ديني

ما هي ارم ذات العماد

أسطورة إرم ذات العماد

مدينة
قديمة ورد ذكرها في القرآن الكريم . تقول الروايات إن مبانيها من ذهب وفضة
وأعمدتها من زبرجد وياقوت وحصاءها من اللؤلؤ والمسك والعنبر والزعفران .
وتذهب الرواية إلى أن عاداً الأول أنجب ولدين هما شديد وشداد وعندما هلك ”
عاد ” تولى الملك من بعده ابنه ” شديد ” وعندما مات تولاه ” شداد بن عاد ” .
وكان شداد مولعاً بقراءة الكتب القديمة فأعجبته الجنة وما فيها من قصور
وأشجار وثمار فدعته نفسه إلى أن يبني مثلها في الدنيا .فأمر ببناء مدينة من
الذهب والفضة والزبرجد والياقوت واللؤلؤ على أن تقام قصورها فوق أعمدة من
الزبرجد . وغرس تحت تلك القصور وفي شوارع المدينة أنواعاً مختلفة من
الأشجار المثمرة أجرى من تحتها الأنهار في قنوات من الذهب والفضة واستغرق
بناء هذه المدينة ثلاثمائة عام . وكان شداد قد بلغ من العمر تسعمائة عام
وعندما بلغه أن مدينة ” إرم ذات العماد ” قد تم بناؤها رحل مع نسائه
وجواريه وخدمه ووزرائه وجنوده وسار بهم في موكب عظيم حتى إذا لم يبق بينه
وبين ” إرم ” إلا مرحلة واحدة أرسل الله عليهم الصيحة فأهلكتهم جميعاً

 

إرم ذات العماد من بناها

  • فيقول البعض توجد في الاسكندرية والبعض الآخر يقول توجد في عمان والبعض يقول هيا رام الله.

  • ولكن الأرجح منهم كما قال الله تعالى ( واذكر أخا عاٍد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر )، فدلت الآية على أن مكانهم في الأحقاف وهي بين حضرموت وعمان.

  • كما قال المفسرون في كلمة الاحقاف الموجودة في الآية مكانها اليمن، أو هي رمال موجودة على البحر في ارض اليمن، وقيل أن الأحقاف المقصودة في الآية ليست اليمن بل من الحقف وهو مكان وجود تلال الرمال.

  • و بناها شداد بن عاد حيث كانوا قوم عاد يتميزون بأنهم ذات طول كبير يصل الفرد الواحد طوله 6 أمتار حيث كان لعاد ولدان الأول شديد والثاني شداد وكانوا الاثنين ذو بطش وكفر.

معنى إرم ذات العماد

ثمة اتجاهاتٌ عديدة فيما هي (إِرَمَ) أهمُّها ثلاثة:

الاتِّجاهُ الأول: إنَّ (إِرَمَ) هي اسم البلد التي كان يقطنُها قوم عاد، وبناءً على ذلك تكون كلمة (إِرَمَ) في الآية مضافة الى اسم مقدَّر والتقدير هو (أهل إِرَمَ). فقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ / إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ﴾(1) معناه ألم تَرَ ما فعله اللهُ تعالى بقوم عاد أهلِ إِرَم أي أهل مدينة إِرَم.

ثم إنَّ مَن ذهبوا الى أنَّ (إِرَمَ) كانت مدينة قال بعضُهم إنَّها الاسكندرية، وذهب آخرون الى أنَّها دمشق، وفي مقابل ذلك ما ذكره الكثيرُ من المفسِّرين والمُؤرِّخين أنَّ قبيلة عاد كانت تقطنُ اليمن وحضرموت، وبناءً عليه فالمُتعيَّن من ذلك أنَّ (إِرَمَ) لو كانت مدينة لكانت في بلاد اليمن.

الاتِّجاه الثاني: إنَّ (إِرَمَ) اسمٌ آخر لقبيلة عاد أو هو اسمٌ لقومٍ من قبيلة عاد أو انَّ (إِرَمَ) اسم لعادٍ الأُولى في مقابل عادٍ الثانية، فإرَمُ هي المعنيَّة من قولِه تعالى: ﴿وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى﴾ (2) وثمة عادٌ أُخرى ليست هي (إِرَمَ).

ومنشأ التعبير عن عادٍ (بإِرَمَ) هو انَّ عادًا الذي تُنسب اليه هذه القبيلة كان منحدرًا عن جدٍ اسمه (إِرَمَ) فهو عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح، وبناءً هذا الاتِّجاه تكونُ كلمةُ (إِرَم) في الآية عطفَ بيانٍ أو بدلًا من كلمة عادٍ الذي هو اسمٌ للقبيلة.

الاتِّجاه الثالث: إنَّ إِرَم لم تكن اسمًا لقبيلةِ عاد كما انَّها ليست اسمًا لمدينتِهم وانَّما هي اسمٌ آخر لشخص عاد الذي تنحدرُ منه قبيلة عاد، وعليه يكون اسمُ إِرَم عطفَ بيانٍ أو بدلًا من عاد الذي هو جدُّ القبيلة، فإِرَم ليستْ عطفَ بيانٍ أو بدلًا من قبيلة عاد وانَّما هي عطفُ بيانٍ أو بدلٌ من عادٍ نفسِه الذي تُنسب اليه القبيلة، فيكونُ مفاد الآية ألم تر ما فعلَه الله تعالى بقبيلةِ عاد المسمَّى بإِرَم.

وكيف كان فمفادُ الآية ظاهرٌ جدًا والاختلافُ إنَّما هو في المسمَّى بإِرَم، فهل هو مدينة كانت تقطنُها عاد أو هو قبيلةُ عادٍ نفسِها أو هو رجلٌ كانت قبيلةُ عاد تُنسب إليه.

والنتيجةُ من جهة ما تستهدفُه الآية واحدةُ، وهي التنبيه والإخبار عن العذاب الالهيِّ الذي وقع على قوم عاد بعد تمرُّدِهم على نبيِّ الله هود (ع) الذي بُعث إليهم من عند الله جلَّ وعلا.

وأما قولُه تعالى: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾(3) فهو وصف لقبيلة عاد حيث كانوا ذوي أبنيةٍ حصينةٍ متشامخة، فما منعَهم ذلك من عذابِ الله جلَّ وعلا.

وثمة احتمالٌ آخر هو أنَّ (ذات العماد) وصفٌ لمدينة إِرَمَ التي كان يقطنُها قومُ عاد، فهي كانت ذاتَ أبنيةٍ رفيعةٍ متشامخة وهو معنى العماد، وهذا الاحتمال يتمُّ بناءً على أنَّ إِرَم اسمٌ للمدينة وليست اسمًا للقبيلة.

وعليه يكون معنى الآية ألم تر كيف فعل اللهُ تعالى بقوم عاد أهل مدينة إِرَم ذاتِ الأبنيةِ الشامخةِ والمنيعة.

قصة إرم ذات العماد للاطفال

قصة إرم ذات العماد من إحدى القصص التي وردت في القرآن الكريم، حيث إن مدينة (إرمَ) ذات العمادِ تقع في اليمن بين ميدنتي حَضْرَمَوْتَ وصنعاء، والتي قام ببناءها شدَّادٌ بنُ عاد “بحسب موقع الموضوع”.

وكان قوم عاد طوالاً يصلُ طولُ الواحدِ منهم إلى حوالي ستة أمتار، وقد كان لعادٍ ابنانِ: شدَّادٌ، وشديدٌ ؛ فأخذوا البلدة عنوة و بطشاً، فمات شديدٌ، وبقي شدادٌ، فأكملَ غزواتهِ، حتى سيطر على الدنيا، وركع له باقي الملوك.

وكان شدادٌ ذا بطش شديد، يعبد الأصنامِ، وأولع بقراءةِ الكتبِ القديمةِ، وكلما صادفته كلمة الجنةِ ومواصفاتها الخيالية، أراد أن يتحدى الله تعالى كفراً وعناداً، وأن يبني مثلها، فأخبر أمراءه: إني مُتَّخذٌ في الأرضِ مدينةً على صفةِ الجنة، فأشار في بداية الأمرِ إلى مائةَ رجلٍ من قومه، وكل رجلٍ منهم يعمل لديه ألفُ شخص يساعدونه، وأمرَهم أن يبحثوا في أراضي اليمنِ، ويختاروا أحسنها تربةً، وأجملها هواءً، وزودهم بالمال، وبعث إلى ملوكه يأمُرهم أن يكتبوا إلى وُلاتِهِم في جميع أنحاء بلادهم: أن يجمعوا كلّ ما في أراضيهم من ثروات الذهبِ والفضةِ، والدرِّ والياقوتِ، والمِسْكِ والعنبرِ والزعفرانِ، ويبعثوها إليه، وأمر الغواصين أن يستخرجوا الجواهرَ واللآلىءَ من قيعان البحار والمحيطات، فجمعوا له ثروة كبيرة ووفيرة، واختاروا أرضاً طيبة التربة، سهلةَ الهواءِ، وأشار عليهم (شدادٌ) بأن يبدأوا العملَ فيها لبناءِ جنتِه، التي يحاكي بها جنة الله.

ووضع فيها كل الثروات التي جمعها، وطلاها بالذهب، وأنشأ وادي ماء عذبة تحتها، وأحاطها بسور من اللآلئ، وأنشأ فيها أشجار من الدر والمرجان والياقوت، حيث استغرق في بناءها خمسمائة عام، وعندما أرسل الله هوداً – عليه السلام – ليدعوهم إلى الإسلام، كفر شداد وجحد، ووسوس له إبليس أن يستمر في كفره، وأنه استطاع أن يبني مثل جنة الله، حيث أنذره هود – عليه السلام -، لكن من شدة بطشه وكبريائه لم يستجب، وعندما علم بأن وكلائه انتهوا من بناءها.

قام بأخذ موكب معه ليذهب إليها، حيث كان له ابناً مسلماً مؤمناً بالله، يُدعى مرتد بن شداد، وعندما قارب أن يصل إلى مدينة إرم أخذته صيحة واحدة؛ فدمرته هو ومن كان معه، فلم يبق لهم أي أثر؛ فمات شداد، وقام ابنه ببناء قبر له، وأحاطه بالذهب؛ حتى يثبت له بأنه لن ينتفع بأي من الذهب و اللآلئ، ووضع على قبره لوحة منسوجة بماء الذهب، كتب فيها على لسان حال أبيه: اعتبرْ يا أيها المغــــرورُ بالعمرِ المديدِ أنا شدَّادٌ بنُ عادٍ صاحبُ الحصنِ المشيدِ وملكتُ الشرقَ والغَــربَ بســلطانٍ شديدِ فأتى هـــودٌ وكُنَّـــا في ضلالٍ قبلَ هــودِ فدعــانا لو قَبِـلنــا كانَ بالأمــرِ الرشـــيدِ فعصينـاهُ ونادى: “ما لكم؟ هل من محيـدِ؟” فـأتتــنا صيــحةٌ تهــوي من الأفـقِ البعيـدِ فتـوافَـيْنَــا كزرعٍ وَسْــطَ بيـــداءٍ حصيــدِ تعتبر قصة شداد بن عاد عبرة وموعظة لكل من يتحدى الله تعالى، ويعتقد بأنه يستطيع خلق ما يخلقه الله. وهكذا ستكون نهاية كل كافر جاحد .

إرم ذات العماد زغلول النجار

الكشف الحديث عن إرم ذات العماد (4\4)

توالت الكتب و النّشرات و المواقع على شبكة المعلومات الدّوليّة منذ ذلك التّاريخ، و كلّ ما نُشر فيها يؤكّد صدق ما جاء به القرآن الكريم عن قوم عادٍ بأنّهم:

1. كانوا في نعمة من الله عظيمة، و لكنّهم بطروها و لم يشكروها و وصف (بليني الكبير) لتلك الحضارة بأنّها لم يكن يدانيها في زمانها حضارة أخرى، كأنّه ترجمة لمنطوق الآية الكريمة:” الّتي لم يخلق مثلها في البلاد” (الفجر:8).
2. ان هذه الحضارة قد طمرتها عاصفة رمليّة غير عاديّة، و هو ما سبق القرآن الكريم بالإشارة إليه، كما تمّ ذكره في الآيات السّابقة عن قوم عاد.
3. ان هناك محاولات مستميتة من اليهود لتزييف تاريخ تلك المنطقة، و نسبة كلّ حضارة تكتشف فيها إلى تاريخهم المزيّف، و لذلك كان هذا التّكتّم الشّديد على نتائج الكشف حتّى يفاجئوا العالم بما قد زيّفوه، ومن ذلك محاولة تغيير اسم (إرم) إلى اسم عبريّ هو “أوبار” (Ubar).

الخاتمة
هذه قصّة مدينة قوم عاد، الّتي جاءت الكشوف الأثريّة الحديثة بإثبات ما ذكر عنها في القرآن الكريم، و يبقى ما جاء به القرآن الكريم من ذكر لقوم عاد و لمدينتهم، و لما أصابها و أصابهم من دمار بعاصفة رمليّة غير عاديّة، صورة من صور الإعجاز التّاريخي في كتاب الله تشهد له بصفائه الرّبّانيّ، و إشراقاته النّورانيّة، وبأنّه لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، فالحمد لله على نعمة الإسلام، و الصّلاة و السّلام على رسول الله الخاتم الّذي تلقّاه و جاهد في سبيله حتّى أتاه اليقين، و على آله و صحبه و من تبع هداه، و دعا بدعوته إلى يوم الدّين.

موقع إرم ذات العماد على الخريطة

لم يتم البتّ في موقع مدينة إرم، فاعتقد البعض أنها في بلاد الشام، فيما اعتقد البعض الآخر أنها في بلاد اليمن، وقد ورد اسم قبيلة عاد في قوله تعالى: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ) فتدل الآية الكريمة على أن موقع القبيلة كان في الأحقاف ويقول الياقوت أن الأحقاف عبارة عن وادٍ يقع بين عُمان وأرض مَهرة، وهي جزء من أرض اليمن،[٣] كما يروي الياقوت عن الإخباريين أن مدينة إرم تقع بين حضرموت وصنعاء في اليمن.

وذكر ابن خلدونٍ أن الموطن الأول لقوم عادٍ هو الأحقاف الممتدة من عُمان إلى حضر موت والشحر، وعلّق على الرواية التي تقول إنه لا توجد مدينة اسمها إرم، فبرأيه أن إرم هي قبيلة وليست بلداً أو مدينة، أما الحقيقة فتقول إن الأحقاف المذكورة في القرآن الكريم هي ليست أحقاف اليمن، فهي في اللغة جمع حِقْف، وهي التلال الكبيرة من الرمل المعوج، وهي: (ما استطال واعوجَّ من الرَّمْلِ)، حيث لا يُقصَد بالأحقاف مكاناً معيناً، وتوجد في البلاد العربية أحقاف عديدة متفرقة في مختلف النواحي، حيث نقل ياقوت عن أحد الإخباريين أن الأحقاف هي جبل واقع في الشام، إذاً يمكن القول إن موقع إرم ذات العماد في اليمن ليس مبتوتاً في صحته

وقالت مجموعة من الباحثين إن مدينة إرم تقع في بلاد الشام، وقال بعضهم إنها دمشق تحديداً، كما قال آخرون إنها مدينة الإسكندرية، ويقول الحسن الهمداني في كتابه الإكليل إنّ الأعاجم ذكروا موقع مدينة إرم بدمشق، وهذا ما كان معروفاً منذ القدم، حيث أوردها الشعراء في أشعارهم، إلّا أن اعتبارها دمشق لا يصحّ حيث لم يُذكر قط أن هوداً عليه السلام نزل فيها، وقام عدد من الباحثين بأبحاث عديدة وتوصلوا إلى اكتشافات مفادها أنه يوجد موقع يُدعى آراماوا في بلاد الشام كما ذكر الجغرافي بطليموس، وورد عن المعهد الفرنسي ودائرة الآثار الأردنية أن موقع إرم هو ذاته المعروف باسم رم، وهي جبال تقع إلى الشرق من مدينة العقبة كما دلت الحفريات التي قامت بها الجهتان.

ويرجح أيضاً أن قوم عاد سكنوا في الجزء الشمالي الغربي من جزيرة العرب، والواصل من شمال الحجاز إلى نجد ومنها إلى بداية بلاد الشام، وورد عن ياقوت أيضاً أن إرم هو جبل مرتفع من جبال حِسمى في جذام بين أيلة في العقبة وتيه إسرائيل، وذهب الباحثون إلى أن مساكن قوم عادٍ قريبة من مساكن قوم ثمود، وبذلك فإن الرأي الأكثر رجحاناً عند بعض الباحثين هو في موقع مدينة إرم هو بالقرب من العقبة وليس في اليمن.

السابق
وصفة لتسمين اليدين
التالي
فوائد الليمون لليدين

اترك تعليقاً