؤال وجواب

اختلف أهل العلم في ذلك ، فمنهم من يرى أنه لا فرق بين النبي والرسول ، ومنهم من يرى أن هناك فرقا بين النبي والرسول .

وهذا هو الصواب ، لأن الأصل في الكلام التأسيس لا التأكيد .

قال أبو البقاء الكفوي في “الكليات” (ص1065) :” التأسيس أولى من التأكيد ، لأن الإفادة خير من الإعادة “. انتهى.

ثم اختلفوا في ضبط هذا الفرق وتحريره.

وأشهر ما قيل في ذلك : أن النبي والرسول كلاهما أُوحي إليهما بوحي ، إلا أن الرسول أمره الله بتبليغه ، أما النبي فلم يؤمر بالتبليغ .

قال الخطابي في “أعلام الحديث” (1/298) :” والفرق بين النبي والرسول: أن النبي هو المنبوء المُنبأ المخبر، فعيل بمعنى مفعل ، والرسول هو المأمور بتبليغ ما نبئ وأخبر به ، فكل رسول نبي ، وليس كل نبي رسولا “. انتهى

وقال ابن حجر في “فتح الباري” (11/112) :” قَالَ الْقُرْطُبِيُّ تَبَعًا لِغَيْرِهِ : هَذَا حُجَّةٌ لِمَنْ لَمْ يُجِزْ نَقْلَ الْحَدِيثِ بِالْمَعْنَى ، وَهُوَ الصَّحِيحُ مِنْ مَذْهَبِ مَالِكٍ ، فَإِنَّ لَفْظَ النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ مُخْتَلِفَانِ فِي أَصْلِ الْوَضْعِ :

فَإِنَّ النُّبُوَّةَ مِنَ النَّبَأِ وَهُوَ الْخَبَرُ ، فَالنَّبِيُّ فِي الْعُرْفِ: هُوَ الْمُنَبَّأُ مِنْ جِهَةِ اللَّهِ بِأَمْرٍ يَقْتَضِي تَكْلِيفًا ، وَإِنْ أُمِرَ بِتَبْلِيغِهِ إِلَى غَيْرِهِ فَهُوَ رَسُولٌ ، وَإِلَّا فَهُوَ نَبِيٌّ غَيْرُ رَسُولٍ ؛ وَعَلَى هَذَا فَكُلُّ رَسُولٍ نَبِيٌّ ، بِلَا عَكْسٍ ، فَإِنَّ النَّبِيَّ وَالرَّسُولَ اشْتَرَكَا فِي أَمْرٍ عَامٍّ ، وَهُوَ النَّبَأُ ، وَافْتَرَقَا فِي الرِّسَالَةِ ، فَإِذَا قُلْتَ: فُلَانٌ رَسُولٌ ، تَضَمَّنَ أَنَّهُ نَبِيٌّ رَسُولٌ . وَإِذَا قُلْتَ : فُلَانٌ نَبِيٌّ لَمْ يَسْتَلْزِمْ أَنَّهُ رَسُولٌ “. انتهى

وقال ابن الملقن في “المعين على تفهم الأربعين” (ص39) :” و”الرسل“: جمع رسول وهو: المأمور بتبليغ الوحي إلى العباد ، وهو أخصُّ من النبي ؛ فإنه: الذي أوحيَ إليه العمل والتبليغ ، بخلاف النبي ، فإنه: أوحي إليه العمل فقط “. انتهى.

ومنهم من يقول : كلاهما أوحي إليه ، وكلاهما مأمور بالبلاغ ، إلا أن الرسول معه كتاب من عند الله ، ومنهم من يقول : الرسول ينزل عليه كتاب ، أو يأتيه ملك ، والنبي من يُوحى إليه ، أو يكون تبعا لرسول آخر .

قال العيني في “البناية شرح الهداية” (1/116) :” الفرق بين الرسول والنبي: أن الرسول: من بعث لتبليغ الوحي ، ومعه كتاب ، والنبي: من بعث لتبليغ الوحي مطلقا ، سواء كان بكتاب، أو بلا كتاب. كذا قال الشيخ قوام الدين الأترازي في ” شرحه …

ثم قال : والصحيح هنا: أن الرسول من نزل عليه الكتاب ، أو أتى إليه ملك ، والنبي من يُوْقِفُه الله تعالى على الأحكام ، أو تبع رسولا آخر “. انتهى.

ولعل أحسن ما يقال في هذا المقام :

أن النبي والرسول يشتركان جميعا في أن كليهما يُوحى إليه ؛ ويدل على ذلك قوله تعالى : إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا  النساء/163.

وكذلك يشتركان في أن كليهما مأمور بالبلاغ ؛ كما في قوله تعالى :وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ  الحج/52.

قال الشيخ الشنقيطي في “أضواء البيان” (5/290) :” وَآيَةُ الْحَجِّ هَذِهِ: تُبَيِّنُ أَنَّ مَا اشْتُهِرَ عَلَى أَلْسِنَةِ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَنَّ النَّبِيَّ هُوَ مَنْ أُوحِيَ إِلَيْهِ وَحْيٌ ، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِتَبْلِيغِهِ ، وَأَنَّ الرَّسُولَ هُوَ النَّبِيُّ الَّذِي أُوحِيَ إِلَيْهِ وَأُمِرَ بِتَبْلِيغِ مَا أُوحِيَ إِلَيْهِ ، غَيْرُ صَحِيحٍ ; لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ .. الْآيَةَ ، يَدُلُّ عَلَى أَنْ كُلًّا مِنْهُمَا مُرْسَلٌ ، وَأَنَّهُمَا مَعَ ذَلِكَ بَيْنَهُمَا تَغَايُرٌ.

وَاسْتَظْهَرَ بَعْضُهُمْ : أَنَّ النَّبِيَّ الَّذِي هُوَ رَسُولٌ ، أُنْزِلَ إِلَيْهِ كِتَابٌ وَشَرْعٌ مُسْتَقِلٌّ ، مَعَ الْمُعْجِزَةِ الَّتِي ثَبَتَتْ بِهَا نُبُوَّتُهُ ، وَأَنَّ النَّبِيَّ الْمُرْسَلَ ، الَّذِي هُوَ غَيْرُ الرَّسُولِ : هُوَ مَنْ لَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ كِتَابٌ ، وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ أَنْ يَدْعُوَ النَّاسَ إِلَى شَرِيعَةِ رَسُولٍ قَبْلَهُ ، كَأَنْبِيَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يُرْسَلُونَ وَيُؤْمَرُونَ بِالْعَمَلِ بِمَا فِي التَّوْرَاةِ ; كَمَا بَيَّنَهُ تَعَالَى بِقَوْلِهِ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا الْآيَةَ “. انتهى.

ويفترقان في كون الرسول مأمور بتبليغ رسالة ما إلى أمة من الأمم المكذبين، وأما النبي فهو مأمور بالبلاغ والدعوة ، دون أن يكون هناك رسالة مستقلة إلى أمة جديدة من الأمم المكذبة.

قال شيخ الإسلام في “النبوات” (2/714) :” فالنبي هو الذي ينبئه الله ، وهو يُنبئ بما أنبأ الله به ؛ فإن أُرسل مع ذلك إلى من خالف أمر الله،  ليبلغه رسالة من الله إليه ؛ فهو رسول .

وأما إذا كان ، إنما يعمل بالشريعة قبله ، ولم يُرسل هو إلى أحد يبلغه عن الله رسالة ؛ فهو نبي ، وليس برسول ؛ قال تعالى:  وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ في أُمْنِيَّته الحج/52 .

وقوله:  مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيّ  ؛ فذكر إرسالاً يعمّ النوعين ، وقد خص أحدهما بأنّه رسول ؛ فإنّ هذا هو الرسول المطلق الذي أمره بتبليغ رسالته إلى من خالف الله ؛ كنوح ، وقد ثبت في الصحيح أنّه أول رسول بُعث إلى أهل الأرض ، وقد كان قبله أنبياء ؛ كشيث ، وإدريس عليهما السلام ، وقبلهما آدم كان نبيّاً مكلّماً. قال ابن عباس: كان بين آدم ونوح عشرة قرون كلهم على الإسلام .

فأولئك الأنبياء يأتيهم وحي من الله بما يفعلونه ، ويأمرون به المؤمنين الذين عندهم ؛ لكونهم مؤمنين بهم ؛ كما يكون أهل الشريعة الواحدة يقبلون ما يبلّغه العلماء عن الرسول.

وكذلك أنبياء بني إسرائيل ، يأمرون بشريعة التوراة ، وقد يُوحى إلى أحدهم وحي خاص ، في قصّة معينة ، ولكن كانوا في شرع التوراة كالعالِم الذي يُفهِّمه الله في قضية ، معنى يطابق القرآن،  كما فهَّم الله سليمان حكم القضية التي حكم فيها هو وداود .

فالأنبياء ينبئهم الله ؛ فيُخبرهم بأمره ، ونهيه ، وخبره ، وهم يُنبئون المؤمنين بهم ما أنبأهم الله به من الخبر ، والأمر ، والنهي .

فإن أُرسلوا إلى كفار يدعونهم إلى توحيد الله ، وعبادته وحده لا شريك له ، ولا بُدّ أن يكذّب الرسلَ قومٌ ؛ قال تعالى:  كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُون الذاريات/52 ، وقال:  مَا يُقَالُ لَكَ إِلاَّ مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ فصلت/43 ؛ فإنّ الرسل تُرسَل إلى مخالفين ؛ فيكذّبهم بعضهم ، وقال:  وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا أَفَلَا تَعْقِلُونَ (109) حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ يوسف/109- 110 ،  وقال: إِنّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنا والَّذِينَ آمَنُوا في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ غافر/51 .

فقوله:  وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ : دليلٌ على أن النبيّ مرسل ، ولا يسمى رسولاً عند الإطلاق ؛ لأنّه لم يرسل إلى قوم بما لا يعرفونه ، بل كان يأمر المؤمنين بما يعرفونه أنّه حقّ ؛ كالعالِم .

ولهذا قال النبيّ صلى الله عليه وسلم: “العلماء ورثة الأنبياء ، وليس من شرط الرسول أن يأتي بشريعة جديدة ؛ فإنّ يوسف كان على ملة إبراهيم ، وداود وسليمان كانا رسولين ، وكانا على شريعة التوراة ، قال تعالى عن مؤمن آل فرعون:  وَلَقَدْ جَاءَكُمْ يُوسُفُ مِنْ قَبْلُ بِالبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ في شَكّ مِمَّا جَاءَكُمْ بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَنْ يَبْعَثَ اللهُ مِنْ بَعْدِهِ رَسُولاً  غافر/34 “. انتهى.

والله أعلم .

 

أقوال العلماء في الفرق بين النبي والرسول

القول الأول :لا فرق بين الرسول والنبي وهذا أضعف الأقوال لأن الله تعالى قد غاير بين الرسول والنبي والرسول صلى الله عليه وسلم قد غاير بين الرسول والنبي ، فقال تعالى : وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ  الحج: (52) ، فوجه الشاهد : ( مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ) والأصل فى العطف المغايرة فيكون الرسول غير النبي ، يضا سُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن عدد الانبياء فجعل لهم عددًا خاصا بهم ، وسئل عن عدد الرسل فجعل لهم عددا خاصل بهم ، سئل عن عدد الأنبياء ، فقال : أربعة وعشرون ومائة ألف ، وسئل عن عدد الرسل ، فقال : ثلاثمائة وبضعة عشر رسولا. فهذا فيه دلالة على المغايرة بين الرسول والنبي، وهذا رد قاطع على هذا القول فيكون ضعيفاً.

القول الثاني: قول جمهرة من أهل العلم، وهو أن الرسول أعم من النبي، وبينهما أمر مخصوص، فكل رسول نبي ولا عكس، وقالوا: الرسول: هو من أوحي إليه بشيء وأمر بتبليغه، والنبي: هو من أوحي إليه بشيء ولم يؤمر بالتبليغ. يعني: الرسول والنبي يتفقان في الوحي، ويختلفان في التبليغ، فالرسول أُمر بالتبليغ، والنبي لم يؤمر بالتبليغ، واستدلوا على قولهم بأن كل آيات القرآن: إذا ذكرت الرسول قرنت معه البلاغ، وأما الأنبياء إذا ذكروا فلم يقرن معهم البلاغ، من ذلك قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ [المائدة:67].

القول الثالث
: -وهو من القوة بمكان وقاله قال بعض أهل العلم-: وهو أن هناك فرق بين الرسول والنبي، لكن الرسول هو الذي أوحي إليه بشرع جديد ناسخ للشرع الذي قبله، أو ناسخ لبعض الشرع الذي قبله، وأمر بتبليغ هذا الشرع. أما النبي فهو الذي يأتي بعد رسول ولم يأتِ بشرع جديد، وإنما جاء بنفس الشرع الذي سبقه به الرسول الذي قبله؛ ليجدده للأمة، وأصحاب هذا القول استدلوا على ذلك بعدة أدلة قوية جداً: منها: أن بني إسرائيل كانت تسوسهم الأنبياء، يأتي النبي ليحكم بشريعة الرسول الذي سبقه. وأيضاً استدلوا بقول الله تعالى: (( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ ))، قالوا: والإرسال لازمه البلاغ. ونستدل لهم بآية أقوى من هذه في الدلالة، وهي قول الله تعالى: 
كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [البقرة:213]، ولم يقل: الرسل، والبشارة والنذارة للرسول، وجعلها أيضاً صفة النبي، لكن ليس هذا القول براجح. والذي يتبين أن الراجح هو القول الثاني، أي: أن كل رسول نبي ولا عكس؛ لأن التعريف في القول الثالث يعترض عليه بآدم عليه السلام، ففي صحيح ابن حبان سئل النبي صلى الله عليه وسلم: (أآدم نبي؟ قال: نعم)، فخبرونا من الرسول الذي جاء قبل آدم بشرع وجاء آدم ليجدد هذا الشرع؟! إذاً: فهذا التعريف غير مطرد ولا يسلم من معارض. وأما الرد على استدلالهم بالآية الأقوى دلالة وهي قول الله تعالى: كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ [البقرة:213]، فنقول في الرد عليهم: ما من نبي ذكر في القرآن مبلغاً إلا وكان رسولاً، والدليل على ذلك قوله تعالى: وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ [النساء:164]، يعني: كل من قصصنا عليك في القرآن هم رسل مبلغون، ولا ينكر علينا إن قلنا: إنه نبي ورسول؛ لأن كل رسول نبي ولا عكس، فإذا ذكرتم أن الرسول نبي يصح من باب أولى. إذاً: كل من قصصنا عليك في القرآن فهو رسول حتى ولو ذكرناه بلقب أنه نبي، وبهذا يكون الرسول أعم من النبي، إذاً: فكل رسول نبي ولا عكس، والرسول: هو من أوحي إليه بشرع وأمر بالتبليغ، والنبي: هو من أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ، ولو بلغ لا ينكر عليه، لكنه لم يؤمر لزاماً بالتبليغ.

 

الفرق بين النبي والرسول عند الشيعة

السؤال:

هل يوجد فرق جوهري بين النبيّ والرسول؟ أم أنّ النبيّ هو ذاته الرسول؟

الجواب:

اختلف العلماء في تعريف النبيّ والرسول وبيان الفرق بينهما، ولكنّ الحقّ أنّ الرسول أعلى رتبةً من النبيّ؛ إذ هو يحمل رسالةً إلى مَن بُعث إليه، وأمّا النبيّ فلا يتحمّل هداية الآخرين.

نعم، الاثنان متّفقان في مسألة نزول الوحي إليهما، ولكنّ النبيّ يأتيه الوحي في المنام، والرسول يرى جبرئيل، ويتلقّى الوحي معاينةً ومشافهةً(۱).

وقد تجتمع لبعضهم الرتبتان معاً، كنبيّنا‘ إبراهيم(عليه السلام) ، وكثيراً ما يُعبّر أحدهما مكان الآخر مسامحةً وعنايةً .

(المذهب الشيعي)

الفرق بين النبي والرسول في المسيحية

هناك بعض الشخصيات في العهد القديم من الكتاب المقدس ليسم أنبياء في المفهوم المسيحي، إنما اعتبروا أنبياء عند غير المسيحيين. مثل: آدم، أيوب، نوح وغيره…. وهذا أمر لا شأن لنا به. ما يهمنا هو مفهومنا للكتاب المقدس.

رسل السيد المسيح رسلا لأن السيد اختارهم وأرسلهم ليتلمذوا جميع الأمم. أرسلهم إلى العالم لكي يوصلوا رسالة الخلاص. عملوا العجائب باسم المسيح وهذا لا يجعلهم أنبياء لأن عصر النبوة أنتهى بمجيئ السيد المسيح.

كلمة رسول إذن تعني المُرسل للقيام بعمل ما، سواء توصيل رسالة أو تتميم عمل.

أما النبي هو أيضا رسول وصلت إليه كلمة الله لكي يعلنها، سواء كانت رسالة الى شعب الله، أو نبوءة عن حدث مستقبلي كما تنبأ جميع أنبياء العهد القديم بمجيئ السيد المسيح.

بإختصار ليس كل رسول نبي، وليس كل من تنبأ رسولا.

الفرق بين النبي والرسول للشعراوى

السابق
دواء أربينيا – arpenia يستخدم العلاج في: انفصام الشخصية
التالي
كيف تعالج قصر النظر

اترك تعليقاً