ديني

ما شكل الجنة

كيف يكون شكل الإنسان في الجنة

يحشر الناس يوم القيامة بنفس الهيئة والصورة والجسم والصفات التي كانوا عليها في الدنيا ويسمّى ذلك بالمعاد الجسماني.

نعم المؤمن إذا كانت فيه عاهة توجب تنفّر الناس عنه ، أو كان به عيب أو نقص يرفع الله تعالى عنه تلك العاهة وذلك النقص ، ثمّ يدخله الجنّة صحيحاً وسالماً ؛ ولذا ورد أنّ أهل الجنّة كلّهم شباب وليس فيهم شيوخ وعجزة.

وقد ورد في الحديث الشريف عن النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم : « أنَّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة » (۱) ، يعني انّ الحسن والحسين سيّدا جميع من يكون في الجنّة ما عدا النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وفاطمة وعلي عليهما السلام.

وفي الحديث عن ابن عبّاس انه قال : دار السّلام : « الجنّة ، وأهلها لهم السّلامة من جميع الآفات والعاهات والأمراض والأسقام ، ولهم السّلامة من الهرم والموت وتغيّر الأحوال عليهم ، … ». (۲) 

وفي عقائد الشيخ الصدوق قدس سرّه : « اعتقادنا في الجنّة أنّها دار البقاء ودار السلامة ، لا موت فيها ولا هرم ولا سقم ولا مرض ولا آفة ولا زمانة ولا غمّ ولا همّ ولا حاجة ولا فقر … ». (۳)

وعن الباقر عليه السلام قال : « إنّ أهل الجنّة جرد مرد مكحّلين مكلّلين مطوّقين مسوّرين مختمَّين ناعمين محبورين مكرمين ـ إلى ان قال : ـ قد ألبس الله وجوههم النّور ، وأجسادهم الحرير ، بيض الألوان ، صفر الحليّ ، خضر الثياب »(٤) 

كيف تكون الحياة في الجنة

حياة الجنّة ونعيمها

قال عليه الصلاة والسلام: (يقول اللهُ جل جلاه: أعدَدتُ لعباديَ الصَّالحينَ ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر علَى قلبِ بشر) [صحيح مسلم]، فالحياة في الجنّة هي غاية المنى وأمل كل حي، وأقصى غايات العبد المؤمن، ففيها ينال المؤمن أجر ما صبر وعمل في الدنيا من خير وفلاح، وأمرٍ بالمعروف ونهيٍ عن المنكر، وصبره على الطاعات وعن المعاصي، فكانت له الجنّة دار راحة لا عمل فيها ولا حساب، دار جزاء له بالخير، يتمتع فيها كيف يشاء برضا ربه سبحانه، وصفة حياة أهل الجنّة تكون كما يأتي:

  • أعمار أهل الجنّة: يدخل المؤمنون الجنّة وهم أبناء ثلاث وثلاثين، وهو السنّ الذي فيه قوة الإنسان وشبابه.
  • مساكن الجنّة: مساكن الجنّة طيبة كبيرة، واسعة، وهي عبارة عن خيام مصنوعة من اللآلئ المجوفة، فهي لبنة من فضة ولبنة من ذهب وتربتها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت.
  • أنهار الجنّة: أنهار ماءٍ عذبٍ صافٍ، وأنهار لبنٍ لم يتغير طعمه، وأنهار خمرة لذة للعباد المؤمنين، وأنهار عسل صافي شديد النقاء، ومنها نهر الكوثر: وهو نهر ضفافه من ذهب، يجري على الدرر والياقوت، تربته من ريح المسك، وماءه أحلى من العسل، ولونه أشد بياضًا من بياض الثلج.
  • نساء الجنّة: نساء طاهرات مطهرات، لا روائح ولا مفسدات، خاليات من أي عيب أو مذمة، حسان الوجه، والأخلاق أيضًا، فلا ينظرن إلى غير أزواجهن، ولا يغادرن خيامهن.
  • طعام الجنّة: طعام الجنّة طيب قريب دان من أهل الجنّة، وطعام الجنّة من أصناف عدة؛ من لحوم الطير المشوية، والفواكه المتنوعة، والثمار التي لا تُعد ولا تُحصى، فيأكل أهل الجنّة مما يشتهون بلا ضرر أو تخمة.
  • أبواب الجنّة: قال تعالى: {وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا} [الزمر: 73]، تُفتح أبواب الجنّة أمام أهلها استعدادًا لاستقبالهم؛ فهي دار كرامة، وأجمل منزل، أعده الله تعالى لأوليائه الصالحين، فيبشرون من أول لحظة بالدخول إلى منازلهم؛ منازل الخلود والبقاء، وفي قوله تعالى: {جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَابُ مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ} [ص: 50-51]، إذ إن أبواب الجنّة تبقى مفتوحة بعد دخول أهل الجنّة؛ على خلاف حال أهل النار فإن أبواب جهنم تغلق عليهم.

وصف الجنة

زيّن الله -تعالى- الجنّة لعباده فهي أجمل ما رأته الأعين وأهنأ ما تسكن إليه النّفوس، حيث غرس الله -تعالى- غرسها بيده وجعلها مُستقرّاً لأوليائه فضلاً ورحمةً منه، وملأها بالخير والرّحمات والحبّ والسّعادة، وكفى أهلها المرض والهمّ والبلاء، حتى إنّهم لا يتغوّطون ولا يتبوّلون، وأرضها من المِسك والزعفران، وسقفها من فوق المؤمنين هو عرش الرحمن، وحصاها من اللؤلؤ والجواهر، كما أنّها بُنيت بلبنةٍ من فضّة ولبِنةٍ من ذهب، وثمر شجرها كبير الحجم وألينُ من الزّبد وأحلى من العسل، وفيها أنهار تجري بعضها من العسل وبعضها من اللبن وبعضها الآخر من الخَمْر الطيّب، وطعام أهلها الفواكه ولحوم الطير التي تُشتهى كلّ حين، وشرابهم الزّنجبيل والتسّنيم والكافور، وسيقان شجرها من الفضّة والذّهب، والرّاكب السّريع يسير في ظلّ شجرها مئة عام.[١] ووجوه أهل الجنّة كالقمر ليلة البدر، ويطوف بينهم غلمانهم ويكونوا كاللؤلؤ المكنون، وزوجات رجال الجنّة وصفنّ بالكواعب الأتراب، ويُرى ما في عروق النّساء؛ ممّا يدلّ على شدّة جمالها، ولو أنّها تطّلع على أهل الأرض لملأتهم رِيحاً من ريحها، وقد تطهّرنّ نساء الجنّة من الحيض والنفاس والولادة والغائط والمخاط والبصاق ومن كلّ عيبٍ قد يلحق الإنسان في الدنيا، وفي الجنّة يعيش المؤمنون نعيماً خالداً لا يفنى، ويتمتّعون بالهناء والسّعادة والرضى والخلود، والصحّة التي ليس بعدها مرض، والجمال الذي لا يتأثر مع مرور السنين، إذ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (إنَّ في الجنَّةِ لَسوقاً، يأتونَها كلَّ جمعةٍ، فتَهُبُّ ريحُ الشَّمالِ فتَحثو في وجوهِهِم وثيابِهِم، فيَزدادونَ حُسناً وجمالاً، فيرجِعونَ إلى أَهْليهم وقدِ ازدادوا حُسناً وجمالاً، فَيقولُ لَهُم أَهْلوهُم: واللَّهِ لقدِ ازددتُمْ بَعدَنا حُسناً وجَمالاً، فيقولونَ: وأنتُمْ، واللَّهِ لقدِ ازدَدتُمْ بَعدَنا حُسناً وجمالاً).

شكل الجنة

شكل الجنة

أعدّ الله -عزّ وجلّ- لمن آمن به، وصدّق برسله وأنبيائه، ودافع عن عقيدته حتى مات على الإيمان والتصديق جنات عدن تجري من تحتها الأنهار، فيها ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقد جاء وصف شكل الجنة التي أعدّها الله لعباده ليُحفّزهم على الطاعة، ومن أوصاف الجنة:

  • مكان الجنة: ذكر الله -تعالى- أنّ مكان الجنة الحالي في السماء، في منطقةٍ تسمّى بسدرة المنتهى، قال الله تعالى: (عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ*عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَىٰ)،[٣] وقد بيّن كعب -رضي الله عنه- أنّ السدرة هي شجرة النبق، وأنّ موضعها على رؤوس حملة العرش، وإلى ذلك الموضع ينتهي علم الخلق، لذلك سميت سدرة المنتهى، حيث ينتهي علم الناس إليها.
  • أبواب الجنة: للجنة ثمانية أبواب يدخلها المؤمنون، قال الله تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ).
  • درج الجنة ودراجتها: كما ذكرت النصوص الصحيحة أنّ للجنة درجات، فليس جميع أهل الجنة في درجةٍ واحدةٍ، بل يتفاضلون فيها كما كانوا يتفاضلون في العبادة، ودرجات الجنة كما هي موصوفة في كتاب الله بعضها فوق بعض، وعددها مئة درجةٍ ما بين الدرجتين كما بين السماء والأرض.
  • أنواع الجنّة: أشار القرآن الكريم أنّ الجنة تختلف باختلاف أصحابها؛ فمن كان إيمانه أعلى كان له جنّة تتميز عن باقي المؤمنين، ومن أسماء الجنّة: الفردوس، وجنة عدن، وجنة المأوى.
  • مساكن أهل الجنّة: أهل الجنة يسكنون في غرف ومساكن يُرى باطنها من ظاهرها، وظاهرها من باطنها، وهي مبنية فوق بعضها البعض.
  • الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أُذن سمعت، فإنّ أهل الجنّة يتنعمون بجميع أصناف النعيم والملذّات المحسوسة وغير المحسوسة، وجميع ما يشتهون فيها يجدونه، ممّا لذّ وطاب.
  • الجنّة فيها أنهار وعيون متنوعة: من نعيم أهل الجنّة أنّ الأنهار تجري من بين أيديهم، وتنبع العيون من تحتهم، وهي أصناف مختلفة فمنها أنهار الماء الصافي العذب، واللبن المُصفّى الذي لا يتغيّر طعمه، والعسل النقيّ، والخمر الذي لا يُسكر، بل فيه اللذّة لمن يشربه.
  • طعام أهل الجنّة: جاء بيان طبيعة طعام أهل الجنّة ووصفه، وأنّه من شتّى أنواع اللحوم والفواكه، وممّا طاب من الأطعمة، والأشربة، واللبن الذي لا يفسد، والعسل المصفّى، والخمر الذي لا يُسكر، ولحوم الطير، أمّا الآنية التي يأكل بها أهل الجنّة، والكؤوس فمن الذهب والفضة، وهي مزخرفة مزينة.
  • لباس أهل الجنّة: يتحلّى أهل الجنّة، ويلبسون الحرير، ويكتسون الذهب، وبعض ثيابهم كذلك مصنوعة من السندس والإستبرق، أجود الأنواع منهما، ولهم خيام يتنعمون فيها، وتجري من تحتهم الأنهار. أهل الجنة لهم خُدّام يخدمونهم، من الصبيان والولدان.
  • نساء أهل الجنّة: يتزوّج أهل الجنّة رجالها بنساءٍ من الحور العين لهنّ من الصفات الحسنة البهية ما يخلب العقول والألباب، وجمالهنّ لا يقتصر على الجمال الظاهريّ فقط، بل تعدّى ذلك إلى الجمال الباطنيّ، فهنّ كما وصفهنّ القرآن الكريم، مطهّرات من الأدناس والأخلاق السيئة والصفات الرذيلة، وألسنتهن مطهّرة من الفحش والبذيء من القول، وعيونهنّ لا تنظر إلى غير أزواجهنّ، فهنّ جميلات الصفات الخَلقية، وجميلات بأخلاقهن وصفاتهنّ الخُلقية.
  • غناء أهل الجنّة: أهل الجنّة يستمعون إلى الغناء والطرب، ويتلذذون به، حيث تُغنّي لهم الحور العين من أزواجهم، وغنائهن من أعذب الغناء وأطيبه، وأصدقه، وأجمله على الإطلاق.
  • يلتقي أهل الجنّة بين بعضهم البعض، ويتذاكرون فيما بينهم أخبار الحياة الدنيا، كما يذكرون نعمة الله عليهم وفضله، فيشكرونه على ذلك، ويرون الاختلاف الجوهري بين الحياة الدنيا والحياة الآخرة المشبعة بالنعيم واللذّة والسعادة.

اجمل ما في الجنة

السابق
دواء زيفو – xefo لعلاج التهاب المفاصل العظمي
التالي
دواء زيكف – Zecuf لعلاج أعراض امراض التهاب القصبات المزمن

اترك تعليقاً