الحياة والمجتمع

ما مفهوم الهجرة

تعريف الهجرة لغة واصطلاحا

تعريف الهجرة لُغةً

الهِجرة في اللغة كما وردت في معجم المعاني الجامع هي مصدر الفعل هاجَرَ، وتُجمع على هِجرات، وهي خروج الفرد من أرض وانتقاله إلى أرض أخرى بهدف الحصول على الأمان والرزق، أو هي انتقال المرء من بلدٍ إلى بلدٍ آخر ليس مواطناً فيه ليعيش فيه بصفةٍ دائمةٍ وقد ورد عن ابن فارس أنّ الهاء، والجيم، والراء أصلان، أحدهما يدل على شدّ شيءٍ أو ربطه، أمّا الآخر فيدل على القَطع أو القطيعة، وهي عكس الوَصْل، كما ورد عن ابن منظور أن الهجرة لغةً هي الخروج من أرضٍ لأرض،[٢] ويمكن القول إنّ الهجرة في اللغة لم تقتصر على معنىً واحد، وإنما تشتمل على عدّة معانٍ؛ فالهجرة بمعنى المفارقة والقطع، وهي عكس الوَصْل، وتعني مفارقة الشخص لغيره باللسان أو القلب أو البدن، وقد كان أصل الهجرة عند العرب في خروج البدو من البادية مُتّجهين نحو المُدن بحثاً عن الرزق.

تعريف الهجرة اصطلاحاً

للهجرة في الاصطلاح مضامين مختلفة وفقاً للعلم الذي تُدرَّس فيه، حيث إنّ لها مفهوماً في علم السكان، ومفهوماً آخر في الشرع؛ فالهجرة في علم السكان أو علم الديموغرافيا بشكلٍ عام تعني الحركة السكانية التي ينتقل فيها الأفراد أو الجماعات من مكان الإقامة الأصلي أو من المكان الذي يعيشون فيه، ويتّجهون للعيش في مكانٍ آخر لفترة زمنية معينة، وقد يجتازون أثناء انتقالهم حدوداً إداريةً ودوليةً بين المنطقتين، ويكون الباعث في هذه الحركة السكانية الانتقالية إمّا البحث عن الرزق، الذي يتجلى في الأسباب الاقتصاديّة، وإمّا لأسبابٍ سياسية، أو علمية، أو أمنية.

دوافع الهجرة

ما هي دوافع الهجرة عادةً ما يقوم الناس بالهجرة بشكلٍ فردي بحثًا عن مستوى معيشي أفضل، إلّا أنّه يمكن القيام بهجرة جماعية بحثًا عن الأمن والاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي أو بحثًا عن بيئات أكثر ملائمة للمعيشة، وفي ما يأتي سيتم بيان دوافع الهجرة:

  • الدوافع الاجتماعية والسياسية: والتي تشمل كلّ من الاضطهاد العرقي والديني والثقافي والحروب والصراعات الأخرى.
  • الدوافع الاقتصادية: حيث يرتبط هذا الدافع من الهجرة بمعايير العمل في أيّ بلد وحالة البطالة في البلد الأم أو الحالة العامة لاقتصاد البلاد.
  • الدوافع البيئية: حيث يؤثر اضراب المناخ على الهجرة بسبب العوامل البيئية، إذ يؤثر تغير المناخ بشكل كبير على كل من الدوافع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
  • عوامل الجذب الدولي للمهاجرين: حيث تقوم بعض الدول بتوفير فرص عمل جيدة لجذب المهاجرين والوعد بحياة أفضل وحرية الممارسة الدينية، وعادةً ما يرتبط هذا الدافع بالسياسة والاقتصاد للبلد.

تعريف الهجرة في الإسلام

يأتي تعريف الهجرة في الإسلام على قسمين اثنين، هما:

  • هجرة المكان: وهي انتقال المسلم من مكانٍ إلى مكانٍ آخرٍ، فينتقل من بلاد الكفر التي لا يستطيع فيها إقامة الدين وأحكامه فيها، ويخاف على عرضه وأهله، وتطبيق شعائر دينه، إلى بلدٍ آخر يأمن فيها على أهله وماله ويستطيع أن يقيم شعائر دينه دون انتقاصٍ، أو اعتراضٍ، أو غير ذلك، وهذا النوع هو ما طبّقه النبيّ -عليه السلام- وأصحابه حين هاجروا من مكة إلى المدينة.
  • هجرة الحال: وهو ما ذكره النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في قوله: (والمهاجرُ من هجر ما نهى اللهُ عنه)، وتعريف هذه الهجرة؛ أن يهجر العبد المحرّمات، والمنكرات من الأقوال، والأفعال منتقلاً إلى طاعة الله سبحانه، والوقوف عند حدوده وأوامره، وهذا النوع من الهجرة يشمل ضمنياً النوع الأول منها، فالمسلم مأمورٌ أن يترك أرضاً وخَلقاً لا يعينونه على طاعة الله، ولا يحقق بينهم الأمن والهناء، ويتركهم لغيرهم من أهل الدين والتقى.

آثار الهجرة

للهجرة آثار كبيرة على كلٍّ من الفرد والمجتمع تتنوع بين إيجابيّة وسلبيّة، ومنها:

  • التأثير الإيجابي: يتجلّى التأثير الإيجابي للهِجرة في تَحسين مُستوى الدّخل المعيشيّ للأفراد، وتكوين نهضةٍ فكريةٍ تنقل مُجتَمعاتهم الأم وتحوّلها إلى مكانٍ أفضل علميّاً ومعيشياً؛ حيث تنخفض نسبة الفقر والبطالة، وتزيد نسبة النقد الأجنبيّ فيها بسبب هجرة الأيدي العاملة منها.
  • التأثير السلبي: يظهر الأثر السلبيّ على شكل هجرة العقول النيّرة خارج مواطنهم، وتَعرّض بعض المهاجرين إلى بعض أشكال التعصّب الفكريّ المُتطرّف في بلاد المهجر، خاصةً إذا كانوا من المُهاجرين غير الشرعيين، كما قد يضطرّون إلى العمل في وظائف شاقّة ولساعات عملٍ طويلة.

موضوع تعبير عن الهجرة

الهجرة

تعتبر الهجرة من التحديات التي تواجه العديد من الدول، وتسبب نقصاً في الكفاءات والخبرات، خصوصاً فيما يتعلق بهجرة العقول المفكرة التي من المفترض أن تساهم في تقدم وتطور بلدانها، لكنها تجد في الهجرة أمراً مغرياً يغريها بمغادرة بلدها والهجرة إلى دول أخرى، وتعتبر هذه المشكلة من المشاكل التي تواجه دول العالم الثالث بشكل خاص، إذ أن معظم سكان هذه الدول يرغبون بالهجرة ويعتبرونها حلماً بالنسبة لهم، إذ ينظرون إلى السفر والهجرة نظرة أمل وحب للتغيير.

على الرغم من الإيجابيات الكثيرة للهجرة، وكيف أنها من الممكن أن تصنع فرقاً كبيراً في حياة الفرد وتساعده في الاطلاع على ثقافات جديدة ولغات مختلفة وتكوبن صداقات متعددة وبناء كيان مستقل وموافق للطموح الذي يحلم فيه، في الوقت نفسه من الممكن أن يحدث العكس تماماً، ويحدث أن يرفض المجتمع الأفراد المهاجرين إليه، ويرفض اندماجهم فيه ويعاملهم بطريقة عنصرية كبيرة، كما أنه في أغلب الأحيان يحدث صدمة لدى المهاجر ولا ينسجم أبداً مع الدولة الجديدة، وربما يُصاب بالضياع، سواء ضياع الهوية أو الهدف أو حتى ضياع الطموح. تتعدد أسباب التفكير في الهجرة، وخصوصاً فيما يتعلق بهجرة الشباب، إذ أن الشباب بشكل عام يميلون إلى التغيير وحب الاستطلاع، بالإضافة إلى الرغبة في الدراسة أو العمل، هذا فيما يتعلق بالهجرة الاختيارية، أما فيما يتعلق بالهجرة القسرية فإن أسبابها كثيرة ومؤلمة ومن أهمها الحروب التي تعتبر من أكثر أسباب الهجرة القسرية، حيث يهاجر أبناء الدول التي تتعرض للحروب والكوارث إلى الدول الآمنة هرباً من القتل والتشريد والدمار، ومن أسبابها أيضاً الهروب من المجاعات والأمراض الوبائية وغيرها من الأسباب التي تدفع بالإنسان إلى مغادرة وطنه وأهله دون أن يفكر في تبعيات هجرته.

تعتبر هجرة الرسول -عليه الصلاة والسلام- هي أهم هجرة في التاريخ الإسلامي، والتي أحدثت فرقاً كبيراً في تاريخ الدولة الإسلامية، وهذ إن دلّ على شيء فيدلّ على أن الهجرة قد تكون في بعض الأحيان بداية موفقة للكثير من الخطوات التي لا يمكن أن تمضي إلا بالهجرة والتغيير، ومن الأمثلة على الهجرة أيضاً هجرة صحابة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- و -رضوان الله عليهم أجمعين- إلى الحبشة، وذلك هرباً من مكر كفار قريش، لذلك فإن الهجرة لا تكون سلبية دائماً، وإنما لها إيجابيات كثيرة، بشرط أن لا ينسلخ الإنسان عن دينه وهويته ووطنه بشكل كامل، وأن يفكر في العودة إذا حقق ما يريده من الهجرة.

حلول الهجرة

للحدّ من الهجرة هناك بعض الحلول المقترحة وهي كالآتي:

  • تشجيع الشباب على المشاركة في الأمور السياسيّة دون خوف أو تهديد.
  • توفير فرص عمل للشباب العاملين والخرّيجين.
  • تحفيز الشباب على التعلق بوطنهم الأم وعدم التخلّي والتفريط به مهما حصل.
  • القضاء على المحسوبية والواسطات.
  • فتح أماكن لاستثمار كافّة مؤهلات الشباب مثال: الجمعيات والمؤسسات والنوادي الثقافية.
  • الإهتمام بمؤهلات الشباب عن طريق توفير الامتيازات الهامة مثال: التأمين الصحّي، والمسكن، ووسائل المواصلات.
  • تحقيق مبدأ المساوة والعدل.
السابق
دعاء رائع
التالي
ما هي فوائد السواك

اترك تعليقاً