ديني

صفات اهل الايمان

الإيمان بالغيب من صفات المؤمن

الإيمان بالغيب

الغيب هو كلّ ما غاب عن الإنسان واستتر، ويشمل الإيمان بالغيب الإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والبعث بعد الموت، والجنة والنار، وقد دلّ على أنّ الإيمان بالغيب من صفات المؤمنين، قول الله تعالى: (ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛفِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ*الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)، ومن الجدير بالذكر أنّ الله -تعالى- خصّ في الآية الكريمة الإيمان بالغيب بالذكر دون متعلقات الإيمان الأخرى؛ لأنّه الأصل في اعتقاد إمكانية ما يخبر به الأنبياء والرسل، من وجود الله تعالى، وغير ذلك من الغيبيات، فإن آمن الإنسان بالغيب سمع من الأنبياء دعوتهم، ولمس من الأدلة والبراهين ما يؤكد إيمانه، وأمّا الذي لا يؤمن بالغيب، فلا يعتقد بوجود أيّ شيءٍ وراء الماديات المحسوسة، فذلك يُعرض عن الدعوة كحال الماديين، الذين يقولون ما يهلكنا إلّا الدهر، ومن الأمثلة على الأمور الغيبية: الروح، وعلامات الساعة الصغرى.

خطبة عن صفات أهل الإيمان

قصص أهل الإيمان

يتجلى في هذه القصة إيمان المرأة الداعية – شقيقة الرجل ونصفه اللطيف – القوي الذي يجعل منها في الحق لبؤة قوية ، ثابتة العقيدة كالجبال الرواسي ، قوية النفس كالعاصف الدويّ، لا تبيع دينها بمنصب ولا مال ولا دنيا مهما كانت الدنيا مقبلة غويّة .
فهي ماشطة ابنة فرعون ، تعيش وأسرتها في بحبوحة ويسر ، ورغد وهناءة ، قريبة إلى قلب فرعون البلاد ، استأمنها على بناته ونسائه ، فكانت عند حسن ظنه في أداء عملها ….
لكن هذه النعمة التي يحسدها عليه كثير من النساء ، وهذه الحظوة التي نالتها عند مليك البلاد لم تضعف دينها – وهي تعيش بين عتاولة الكفر وسدنة الضلال – بل جعلتها تشكر نعمة ربها أنْ هيّأ لها هذه النعمة ، وبوّأها تلك المكانة … فجاء الابتلاء والاختبار على قدْر الإيمان ، وكانت جديرة أن يخلدها التاريخ في دنيانا ، وأن يكون الفردوس الأعلى مثواها ومأواها ..
فما قصة ماشطة ابنة فرعون يا ترى ؟!
فقد ذكر الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أنه ليلة أسريَ به إلى بيت المقدس وجد رائحة طيبة ملأت صدره الطاهر وآنسته في مسراه ، فالتفت إلى رفيق سفره وأمين الله في رسالاته إلى الأنبياء الكرام يسأله عن سر هذه النسمة المباركة فقال :
يا أخي جبريل ؛ ماهذا العبق الآخّاذ الذي ملأ المكان .
قال جبريل : هذه رائحة قير ماشطة ابنة فرعون وزوجها وابنهما .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : كأن فرعون قتلهم ؛ أليس كذلك يا أخي جبريل ؟
قا جبريل : بلى يا محمد ؛ أصبت كبد الحقيقة .
قال : هذا دأب الظالمين ، قد خبـِرت الكثير من أمثال فرعون في مكة وغيرها .
قال جبريل : هم كذلك في كل زمان ومكان ، نسخة واحدة تتكرر في البطش والتنكيل ، وظلم البشر ، والتجبر عليهم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : فما قصتهم يا أخي جبريل ؟.
قال : كان الرجل وزوجته من المؤمنين الأتقياء – إن الطيور على أشكالها تقع – رزقا طفلاً أرضعاه لبن الإيمان والتقوى ، وكانا يكتمان إيمانهما في هذا السيل من الكفر الطامي ، وكلما وجدا في إنسان بذرة خير واطمأنا إليه دعَواه إلى الإيمان بالله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ، ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد . ويظل الداعية آمناً في حياته إذا لزم جانب الحذر ، وعرف كيف يظهر إيمانه ومتى؟
لكنّ الحذر لا ينجي من القدَر . والدنيا دار ابتلاء يسعد فيه من نجح في الامتحان ، ويهوي فيه من نكص على عقبيه . وباع باقياً بزائل .
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : فكيف كُشف أمرُهما ؟
قال جبريل عليه السلام : بينما كانت المرأة تمشّط شعر بنت فرعون وقع المشط من يدها ، فانحنت تتناوله قائلة باسم الله . .. فانتبهت ابنة فرعون إلى قولها ، وكأنها استحسنته . فابتسمت بوجه المرأة تشكرها على إيمانها القوي بالمتألّه المتكبر فرعون . ثم قالت لها متلطفة ومتأكدة بآن واحد : تقصدين أبي – الإله العظيم – أليس كذلك ؟.
لو أرادت المرأة أن تستدرك ما قالته لأجابت إجابة مبهمة ملمّحة ليست واضحة ، كأن تبتسم بوجه الفتاة ، وتغبطها على حبها لأبيها ، أو تتمتم بألفاظ غير مفهومة توحي بالاعتذار ، أو تشاغلها بحديث آخر يبعدها عن الجواب ..
ولعل امتعاضها من هذا السؤال غير المتوقع كشف خبيئتها ، وفضح مستورها … ولعلها ظنت بالفتاة خيراً ، ورأت الوقت مناسباً للمصارحة بالحقيقة والدعوة إلى الله .. ولم لا؟ فامرأة فرعون نفسها آمنت بالله رباً واحداً لا شريك له ، وبموسى عليه السلام نبياً ، وكفرت بزوجها الدعيّ المتجبّر ، وسألت الله تعالى أن ينجيها من فرعون وعمله ، وأن يبني لها بيتاً في الجنة ، فلم لا تكون ابنتها مثلها ؟!
قال المرأة : بل باسم الله خالق السموات والأرض ، رب العالمين .
قالت الفتاة : أنت تقصدين والدي بالطبع .
قالت المرأة بل أقصد الله ربي وربـَّك وربَّ أبيك .
قالت الفتاة محتدّة : ماذا تقولين يا مرأة ؟
قالت الماشطة بهدوء واتزان : إن أباك بشر مثلي ومثلك يا ابنتي ، لا حول له ، ولا قوة ، وما فرعون إلا رجل كبقية الرجال يأكل ويشرب ، وينام ويستيقظ ، ويمرض ويصح … إنه مخلوق يا ابنتي ، فلا تغرّنّك المظاهر الكاذبة الخادعة .
قالت الفتاة الغرّيرة مستاءة ممن حطّم آمالها الطفولية بأبيها – وكل فتاة بأبيها معجبة – لأشكونّك إلى أبي ما لم تعودي عن قولك هذا .
قالت الماشطة : بل تعس أبوك من متكبر لا يؤمن بيوم الحساب .
وصل الخبر إلى فرعون ، فامتلأ غضباً وتاه كِبراً ، أفي قصره من يكفر به ؟ أوَصَلَ أتباع موسى إلى مأمنه ومكمنه ؟ يا للفضيحة ! .. وأسرع يستجلي الخبر ليئده في مكانه قبل أن يستفحل خطره في القصر ، ثم بين المقربين … قد انتشر بين العامّة فلا ينبغي أن يصل إلى عرين فرعون .
قال فرعون : أصحيح ما قالته الفتاة ؛ أيتها الماشطة؟!
قالت : نعم أيها الملك ، فلا إله إلا الله وحده ، لا شريك له .
قال مهدداً متوعّداً : ألك رب غيري ؟.
قالت المرأة : ربي وربك الله الذي في السماء ؛ أيها الفرعون .
قال لأقتلنّك إن فعلتِ .
قالت : لكل أجل كتاب ، وإلى الله المصير .
قال فرعون : أزوجك صابئ مثلك ؟ لأقتلنكما معاً .
وجيء بالزوج ، فأعلن شهادة الحق المدوية في أذن التاريخ أنْ لاإله إلا الله ، وحده لا شريك له .
والفراعنة في كل زمان ومكان لا يحبون أن يسمعوا قولة الحق ، ولا يقرون بها ، ويعذبون أصحابها ويقتلونهم … لكنْ أن يٌقتل الأطفال بجريرة غيرهم أمرٌ في غاية الهمجية والوضاعة ؟! هذا دأب الجبابرة العتاة والشياطين المردة .
وكما فعل أصحاب الأخدود بالمؤمنين فعل فرعون بهذه الأسرة الصغيرة المؤمنة ، فأوقدت النار في نقرة كبيرة من نحاس عميق ،
فلما اشتد أوارها قالا له : إن لنا إليك حاجة .
قال فرعون : ماهي ؟
قالا: أن تجعل رفاتنا في ثوب واحد ، فتدفنه في حفرة واحدة .
قال : ذلك لكم لِما لكما علينا من حق خدمتكما لنا .
وألقي الرجل فيها أولاً ، فكان رابط الجأش ، نديّ اللسان بذكر الله عز وجل .
وكما نطق رضيع في قصة الأخدود يحث أمه على الدخول في الأخدود دون خوف ولا نكوص فرمت به وبنفسها فكانت من الخالدين نطق الرضيع هنا قائلاً لأمه : اصبري يا أماه فإنك على الحق ، واقتحمي النار ، فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة .. فاقتحمتها لتفوز الأسرة بالنعيم المقيم في جوار رب محب رحيم .

علامات الإيمان الصحيح

إن للإيمان علامات كثيرة ذكرها الله في كتابه, وذكرها رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، نذكر منها -على سبيل المثال لا الحصر- قوله تعالى: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ* الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ* أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [الأنفال:2-4] وقول الحق جل وعلا: وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ* وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ [التوبة:124-125].

أمة الإسلام: يا من نزل القرآن ليهذبهم! من منا إذا ذكر الله وجل قلبه خوفاً من الله وتعظيماً له؟

من منا إذا تليت عليهم آيات ربهم زادتهم إيماناً واستبشروا بها ويجدون في نفوسهم من حلاوة التصديق بها والامتثال لأحكامها؟

صفات أهل الخير

إن الإنسان الصالح هو المؤمن بالله تعالى المصدِّق بالكتب، وبما جاءت به الرسل الكرام عليهم السلام .

– إنه المؤمن بمحمد صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء وسيد المرسلين، يحبه ويتَّبعه، ويدافع عن سنته.

– إن الإنسان الصالح هو التقي في نفسه، المستقيم في سلوكه، القائم بالواجبات، المجتنت للمعاصي والمنكرات.

– إنه شجاع في غير تهور، وعزيز في غير تكبُّر، ومتواضع في غير مهانة، وكريم في غير إسراف.

– إنه رحيم بالناس، عطــوف على أهله وولده، رقيق في معاملاته وعلاقاته، لا يؤذي أحداً.

– إنه كثير الحِلْمِ، يصفح ويعفو ويتسامح ، ويتجاوز عن المعسر، ويقبل العذر من المسيء.

– إن الإنسان الصالح هو المحب للخير، المبغض للشر، يسعى بالخير للناس، ويخشى الإساءة إلى أحد.

– إنه الكاره للفخر والخيلاء، لا يحب الكبر ولا المتكبرين، متواضع في مشيته ولباسه، لا يتميَّز عن الناس في المباحات.

– إنه البارُّ بوالديه، المحسن إليهما ، يصل رَحِمَه، ويبرُّ أقاربه، يحسن للمحسن، ويصبر على المسيء.

– إنه صاحب إرادة قوية، وعزيمة صادقة، لا يَكَلُّ من فعل الخير، ولا يملُّ من الطاعات والصالحات.

– كريم لا يبخل بالنفقة الواجبة، يعطي المسكين، ويكرم اليتيم، ويحسن إلى الأرملة والفقير.

– يشارك الناس في أفراحهم وأحزانهم، يفرح لفرحهم، ويحزن لحزنهم، قد لان قلبه للمسلمين.

– إن الإنسان الصالح هو المهتم بأمر المسلمين في كل مكان، يتحرَّق لمصاباتهم، ويسعد لانتصاراتهم.

– إنه يُحِبُّ في الله ويُبغض في الله، يحبُّ المؤمنين، ويبغضُ الكافرين، يوالي في الله، ويعادي في الله.

– يُبغض الظلم والظالمين، ويحب العدل والعادلين، لا يظلم أحداً حتى وإن كان أبغض الناس إليه، ولا يحابي أحداً حتى وإن كان أحبَّ الناس إليه.

– يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر في حكمةٍ وصبر، ولا يخاف في الله لومة لائم.

– يراعي خلاف الفقهاء، ويحترم اجتهادات العلماء، ولا يرضى لنفسه بغير الراجح من الأقوال.

– إن الإنسان الصالح عظيمُ الثقة بالله تعالى ، يتفاءل ولا يتشاءم، يأمل الخير، ولا ييأس من رحمة ربه.

– إذا أصابته سراءُ شكر، وإذا أصابته ضرَّاء صبر، فهو على خير في كل أحواله لا يقنط أبداً.

– إذا حدَّث صدق، وإذا وعد أنجز، وإذا ائتمن وفَّى، وإذا خاصم حَلُمَ.

– إنه حريص على حفظ سمعه من الباطل، وعلى غض بصره عن العورات، وكفِّ لسانه عن الشتائم وفاحش القول.

 صفات المؤمنين

صفات المؤمنين في القرآن والسنة

  • الوجل أي مخافة الله تعالى إذا ذكر اسمه، وهي المخافة المحفزة لأداء الطاعات واجتناب النواهي. زيادة الإيمان والتصديق بالله عند سماع آيات القرآن الكريم، والإيمان هو التصديق الكامل بالقلب والعمل بالجوارح.
  • حسن التوكل على الله، واليقين بقدرته على كل شيء وطاعة الله ورسوله في كل أمور الحياة.
  • الإنفاق في سبيل الله، ويدخل في ذلك إيتاء الزكاة لمستحقيها والتصدق على الفقراء والمحتاجين، وذلك عن طيب نفس.
  • الالتزام بأداء الصلوات المفروضة والنوافل والسنن، والخشوع في أدائها، فلا يشغل بالهم شيء سوى مناجاة الله والتضرع إليه سبحانه وتعالى، فينظر المصلي لمكان سجوده دون الالتفات يميناً وشمالاً، فيكون مطمئناً ساكناً، يتجنب العبث بأشياء أخرى تلهيه عن صلاته كأن يعبث بلحيته أو ثيابه.
  • الإعراض عن اللغو في المجالس بالقول أو الفعل، ويدخل في ذلك كلّ ما يتعلق باللهو، أو الهزل، أو الغيبة، أو النميمة، والتنزه عن الساقط من القول وكل ما يخل بآداب الإسلام.
  • العفة والطهارة بحفظ الفروج وكبت الشهوات والالتزام بما أحل الله لهم من زوجاتهم وغض البصر عن سواهم لتصان الأعراض وتحفظ الأنساب.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهم يسعون لتذكير الناس بربهم فينهونهم عن كلّ ما يثير سخط الله عليهم ويأمرونهم بكلّ خيرٍ يقرب الله منهم.
  • التعاضد والتناصر بين المسلمين، فيكونواً كالأخوة متعاونين على الخير ضد أعداء الإسلام.
  • حفظ الأمانات والعهود، والأمانات تعني كل التكاليف التي أمرنا الله بأدائها بما في ذلك الأموال المودعة، والالتزام بالعقود المكتوبة، أما العهود فهي الوفاء بحقوق الله تعالى وحقوق الناس، دون تقاعسٍ عن أدائها أو تقصيرٍ أو غش.
السابق
طريقة عمل مسخن الدجاج
التالي
أسباب دخول النار

اترك تعليقاً