الحياة والمجتمع

7 طرق فعالة لتعزيز الشجاعة

7 طرق فعالة لتعزيز الشجاعة

يشعر البشر عموماً بنوعين من الخوف، أولهما: الخوف الذي يشير إلى أنَّنا في حالة خطر جسدي، كالوقوف في وسط طريق مزدحم؛ أمَّا النوع الثاني: فهو الخوف الذي يشير إلى أنَّ كبرياءنا في خطر، كالخوف من التحدث أمام جمهور.

في المجتمع المعاصر، هناك عدد قليل جداً من المواقف التي نتعرض فيها إلى حالة الخطر الجسدي؛ لذلك يتعلق معظم الخوف الذي نشعر به بالتهديدات التي يتعرض إليها كبرياؤنا وذواتنا، أكثر من التهديدات التي قد تتسبب لنا بضرر جسدي؛ ومع ذلك، فإنَّ هذين النوعين من الخوف متشابهان جداً، ويحفزان استجابة الكر أو الفر لدينا.

لا يعني تعزيز الشجاعة بالضرورة القضاء على المخاوف، فالشجاعة استجابة بدائية وغريزية لشعور الخوف، والقضاء على هذا الشعور ليس هدفاً واقعياً كي نسعى إليه؛ لذلك كل ما علينا القيام به هو تعلم طريقة الاستجابة لخوفنا بطريقة صحية وصحيحة؛ لذا نقدم لكم فيما يأتي سبع نصائح فعالة يمكنكم من خلالها البدء بتعزيز شجاعتكم:

1. ذكِّر نفسك أنَّ الخوف ليس مفيداً دائماً:

قد يكون الخوف مفيداً في بعض المواقف التي يمكننا السيطرة عليها من خلال اتخاذ بعض الخطوات لتقليل مخاطر الكارثة المتوقَّع حدوثها، فعلى سبيل المثال: إذا كنَّا نقف في منتصف طريقٍ مزدحم، فسيدفعنا الخوف إلى التحرك مباشرة؛ وكذلك الأمر، إذا كنَّا نواجه حدثاً ما ولا نعرف طريقة التصرف، يشير خوفنا في هذه الحالة إلى أنَّنا بحاجةٍ إلى مزيدٍ من التصرفات والأفعال حتى نواجه هذا الحدث أو نتجاوزه.

ومع ذلك، يمكن للخوف أن يضر أكثر ممَّا ينفع في بعض المواقف؛ فإذا استجبنا لكل موقف يدفعنا إلى الخوف، سنشعر كما لو أنَّ هناك خطراً يهدد حياتنا دائماً، وينتهي بنا المطاف إلى فقدان فرص عيش حياة كاملة وهانئة وطبيعية، والاستمتاع بالنمو والتطور والتجارب الجديدة كافة التي من الممكن أن تجعل حياتنا أفضل؛ لذلك، اطرح على نفسك سؤالاً مفيداً ومحفزاً للشجاعة عند اتخاذك أي قرار يتعلق بكيفية التصرف في موقف ما، فمثلاً: هل أتجنب الألم أو أسعى إلى النمو والتطور؟

2. وسِّع منطقة راحتك بالتدريج:

إنَّ تعزيز الشجاعة ليس أمراً سهلاً يحدث بين ليلة وضحاها، وإنَّما عملية يومية متكررة يمكن أن تحقق النجاح فيها إذا ركزت على توسيع منطقة راحتك خطوة بخطوة؛ فعلى سبيل المثال: إذا لاحظت أنَّك تشعر بالخوف من التحدث إلى أشخاص جدد، فابدأ معهم بسؤالٍ صغيرٍ عن الاتجاهات مثلاً، أو ابدأ محادثة قصيرة مع الأشخاص الذين تقابلهم لمرة واحدة في حياتك اليومية كعمال المتاجر أو موظفي الاستقبال في الفنادق أو المطاعم، أو الأشخاص الذين تقابلهم في طوابير الانتظار وغيرهم.

في هذه الحالة، عندما تشعر بالراحة نتيجة قيامك بهذه المحادثة البسيطة مع هؤلاء الأشخاص، ستتمكن من إطالة الحديث مع أشخاص آخرين قد تراهم بصورة غير متكررة كزملاء العمل الجدد وأصدقاء الأصدقاء، ثم الأشخاص الذين من المحتمل أن تراهم بانتظام؛ وهكذا.

3. تذكَّر أن تتنفس بعمق:

تؤثر حالتنا الجسدية تأثيراً عميقاً في حالتنا العاطفية والنفسية؛ لذا حاول الاسترخاء وأخذ نفس عميق لمدة 10 ثوانٍ، ثم حاول الجلوس باستقامة وابتسم لمدة 10 ثوانٍ أخرى، ثم راقب نفسك؛ هل لاحظت اختلافاً في شعورك؟

إذا أردنا تعزيز شجاعتنا في موقف معين، فإنَّ إحدى أكثر الطرائق فاعلية للقيام بذلك هي التنفس ببطء؛ فعندما نشعر بالخوف، يصبح تنفسنا سريعاً وسطحياً؛ لذلك عندما نأخذ نفساً عميقاً تُرسَل إشارة إلى أذهاننا تؤكد لنا بأنَّ كل شيء يسير على ما يرام، ممَّا يساعدنا على الاسترخاء.

4. تراجع خطوة إلى الوراء وكن موضوعياً:

لا يتعلق شعور الخوف بأسوأ سيناريو يمكن أن نفكر فيه، وإنَّما بالطريقة التي سنشعر بها إذا ما تحقق هذا السيناريو فعلاً.

لنأخذ التحدث أمام حشدٍ من الناس كمثالٍ على ذلك، ولنتخيل أنَّ أسوأ سيناريو قد يحدث هو أن تنسى ما تريد قوله، وينتهي بك الأمر بأن يستبعدك الناس عن المسرح، ثم تعود بعد ذلك إلى المنزل، وتفكر فيما حدث، وتحاول أن تتعلم من تجربتك هذه.

بالتأكيد، ستشعر في البداية بالإحراج والخجل واليأس والكثير من المشاعر المتداخلة وغير المريحة؛ ولكن في المرة القادمة التي ستواجه فيها فرصة التحدث أمام الناس، ستتذكر هذه المشاعر، وتحاول تجنب ما حدث معك مسبقاً.

لتعزيز شجاعتك وثقتك بنفسك، حاول أن تبقى موضوعياً وواقعياً، وركز على الحقائق الفعلية؛ وانتبه إلى ما حدث معك بالفعل، بدلاً من الأفكار التي تتوقع حدوثها.

5. فكر كيف سيتصرف صديقك المقرب إذا تعرض إلى الموقف ذاته:

من التحديات الكبرى التي يمكن أن تواجه شجاعتنا هي حقيقة أنَّنا نميل إلى أن نكون أكثر قسوة مع أنفسنا ممَّا نحن عليه مع الآخرين؛ لذا في المرة القادمة التي تجد فيها فرصة لتوسيع منطقة راحتك، اسأل نفسك كيف سيتصرف صديقك المقرب إذا تعرض إلى الموقف نفسه؛ هل سيركز على العثرات المتوقعة؟ أم أنَّه سيتحدى المخاطر المحتملة؟

يساعدك التفكير في الطريقة التي سيتصرف بها الأشخاص الآخرون في حال تعرضهم إلى الموقف ذاته في إعادة ضبط الأحداث المتوقَع حدوثها، وتوليد مزيد من الثقة بالنفس والشجاعة.

6. اسأل نفسك: “كيف ينبغي أن أكون؟” بدلاً من “ما الذي ينبغي عليَّ فعله؟”:

عندما يتعلق الأمر بتوسيع منطقة الراحة والقيام ببعض الأعمال الشجاعة، فإنَّنا غالباً ما نركز على ما يجب علينا القيام به؛ ومع ذلك، يدور التحول الحقيقي الواجب حدوثه حول من يجب أن نكون.

على سبيل المثال: إذا قررت أن تصبح شخصاً نشيطاً وتتدرب على السباق الثلاثي (triathlon) -سباق أشبه بالماراثون يبدأ بالسباحة، ثم ركوب الدراجات، وينتهي بالجري- مع حلول نهاية العام، فإنَّ المعلومات اللازمة لمساعدتك بهذا الأمر متاحة بسهولة، بحيث تُظهِر لك مدى شجاعتك للقيام بهذا الأمر أو عدم قيامك به؛ ومع ذلك، يجب أن تفكر فيمَن يجب أن تكون حتى تحقق هذا الأمر.

ما هي الصفات التي ستتمتع بها النسخة المستقبلية الشجاعة من نفسك؟ وكيف ستبدأ؟ وما العادات الجديدة التي ستطورها في نفسك؟ وما العادات القديمة التي ستغيرها؟

7. اتخذ الإجراءات اللازمة:

عندما نشعر بانخفاض شجاعتنا، فمن الطبيعي أن نجلس ونفكر في الطريقة التي سنجد بها الحافز لتشجيع أنفسنا؛ فإذا كنت تنتظر كسب مزيد من الشجاعة دون اتخاذ أي إجراء، فسيستغرق ذلك وقتاً طويلاً؛ لذلك، كلَّما تأخرت في اتخاذ الإجراء اللازم، قلَّ شعورك بالشجاعة.

الشيء الوحيد الذي سيساعدك على الشعور بمزيد من الشجاعة هو اتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك، والابتعاد عن منطقة راحتك، وإخبار نفسك دائماً بأنَّك شخص شجاع.

السابق
7 استراتيجيات لإبقاء موظفيك في حالة تحفيز دائم
التالي
نيل غيمان: لماذا يعتمد مستقبلنا على المكتبات والقراءة والخيال؟

اترك تعليقاً