ديني

ما هو غراس الجنة

غراس الجنة

الغراس لغةً هي جمع غرس، وهو ما يغرس من الشجر وغراس الجنة هي الكلمات الأربع: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وقد ورد ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ألَا أدُلُّكَ على غِراسٍ، هو خيرٌ مِنْ هذا؟ تقولُ: سبحانَ اللهِ، والحمدُ للهِ، ولا إلهَ إلَّا اللهُ، واللهُ أكبرُ، يُغْرَسُ لكَ بِكُلِّ كَلِمَةٍ منها شجرةٌ في الجنةِ) وهذه الأذكار هي أذكار جليلة عظيمة الأجر، وهي من الأعمال السهلة اليسيرة على اللسان، حيث يمكن للمسلم أن يذكر الله تعالى في كل وقت وحين، يحصّل بذلك الغرس الكثير من شجر الجنة ونخلها.

ما شراب أهل الجنة

أكرم الله -تعالى- عباده الصالحين وجزاهم بالجنّة، ثمّ أباح لهم أن يشربوا من كلّ ما فيها من أنواع الأشربة المختلفة، كما قال الله تعالى: (كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ)،[٤] ومن شراب أهل الجنّة:

  • الخمر: وخمر الجنّة جميلةٌ صافيةٌ رائقةٌ، يجد شاربها رائحة المسك بعد شربها، لا يملّ شاربها، ولا يذهب عقله، كما قال الله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِم بِكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ*بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ*لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنزَفُونَ) بالإضافة إلى أنّ خمر الجنّة خاليةً من العيوب والآفات، وليست كخمر الدنيا الذي تُذهب العقول، وتُصدع الرؤوس، وتجلب الأسقام، وتُمرض الأبدان، وقد وصفها الله تعالى، فقال:(يطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ*بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ* لَّا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنزِفُونَ) وقد نزّه الله -تعالى- خمر الجنّة عن خصال الخمر في الدنيا، من السّكْر، والصداع، والقيء، والبول.
  • العيون: حيث يشرب أهل الجنّة من عيونٍ مختلفة الطعوم والمشارب، فمنها عيون مُزج ماؤها بالكافور، وهي العين التي يشرب منها الأبرار، كما قال الله تعالى: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا*عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا) بالإضافة إلى عينٍ تسمّى بالتسنيم، وأخرى تسمّى بالسلسبيل، كما قال الله تعالى:(وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلًا*عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا) ومنها عيون ماؤها عذب، غير مخلوط بشيء، وهذه العيون أعدّها الله -تعالى- للمقرّبين.
  • أنهار الجنّة: يشرب أهل الجنة من أنهارها المختلفة، فمنها ما هو من عسلٍ، ومنها ما هو من لبنٍ، ومنها ما هو من خمرٍ، ومنها ما هو من ماءٍ عذبٍ، كما قال الله تعالى: (مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِّن مَّاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِّن لَّبَنٍ لَّمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِّنْ خَمْرٍ لَّذَّةٍ لِّلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِّنْ عَسَلٍ مُّصَفًّى).

غراس الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله

قال النووي رحمه الله: قوله صلى الله عليه وسلم: لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة: قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام وتفويض إلى الله تعالى واعتراف بالإذعان له وأنه صانع غيره ولا راد لأمره وأن العبد لا يملك شيئاً عن الأمر ومعنى الكفر هنا أنه ثواب مدخر في الجنة وهو ثواب نفيس كما أن الكنز أنفس أموالكم. والكنز مال مجتمع لا يحتاج إلى جمع وذلك أنها تتضمن التوكل والافتقار إلى الله تعالى ومعلوم أنه لا يكون شئ إلا بمشيئة الله وقدرته، وأن الخلق ليس منهم شئ إلا ما أحدثه الله فيهم.

وقول “لا حول ولا قوة إلا بالله” يوجب الإعانة ولهذا سنها النبي صلى الله عليه وسلم إذا قال المؤذن: حي على الصلاة، فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإذا قال: حي على الفلاح، قال المجيب “لا حول ولا قوة إلا بالله”، وقال المؤمن لصاحبه: “ولولا إذا دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة ألا بالله”، ولهذا يؤمر بهذا من يخاف العين على شئ فقوله: ما شاء الله، تقديره: ما شاء الله كان فلا يأمن، بل يؤمن بالقدر ويقول لا قوة إلا بالله.

صحة حديث غراس الجنة

أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ليلةَ أُسرِي به مَرَّ على إبراهيمَ خليلِ الرَّحمنِ فقال إبراهيمُ لجِبريلَ : مَن معك يا جِبريلُ ؟ قال جِبريلُ : هذا مُحمَّدٌ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال إبراهيمُ : يا مُحمَّدُ مُرْ أُمَّتَكَ أنْ يُكثِروا غِراسَ الجنَّةِ فإنَّ تُربتَها طيِّبةٌ وأرضَها واسعةٌ فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لإبراهيمَ : ( وما غِراسُ الجنَّةِ ) ؟ قال : لا حولَ ولا قوَّةَ إلَّا باللهِ

الراوي:أبو أيوب المحدث:ابن حبان المصدر:صحيح ابن حبان الجزء أو الصفحة:821 حكم المحدث:أخرجه في صحيحه

ما هو الغراس

السابق
من قال سبحان الله وبحمده
التالي
ما الفرق بين التوبة والاستغفار

اترك تعليقاً