القرآن الكريم

معلومات عن سورة محمد

معلومات عن سورة الحجرات

تعريف عام بسورة الحجرات

سورة الحجرات من السور المدنيّة الهامة في القرآن، على الرغم من أنّ عدد آياتها لا يتعدّى الثماني عشرة آية، إلا أنها اكتسبت هذه الأهمية من موضوعاتها الحساسة، فقد عالجت هذه السورة العظيمة الأساليب التي يجب أن يتعامل بها المسلمون مع رسولهم الكريم؛ إذ يجب أن يكونوا مؤدّبين عند الحديث معه، وأن لا تعلو أصواتهم فوق صوته الكريم، ومن مظاهر الأدب في التعامل معه –صلى الله عليه وسلم- عدم مناداته باسمه، وأن تُحترم بيوته الّتي هي بيوت زوجاته أمهات المؤمنين –رضي الله عنهنَّ-، كما حثّت المسلمين إلى الامتثال إلى الأوامر الرسوليّة التي تصدر عنه، وسورة الحجرات هي السورة التاسعة والأربعون من سور القرآن الكريم.

سُميّت سورة الحجرات بهذا الاسم لأنّ الله تعالى ذكر فيها بيوت النبي وحرمة هذه البيوت، وبيوت النبي كما هو معروف هي الحجرات التي كانت أمهات المؤمنين تقطنَّ فيها. تضمّنت سورة الحجرات على مبادئ عظيمة صارت منهاجاً للمسلمين، وللإنسانية جمعاء أيضاً، فهذه المبادئ أخلاقية بامتياز تريح كل إنسان إن جعلها طريقةً له في الحياة، وفيما يلي توضيح هذه المبادئ.

مبادئ إنسانية في السورة

  • التأكد من الأخبار قبل تناقلها؛ فبعض من وصفهم الله تعالى بالفسق يسعون بين الناس إفساداً من خلال نقل الأخبار الكاذبة، لهذا فقد حثّت هذه السورة على ضرورة التأكد من كافة الأخبار قبل اتخاذ الإجراءات خوفاً من ظلم أشخاص أبرياء.
  • الإصلاح بين الفئات المتقاتلة قدر المستطاع، أمّا إن بغت فئة على الفئة الأخرى فيجب محاربتها حتى تعود إلى رشدها وحتى ترجع إلى أوامر الله تعالى، وعندما تعود هذه الفئة إلى طبيعتها فيجب أن يحكم بينها بالعدل والقسط؛ فالله تعالى يحبّ الأشخاص المقسطين.
  • أرست هذه السورة مبدأ الأخوة بين المؤمنين، وأنه يجب الإصلاح بين الأخوة باستمرار وبسرعة حتى لا تتطور الخلافات إلى شيء أكبر، وحتى تنزل رحمة الله تعالى على الأمة.
  • دعت المسلمين إلى الابتعاد عن السخرية، والتنابز بالألقاب، والاستهزاء؛ فهذه الصفات سيئة للغاية ولا تتوافق مع صفات المؤمن الصالح.
  • إبعاد التفكير عن الظن السيء بالآخرين، والابتعاد عن التجسس، والاستغابة، وقد شبّه الله تعالى استغابة الإنسان لأخيه بأن يأكل أحدهم لحم الآخر ميتاً.
  • دعوة لكافة سكان الأرض حتى يكونوا أخوة؛ فالله تعالى خلق الإنسان ذكراً وخلقه أنثى، وجعل الناس جميعاً شعوباً وقبائل حتى تتعارف على بعضها البعض، وجعل الله تعالى معيار التفاضل بين سكان الأرض التقوى.

فضل سورة محمد

لم ترِدْ في فضل سورة محمد أحاديثُ خاصَّة بالسورةِ وحدها بل إنَّ كلَّ ما رودَ عبارة عن أحاديث ضعيفة أو موضوعةٍ لا أصلَ لها. ولكنَّ فضل سورة محمد كفضلِ بقيَّة سورِ القرآن الكريم، ففي قراءتِها كما في قراءةِ القرآن الكريم كلِّه للمسلمِ في قراءتِه أجرٌ كبير وفضل عظيم لا يعلمه إلا الله؛ كما ورد في الحديث الشريفِ الذي رواهُ عبد الله بن مسعود أنَّ رسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قالَ: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ {ألم} حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”  وفضل سورة محمد أيضًا في العملِ بما جاءت به من أحكام وأوامر كتبها الله تعالى على عباده المسلمين في كتابِه الكريم، كالحثِّ على الجهاد في سبيل الله تعالى والبذل والتضحية في سبيله وأخذ العبرةِ والعظةِ من آياتِها الكَريمة

تفسير سورة محمد

هدف سورة محمد

سورة محمد والفتح والحجرات يجمعها محور واحد وهو الرسول r والسور الثلاثة مدنية ولكل منها هدف خاص بها نستعرضه فيما يلي كل سورة على حدة.

ورد في سورة محمد ذكر إحباط الاعمال وقبولها 12 مرّة في 38 آية وهذا لأهمية الأعمال في حياة المسلم، وتربط السورة دائماً مسألة قبول أو إحباط الأعمال بإطاعة الرسول r واتّباع أوامره وسنّته. كما جاء في السورة ذكر القتال لأنه امتحان لصدق أتباع الرسول r وهو أمر شاقُ على الأنفس فطاعة الرسول تتمثل في إقبالهم على الجهاد في سبيل الله., والحبوط لغة هو انتفاخ بطن الدّابة حيت تأكل نوعاً ساماً من الكلأ ثم تلقى حتفها، وهذا اللفظ أنسب شيء لوصف الأعمال التي يظنّ أصحابها أنها رابحة ولكنها تنتهي إلى البوار.

طاعة الرسول وارتباطه بقبول أو إحباط الأعمال:

الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (آية 1)

وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (آية 2)

وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (آية 8)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (آية 9)

ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (آية 28)

وَلَوْ نَشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ (آية 30)

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ (آية 33)

فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ (آية 35)

ثم تتوسط السورة آية محورية (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) آية 20 و21 تخبر المسلمين أنه أولى لهم طاعة الرسول r إذا أرادوا قبول أعمالهم لأن كل طريق إلا طريق محمد فهو ضلال كما قال r. وقد قال الإمام ابن حنبل: نظرت في القرآن فوجدت (أطيعوا الرسول) 33 مرة ثم سمعت قوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره).

وختمت السورة بذكر عقاب المؤمنين الذين لا يتّبعون الرسول r. (هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) آية 38

سورة ق مكية أم مدنية

سورة ق هي سورة مكية كلها إلا الآية 38 فقيل إنها مدنية، وسورة قاف هي أول حزب المفصل، آياتها 45، وترتيبها في المصحف 50، في الجزء السادس والعشرين، بدأت بحرف من الحروف المقطعة: Ra bracket.png ق وَالْقُرْآَنِ الْمَجِيدِ Aya-1.png La bracket.png، نزلت بعد سورة المرسلات. وقد ابتدأت السورة بالقسم، وكل السور المبدوءة بالقسم هي مكية.

سورة الأحقاف مكية أم مدنية

سورة الأحقاف سورة مكية، ما عدا الآية 10، فيرى أكثر المفسرين أنها مدنية، ويُلحِق بها بعضهم الآية 15 و35، والأحقاف هي مساكن قوم عاد الذين أهلكهم الله بالريح بعد تكذيبهم لنبيهم هود، السورة من المثاني، آياتها 35، وترتيبها في المصحف 46، في الجزء السادس والعشرين، بدأت بحروف مقطعة، وهي من مجموعة سور “الحواميم” التي تبدأ Ra bracket.png حم Aya-1.png La bracket.png، نزلت بعد سورة الجاثية.

عدد السور المدنية

إنّ عدد السور المدنية ثمانيةً وعشرين سورة، وعدد السُور المكية ستة وثمانون سورة؛ وهذه السُور هي التي تم الاتفاق على عددها، ولكي يسهُل معرفة العدد فقد لجأ بعض الباحثين إلى استخدام عدد آيات سورة البقرة فعدد آياتها 286 فإن حذفنا الرقم 2 يبقى لدينا 86 وهو عدد السُور المكيّة، أما إن حذفنا الرقم 6 يبقى لدينا 28 وهو عدد السُور المدنية، إلا أن عُلماء الشريعة اتفقوا على أن السُور المدنيّة هي عشرون سورة وأنّ هُناك اثنتي عشرة سورة مختلف عليها ما إذا كانت مكية أو مدنية، وما تبقّى من السُور وهو اثنان وثمانون سورة هي سُور مكية، والله أعلم.

السابق
ما هي الظلمات الثلاث
التالي
نقص المغنيسيوم عند الأطفال

اترك تعليقاً