ديني

ما هي قبة الصخرة

سبب بناء قبة الصخرة

السبب الديني

عند محاولة تحليل السبب خلف بناء قبة الصخرة بهذه الفخامة والعظمة، فمما لا شك فيه أن السبب المباشر في بناء هذه القبة هو السبب الديني حيث لولا وجود “الصخرة” بالتحديد التي عرج عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسب ما هو مثبت في العقيدة الإسلامية لما ورد في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة والروايات التاريخية المنقحة، فلولا وجود هذه الصخرة كرمز ديني إسلامي ارتبطت بمعجزة الإسراء والمعراج لما قدم الخليفة عبد الملك بن مروان ليشيد هذه القبة فوقها.

السبب السياسي

وكان مدينة بيت المقدس هي الأخرى مدينة مقدسة عند المسلمين. وقد أصبح العرب من القرن الثامن الميلادي يؤلفون الكثرة الغالبة من سكانها. وأراد الخليفة عبد الملك بن مروان أن يكون فيها مسجد للمسلمين لا يقل فخامة عن كنيسة القبر المقدس حين جددت بعد أن دمرها كسرى أبرويز، فاستخدم خراج مصر في تشييد عدة صروح تعرف في مجموعها باسم الحرم الشريف، وشيد في الطرف الجنوبي من المدينة (691-694) المسجد الأقصى. وقد دمر زلزال هذا المسجد في عام 746، ثم أعيد بناؤه في عام 785، وأدخلت عليه فيما بعد تعديلات كثيرة، ولكن القبلة لا تزال كما كانت في أيام عبد الملك، كما أن معظم العمد مأخوذ من بازيليكا جستنيان التي كانت قائمة في أورشليم. ويرى المقدسي أن بيت المقدس أجمل من المسجد الأموي العظيم المقام في دمشق، ويقول المسلمون إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قد التقى فيهِ بإبراهيم، وموسى، وعيسى، وأنه صلى فيه معهم، وانه رأى بالقرب منه الصخرة (التي يعتقد بنو إسرائيل أنها “سرة الدنيا”) والتي أراد إبراهيم أن يضحي عندها بإسحق (حسب المعتقد اليهودي)، والتي تلقى عندها موسى تابوت العهد[بحاجة لمصدر](بالرغم من أن موسى لم يدخل فلسطين)، والتي شاد عندها سليمان وهيرود هيكلهما. ويؤمن المسلمون أن النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم صعد عندها إلى السماء، بل ويعتقد بعض المسلمين أن الإنسان لو أوتي إيماناً قوياً لأبصر في الصخرة أثار قدميه.

وما أن استولى عبد الله بن الزبير، في عام 684، على مكة وما يدخل فيها من إيراد الحج، أراد عبد الملك أن يجتذب إلى الشام أموال الحج، وأن يحج الناس إلى الصخرة بدلاً من أن يحجوا إلى الكعبة، فأقام صناعه على بناء هذه التحفة التاريخية (691) “قبة الصخرة” الشهيرة على الطراز البيزنطي-السوري، وسرعان ما أضحت هذه القبة “رابعة عجائب العالم الإسلامي” (والثلاث الأخرى هي مساجد مكة والمدينة ودمشق). ولم يكن هذا البناء في أول امره مسجداً، بل كان حرماً مقدساً حول الصخرة؛ وقد أخطأ الصليبيون مرتين حين أطلقوا عليه اسم “مسجد عمر”. ويبلغ ارتفاع القبة 112 قدماً، وهي قائمة على بناء ذي ثمانية أضلاع مشيد من الحجارة المربعة. ويبلغ محيط هذا البناء 528 قدماً. والقبة نفسها مصنوعة من الخشب ومغطاة من الخارج بالنحاس الأصفر المذهب ذي النقوش البارزة. وللبناء أربعة أبواب جميلة-عتباتها مصفحة بالبرونز-تؤدي إلى الداخل الذي تقسمه صفوف من العمد المتخذة من المرمر المصقول، متتالية ومتحدة في المركز، إلى أشكال مثمنة الأضلاع كل منها أصغر من الذي في خارجه. وهذه العمد الفخمة من الآثار الرومانية القديمة، وتيجانها بيزنطية الطراز. وتمتاز الأجزاء التي بين العقود بما فيها من قطع الفسيفساء، التي تصور أشجاراً لا تقل في جمالها عن تصوير كوربيه Courbet. وأجمل من هذا على جماله فسيفساء الجزء الأسفل من القبة. وعلى الطنف التي فوق العمد الخارجية نقش بالخيط الكوفي ذو حروف صفراء على قطع من القرميد زرقاء، أمر به صلاح الدين في عام 1187، وهو مثل جميل رائع من هذه الزخرفة المعمارية الفذة. وتحيط العمد بهذه الصخرة الضخمة غير المنتظمة الشكل التي يبلغ محيطها مائتي قدم. وقد وصفها المقدسي بقوله:

“فإذا بزغت عليها الشمس أشرقت القبة، وتلألأت المنطقة، ورأيت شيئاً عجيباً. وعلى الجملة لم أر في الإسلام ولا سمعت أن في الشرق مثل هذه القبة”(80).

وقد أخفق عبد الملك فيما كان يسعى من إحلال هذه الصخرة عند المسلمين محل الكعبة، ولو أنه نجح فيما كان يبتغيه في أن يجعل بيت المقدس مركز الأديان الثلاثة التي كانت تتنافس في الاستحواذ على روح الإنسان في العصور الوسطى.[2]

وقد أورد اليعقوبي هذا السبب، واتهم فيه الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان بنية تحويل قبلة الحجاج عن الكعبة المشرفة في مكة المكرمة إلى الصخرة في بيت المقدس مانعاً في ذلك مبايعة الحجاج لعبد الله بن الزبير في مكة. إذ لا يخفى عن بال كل فطين شيعية المؤرخ اليعقوبي ومدى معارضته للخلافة الأموية التي أكثر من تشويه صورتها مقابل الخلافة العباسية.

قبة الصخرة المعلقة

لماذا سميت قبة الصخرة بهذا الاسم

بدأ الخليفة الأمويّ عبد الملك بن مروان ببناء قبّة الصخرة عام 685م، وانتهى من ذلك عام 691م، وكان اختيار هذا الشكل متناسباً مع قباب المدينة المرتفعة، أمّا (قبة الصخرة) فهي القبة المشرّفة التي عرج منها الرسول صلّى الله عليه وسلم في رحلة الإسراء والمعراج إلى السماء، والصخرة عبارة عن كتلة من الصخر الطبيعيّ غير منتظمة الشكل وتقع في وسط منطقة المسجد في القدس؛ ونسبةً إلى هذه الصخرة سمّيت قبّة الصخرة بهذا الاسم، وقد بنى عبد الملك بن مروان القبّة فوقها ليحفظ ويخلّد أثرها المقدّس.

قبة الصخرة رسم

قبة الصخرة والمسجد الأقصى

المسجد الأقصى

يَحظى المسجد الأقصى بقدسيّةٍ كبيرة في نفوس المسلمين؛ فهو أكبر مساجد العالم، كما أنّه أولى القبلتين وثالث الحرمين، وتصل مساحته إلى مئة وأربعة وأربعين دونماً. يحتلّ موقعاً في وسط مدينة القدس في البلدة القديمة تحديداً في فلسطين فيتربّع على قمة هضبة صغيرة يطلق عليها “هضبة موريا”.

يُحاط المسجد الأقصى بسور، ويحتضن مئتي معلماً داخل أسواره، وورد ذكر المسجد الأقصى في سورة الإسراء. قال تعالى: “سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ” صدق الله العظيم.

الأهمية الدينية

  • يحظى المسجد الأقصى بقدسيّة خاصة نظراً لكونه مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • اتخذه الرسول صلّى الله عليه وسلم قبلةً أولى للمسلمين قبل مكة المكرمة. ورد ذكره بالقرآن الكريم.
  • وصف الله سبحانه وتعالى المسجد الأقصى بالمبارك والمبارك حوله كدلالة على قدسيّته وبركته عند الله سبحانه وتعالى.
  • تعادل الصلاة في المسجد الأقصى خمسمائة صلاة في المساجد الأخرى.
  • هو ثالث المساجد التي دعا الرسول صلى الله عليه وسلم شدّ الرحال إليها، وهي المسجد الحرام، والنبوي، والأقصى.

قبة الصخرة

بُني مسجد قبة الصخرة في عهد عبد الملك بن مروان، ويمتاز بروعة فن العمارة الإسلامية التي تبرز في جدرانه تصميمه، ويعتبر جزءاً من المسجد الأقصى المبارك؛ إذ يقع داخل أسواره، وتم تشييده في عام ستمائة وخمسةٍ وثمانين ميلادية، واستمر بناؤه لست سنوات، ويعتبر من أهم المساجد الإسلامية الموجودة في القدس، وتتخذ قبّة الصخرة شكلاً ثماني مضلع، له أربعة أبواب، ويستند على دعامات ومجموعة من الأعمدة الأسطوانية، وتتوسط “الصخرة المشرفة” بداخله على شكل دائرة ولها أهمية دينية بالغة بأنها معراج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماوات العلى في رحلته الإسراء والمعراج.

يبلغ ارتفاع قبة الصخرة ما يقارب متراً ونصف عن مستوى أرضية البناء، وتقع فوق الصخرة قبة ذات شكل دائري، يصل طول قطرها إلى عشرين متراً، وهي مطلية بالذهب الخالص، ويصل ارتفاعها إلى خمسة وثلاثين متراً، وفي قمة القبة هلال يبلغ ارتفاعه خمسة أمتار.

التسمية

اتخذ مسجد قبة الصخرة اسمه من وجود الصخرة المشرفة التي وطأتها أقدام الرسول صلّى الله عليه وسلم للعروج إلى السماء العليا في رحلة الإسراء والمعراج.

الفرق بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة

تَختلط الأمور على الكثير من الأشخاص بين المسجد الأقصى وقبة الصخرة، فيعتقد البعض بأنّ المسجد ذو القبة الذهبية هو المسجد الأقصى، لكن في الحقيقة إنّ هذا هو مسجد قبة الصخرة الذي يعتبر جزءاً من أجزاء المسجد الأقصى ويقع داخل أسوار المسجد الأقصى المبارك، وبني مسجد القبة الصخرة بعد المسجد الأقصى.

قبة الصخرة من الداخل

 

صخرة المعراج

عطف بعض أهل العلم الصخرة لاسم البراق فقيل فيها إنّها صخرة البراق، بالرغم من أنّ الأولين من العلماء كانوا يستخدمون لفظ الصخرة عند الحديث عنها دون ذكر اسمٍ لها، وهي الصخرة التي ربط جبريل -عليه السلام- فيها البراق حين وصل مع النبي -عليه السلام- إلى بيت المقدس للصلاة في المسجد الأقصى، ويُذكر أنّ النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ذكرها عندما وصف لأصحابه رحلته فقال: (لمَّا انتَهينا إلى بيتِ المقدسِ، قالَ جبريلُ: بإصبعِهِ فخرقَ بِهِ الحجرَ وشدَّ بِهِ البراقَ).

السابق
تقاليد الزواج في الهند
التالي
ما المقصود بذات البين

اترك تعليقاً