الحياة والمجتمع

10 نصائح لإدارة الوقت يجب على كل الآباء المشغولين أن يعرفوها

10 نصائح لإدارة الوقت يجب على كل الآباء المشغولين أن يعرفوها

لديَّ ثلاثة أطفال صغار: طفل عمره ست سنوات، وتوأم مشاغب بلغا تواً أربع سنوات من العمر؛ وأنا كاتبة متعطشة للكتابة، ومتطوعة في خدمة المجتمع، ودائماً ما أواجه سؤالاً شخصياً يُوجَّه إليَّ في كثير من الأحيان: “كيف تفعلين كل ذلك؟” أو “كيف تنجزين كل مهماتك؟”.

ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن الكاتبة “ماجدالينا باتلز” (Magdalena Battles)، والتي تحدثنا فيها عن تجربتها مع إدارة الوقت.

إنَّ جدول أعمالي مليء بالمهمات، لكنَّني لا أشعر بالتوتر، ولا أجهد نفسي بالعمل، وقد أحرزت كثيراً من الإنجازات بفضل مهاراتي في إدارة الوقت.

لم أكتسب هذه المهارات بين ليلة وضحاها، بل اكتسبتها ببذل الوقت والجهد والدراسة، وقد استثمرت الوقت استثماراً واعياً وموضوعياً أدى إلى التعامل مع الأسرة والوقت بطريقة منظمة وعملية وأكثر سهولة.

سأقدم في هذه المقالة نصائح للآباء والأمهات حتى يتمكنوا من استثمار الوقت بأفضل طريقة ممكنة، وقضاء أوقات أفضل مع العائلة على الأمد البعيد:

1. رتب المَهمَّات حسب أهميتها:

ينبغي علينا أن نحدد دوماً أهم الأشياء والأولويات في حياتنا؛ لذا حدد أكثر شيء يحظى بتقديرك في الحياة حتى ترتب التزاماتك ترتيباً يلائم أهم شيء في حياتك وحياة عائلتك؛ وحينما تُتاح لك فرصة الانضمام إلى لجنة مدرسية أو نشاط جماعي أو فرصة تطوع، فيجب عليك أن تكون قادراً على تحديد ما إذا كان النشاط يناسب قيمك وأولوياتك أم لا، كما يجب عليك أن تعرف إن كان هذا النشاط سيشغلك عن بعض الأنشطة الأخرى الهامة.

حينما توافق على أداء أي نشاط، فأنت ترفض أداء أنشطة أخرى؛ ذلك لأنَّك لا تستطيع أن تؤديها كلها معاً؛ فإذا وافقت على الانضمام إلى نادٍ جديد، فأنت ربَّما سترفض تناول العشاء مع العائلة في تلك الليلة؛ وإذا كانت الأولوية لديك لتناول وجبات العشاء دائماً مع أفراد الأسرة، فقد لا يلائم ذلك النادي قيمك.

يجب عليك أن تحدد أولاً الأشياء التي تندرج ضمن قائمة أولوياتك وتحظى بأعلى درجات التقدير في حياتك؛ وحينما تتاح لك بعد ذلك فرص تحتاج إلى بذل الوقت، تستطيع الاستعداد على نحو أفضل لتحديد الأمور التي تريد الموافقة عليها والأمور التي تريد رفضها.

يعدُّ رفض الأنشطة أسهل حينما تكون قيمك واهتماماتك واضحة، فواجبك في الحياة هو التمسك بهذه القيم، حيث يجعلك القيام بذلك شخصاً أسعد وأباً أفضل على الأمد البعيد؛ فإذا وافقت دائماً على كل فرصة تظهر في طريقك، فسترهق نفسك في العمل، ويمتلئ جدول عملك بالمهمات، وتخور قواك عاجلاً أم آجلاً؛ وتكون النتيجة الحتمية لذلك إثارة قلقك وإحباطك بسهولة بسبب كثرة المهمات التي يجب عليك التعامل معها.

2. لا تحمِّل نفسك أكثر ممَّا تطيق من أجل الأطفال:

يشارك العديد من الأطفال في الكثير من الأنشطة التي لا علاقة لها بالمنهج المدرسي؛ فإذا كانت العائلة تحظى بتقديرك، وتريد أن يبني أفراد الأسرة علاقات متينة فيما بينهم، فستجد أنَّه من الصعب تحقيق ذلك حينما يقضي كل فرد ليلته في مكان مختلف؛ وإذا لم تضع جدولاً ينظم الأنشطة التي ستمارسونها كل ليلة، فستضيع فرصة اجتماع العائلة في المنزل، وتناول العشاء معاً، والحصول على وقت للاسترخاء الذي يحتاج إليه جميع الأفراد.

لذا خصص كل أسبوع بضعة أيام خالية من الأنشطة يجتمع فيها أفراد العائلة في المنزل ويقضون أوقاتهم معاً، ولا تدع كل فرد يجلس في غرفة وحده، بل اجلسوا معاً، وتعاونوا على ممارسة أنشطة مثل إعداد الوجبات، أو التخطيط لعطل نهاية الأسبوع، أو لعب الشطرنج، أو الجلوس لتناول العشاء، أو تبادل الأحاديث حول الحياة؛ ولا تدعوا حياتكم العائلية تضيع منكم بسبب كثرة الالتزامات.

إذا وجدت أنَّك تضيع وقتك في اصطحاب الأطفال كل يوم إلى الأنشطة وإحضارهم منها، فأنت على الأرجح بحاجة إلى تحديد أي الأنشطة يعدُّ ضرورياً وأيُّها لا يعدُّ كذلك؛ فمثلاً: هل ستكون ابنك عازفة كمانٍ مميزة في يوم من الأيام؟ إذا كان الجواب “لا، على الأغلب”، فتستطيع الاستراحة من عناء دروس الموسيقى لفترة من الزمن، إذ ليس من الضروري أن تمارس الرسم والعزف والكاراتيه جميعاً في الوقت نفسه؛ حيث يُولِّد هذا كثيراً من الضغط على الأطفال وعلينا كآباء، فنحن وهم بحاجة إلى بعض الوقت للاسترخاء.

إنَّه لمن الرائع أن يمارس الطفل نشاطات مختلفة، لكن ليس ضرورياً أن يمارسها جميعاً في اليوم نفسه أو الوقت نفسه؛ لذا اترك فاصلاً زمنياً بين الأنشطة والارتباطات حتى لا يُصاب الأطفال بالإرهاق بسبب كثرة الأنشطة؛ ذلك لأنَّ كل نشاط يشاركون فيه يصبح التزاماً بالنسبة إليك أيضاً لأنَّك الأب؛ لذا من أجل سلامتك، لا تبالغ في إشراك الأطفال في أنشطة خارج إطار منهجهم الدراسي.

صحيح أنَّنا جميعاً نريد أن يكون أطفالنا ناجحين، لكن ماذا عن بناء علاقات مع أفراد عائلتهم تدوم طوال الحياة؟ إنَّ الوقت الإضافي الذي تستثمرونه في الجلوس معاً بعيداً عن كل تلك الأنشطة التي لا تندرج ضمن المناهج المدرسية هو وقت تستثمرونه في تعزيز الروابط الأسرية، حيث تعدُّ هذه الروابط ضرورية جداً إذا أردت أن يكون لدى الأطفال رغبة في العودة إلى المنزل لحضور الأعياد حينما يكبرون؛ إذ يمكن أن يحول بقاء الأطفال مشغولين خارج المنزل دون الحصول على وقت لبناء العلاقات الأسرية.

إنَّني أجلس مع عائلتي حتى أعلِّم الأطفال كيف يكونون أشخاصاً خلوقين، وهذا بالنسبة إليَّ أهم بكثير من أن يصبح أحدهم لاعب كرة قدم عظيماً أو عازف بيانو مرموقاً؛ فأنا أريد أن يكون أطفالي قادرين على الخروج إلى العالم، وأن يكونوا أشخاصاً لطيفين وخلوقين وعطوفين، ويستطيعون ترك أثر إيجابي في هذا العالم؛ كما أسعى إلى تجنب إثقال كاهل أطفالي بالأنشطة حتى يكون لدينا فسحة من الوقت للجلوس معاً، ولأستطيع أن أكون الشخص الذي يعلمهم الصواب والخطأ، والجيد والسيئ، وأهم دروس الحياة الملائمة لقيمنا.

إذا أردت غرس قيمك في نفوس أطفالك، فمن الأفضل إذاً أن تخصص وقتاً للجلوس معهم والقيام بذلك؛ وتذكر: يحتاج هذا إلى الممارسة والتكرار، وإلى وقت يُستثمَر في ترك أثر إيجابي في شخصياتهم.

3. أبقِ منزلك مرتباً:

لا حاجة إلى ترتيب المنزل ترتيباً مثالياً، فلا أحد لديه الوقت الكافي لذلك؛ لكن إذا كان منزلك مرتباً بما يكفي، فستجد أنَّ الحياة أكثر سلاسة بكثير؛ فإذا قضيت يومياً أكثر من 10 دقائق في البحث عن غرض ما، فأنت لست مرتباً بما فيه الكفاية.

تحتاج أنت والأسرة إلى نظام يساعد الجميع على حفظ أغراضهم حتى يستطيعوا العثور عليها بسهولة وهم في طريقهم إلى الخروج من المنزل؛ لذا علق المعاطف والحقائب دائماً في المكان نفسه كل يوم، وعلم الأطفال تحمُّلَ مسؤولية وضع هذه الأغراض في أماكنها منذ لحظة دخولهم من باب المنزل؛ وإذا أخفقوا في الالتزام بالقوانين، فأعلمهم بالعقوبات التي سيتعرضون إليها.

من العقوبات السهلة والفعالة حرمانهم من استخدام الأجهزة الإلكترونية المفضلة، ويعني هذا بالنسبة إلى أطفالي حرمانهم من استخدام الأجهزة اللوحية في ذاك المساء.

يجب أن يكون في المنزل مكان مخصص لحقائب الجيب وحقائب اليد والمفاتيح؛ ذلك لأنَّ هذه الأشياء إذا وُجِدت مرمية على الأريكة يوماً، وعلى الطاولة يوماً آخر، وعلى السرير في اليوم الذي يليه، يصبح وضعها في أماكن غير أماكنها أمراً سهلاً، وستقضي وقتاً طويلاً يومياً في البحث عنها حينما تحتاج إليها؛ أمَّا إذا وُضِعت في المكان نفسه كل يوم، فستكسب الوقت الذي كان من الممكن أن تضيعه في عملية البحث، ويقل أيضاً إحساسك بالإحباط؛ فحينما تقضي وقتك في البحث عن غرض تحتاج إليه بينما الوقت يداهمك، قد تصاب بإحباط وانزعاج شديدين إذا لم تعثر على ما تحتاج إليه، وربَّما ستتأخر في النهاية عن موعدك، ويتأثر مزاجك كل اليوم.

ضع خطة تحدد الأماكن التي سيضع فيها كل فرد من أفراد الأسرة أغراضه حينما يدخل إلى المنزل، وفكر في جميع الأغراض التي تدخل إلى المنزل وتخرج منه كل يوم، ثم حدد مكاناً تُوضَع فيه؛ وربَّما قد تحتاج إلى تخصيص حيز معين داخل المنزل لجعل عملية وضع الأغراض في أمكانها كل مساء وإعادة أخذها منها كل صباح تسير بسلاسة أكبر.

لقد خصصنا غرفة الغسيل في منزلنا لهذا الغرض، فقد خصصنا الحجرات التي فيها لأحذية الأطفال، والمشاجب لحقائب الظهر والمعاطف. الأمر ليس معقداً، لكنَّ الحياة ستصبح أسهل بكثير إذا التزم جميع أفراد الأسرة بخطة الترتيب هذه.

يعني هذا أيضاً أن يظل باقي المنزل مرتباً نسبياً؛ إذ يجب على كل غرض في المنزل أن يكون له مكان مخصص؛ فحينما تخصص مكاناً محدداً لوضع هذه الأغراض -كدرج في غرفة المؤونة مميز بعلامة من الخارج- يصبح العثور عليها عند الضرورة سهلاً للغاية.

يعدُّ الحفاظ على ترتيب المنزل من أروع المهارات التي تُعلَّم للأطفال؛ فصحيح أنَّها تحتاج إلى ممارسة، لكن لا تستسلم؛ ذلك لأنَّك حينما تتمكن من العثور على الأغراض التي تحتاج إليها حينما تحتاج إليها، ستحصل على عائلة أكثر اتزاناً ويمكن تسيير أمورها بصورة أسهل.

سيوفر لك هذا المال أيضاً على الأمد البعيد؛ ذلك لأنَّك لن تضطر إلى شراء أغراض بديلة عوضاً عن تلك التي ضاعت في مكان ما في درج أو خزانة؛ واعلم أنَّ الحفاظ على التنظيم يكون باتباع عادات وممارسات تتراكم مع مرور الزمن.

4. تخلَّ عن الرغبة في بلوغ الكمال:

يمارس العديد من الآباء ضغوطات كثيرة على أنفسهم وأطفالهم للارتقاء إلى معيار معين؛ وفي حين يعدُّ وجود المعايير أمراً مفيداً، لكن إذا كان الكمال غايتك، فأنت بحاجة إلى التخلي عنه.

تحتاج محاولة بلوغ الكمال إلى بذل الكثير من الوقت والجهد، وقد يكفي في بعض الأحيان أن تؤدي عملك على نحو جيد، إذ إنَّك الوحيد الذي سيلاحظ الفارق على أي حال.

5. فوِّض المهمات:

أحد أبرز أسباب تضييع الوقت هو إصرار الوالدين على أداء كل شيء وحدهما، حيث يمكن إسناد أعمال المنزل إلى الأطفال منذ الصغر، وما عليك سوى تفويض هذه الأعمال إليهم.

بما أنَّهم يستطيعون المشي والتكلم، فهم أشخاص مكتملوا القدرات، ويعدُّ كلٌّ من ترتيب الأسرَّة، وترتيب أغراضهم، وجلي الصحون، ورمي القمامة، ومسح الأرض، وتنظيف الغبار بعضاً من الواجبات التي يستطيع طفل صغير أداءها.

بيِّن الواجبات التي يُتوقَّع أن يؤديها كل فرد من الأسرة، وضع جدولاً يستعرض الواجبات التي يجب على الأطفال تأديتها؛ إذ تصبح الحياة أسهل بالنسبة إلى الأبوين حينما يستطيع الأطفال الاطلاع على أعمالهم وواجباتهم اليومية دون أن يضطر الأبوان إلى إخبار الأطفال بكل مَهمَّة يجب عليهم أن يؤدوها.

قد يحتاج بدء القيام بالواجبات المنزلية وتعليمهم كيف يفعلون ذلك بطريقة صحيحة إلى بعض الوقت في البداية؛ لكن من خلال الممارسة، سيتمكنون سريعاً من أداء هذه الواجبات اليومية وحدهم.

يساعد وجود نظام للمصروف اليومي أو المكافآت في تنفيذ ذلك بصورة أسهل، وسيتأقلم الأطفال مع الخطة حينما يعرفون ما المتوقَع وما المكافآت أو العقوبات التي تنتظرهم في حال أكملوا المَهمَّة أو أخفقوا في إكمالها.

حينما يؤدي الطفل دوراً في المنزل ويتحمل مسؤوليات فيه، فإنَّك تساهم في جعله شخصاً أفضل وأكثر اعتماداً على نفسه؛ لذا إياك أن تحرمهم من ذلك، وأسند إليهم يومياً مهمات منزلية، وأفسح لنفسك المجال لأداء مهمات أخرى في هذه الأثناء.

إذا كنت تستطيع تحمل تكاليف الاستعانة بشخص يساعدك في أداء مَهمَّة أو اثنتين -مثل مجالسة الأطفال أو تنظيف المنزل- فإنَّ هذا يعدُّ تفويضاً أيضاً؛ إذ لا يعدُّ طلب المساعدة علامة ضعف، بل هو بحث عن التوازن من أجل الحفاظ على سير شؤون الأسرة بطريقة سلسة ومتناغمة؛ لذلك ابحث عن أفضل طريقة لإنفاق المال على التفويض حتى تكسب وقتاً وجهداً بأفضل طريقة تلائم احتياجاتك.

6. اتبع روتيناً محدداً، فهو شرط أساسي:

يعدُّ الروتين شريان حياة الأسرة؛ فإذا كان لديك جدول عمل منظم ومتناسق، فسترى أنَّ شؤون أسرتك تسير بسلاسة وكفاءة أكبر؛ لذا حاول أن تلتزم بروتين الأسرة عند وضعه، إذ سيساعد هذا الأسرة على التعامل مع التوقعات المرتبطة بالوقت.

يمتلك الأطفال ساعات بيولوجية، وفي إمكانهم التأقلم مع الروتين والالتزام به بسهولة أكبر حينما تلتزم بجدول مهمات محدد؛ إذ يجب أن يكون موعد الذهاب إلى السرير ثابتاً كل ليلة، كما يجب أن يكون جدول مهمات الصباح في أيام المدرسة ثابتاً أيضاً، بداية من النهوض من السرير، وحتى الخروج من المنزل؛ فإذا أحسست أنَّ الوقت يداهمك كل صباح، فيجب عليك أن تطلب من الجميع الذهاب إلى أسرَّتهم باكراً والنهوض باكراً، إلى أن تعثر على أفضل وقت مناسب لإنجاز جميع المهمات التي يجب عليكم إنجازها صباحاً.

7. تصرَّف كما لو أن كل مَهمَّة عاجلة:

تعدُّ هذه واحدة من أفضل الطرائق التي يمكن اتباعها لإنجاز المهمات في المنزل؛ فمثلاً: أنا لا أؤدي المهمات ببطء، وحينما أنوي إنجاز مَهمَّة ما، أفعل ذلك كما لو أنَّه كان عليَّ أن أؤديها في اليوم السابق.

كما أنَّني أحدد غالباً مدة معينة للمَهمَّة؛ فمثلاً: حينما ذهبت هذا الصباح لتنظيف غرفة المؤونة، خصصت للمَهمَّة ساعة واحدة تماماً؛ حيث يمكنني بهذه الطريقة أن أرتب أبرز الأشياء المتناثرة في المكان، وأنجز أبرز ما أستطيع إنجازه من مهمات في تلك الساعة؛ أمَّا لو أنَّني لم أخصص وقتاً محدداً للمَهمَّة، لكان من الممكن أن تراني أفتح الصناديق وأرتب ذكريات وزينة وأشياء قديمة يتطلب ترتيبها ساعات طوال.

إن تخصيص وقت للمَهمَّة وتحديد النتائج التي أخطط لإحرازها خلال ذلك الوقت يجعلني أسرع في إنجاز العمل حتى أؤديه بكفاءة.

8. توقَّف عن المبالغة بتزيين الطعام:

قبل أن نُرزَق بأطفال، كنَّا أنا وزوجي نتفنَّن معاً بإعداد أشهى أطباق العشاء، وكنَّا نبحث عن وصفات مختلفة حتى نحاول إعدادها، ونخصص وقتاً للتسوق من أجل شراء مكونات خاصة، وجعل كل وجبة عشاء مميزة وممتعة؛ لكنَّ الأمور تغيرت الآن بعد أن أصبح لدينا ثلاثة أطفال صغار.

على أي حال، لا يكترث معظم الأطفال بتزيين الطعام، فلماذا إذاً نُبَدِّد وقتنا وجهدنا ومالنا؟ لقد أضحت وجباتنا سهلة التحضير وملائمة للأطفال، ويمكن في بعض المساءات أن نطعم أطفالنا أولاً، ثم نستمتع بوجبة لطيفة بعد أن يخلدوا إلى النوم.

نحن نجلس معاً في معظم المساءات، ونتناول وجبات بسيطة؛ فقد صرت أشتري سلطات معلبة يحتاج تحضيرها إلى بذل جهد أقل، ووجبات جاهزة ووجبات مثلجة تُوضَع في الفرن وتُطهَى ببساطة؛ ولا أفعل ذلك لأنَّني لا أستمتع بإعداد وجبات طعام للعائلة كل ليلة، لكنَّ المسألة هي أنَّني استنتجت أنَّ هذا ليس من ضمن الأولويات، لكوني أضيع جهدي في أداء عمل لا يلقى تقديراً من الأطفال.

لا يعني إعداد وجبات بسيطة ومناسبة للأطفال التضحية بالوجبات المفيدة والطازجة؛ إذ توجد في السوق اليوم الكثير من الخيارات الجاهزة لتحضير وجبات معدة مسبقاً وذات مكونات طازجة تجعل من السهل إعداد الوجبة في أقل من نصف ساعة.

9. تعامل بصدق مع مسألة تضييع الوقت:

كيف تقضي الوقت حينما تجلس في عيادة الطبيب تنتظر موعدك؟ هل تقرأ أحدث المجلات؟ أم تحضر معك بعض الأعمال حتى تؤديها في أثناء فترة الانتظار؟

إذا كنت تحضر معك عملاً، فأنت الرابح؛ إذ تستطيع استثمار ذلك الوقت في قراءة رسائل الشكر، أو الرد على الرسائل الإلكترونية، أو تحديث قائمة المهمات، أو غيرها من الخيارات الأخرى المفيدة.

تعلَّم الاستفادة من الأوقات التي تقضيها في الانتظار، واحرص على وضع خطة لاستثمار هذا الوقت بحكمة حتى لا تضيعه سدى، ثم تتذكر بعد ذلك في الساعة العاشرة ليلاً وأنت مستلقٍ على السرير أنَّك نسيت الرد على عدة رسائل إلكترونية، في الوقت الذي كان فيه بمقدورك فعلُ ذلك في أثناء أوقات الانتظار.إقرأ أيضاً: سلوكيات تؤدي إلى ضياع الوقت

10. ضع قائمة مهمات ورزنامة:

ضع قائمة مهمات واحتفظ بها في حقيبتك أو مصنف الأوراق الذي تحمله، ودع القائمة في متناول يديك حتى تضيف إليها أي مَهمَّة تتذكر أنَّ عليك أن تؤديها؛ إذ توجد غالباً مهمات في الحياة لا نؤديها لأنَّنا ننسى ذلك.

بيد أنَّ اهتمامنا لا يمكن أن يتركز إلَّا على المهمات التي أمامنا؛ لكن حينما يكون لديك قائمة، يمكنك أن تتجاهل نشاطاً مؤقتاً دون أن تنساه لاحقاً.

لكن لا تكتفِ بالتدوين؛ فإذا كانت المَهمَّة المطلوب منك تنفيذها تحتاج إلى قدر كبير من الوقت (حتى لو ساعة أو اثنتين)، حدد مقدار الوقت الذي تحتاج إليه لإنجاز المَهمَّة، وحدد على جدول أعمالك موعد البدء بتنفيذها.

لا يعدُّ انتظار أن يُتَاح لك الوقت فجأة لتنفيذها من حسن التخطيط؛ ذلك لأنَّ الانتظار ليس استراتيجية؛ لذا دوِّن المَهمَّة في قائمة المَهمَّات، ثم حدد موعد البدء بتنفيذها.

احتفظ برزنامة وأبقها معك أينما ذهبت، فأنا شخصياً أستخدم رزنامة ورقية شهرية، حيث أستطيع بهذه الطريقة أن أرى جدول أعمالي خلال الشهر كله بلمح البصر.

حينما تستخدم عقلك لمراقبة الأنشطة، ستهدر الكثير من الوقت والجهد، حيث تحاول دائماً تذكر الخطط التي تنتظر تنفيذها خلال اليوم أو في الأسبوع القادم، وتضطر إلى استخدام ذهنك لتذكر الأنشطة التي يجب عليك أن تؤديها حتى لا تنسى أي شيء هام؛ لذا اترك مجالاً في عقلك لأمور أخرى باستخدام الرزنامة.

السابق
نيل غيمان: لماذا يعتمد مستقبلنا على المكتبات والقراءة والخيال؟
التالي
أخلاقيات العمل المذهلة التي تحلى بها ألبرت آينشتاين

اترك تعليقاً