ديني

صفات زينب بنت الرسول

زينب رضي الله عنها صفاتها

وردت أحاديث كثيرة في مناقب وفضائل زينب بنت رسول الله رضي الله عنها، فقد كانت منزلتها عظيمة في نفس والدها صلى الله عليه وسلم، فهي من السبّاقين في الإسلام، وقد صبرت وتحمّلت الكثير من الأذى ما كان سببا في وفاتها، وتوفيت في العام الثامن من الهجرة، ومن أبرز صفاتها -رضي الله عنها ما يأتي.

الوفاء للزوج

ضربت زينب رضي الله عنها أروع الأمثلة بالوفاء والإخلاص للزوج، فبعد أن صدع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالدعوة إلى الإسلام، كانت -رضي الله عنها- من السبّاقين له، ولكن زوجها أبا العاص لم يكن من المبادرين للإسلام كما فعلت، وقال لها معتذراً: (والله ما أبوك عندي بمتهم، وليس أحب إلي من أن أسلك معك يا حبيبة في شِعْب واحد، لكني أكره أن يقال: إن زوجك خذل قومه وكفر بآبائه إرضاءً لامرأته، فهلا عذرتني يا زينب؟)، فكان من وفائها أن صبرت عليه طمعاً في إسلامه في المستقبل، ثم تسارعت الأحداث فهاجر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة المنورة، وبقيت زينب -رضي الله عنها- برفقة زوجها في مكة المكرمة، ومضت الأيام إلى أن وقعت معركة بدر، فخرج أبو العاص مُكرهاً في جيش المشركين لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وزينب -رضي الله عنها- تنظر إليه وقلبها يكاد يتفطر حزناً، فزوجها الحبيب يخرج مكرهاً لقتال والدها الحنون، وما بيدها حيلة إلا الدعاء بأن يهدي الله -تعالى- قلب زوجها للإسلام.

وتدور أحداث معركة بدر، وينتج عنها نصر مؤزّر للمسلمين، ويقع أبو العاص في الأسر على يد عبد الله بن جبير الأنصاري رضي الله عنه، ثم تتجلى رحمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيوصي بالأسرى خيراً، ويرسل في طلب زوج ابنته أبي العاص ويبقيه في بيته، ثم يُرسل أهل مكة في فداء أسراهم، ويسجل التاريخ موقفاً عظيماً من مواقف وفاء زينب رضي الله عنها، حيث أرسلت أغلى ما تملكه لفداء زوجها، وهي قلادة أهدتها لها أمها خديجة -رضي الله عنها- يوم زفافها، ولما وصلت القلادة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمسكها بيده وتمعّنها، فتزاحمت ذكرى زوجته الحبيبة في مخيلته، وتذكر ابنته زينب رضي الله عنها- فبكى عليه الصلاة والسلام، وصمت المسلمون من حوله تأثراً ببكاء حبيبهم عليه الصلاة والسلام، ثم رفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم، رأسه، وقال: (إنْ رَأيْتُم أنْ تُطلِقوا لها أسيرَها وتَرُدُّوا عليها الذي لها).

بعد ذلك تسابق الحضور لإرضاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقالوا: (نعم يا رسول الله)، فأُطلق سراح أبي العاص، وعاد إلى مكة والشوق إلى زوجته يملأ قلبه، ولكن ثمة حزناً وهماً عظيماً بين جوانحه، ولما وصل إلى بيته وجد زوجته الحبيبة بانتظاره، وتلاقت العينان فأشاح بنظره إلى الأرض والدموع تملأ عينيه، ثم أخبرها بما عاهد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (لقد طلب أبوك أن أردّك إليه؛ فالإسلام يفرق بيني وبينك فلا تحلين لي، وقد وعدته أن أدعك ترحلين إليه، وما كنت لأُخلف عهدي)، ثم طلب من أخيه كنانة بن الربيع أن يصحب زينب -رضي الله عنها- وبرفقتها ابنها علي وابنتها أمامة إلى المدينة المنورة.

الصبر والجهاد في سبيل الله

كانت زينب -رضي الله عنها- مثالاً يُقتدى به في الصبر والجهاد في سبيل الله، فقد نشأت في بيت النبوة، وتربّت على الجهاد والكرامة منذ نعومة أظفارها، لا سيما أن آل بيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد نذروا نفوسهم لنصرة دين الله منذ بداية الدعوة الإسلامية، ووجدوا من المعاناة ما وجده غيرهم من المسلمين في مكة، وقد كانت زينب -رضي الله عنها- من السباقين للإسلام، وشهدت حصار قريش لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في شعب أبي طالب، وصبرت على ما وجدته من المعاناة في تلك الواقعة، وقد كانت زينب -رضي الله عنها- مستهدفة في مكة لأنها بنت محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان كفار قريش كثيراً ما يحرّضون زوجها أبا العاص عليها، ويعرضون عليه الزواج بأجمل نساء مكة مقابل طلاقها، ولكنه كان يرفض ذلك، ويتمسك بزوجته، وصبرت زينب -رضي الله عنها- على بقاء زوجها في الشرك فترة طويلة، وبقيت تدعو الله أن يهديه إلى أن أسلم في العام السابع للهجرة.

ومن المواقف التي دلت على تضحية زينب وجهادها في سبيل الله، صبرها على ما أصابها عندما خرجت مهاجرة في سبيل الله إلى المدينة المنورة، فقد روت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أن زينب -رضي الله عنها- خرجتِ من مكة معَ كنانة، فلحقتها قريش وأدركها هبَّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتَّى سقطت عنه وألقت ما في بطنِها وهريقت دما، واشتجر فيها بنو هاشم وبنو أميَّةَ، فقالَ بنو أميَّةَ: (نحنُ أحقُّ بها)، وكانت تحت ابن عمهم أبي العاصِ، فأقامت عند هند بنت عتبة بن ربيعة، وكانت تقول لها هذا بسبب أبيك.

فلما بلغ رسول اللَّه -صلى اللَّهُ عليهِ وسلَّم- الخبر، أمر زيد بنِ حارثة -رضي الله عنه- أن ينطلق ويجيء بزينب، وبعث معه خاتمه ليعطيه إياها، فانطلق زيد، فلم يزل يبحث حتى لقي راعيًا فقالَ: (لمَن تَرعى؟ فقال: لأبي العاصِ بنِ رَبيعةَ، قال: فلمَن هذه الغَنمُ؟ قال: لزينبَ بنتِ محمَّدٍ عليه السَّلامُ، فسار معه شيئًا، ثمَّ قال له: هل لكَ أنْ أُعطيَكَ شيئًا تُعطيها إيَّاهُ، ولا تذكُرَهُ لأحَدٍ؟ قال: نَعمْ. فأعطاهُ الخاتَمَ، فانطَلَق الراعي، فأدخَل غَنمَهُ، وأعطاها الخاتَمَ، فعرَفتْهُ، فقالت: مَن أعطاكَ هذا؟ قال رجُلٌ، قالت: وأينَ ترَكْتَهُ؟ قال: مكانَ كَذا، وكَذا، فسكَنتْ حتى إذا كان اللَّيلُ خرَجتْ إليه، فقال لها: اركَبي بيْنَ يَدَيَّ، قالت: لا، ولكِنِ اركَبْ أنتَ، فركِب، وركِبتْ وراءَهُ، حتى أتَتِ النَّبيَّ عليه السَّلامُ، فكان رسولُ اللهِ عليه السَّلامُ يقولُ: هي أفضلُ بناتي، أُصيبتْ فيَّ).

قصة زينب وأبو العاص

أزواج بنات النبي قبل الإسلام

أبو العاص زوج زينب بنت رسول الله
تزوج أبو العاص بن الربيع رضى الله عنه من زينب أكبر بنات رسول الله صلى الله عليه و سلم، و كان أبو العاص من كبار الرجال في قريش و له تجارة كبيرة، و لم يسلم أبو العاص حتى صلح الحديبية، و كانت زوجته زينب بنت رسول الله تعيش معه في مكة المكرمة و لم تهاجر إلى المدينة مع من هاجر من المسلمين، و قد حارب أبو العاص بن الربيع ضد المسلمين في غزوة بدر، و انتهى به الامر أسيرا عند المسلمين، و لما علمت زينب بنت الرسول بذلك بعثت تفتدي زوجها بقلادة كانت لأمها السيدة خديجة، فبكى رسول الله صلى الله عليه و سلم، و استأذن أصحابه ان يطلق سراح ابو العاص، و طلب النبي من ابو العاص أن يرسل له ابنته حين يعود إلى مكة المكرمة، و قد فعل الرجل ذلك، و حين أعلن إسلامه عادت له زوجته في العام السادس بعد الهجرة، و توفيت بعد ذلك في العام الثامن الهجري.

زوج رقية بنت رسول الله
تزوجت رقية بنت رسول الله صلى الله عليه و سلم من ابن عم أبيها، و هو عتبة بن أبي لهب، و لكنه لم يكن قد دخل بها، و طلقها بعد ان أمرته أمه أروى بنت حرب بذلك، بعد أن نزلت فيها و في زوجها أبو لهب سورة المسد و التي وصفها الله فيها عز و جل بأنها حمالة حطب و في جيدها حبل من المسد، و لكن تزوجها الصحابي عثمان بن عفان رضي الله عنه، و ظلت زوجة لعثمان حتي توفاها الله عز و جل.

زوج ام كلثوم بنت رسول الله
كانت أم كلثوم قد تزوجت أيضا من ابن عم أبيها عتيبة بن أبي لهب، و قد طلقها هو الآخر أيضا كما أمرته أمه، و بعد أن توفيت رقية بنت رسول الله، زوج النبي أم كلثوم لعثمان بن عفان، و هذا هو سبب تسمية عثمان بن عفان بذي النورين، و بعد أن توفيت أم كلثوم قال له رسول الله لو كان عندي الثالثة لزوجتها لك، و كان عثمان هو ثالث الخلفاء الراشدين، و أول من وقف ضد الخوارج، و قد حاصروه في منزله أربعين يوما ثم قتلوه، و هو من العشرة المبشرين بالجنة.

علي زوج فاطمة بنت رسول الله
كانت فاطمة بنت رسول الله هي أصغر أخواتها، و أحبهم إلى رسول الله، و الوحيدة من أبنائه و بناته التي ماتت بعده صلى الله عليه و سلم، و كانت أول من لحق برسول الله من أهله و ذلك بعد ستة اشهر فقط من وفاة النبي، و تزوجت من ابن عم أبيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، و أنجبا الحسن و الحسين، و كان علي أول من أسلم من الصبيان، و قد كان علي صبيا شجاعا و نام مكنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في فراشه ليلة خروج النبي من مكة متجها إلى المدينة، و كان علي هو آخر الخلفاء الراشدين، و مات مقتولا على أيدي جماعة الخوارج، و هو من العشرة المبشرين بالجنة.

بنات الرسول

رُزق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بسبعة أبناء منهم أربع إناث، وكلّ بناته من زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، حيث رزقه الله زينب، ثمّ رقية، ثمّ أم كلثوم، ثمّ فاطمة.

فاطمة الزهراء رضي الله عنها

هي فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم الهاشمية القرشية، وأمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وهي أصغر بنات النبي -عليه الصلاة والسلام- سنّاً، حيث وُلدت قبل البعثة بخمسة أعوام، وكانت تُلقّب بالزهراء، وتكنّى بأم أبيها، وقد تزوّجها علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- في العام الثاني للهجرة بعد معركة بدر، وعلى الرغم من أنّها سيّدة نساء أهل الجنة وابنة أعظم الخلق، إلا إنّ مهرها كان درع حطمية قيمتها أربعمئة درهم، ولم يكن في بيتهما إلا خميلة، ووسادة من أدم حشوها من الليف، وسقاء، وجرّتين، ورحيين، وأنجبت فاطمة الزهراء خمسة أبناءٍ وهم؛ الحسن، والحسين، وأم كلثوم، وزينب، ومحسن، وتجدر الإشارة إلى عظم فضل فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حيث روى حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إنَّ هذا ملكٌ لم ينزل الأرض قطُّ قبل اللَّيلة استأذن ربَّه أن يسلِّم عليَّ ويبشِّرني بأنَّ فاطمة سيِّدة نساء أهل الجنَّة وأنَّ الحسن والحُسين سيِّدا شباب أهل الجنَّة).

ورُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (أفضل نساء أهل الجنة خديجةُ بنت خُويلدٍ وفاطمةُ بنتُ محمدٍ وآسيةُ بنتُ مُزاحمٍ امرأة فرعون ومريم ابنة عمران رضي اللهُ عنهنَّ أجمعين)،[٥] وقد كانت -رضي الله عنها- من أقرب النّاس إلى قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحزنت حزناً شديداً لوفاته، ولم تعش بعده إلا ستّة أشهر، حيث توفّيت في الثالث من رمضان من العام الحادي عشر للهجرة، وهي في التاسعة والعشرين من عمرها.

زينب رضي الله عنها

هي زينب بنت محمد صلى الله عليه وسلم، الهاشمية، القرشية، وأكبر بناته رضي الله عنهنّ، حيث وُلدت قبل البعثة بعشرة أعوام، وكانت من أوائل المسلمين، فقد أسلمت حين أسلمت أمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وقد تزوّجها رجلٌ من أشراف مكة وهو أبو العاص بن الربيع رضي الله عنه، ابن خالتها هالة بنت خويلد، وأنجبت له أمامة وعلي، وكان أبو العاص قد ترك ابنه علي في أحد القبائل للرضاعة، ثمّ أخذه النبي -عليه الصلاة والسلام- بعد أن أتمّ الرضاعة وربّاه في كنفه، ويوم فتح مكة كان عليّ رديف النبي -عليه الصلاة والسلام- على ناقته، وتوفّي في عمر الشباب، أمّا أمامة فكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يحبّها ويحملها على عنقه في الصلاة.

وقيل إنّ سبب وفاة زينب كان على إثر تعرضّها لحادثٍ أثناء هجرتها إلى المدينة، فبعد خروجها من مكة مهاجرةً برفقة أخو زوجها كنانة بن الربيع لحق بهم رجالٌ من قريش، وكان أوّل من أدركهم هبار بن الأسود بن عبد المطلب، فرماها بالرمح وهي في هودجها، وكانت حاملاً فأسقطت، وبعد أن وصلت إلى المدينة المنورة بقيت تعاني من المرض إلى أن توفّيت في العام الثامن للهجرة، وروت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن رسول -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال عنها : (هي خير بناتي أُصيبت فيَّ)،[٧] وغسّلتها أم أيمن، وأم سلمة، وسودة بنت زمعة -رضي الله عنهنّ- جميعاً، وصلّى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في قبرها وبرفقته زوجها أبو العاص.

رقية رضي الله عنها

هي رقيّة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وأمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وُلدت قبل البعثة بسبع سنين، وأسلمت لمّا كانت في السابعة من عمرها مع أمها وأخواتها، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيعة النساء، وتزوّجها رجلٌ صاحب نسبٍ، ودينٍ، وخلقٍ، ومالٍ، وجمالٍ، ومن العشرة المبشرين بالجنّة، وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكانت رقيّة تكنّى بأم عبد الله، وذات الهجرتين، حيث هاجرت إلى الحبشة برفقة عثمان بن عفان، ثمّ هاجرت إلى المدينة المنورة، وتوفّيت -رحمها الله- بعد غزوة بدر، وكانت تبلغ من العمر اثنان وعشرون عاماً.

أم كلثوم رضي الله عنها

هي أم كلثوم بنت محمد -صلى الله عليه وسلم- الهاشمية القرشية، وأمّها خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، أسلمت مع أمها، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع أخواتها، وهاجرت إلى المدينة المنورة، وبعد وفاة أختها رقيّة -رضي الله عنها- زوّجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لعثمان بن عفان رضي الله عنه في العام الثالث للهجرة، وتوفّيت -رحمها الله- في العام التاسع للهجرة، وكان من فضائلها ما رُوي عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنّه قال: (شهدنا بنتا لرسول اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ورسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلَّم جالسٌ على القَبر، قال: فرأيت عينيه تدمعان، قال: فقال: هل منكم رجلٌ لم يُقارِف اللَّيلة؟ فَقال أبُو طلحة: أنا، قال: فانزِل قال: فنزل في قبرها).

قصة قلادة زينب

السابق
تحميل افضل برنامج مونتاج فيديو للكمبيوتر بالعربى مجانا
التالي
تحميل افضل برنامج مونتاج فيديو للكمبيوتر بالعربى مجانا

اترك تعليقاً