الحياة والمجتمع

ما معنى النظرية العلمية

تعريف النظرية العلمية

النظرية العلمية هي التفسير الأفضل للحقائق التي نشاهدها حولنا في الطبيعة والتي يتم الوصول إليها باستخدام الأساليب العلمية، والتي تختبر مراراً وتكراراً ويتم تأكيدها باستخدام الملاحظة والتجربة. النظريات العلمية هي الشكل الأكثر موثوقية، ودقة، وشمولاً للمعرفة العلمية.

من المهم جداً أن نفرق بين استخدام النظرية في مجال العلوم وبين استخدامها عند عامة الناس. وهو الخطأ الذي يقع فيه المعظم، فعند العامة تكون عادة بمعنى حدس أو رأي أو فرضية أو تنبؤ، وهذا الاستخدام هو النقيض لمعنى النظرية عند العلماء. يستخدم العلماء النظريات العلمية كأساس لاكتساب مزيد من المعرفة، ومن أجل تحقيق أهداف مثل اختراع التكنولوجيا أو علاج الأمراض. والمعرفة المكتسبة من خلال النظريات العلمية تعتبر استقرائية واستنباطية في الطبيعة، بمعنى أن لها قدرات تفسيرية وتنبؤية.

قال عالم الأحافير، والبيولوجيا التطورية، ستيفن جاي غولد: “الحقائق والنظريات هما أمران مختلفان، ولكنهما ليسا درجات في التسلسل الهرمي من ازدياد اليقين. الحقائق هي البيانات العالمية، بينما النظريات هي الهيكليات التي تشرح وتفسر هذه الحقائق.”

النظريات العلمية الحديثة

(النظرية العلمية الحديثة تطلق العنان للعقول العلمية لتبتكر, تخترع , تعمل , تنتج , تصنع , تدير , تبدع كغيث نافع اذا هطل على صحراء قاحلة, حول كثبانها الرملية المخيفة الى مروج وانهار وجنات خضراء فيها من كل زوج بهيج , ذلك لأنها تعتمد الاساليب العملية , والحقائق العلمية المستمدة من الواقع على الارض مباشرة مستخدمة قواعد المنهج العلمى فى بحث ومعالجة المشاكل الادارية والاقتصادية , وتسيير وادارة العملية الانتاجية , رافضة التزمت والتطرف والجدل المذهبى العقيم باعتبار أن لقمة العيش للجائعين , وعقار الدواء للمرضى المتألمين والكساء للعراة الذين تصطك اسنانهم من هول البرد القارص , ومستقبل الاوطان والاجيال الحاضرة , والصاعدة , والآتية هى مسائل لا يمكن تركها للمهرجين أو تخرُّصات الجاهلين …)

 

الفرق بين النظرية الاقتصادية العلمية السائدة فى الانظمة الاقتصادية المتطورة الآن , وبين النظريات التقليدية الاقتصادية المذهبية الاديولوجية كالنظرية الرأسمالية, والماركسية , والفوضوية , والترهات والزندقة القذافية يكمن فى كون أن الأولى تعتمد فى بحث المشكلة الاقتصادية  على اساس المنهج  العلمى الاستقرائى , بينما تعتمد الثانية على تنظيير ومفاهيم مذهبية وضعية بالمعنى الواسع . فالنظرية الاقتصادية العلمية سميت كذلك لأنها تقوم على  أسس علمية وتطبيقية  أهمها : 1- إعتماد الملكية العامة  فى حدود معينة , والملكية الخاصة – كقاعدة عامة – لعناصر الانتاج بما يحقق المصلحتان العامة والخاصة , وتقوم الدولة بالاشراف والتنسيق بين المصلحتين وعند التعارض تفضل الممصلحة العامة على المصلحة الخاصة , كما تعتمد بقيود معينـة حرية : التعاقد , الاختيار , إنشاء المشاريع الخاصة , والمنافسة الحرة على النحو الذى لا يلحق ضررا بمصالح الدولة الحيوية او يعرض امنها االقومى الى الخطر.

2- انها تختص بدراسة (المشكلة الاقتصادية) التى تتمثل فى عدم القدرة على اشباع جميع الاحتياجات البشرية بسبب ندرة عوامل الانتاج وهى مشكلة ماثلة على أرض الواقع يحس بها كل انسان  لأنها مسألة غذاء وكساء ودواء يتوقف عليها استمرار الحياة الانسان او فنائه , لذلك نجد حتى الحيوانات تجتهد وتتفنن وتبتكر اساليب شتى  للحصول على غذائها بل وتعرف حتى الادخار مثل ما يفعل النمل والنحل والفئران.. ومن أهم عناصر المشكلة الاقتصادية ما يلى :

أ – ترتيب الحاجات المتنافسة للأفراد حسب أولويتها او درجة تفضيلهاوالتوفيق بين المتعارض منها وهو ما يسمى : (بتكوين سلم التفضيل الجماعى او سلم جماعى القيم ).

ب – كيف ننتـج الثروة ؟ وكيف نستخدم عناصر الانتاج الاستخدام الامثل ؟ وكيف ننميها ونطورها وننوعها ونوظفها ونستغلها الاستغلال الامثل؟ بما يحقق اكبر انتاج بأقل نفقات وجهد وفى اقصر وقت ممكن ؟ .

ج – كيف نوزع الانتـاج على عناصره ؟ وعلى المجتمع توزيعا عادلا ؟

د – كيف نوازن بين الاستهلاك والانتاج فى الفترة القصيرة ؟

هـ – كيف نضمن كفالة النمو الاقتصادى لمواجهة احتياجات الزيادة السكانية ؟

و – كيف نرسم سياسة مالية ومصرفية إئتمانية وادخارية واستثمارية ؟ اى كيف نوظف ثروة حالية موجودة الآن كالنفط فى ايجاد عناصر او مصادر انتاج ثروة مستقبلية تحل محل مصادر ثروة تقليدية كالبترول والغاز عند نضوبه وجفاف منابعه…

ز – كيف نرسم خطة تنمية استراتيجة على المدى القصير والمتوسط والطويل ؟

3- ان النظرية الحديثة تعتمد المنهج العلمى الاستقرائى فى بحث وتحليل اى عنصر من عناصر  المشكلة الاقتصادية المذكورة اعلاه , ذلك لأن هدفها معالجة ( مشكلة اقتصادية )  وحيثما وجدت المشكلة لابد من اللجوء الى العلم والعمل ( فالعلم والعمل والمشكلة فى حالة مطاردة دائمة فلا المشاكل تنتهى ولا العلم والعمل يتوقف ) قال تعالى :{وقل رب زدن علما} س/ طه آية  وهكذا فان العلم والعمل والمشكلة فى ملاحقة مستمرة الى أن يرث الله الارض وما عليها حينها فقط تنهى االمشاكل والمتاعب الاقتصادية وغيرها . والحكمة الالهية البالغة من هذا هى أن المشكلة تحث بل تجبر الانسان وكل كائن حى على العمل لطلب الرزق , فالدنيا دار عمل وطلب علم وتفنن فى العمل والانتاج والاختراع والابداع التنكنولوجى والصناعى والانتاجى ..

4– ان النظرية الاقتصادية العلمية تتعامل مع حقائق الواقع وليس مع اراء مذهبية او نظرية ايديولوجية عقيمة كالنظريات التقليدية : الرأسمالية , اولماركسية , والفوضوية, والهرطقة والزندقة القذافية .

إن أهم ما تتميز به النظرية الاقتصادية الحديثة هو اطلاق العنان للعقل الابتكارى العلمى ليتعامل مع اى مشكلة اقتصادية باساليب علمية مبتكرة شتى كما هى على ارض الواقع وليس كما يريدها المذهب الايديولوجى كما أنها في جوهرها خطة تنمية شاملة علمية، وعملية مستمرة، تنفذ وفق تخطيط وبرامج وسياسات اقتصادية على المدى القصير، والمتوسط ، والطويل , وهي نظرية تتميز أيضاً بالمرونة العالية لأنها نظرية واقعية، مستمده من الواقع، وتعبر عنه مباشرة، وأنها تعتمد المنهج الاستقرائي في معالجة جميع المشكلات، وهذا يعني أنها بعيدة عن مساوئ النظريات الأيديولوجية المتزمتة التي لا تجلب إلاَّ الخراب والفشل الشامل ثم تؤدي إلى الإفلاس حتماً وأنهيار الأنظمة القائمة عليها والمثل على ذلك النظرية الماركسية التي أنهارت بعد أن أوصلت النظام القائم على رعايتها وهو الاتحاد السوفيتي السابق إلى الإفلاس حتى عجز عن دفع مرتبات جنوده وموظفيه ثم صرعت هذا العملاق ارضا رغم قدرته العلمية الهائلة. وكان سبب انهياره الوحيد هو التمسك بالمذهب الأيديولوجي الماركسي لمدة  (70) سنة من تقديسه لدرجة أنه كان  بمثابة الصنم الذي يعبد، ويسجد إليه حتى أتضح أمره بأنه مجرد خرافة ودجل كأساطير الأولين تماما .

وقبل الخوض في شرح النظرية الحديثة يجدر بنا أن نشير إلى النظريات أو المذاهب التي سادت العالم منذ بداية عصر النهضة وهي الرأسمالية التقليدية أو المذهب الحر، والنظرية الماركسية أو الشيوعية , والنظرية الفوضوية , والترهات القذافية , ثم النظرية الحديثة السائدة فى الدول المتقدمة الآن وكما يلي:

1. النظرية الرأسمالية التقليدية: تقوم هذه النظرية على أسس أهمها:

أ. الملكية الخاصة . ب- حرية التقاعد . ج- حرية الاختيار. د- حرية أنشاء المشاريع . هـ – المنافسة الحرة. و- الاهتمام بالقوانين الاستقرائية التي تحكم الإنتاج وتوزيعه على العوامل التى ساهمت في العملية الإنتاجية، وأهملت التوزيع التي تحتمه الاعتبارات الاجتماعية الضرورية مما نتج عنه مآسى اجتماعية مروعة تمثلت فى الفقر المتقع لعامة الشعب والغناء الفاحش لقلة من افراد المجتمع اغلبهم روبون وطفيليون. وأهم فلاسفة هذا المذهب: (آدم سميث) في كتابة: (بحث في طبيعة وأسباب ثروة الأمم)، والذي نشر 1776، وريكاردو في كتابة: (الاقتصاد السياسي والضرائب)،  ومن قبلهم الفيزيوقراط وهم تجمع شخصيات فرنسية يكونون مدرسة اقتصادية بزعامة ( كيسناي)، ومن شعاراتهم المقولة الشهيرة (دع الناس  يعملون و ينتقلون بغير قيود  وأحياناً تترجم ( دعة يعمل، دعة يمر). ثم طور (جون ميز كنز) النظرية الرأسمالية التقليدية سنة 1936 ، في كتابة: ( النظرية العامة للتوظف والفائدة والنقود وأخيراً أستعيض عن هذه النظرية التقليدية، بالنظرية الحديثة التي لا تعترف إلاَّ بالحقائق الملموسة على ارض الواقع، وتنبذ المنطق، والجدل الأيديولوجي العقيم والمدمر للعملية الاقتصادية والتنمية الشاملة ذلك لأن هذا الجدل مهما أشتدت شطحاته، وعلت صرخاته لا ينتج لقمة عيش تسد رمق طفل جائع، ولا (عقار دواء) يخفف ألآم مريض.

2- . النظرية الماركسية: تقوم هذه النظرية على أساس توزيع الإنتاج لا على  أساس القوانين التي تحكم عملية الإنتاج بمعنى تفترض هذه النظرية أن الإنتاج موجود ومكدس ووفير بقدرة قادر وأن المشكلة، والمعضلة تنحصر في كيفية توزيع هذا الإنتاج المكدس بين الناس بالتساوي، وبالتالي رفعوا شعارهم الشهير وهو:(من كلٍ حسب طاقته لكلٍ حسب حاجته) وأهم منظري الماركسية أو الشيوعية هم: كارل ماركس، ولينين، وأنجلس وأهم عيب في هذه النظرية هو: (الاهتمام بتوزيع الإنتاج وأهمال عملية انتاج الثروة)، وأن معتنقيها أنزلوها بمثابة الكتاب المقدس وصنم يسجد له، فأنهارت النظرية الماركسية، ومعتنقيها بعد تقديسها مدة 70 سنه.

ومن أهم أسس ومبادئ النظرية الماركسية ما يلي:

أ.القضاء على الملكية الخاصة . ب –  اعتماد ملكية الدولة لوسائل وعناصر الإنتاج.

ج-الدولة هي صاحبة العمل والمالك لكل شيء. د-  تقوم الدولة بوظيفتها هذه عن طريق التخطيط الشامل وجهازها البيروقراطي . ومن خلال هذا السرد يتضح أن كل من النظريتين تحمل في مضمونها أسباب الأزمات والكوارث وهذه الأسباب هي:

كل من النظريتين أهملت التوزيع على التنمية الاجتماعية  فالرأسمالية اكتفت بتوزيع الإنتاج على العناصر التي ساهمت في العملية الإنتاجية وهي عادة:

أ.اصحاب العمل  ب. العمال. ج. أصحاب الأملاك . أما بقية شرائح المجتمع الاخرى أسقطتها من الحساب فترتب على هذا العيب إنقسام المجتمع إلى فقراء بائسين واغنياء متخمين ثم اتسعت الهوة وتفاقمت ونتج عن ذلك الأزمات والكوارث الاقتصادية مثل أزمة 1929ف، والتي أستمرت إلى سنة 1933ف، وأما النظرية الماركسية فأهملت  انتاج الثروة واهتمت بتوزيعها فأفترضت أن الإنتاج مكدس بقدرة قادر وأن المشكلة تقع في توزيعه , وعليه اذا كانت لا توجد ثروة او انتاج فماذا نوزع؟ هل نوزع الاوهام على الجائعين؟! وهذا يثبت انها نظرية خيالية طوباوية عقيمة.

3- النظرية الفوضوية : وهى رُفضت عالميا فى حينها حتى من الماركسية ومن اهم زعمائها 🙁 شارل فوريه , وباكونين , وجون برودون …) وفكرة هذه النظرية تقترب من الماركسية إلا انها – من الناحية السياسية – ترفض وجود حكومة تقود الشعب وتستعيض عنها بالمؤتمرات واللجان الشعبية , ومن الناحية الاقتصادية تعتمد العمل الجماعى فى مقولتهم الشهيرة ( شركاء لا اجراء) والملكية الجماعية : (لارض ليست ملكا لأحد) وفى ( الحاجة تكمن الحرية) ومن هذه النظرية صاغ النصابون الدوليون (الكتاب الاخضر) وقدموه للقذافى كنظرية باسمه مقابل نهب اموال الشعب الليبي بالكامل مدة 37 سنـة اى منـذ 1973م حـــتى شهـر ينــاير 2011 . 4– الترهات والزندقة القذافية وهى نظرية – كما يدعى الزنديق – انها مستمدة من التجارب والمعاناة الانسانية عبر تاريخها الطويل والحقيقة انها مسروقة من المذهب الفوضوى – كما اسلفنا – ادت الى تخلف ليبيا وارجاعها الى مئات السنين الى الوراء.

5-  النظرية ألإقتصادية الحديثة : يجرى تطبيق هذه النظرية في دول أوربا، وأمريكا الشمالية واستراليا واليابان والصين ، وأخذت بها روسيا بعد انهيار الماركسية، ودول أخرى متطورة النمو كالهند وماليزيا وموزنبيق وجنوب افريقيا وتركيا وتقوم هذه النظرية على المبادئ والأسس الآتية :

أ – إن النشاط الاقتصادي مسألة واقع يدار بالاساليب العلمية والعمل الدؤوب لا  بالغوغاء والاساليب الجاهلة والتزمت والتطرف والتنظير والجدل العقيم .

ب -الاهتمام بالتنمية الشاملة والمستمرة التى هي أساس أي نظام اقتصادى متطور.

ج – رفض الهرطقة المذهبية والايديولوجية في معالجة المشاكل الاقتصادية.

د – إن النشاط الاقتصادي مسألة حقائق واقعية على الأرض , لذلك يجب ادارة المسائل الاقتصادية طبقا للمنهج العلمي الاستقرائي ووفقاً لخطواته من بحث وملاحظة على أرض الواقع وتجربة وتحاليل مخبرية…الخ.

هـ – الادرة المتطورة للعملية الإنتاجية من جميع النواحي: انتاجا، وتوزيعا، واستهلاكا، وتنمية، ويجوز تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي. واعتماد الملكية العامة فى نطاق محدود والملكيةالخاصة كقاعدة عامة بشرط عدم الضرر بمصالح الدولة وامنها.

وهكذا فإن النظرية الحديثة هي نظرية علمية، وعملية، تعتمد على المنهج العلمي الاستقرائي في تسيير عملية الإنتاج، والتوزيع، ومسألة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي في أحوال معينه بما فيها معالجة وتشخيص المشكلات الاقتصادية والمالية الكبرى وإيجاد الحلول المناسبة لها .

ولهذه الأسباب، وغيرها فإن النظرية الاقتصادية الحديثة ذات مرونة عالية جداً تجارى الواقع اليومي لحظة بلحظة، ويوم بيوم، وعليه فيتم معالجة المشاكل أو المسائل الطارئة والمستجدة حال ظهورها على أرض الواقع بكيفية مرنة لا يفيدها مذهب وضعى أو أيديولوجي عقيم، فالجدل المذهبي لا ينتج لقمة العيش للجياع ولا جرعة دواء للمريض، ولا كساء لمحتاج بل يضيع الوقت والجهد والمال .

6 – ارساء مبدأ توزيع الدخل على عناصر الإنتاج، وعلى النواحي الاجتماعية عكس النظرية الرأسمالية التقليدية التي تهتم بالإنتاج فقط،وتوزيع دخله على عوامل الإنتاج دون النواحي الاجتماعية الحسًّاسة…الخ، وكذلك عكس النظرية الماركسية التي تهتم بمشكلة توزيع الإنتاج فقط، وتهمل عملية الإنتاج ذاتها أي كأن السلع من بضائع ومنتجات استهلاكية كالأغذية والملابس وغيرها موجودة ومكدسة بقدرة قادر…!! وأن المشكلة هي كيفية توزيع هذه الثروة…! ولذلك أنهارت هذه النظرية بسرعة نظراً لعيوبها الكثيرة وأهمها أنها قاتلة لعلمية التنمية الاقتصادية والاجتماعية…الخ. ولذلك حطمت التنمية المهملة النظرية الماركسية والنظام القائم عليها نهائياً الذي أهملها، فالتنمية تحطم من يحطمها…!!.

7 – تنظيم مسألة تدخل الدولة في النشاط الاقتصادي وذلك عكس النظرية الرأسمالية التقليدية التي تحرم تدخل الدولة (فمهمة الدولة هي الحراسة) فسميت (بالدولة الحارسة) طبقاً لمهمتها المحددة وهي الضبط، وإدارة السياسة الخارجية، وتطبيق القانون والدفاع وكذلك عكس النظرية الماركسية التي توجب تدخل الدولة في كل شيء فهي أداة الحكم، وصاحب العمل، والمالك لكل شيء عن طريق جهاز بيروقراطي مقيت متعفن متخم بأساليب الفساد الإداري، والاقتصادي، والمالي وحتى السياسي…الخ.

أما النظرية الحديثة تنظم تدخل الدولة كمشرفة على جميع ألأنشطة الاقتصادية ، والاجتماعية ..الخ، ويتمثل هذا التدخل في الإشراف الكامل، والتوجيه،  ومعالجة الظواهر السيئة، والرقابة، وفرض القيود، وإصدار التعليمات للشروعات الاقتصادية وحتى للإفراد مباشرةً مثل منع السفر إلى دولة معينة أو منع الاستثمار والعمل فيها كما تفعل أمريكا وأوربا وغيرها…الخ.

ومن أمثلة التدخل في النشاط الاقتصادي تدخل أوربا في المؤسسات المالية بتكوين رقابة بالمصارف المركزية يوم 18/6/2009ف، وقبلها تدخل أمريكا أيضاً بإنشاء آلية رقابية على المؤسسات المالية عن طريق المصرف المركزي، وإنشاء وكالة حماية المستهلكين، وحل (40) مصرف، ووضع مسألة (300) مصرف آخر على  قائمة الحل وذلك يوم 17/6/2009ف.

علاقة النظرية الحديثة بحدوث الكوارث والأزمات الاقتصادية والمالية العالمية :إن   النظرية الحديثة كما قلنا هي في حد ذاتها برنامج تنمية شاملة : إقتصادية، وإجتماعية، وإدارية، وصناعية وعلمية…الخ، وحتى سياسية وأمنية، وبالتالي فإن التطبيق السليم لهذه النظرية يمنع الأزمات والكوارث الاقتصادية والمالية ذلك لأنها خطة تنمية من ناحية، ومن جهة أخرى فهي تعتمد التخطيط الشامل لشئون الحياة على المدى القصير، والمتوسط، والطويل ومع ذلك حتى ولو وقعت أزمات في ظل هذه النظرية الحديثة فهي بالتأكيد ترجع إلى أخطاء البشر لا للنظرية ذاتها ومن أهم هذه الأخطــاء: أ – -التصرفات الخاطئة كشن الحورب  والسياسات الفاشلـــة. ب- التطبيق السيئ للنظرية بأساليب متخلفة.

ج- تفشى ظاهرة الفساد والمفسدين فهؤلاء نار تأكل الأخضر واليابس .

التوصيات /نوصى بالآتى: 1 – الاهتمام بالزراعة وغرس غابات من اشجار النخيل والزيتون واشجار مصدات الرياح ومكافحة التصحر على طول الساحل الليبي من امساعد الى رأس جدير حيث تنمو هذه الاشجار على رشح مياه البحر. 2-الاهتمام بالمشاريع الانتاجية الاستراتيجية كالصناعات القائمة على مواد أولية محلية مثل: الحديد والصلب والاسمنت، والصناعاتات الجلدية والغزل والنسيج كصناعة الملابس والمواد المنزلية. والصناعات الغذائية كمصانع تعليب الأسماك والخضروات…

3 -الاهتمام بالسياحة وذلك بإنشاء بنية سياحية ضخمة من فنادق، ومدن سياحية، والاهتمام بالآثار والسياحة الشاطئية، والصحراوية والجبلية، والمدن الأثرية كمدينة لبدة، صبراته، شحات، جرمه بمرزق .

4 – ضرورة الاهتمام بالتنمية البشرية والاقتصادية ووضع الشخص المناسب فى العمل المناسب وفقا لمعايير الكفاءة والنزاهة وصتدوق الاقتراع , وحشد كل درهم وتوظيفه في الانتاج وانشاء مشروعات لتكوين مصادر انتاج متنوعة، وهذه ضرورة يفرضها الواقع على الأرض.

5 – رسم خطة تنموية صناعية تشمل التحفيز على إنشاء المشروعات الصناعية الصغيرة الفردية والمنزلية و المنشآت الانتاجية المتوسطة , والمشروعات الاستراتيجية العامة الضخمة التى يجب ان تديرها أوتشرف عليها الدولة …

6- إن تحقيق هذه ألأهداف يتطلب ألإهتمام بالتعليم الراقي والتدريب الفعَّال وهذا لا يتحقق الا بتوفير أساتذة، ومدرسين، ومدربين أكفاء علمياً ومهارةً، من الداخل أو الخارج وليس الاهتمام فقط بالمباني الفاخرة، والمدرجات الفخمة، والأجهزة والمعدات ويجب الاهتمام (بالمدرس والمدرب أولاً وأخيراً  وإلا فلا تعليم ولا تدريب ولا حياة ولا حتى كرامة ولا حاضر ولا مستقبل) .

شروط النظرية

شروط تطبيق النظرية

• 1- أفضل أنواع البحوث والتي تعدّ إضافة جديدة لميدان التخصص هي البحوث التي يختار منها الباحث موضوع دراسته من إحدى النظرات، أو من بعض مناهج التخصص، أو من هذه المساحة التي تربط بن تخصصات معينة ببعضها للوقوف على الموضوعات التي تحتاج إلى دراسة معمقة والتي تعد أكثر فائدة من غيرها، وه التي تساعد على تطوير النظرات ومناهج البحث؛ أمّا إذا اختار الباحث موضوعا محددا ويريد أنْ بحث في النظرية المناسبة له، فعليه أنْ ضع في اعتباره ألاَّ تكون النظرات العامة أو الكبرى الاختيار الأول الذي لجأ إليه.
• 2- على الباحث ألاّ يعمد بعد اختياره موضوع بحثه إلى اختيار إحدى هذه النظريات بطريقة تعسفية دون محاولة الوقوف على مدى صلاحية النظرية لموضوع دراسته.
• 3- إذا اختار الباحث موضوعاً ما للدراسة؛ عليه (قبل) أنْ يلجأ إلى النظريات العامة أو الكبرى أنْ يبحث في الجهود التنظيرية التي تناولت موضوع بحثه بالذات، فإذا اختار موضوعاً عن الطلاق أو التفكك الأسري أو الوعي المهني مثلاً فلا ينتقي نظريته كمرحلة أولى من نظريات الصراع أو البنائية الوظيفية أو التفاعلية الرمزية أو النسق المفتوح ليسير على هداها؛ وإنما عليه أنْ يبحث عن النظريات الخاصة بالطلاق أو التفكك الأسري أو الوعي المهني فهي النظريات الأكثر تحديداً وارتباطاً بموضوع دراسته.
• 4- إذا لم يجد الباحث نظرية ترتبط مباشرة بموضوع بحثه، عليه أنْ يبحث عن الدراسات السابقة في موضوع بحثه ويدرسها جيدا ويف على الأطر النظرية التي استندت إليها ثم يختار منها عدة حقائق جزئية تتمتع بالشمولية والتناسق ويكّون منها إطاراً يهتدي به. وقد يرى البعض أنَّ النظرية يناء شمولي يتعارض مع المعرفة الجزئية، لكننا نرى أنّه عند الضرورة يمكن للباحث أنْ يشكل من هذه الحقائق الجزئية بناءً شمولياً إلى حدٍ ما.
• 7- على الباحث أنْ يحدد عبر هذا الإطار النظري البيانات التي يجب عليه جمعها في بحثه ويعزلها عن البيانات غير الضرورية.
• 8- أنْ يلجأ إلى النظرية في حل التناقضات بين النتائج التي توصل إليها.
• 9- أنْ يستفيد الباحث من النظرية في رؤية واستشراف مستقبل الظاهرة المدروسة.

مفهوم النظرية في لسان العرب

جاء في” لسان العرب لابن منظور” بأن النظرية « ترتيب أمور معلومة على وجه يؤدي إلى استعلام ما ليس بمعلوم ، وقيل النظر : طلب عن علم » فالنظرية ترتيب وتنظيم لمجموعة من المعلومات بطريقة تمكننا من الحصول على معلومات جديدة أي الانتقال من المعلوم إلى المجهول .

الفرق بين النظرية والفرضية

النظرية

إن النظرية هي مفهوم عام وشامل للعديد من المجالات الحياتية، فهي تدخل في كافة المجالات العلمية والاجتماعية والكونية، ولكل مجال مفاهيمه الخاصة ونظرته التي ينفرد بها، ولكن العلماء واللغويين قد حاولوا إيجاد تعريف للنظرية بشكل عام، ففي معجم المعاني الجامع يكون تعريف النظرية بأنها: قضية تثبت صحتها بحجة ودليل أو برهان.

وقد عرّفها البعضُ على أنها طائفة من الآراء تحاول تفسير وقائع معينة من خلال الاستناد إلى أمور منطقية، والنظرية لا شك لتعرضها للانتقادات وإثبات صحتها من عدمه، فالنظرية يمكن أن تكون تنبؤات بشأن أمور أو ظواهر غير مثبتة، فتأتي التجارب بعد ذلك بإثبات صحتها أو إثبات عكس ذلك. وتختلف النظرية العلمية عن الاستعمال العام للنظرية، فالنظرية العلمية لا بدّ لها أن تستند على حقائق، وبعد التحقق من الحقائق تلك، يظهر من النتائج ما إن كانت النظرية صحيحة أم خاطئة، وأما بالنسبة إلى النظرية في الاستخدام العام، فهي تعتبر رأياً أكثر من أن تكون نظرية، فهي بذلك لا تستند على حقائق تثبت بالعلم.

الفرضية

هي عبارة عن رأي مبدئي يعطي تفسيراً مؤقتاً لظاهرة معينة، تبنى على احتمالية لا تستند على حقائق واضحة وكاملة، فهي نقطة البداية التي تبقى موضع اختبار، فيقول أرسطو: “هي نقطة البدء في كل برهنة، وهي المنبع الأول لكل معرفة يكتسبها الانسان، أي أنه المبدأ العام الذي يستخدم كإحدى مقدمات القياس”، فكما قلنا فإن الفرضية تبقى موضع بحث حتى يتم تقييمها وإثبات صحتها من عدمه، فإن صحت فبذلك تصبح نظرية علمية يستند إليها وتنسب إلى صاحبها.

مفهوم النظرية والتطبيق

السابق
دواء تريميك للصدر واحتقان الأنف – Triaminic Chest And Nasal Congestion لعلاج السعال
التالي
دواء تريميك للإنفلونزا والحساسية – Triaminic Cold And Allergy للاج أعراض نزلات البرد الشائعة والحساسية الموسمية

اترك تعليقاً