الحياة والمجتمع

مفهوم الوعي

مفهوم الوعي في العلم

الوعي هو كلمة تدل على ضمِّ الشيء واحتوائه، وفي اللغة العربية يكون وعي الشيء بحفظه وفهمه وتقبله، ومن هنا يمكننا القول بأنّه لا يوجد وعي بدون علم، فهما يرتبطان معاً طرديّاً وبشكلٍ قويّ، كما ويعبّر الوعي من ناحيةٍ أخرى عن الحالة العقليّة والإدراكيّة للعقل، تحديداً في اللحظات التي يكون فيها العقل على تواصلٍ مباشرٍ مع المحيط الخارجيّ باستخدام الحواس الخمسة، والتي تُمثل منافذ الوعي عند الإنسان، ومن ناحية علميّة يعكس الوعي الحالة العقليّة التي تميّز الإنسان، تحديداً المتعلّقة بملكات المحاكمة المنطقيّة، والشعوريّة، والعقلانيّة أو الحكمة، إضافةً للذاتيّة، والإدراكيّة الحسيّة التي تبين العلاقة بين الكيان الشخصيّ للإنسان ومحيطه الطبيعيّ أو الخارجيّ. وفي المحصّلة يمكن القول بأنّ ما يكوّنه الإنسان من مفاهيم، ووجهات نظر، وأفكار متعلّقة بالحياة والطبيعة المحيطة به، وقد يكون في هذه الحالة زائفاً أي يُنافي الواقع الموجود ولا يتطابق معه، أو جزئياً غير مطابق لبعض المفاهيم غير الشاملة لنواحٍ عديدةٍ من الحياة.

مفهوم الوعي المعرفي

الوعي هو حالة من الإدراك الذي يجمع بين تفعيل دور العقل والمشاعر لفهم ما يدور حول الإنسان، ولتنظيم علاقته بالموجودات المحيطة به، ولا يكتمل الوعي إلا إذا عمل الإنسان على تنميتها بشكل مستمر من خلال تطوير قدراته الفكرية ومن خلال ربط تلك القدرات بتجاربه الحسية التي تشكل خبرته في الحياة.

مفهوم الوعي في علم النفس

الوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية يكون فيها العقل بحالة إدراك وعلى تواصل مباشر مع محيطه الخارجي عن طريق منافذ الوعي التي تتمثل عادة بحواس الإنسان الخمس. … والوعي بأمر ما يتضمن معرفته والعمل بهذه المعرفة. بالمحصلة فالوعي: هو ما يُكون لدى الإنسان من أفكار ووجهات نظر ومفاهيم عن الحياة والطبيعة من حوله.

مفهوم الوعي الديني

ليس صحيحًا فصل الدّين عن الدّولة، وليس صحيحًا أيضًا تسلّط الدّولة على الدّين، ولن يعني ذلك استعلاء التديّن بأفراده ومؤسّساته على التّصحيح والمراجعة، والنّقد والمساءلة، ليس على سبيل التّصحيح المعلوماتيّ فقط، بل تصحيح الممارسة ونقد السّلوك.

وإذا كان التديّن الصّحيح لا يمثل عائقًا للحياة ونموّها في كل أبعادها وأدوارها ومستوياتها، كما هو في أصله ومصادره (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ)، (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً)، وفي الحديث «أنتم أعلم بأمور دنياكم»، إذا كان هذا في أصله وصوابيّته، فإن أيّ ممارسة غير رشيدة تحت مسميّات فقهيّة أو احتسابيّة أو اكتفائيّة وانعزاليّة تغيب فيها المصالح الكبرى، وتختفي في حساباتها رؤية المآلات، يجب أن يكون في مقابلها تدابير واقية، ومعالجات نافعة ليس المنع والتّكميم إلاّ آخرها؛ إذ يسبق ذلك وأهمّ منه وأنجع على المدى القصير والبعيد، العناية والتّخطيط والتّركيز على محاور حياتيّة كبرى هي محلّ العناية المقاصديّة في خطاب الدّين واهتمامات الشّريعة، ويأتي في مقدمها:

أوّلاً: التّعليم، إذا كان الحديث هنا عن الوعي الدّيني؛ فالتّعليم يأتي في السّياق مقصودًا به التّعليم الدّيني، الذي يجب أن يكون منسجمًا مع أهداف التديّن الكبرى، نابعًا من مصادره الصّحيحة، قادرًا أولاً على تجاوز ما لحق الفهم الدّيني من مفاهيم خاطئة وسلوكيّات غالطة، أيًّا كان سببها مبرّرًا أو مُجرّمًا، ثم لديه القدرة ثانيًا على مواكبة المصلحة التي تفرضها طبيعة العصر وتحوّلات المرحلة، بروح المبادرة وقوّة العزيمة.

هذا الخطاب الدّيني التّنمويّ في التّربية والتّعليم يجب أن يشكّل منظومة متكاملة في حقول الدّراسة بمراحلها، وفي خطاب الجمعة والجامع، وفي برامج الإعلام الدّينيّ، ولا بديل عن عقل المنظومة إلاّ فوضى المعرفة التي تنتج مركبات الازدواج والتّناقض، والعداوة والبغضاء والتّناحر، وتهدّد التّنمية وتقوّض الحضارة.

المحور الحياتيّ الثّاني في الوعي الدّيني هو: رفع المستوى المعيشي؛ إذ يتشكّل الوعي الصّحيح في فهم الحياة الدّنيا على أنّها مزرعة أعمال صالحة، وبمفهوم أوسع للعمل الصّالح ومدلولاته.

لقد جاء التّعبير النّبويّ الوصفيّ للدّنيا بروعة البيان؛ إذ يقول النّبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنّ هذه الدّنيا حلوة خضرة، وإنّ الله مستخلفكم فيها» رواه مسلم. هذه النّظرة الإيجابيّة في الخطاب النّبويّ جعلت الإمام ابن تيميّة يضعف روايات لعن الدّنيا كحديث «الدّنيا ملعونة ملعون ما فيها إلاّ ذكر الله وما والاه»؛ إذ يقول ابن تيمية: «وكيف يصحّ أنّ الدّنيا ملعونة وليس من رزق ولا نعمة ينالها العبد إلاّ على ظهرها»، وقد قال الله تعالى: (فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ)، «وإنما يذمّ منها حرام من غير وجه…» الخ كلام ابن تيمية. ولما سُئل الإمام أحمد بن حنبل عن الزّهد؟ قال: “الزّهد ترك الحرام”.

هذا الوعي الدّيني يجعل للحياة معنى جميلاً يعود على نفسيّة المتديّن وسلوكه، ما يحمله على العمل وعمارة الوجود، واستثمار حياته بأفضل السّبل؛ فحياة لا تستثمر حياة عابثة (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً). بهذه النّظرة يكون الوعي الدّيني داعمًا للتّنمية الحياتيّة محقّقًا للاستقرار النفسيّ والاجتماعيّ؛ إذ تتحقّق المصلحة، وإذا ما تحقّقت المصلحة فثمّ شرع الله.

إنّ الوعي الدّيني يفتح المجال للمشاركة والمفاعلة، ولا يكتفي بخطابه لذاته ومع ذاته، فالمعرفة أفكار موزّعة، والعلوم تواصل ممتع، وفي النّاس خبرات تتكامل، وعطاءات تتناغم، وليس من مصلحة الدّينيّ أن يكتفي عن غيره، وليس من مصلحته أن يتزعّم وصاية على أحد، أو أن يقدّم حلولاً شعاراتيّة من نحو «الإسلام هو الحلّ»، وقد أمكن لهذا الشّعار أن يفتضح أمام وقائع كثيرة قُدّم فيها إسلام الفقيه، وإسلام الطّائفة، وإسلام القبيلة والمنطقة، أو إسلام الدّستور والمناسبة، ولم يكن ما يقدّم هو إسلام الله وإسلام الأنبياء والمرسلين!

إنّ الوعي الدّيني باحث عن الحقيقة، متعاون مع المصلحة، أيًّا كان مصدرها وحاملها.  وإذا كان التّحذير من وهم الاكتفاء موجّهًا هنا لحملة الخطاب الدّيني، فهو موجّه لغيرهم أيضًا ممن يقصون الخطاب الدّيني، ويسعون لتهميشه وتسطيحه، فالعدل أمر إلهيّ، وسلوك حضاريّ.

مفهوم الوعي الاجتماعي PDF

http://www.moqatel.com/openshare/Behoth/Mnfsia15/SocialCons1/sec01.doc_cvt.htm

تعريف الوعي الاجتماعي

الوعي الاجتماعي Social consciousness، هو مشاركة الوعي المشترك في المجتمع. ويمكن تعريفه أيضا على أنه الوعي بالمشكلات المختلفة التي تواجهها المجتمعات والتجمعات بصفة يومية. هذا المصطلح مركب من مفهومين هما الوعي والاجتماعي، فالوعي هو نتيجة للتفاعل بين أنفسنا وعالمنا المادى المحيط بنا، وهو يلعب دوراً هاماً في التطور الاجتماعى، سواء كان هذا الدور إيجابياً أو سلبياً، فالأفكار التي توجد لدى الناس قد تساعد على تطور المجتمع أو قد تكون عائقاً أمام هذا التطور حيث يعد الوعي الاجتماعيُّ ركيزةً من ركائز تقدُّمِ أيِّ مجتمع وتطوُّرِه، بل وله دوره الكبير والرئيس في استقرار المجتمع والنهوض به؛ وذلك بالرفع مِن شأن أفراده. ويشير الوعي إلى ” إدراك الإنسان لذاته ولما يحيط به إدراكاً مباشراً، وهو أساس كل معرفة. يعرف ماركس الوعي الاجتماعي بأنه مجموع الأفكار والنظريات والآراء والمشاعر الاجتماعية والعادات والتقاليد التي توجد لدى الناس، والتي تعكس واقعهم الموضوعي. يدل استعراض التاريخ الاجتماعي أنه مع تغير الوجود الاجتماعي للناس يتغير أيضاً وعيهم الاجتماعي.

يؤكد تشارلز كولى أن الوعي الاجتماعى أو الوعي بالمجتمع لا يمكن فصله عن الوعي الذاتي، لأننا بالكاد نستطيع التفكير في أنفسنا إلا بالإحالة إلى جماعة اجتماعية من نوع ما، ولا إلى الجماعة بدون الإشارة إلى أنفسنا. وذا تاملنا الإدراك الواعى لكوننا جزءاً من مجتمع مترابط من الآخرين وجدنا أنَّ هذا التعريف يرقى بالفرد إلى مستوى واضح من الوعي لديه بكونه جزءاً من كل أكبر. وهو يشمل المستوى الذي يعى فيه الفرد كيف يتأثر بالآخرين، وكذلك كيف يمكن أن تؤثر أفعاله في الآخرين.

مفهوم الوعي PDF

http://www.abgadi.net/pdfs/pmepjiwg.pdf

الوعي في الإسلام

الوعي كلمة تعبر عن حالة عقلية ونفسية يكون فيها المرء بحالة إدراك لذاته ولمحيطة الخارجي , ويتعلق بذلك إدراك الأحوال المعاصرة، و العوامل المؤثرة في المجتمعات، والقوى المهيمنة على العالم ، والأفكار المنتشرة ، وتصور السبل للعيش من خلال ذلك وكيفية تحقيق مشروعه ورسالته في ضوء كل تلك المعطيات .

 

والفكر الإسلامي عبر ثوابته وأصوله يتصف بهذا التعريف للوعي ويحيط به ويدركه , من خلال معرفة للذات البشرية تمام المعرفة بقدراتها وصفات قوتها وضعفها , وعلم التكوين البشري من حوله ومشكلات البشر , والقوى الفاعلة والمؤثرة في مواقع القرار في العالم الذي يحيط به , واستخدم كل ذلك في البحث عن أفضل السبل لرعاية الأمة الإسلامية ومصالحها ودفع المفاسد والأضرار عنها , وبناء حاضرها وترتيب مستقبلها
 

وعلى الرغم من صعوبة الأجواء التي نشأت فيها دعوة نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم وقسوتها , إلا أنه كان مدركا لكل ما يحيط بها , وعالما بالمرحلية التي يمر بها في كل خطوة من خطواته , فلم نره يوما مغامرا طائشا يندم على سلوك تعجل فيه , ولم نره يوما مستكينا مترددا حائرا يطمع أعداؤه في إفنائه والقضاء عليه , بل كان محركا للأحداث أجمعها , مستفيدا من أخطاء أعدائه , صاحب تصورات جديدة في الإدارة والتنظيم والتخطيط .

وعلى الرغم من قلة عدد رجاله الذين بدأ بهم دعوته , وضآلت عدتهم مقارنة بعدد عدوه وعدته , إلا أنه لم يضع نفسه يوما موضع المباغَت في موقف من المواقف , بل كان هو الذي يمسك بأطراف الواقع من حوله وبني منظومة الأمن والنصر لهذه القلة من أصحابه .
لقد كان حليما حكيما , يكثر الاستماع والتفهم والإدراك , ذكيا عبقريا , يحسن التفسير والاستيعاب , فيضم المعلومة الصغيرة بجانب أختها حتى تتضح له معالم خفية وتستبين له رؤى مستترة ..

 

السابق
دواء يونيزول – Unizole لعلاج داء المبيضات الفرجي المهبلي
التالي
بروتون اكسورا 2019 اتوماتيك / Executive

اترك تعليقاً