ديني

ما المقصود بعلم القراءات

نشأة علم القراءات

نشأة علم القراءات:

 يمكن تقسيم مراحل تطور علم القراءات إلى المراحل التالية:

المرحلة الأولى: القراءات في زمن النبوة:

وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

– مصدر القراءات هو جبريل عليه السلام.

-المعلم الأول للصحابة هو رسول الله r وهو المرجع لهم فيما اختلفوا فيه من أوجه القراءة.

-قيام بعض الصحابة بمهمة التعليم مع رسول الله r إما بأمر من رسول الله r أو بإقرار منه.

-ظهور طائفة من الصحابة تخصصت بالقراءة (القراء) ومنهم سبعين قارئا قتلوا في بئر معونة، كما أن منهم (أبا بكر وعثمان وعلي بن أبي طالب وأُبيّ بن كعب وعبد الله بن مسعود وزيد بن ثابت وأبو موسى الأشعري وأبو الدرداء) وقد قال عنهم الإمام الذهبي: (فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن – أي كاملا- في حياة النبي r وأخذ عنهم عرضا، وعليهم دارت أسانيد قراءة الأئمة العشرة).

المرحلة الثانية: القراءات في زمن الصحابة رضي الله عنهم:

وتبدأ هذه المرحلة من وفاة النبي r وحتى نهاية النصف الأول من القرن الهجري الأول تقريباً، وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

– تتلمذ بعض الصحابة والتابعين على أئمة القراءة من الصحابة.

– بدأت تظهر أوجه القراءة المختلفة، وصارت تنقل بالرواية,

-تعيين الخليفة عثمان قارئاً لكل مصر معه نسخة من المصاحف التي نسخها عثمان t ومن معه، وكانت قراءة القارئ موافقة لقراءة المصر الذي أرسل إليه في الأغلب. حيث أرسل عثمان t إلى مكة (عبد الله بن السائب المخزومي t) وأرسل إلى الكوفة (أبو عبد الرحمن السلمي t)  وكان فيها قبله عبد الله بن مسعود t من أيام عمر t، وأرسل عامر بن قيس t إلى البصرة، والمغيرة بن أبي شهاب t إلى الشام، وأبقى زيد بن ثابت t مقرئاً في المدينة، وكان هذا في حدود سنة ثلاثين للهجرة.

المرحلة الثالثة: القراءات في زمن التابعين وتابعي التابعين:

وتمتد هذه المرحلة من بداية النصف الثاني من القرن الأول، وحتى بداية عصر التدوين للعلوم الإسلامية وتتميز هذه المرحلة بما يلي:

-إقبال جماعة من كل مصر على تلقي القرآن من هؤلاء القراء الذين تلقوه بالسند عن رسول الله r و توافق قراءتهم رسم المصحف العثماني.

– تفرغ قوم للقراءة والأخذ واعتنوا بضبط القراءة حتى صاروا أئمة يقتدى بهم في القراءة، وأجمع أهل بلدهم على تلقي القراءة منهم بالقبول، ولتصديهم للقراءة وملازمتهم لها وإتقانهم نسبت القراءة إليهم وتميز منهم:

o  في المدينة: أبو جعفر زيد بن القعقاع(ت130) وشيبة بن نصاح(ت130) ونافع بن أبي نعيم (ت169).

o  وفي مكة: عبد الله بن كثير (ت120) وحميد الأعرج (ت130) ومحمد ابن محيصن (ت123).

o وفي الكوفة :يحيى بن وثاب (ت103) وعاصم بن أبي النجود (ت129) وسليمان الأعمش (ت148) وحمزة الزيات (ت156) وعلي الكسائي (ت189).

o وفي البصرة: عبد الله بن أبي إسحاق (ت129) وعيسى بن عمر (ت149) وأبو عمرو بن العلاء (ت154) وعاصم الجحدري (ت128) ويعقوب الحضرمي (ت205).

o وفي الشام: عبد الله بن عامر (ت118) وعطية بن قيس الكلابي (ت121) ويحيى بن الحارث الذماري (ت145).

المرحلة الرابع: مرحلة التدوين:

ويمكن إبراز جوانب هذه المرحلة بما يلي:

– اختلف في أول من دون القراءات، فقيل هو الإمام أبو عبيد القاسم بن سلام (ت224) وقيل أبو حاتم السجستاني (ت225) وهو رأي ابن الجزري ، وقيل يحيى بن يعمر (ت90).

– تسبيع السبعة والاقتصار عليهم، وأول من قام بذلك الإمام أبو بكر محمد بن موسى بن مجاهد (ت324) وكان لشهرته العلمية أثر كبير في اشتهار القراءات السبع التي اختارها.

– بدأ ظهور وتبلور شروط القراءة الصحيحة وتمييز الصحيح من الشاذ. ويقال بأن أول من ألف في القراءات الشواذ هو ابن مجاهد أيضاً حيث ألف كتابه أسماه (الشواذ)  إلا أن هذا الكتاب مفقود.

–  الاحتجاج للقراءات الصحيحة في جوانبها اللغوية (صوتياً وصرفياً ونحوياً).

-توالي التأليف في القراءات السبع، فألف مكي ابن أبي طالب القيسي كتابيه التبصرة والكشف، وألف أبو عمرو الداني (ت444)التيسير في القراءات السبع وجامع البيان ونظم الإمام الشاطبي (ت590) التيسير في حرز الأماني ووجه التهاني(الشاطبية).

– مرحلة إفراد القراءات في مؤلفات خاصة بها ، أو جمع أقل من السبعة أو أكثر من السبعة لدفع ما علق في أذهان الكثيرين من أن القراءات السبعة هي الأحرف السبعة، لبيان أن هناك قراءات أخرى غير السبعة التي جمعها ابن مجاهد وهي قراءات مقبولة وصحيحة، وتوج ذلك وختم بكتاب ابن الجزري النشر في القراءات العشر ومنظومته طيبة النشر في القراءات العشر.

المرحلة المعاصرة: القراءات في عصرنا:

لقد مر علم القراءات كغيره من العلوم الإسلامية بفترات ندر فيها طالبوه وقل راغبوه، إلا أنه وفي هذا العصر بدأت نهضة العلوم الإسلامية من جديد ومن بينها علم القراءات وكثر الراغبون في تعلم هذا العلم وتلقيه، وكما ظهرت التآليف المختلفة التي تسهل هذا العلم وتقربه لطلابه إما بتهذيب وتحقيق كتب السابقين أو بتأليف كتب معاصرة جديدة.

كما ظهرت الإذاعات والقنوات الفضائية المتخصصة في القرآن الكريم، وأسست الهيئات والجمعيات والمجامع لنشر القرآن الكريم وعلومه.

وأما عن انتشار القراءات في العالم الإسلامي:

فإن رواية حفص عن عاصم تنتشر في معظم الدول الإسلامية لا سيما في المشرق.

ورواية قالون في ليبيا تونس وأجزاء من الجزائر.

ورواية ورش في الجزائر والمغرب وموريتانيا ومعظم الدول الإفريقية.

ورواية الدوري عن أبي عمرو في السودان والصومال وحضرموت في اليمن.

علم القراءات للمبتدئين

علم القراءات PDF

اضغط هنا لتحميل ملف علم القراءات

القراءات العشر

القراءات العشر

قام العلماء بتقسيم القراءات القرآنية إلى قسمين أساسيين وهما القراءات الصحيحة، والقراءات الشاذة، ففي القراءات الصحيحة فهي التي يتوافر فيها ثلاث شروط وهي: الأول أن تتوافق القراءة وجهاً من وجوه اللغة العربية ويكون صحيحاً من الناحية النحوية، والثاني أن تتوافق القراءة برسم المصحف الذي جمعه عثمان بن عفان رضي الله عنه، والثالث أن يتم نقلها إلينا بشكل متواتر أو بسند صحيح ومشهور، فأي قراءة تتوافر فيها تلك الشروط تكون قراءة صحيحة حسب ما أقرّه العلماء بقاعدة مشهورة متفق عليها بينهم وهي (كل قراءة وافقت العربية ولو بوجه، ووافقت رسم أحد المصاحف ولو احتمالاً، وتواتر سندها، فهي القراءة الصحيحة).

أمّا القراءات الشاذة وغير الصحيحة هي التي يختلّ فيها أحد الشروط السابق ذكرها، فمثلاً التي تخاف رسم المصحف العثماني تسمى بالقراءات التفسيرية على الرغم من تحقق شرطين، وقال العلماء أن المقصد من القراءة الشاذة هي تفسير القراءة المشهورة وتبيين معانيها، واتفق العلماء على رأي واحد وهو أن ما وراء القراءات العشر، قراءات شاذة غير متواترة لا يجوز اعتقاد قرآنيته، ولا تصحّ الصلاة بها والتعبّد بتلاوتها، ولكنهم قالوا أنّه يجوز تعلّمها وتعليمها وتدوينها، والقراءات التي وصلت إلينا بطريق متواتر هم عشر قراءات قام بنقلها إلينا مجموعة من أئمّة القرآن الكريم، الذين تميزوا بدقة الرواية والضبط السليم والجودة في الإتقان وهم:

  • قراءة نافع المدني وأشهر من قام بالرواية عنه قالون وورش.
  • قراءة أبي عمرو البصري وأشهر من قام بالرواية عنه الدوري والسوسي.
  • قراءة ابن كثير المكي وأشهر من قام بالرواية عنه البزي وقنبل.
  • قراءة ابن عامر الشامي وأشهر من قام بالرواية عن هشام وابن ذكوان.
  • قراءة عاصم الكوفي وأشهر من قام بالرواية عنه شعبة وحفص.
  • قراءة الكسائي الكوفي وأشهر من قام بالرواية عنه أبو الحارث وحفص الدوري.
  • قراءة أبي جعفر المدني وأشهر من قام بالرواية عنه عيسى بن وردان وابن جماز.
  • قراءة يعقوب المصري وأشهر من قام بالرواية عنه رويس وروح.
  • قراءة خلف بن هشام البزار البغدادي وأشهر من قام بالرواية عنه إسحاق بن إبراهيم وإدريس بن عبد الكريم.
  • قراءة حمزة الكوفي وأشهر من قام بالرواية عنه خلف وخلاد.

فوائد علم القراءات

لم يلق كتاب في تاريخ الإنسانية ما لقيه القرآن الكريم من عناية واهتمام. ولا غرو في ذلك، فهو كتاب رب العالمين، الخالد إلى يوم الدين، وهو إلى الناس أجمعين. إنه كتاب البشرية جمعاء على مر العصور والدهور، واختلاف الأماكن والبقاع.

وكان للمسلمين شرف الاهتمام بهذا الكتاب والعناية به، تلاوة وحفظاً، وشرحاً وتفسيراً، وتعلماً وتعليماً. وكان الاهتمام بالقراءات القرآنية جانباً من الجوانب التي شدت انتباه العلماء، ودفعت بعضهم للانقطاع وتلقي تلك القراءات وجمعها، وتعليمها وتدوينها، حتى نشأ ما أطلق عليه (علم القراءات).

وقد بحث العلماء تحت هذا العلم العديد من المسائل المتعلقة بالقراءات القرآنية، كعددها، وأنواعها، وأهميتها العلمية، ونحن في مقالنا التالي نحاول الوقوف على أهم الفوائد التي ذكرها العلماء لتعدد القراءات القرآنية.

فمن تلك الفوائد التخفيف على هذه الأمة والتيسير عليها، يدل على هذا الأمر تواتر قراءة القرآن إلينا بأكثر من وجه؛ وتلقي الأمة ذلك بالقبول سلفًا وخلفًا من غير نكير. وقد نبه إلى هذه الفائدة أئمة هذا الشأن من أمثال ابن قتيبة، وابن الجزري، وغيرهما.

ومن فوائد ذلك إظهار نهاية البلاغة، وكمال الإعجاز، وغاية الاختصار، وجمال الإيجاز. وبيان ذلك أن كل قراءة بمنزلة الآية، وتنوع اللفظ بكلمة واحدة تقوم مقام عدة آيات، فلو كان كل لفظٍ آية لكان في ذلك تطويلاً وخروجاً عن سَنَن البلاغة العربية ونهجها.

ثم إن تعدد القراءات القرآنية كان من الأدلة التي اعتمدها العلماء في بيان صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم وما جاء به، ووجه ذلك أنه على الرغم من تعدد القراءات وكثرتها، لم يتطرق إلى القرآن أي تضاد أو تناقض أو تخالف، بل كله يصدق بعضه بعضاً، ويؤيد أوله آخره، وآخره أوله، تصديقاً لقوله تعالى: {أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا} (النساء:82).

وقالوا أيضاً: إن تعدد القراءات فيه دلالة على إعجاز هذا الكتاب، وأنه من عند رب العالمين، وبيانه أن كل قراءة من القراءات تحمل وجهاً من وجوه الإعجاز ليس في غيرها، وبعبارة أخرى، إن القرآن معجز إذا قُرئ بهذه القراءة مثلاً، ومعجز كذلك إذا قُرئ بقراءة ثانية وثالثة وهكذا، ومن هنا تعددت معجزاته بتعدد قراءاته.

ومن فوائد تعدد القراءات -علاوة على ما تقدم- سهولة حفظ القرآن الكريم، وتيسير نقله على هذه الأمة جيلاً بعد جيل، يدل على هذا المعنى، أن حفظ كلمة منه بأكثر من قراءة، يكون أسهل في تعلمه وتعليمه، وأوفق لطبيعة لسان العرب، الذي نزل القرآن على وفق أساليب لغتهم، وتعدد لهجاتهم.

ومن ذلك أيضًا إعظام أجور هذه الأمة، من جهة أنهم يبذلون أقصى جهدهم في تتبع معاني ألفاظه، واستنباط حِكَمِهِ وأحكامه، فضلاً على ما في تلاوته – بقراءاته المختلفة – من مزيد الثواب وجزيل الفضل، تحقيقاً وتصديقاً لما أخبر به الصادق المصدوق، بقوله: (من قرأ حرفاً من كتاب الله فله حسنة) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح.

وكان من فوائد تعدد القراءات، ظهور سر الله تعالى في توليه حفظ كتابه العزيز، وصيانة كلامه المنـزَّل، بأوفى بيان وأوضح بلاغ، يرشد لهذا المعنى، أن الله سبحانه لم يُخلِ عصراً من العصور، من إمام حجة قائم على نقل كتابه وإيصاله إلى عباده، مع إتقان حروفه ورواياته، وبيان وجوهه وقراءاته، وفي ذلك تصديق لقوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} (الحجر:9).

هذه بعض فوائد تعدد القراءات القرآنية، عرضناها بشيء من الإيجاز، وقد تبين أهمية معرفة وجوه القراءات، وخاصة لطالب العلم الشرعي.

نماذج من القراءات السبع

ما هي انواع القراءات في القرآن الكريم ؟

أنواع قراءات القرآن الكريم

من حيث الإسناد

  • القراءة المتواترة: وهي ما نقلت عن مجموعةٍ كبيرةٍ من الناس والذين لا تتوفر فيهم صفة الكذب عن السند، وتتضمّن هذه القراءة القراءات العشر المتواترة، وهي:
  1. قراءة عبد الله بن كثير الداري المكيّ.
  2. قراءة حمزة بن حبيب الزيات الكوفيّ.
  3. قراءة عبد الله بن عامر اليحصبي الشاميّ.
  4. قراءة يعقوب بن اسحاق الحضرمي البصريّ.
  5. قراءة عاصم بن أبي النَّجود الأسدي الكوفيّ.
  6. قراءة أبي جعفر يزيد بن القعقاع المدنيّ.
  7. قراءة أبي عمرو بن العلاء البصريّ.
  8. قراءة أبي الحسن علي بن حمزة الكسائيّ النحويّ الكوفي.
  9. قراءة نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني.
  10. قراءة خلف بن هشام.
  • القراءة المشهورة: وهي القراءة التي صحّ سندها ولم تخالف اللغة العربية من حيث الرسم أو اللفظ، كما سادت بين قراء القرآن الكريم فلم يعتبروها من القراءات الغلط أو من القراءات الشاذة التي لا يصح القراءة بها.
  • قراءة الصحيح: وهي القراءة التي صح سندها إلا أنّها قد خالفت اللغة العربية من حيث الرسم أو اللفظ، كما لم تنتشر كثيراً بين القرآن، وهذا النوع من القراءات لا يجب الاعتقاد بها أو القراءة بها.
  • القراءة الشاذة: وهي القراءة التي لم يصح سندها ولم تتطابق مع اللغة العربيّة من حيث الرسم أو اللفظ، ومن غير الحلال القراءة بها.
  • القراءة الموضوعة: وهي القراءات المختلقة الكاذبة، والتي نسبت إلى أيّ من القراء من غير صحة، ولا يجوز القراءة بها.
  • القراءة الشبيهة بالمدرج: وهي القراءات التي تتشابه مع المدرج من أصناف الحديث، وهو من ازداد في القراءات على وجه التفسير، كما لا يجوز استخدامها في قراءة القرآن الكريم.

من حيث اشتمالها على الشروط الثلاثة للقراءة

إنّ الشروط الثلاثة للقراءة هي صحة الإسناد مع التواتر، ومطابقة اللغة العربية، ومطابقة رسوم المصحف العثماني.

  • القراءة المتواترة: وهي القراءة المجزوم باتصالها مع سيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-، ويفسرها ابن الجزري بأنّها القراءة التي توافق اللغة العربية بالمطلق، وتوافق أحد المصاحف العثمانية بالتقدير، ونقلت بالتواتر.
  • القراءة الأحادية: وهي القراءة التي تشتمل على الشروط الثلاث السابقة، ولم يصل تواترها إلى حدّ تفيد معه اتصالها بسيدنا محمد -عليه الصلاة والسلام-.
  • القراءة الشاذة: وهي القراءة التي تفتقد لواحدة من الشروط الثلاث السابقة.
السابق
ما اهمية العلم في الاسلام
التالي
ما هي مميزات ليلة القدر

اترك تعليقاً