ديني

قصة اصحاب الكهف

مكان اصحاب الكهف

بعد أن قررّ الفتية الهروب بدينهم خوفاً من الحاكم، أووْا إلى كهفٍ واسع، أضحى برحمة الله جنّةً لهُم، وقد ألقى الله على آذانهم في هذا الكهف النومَ الذي أراح بهِ قلوبهم وأعطاهم بهِ السكينة والطمأنينة لمدة ثلاثمائة وتسع سنوات. اختلف الباحثون وعلماء الآثار في تحديد مكان الكهف الذي لجأ إليه الفتية، وحاولوا معرفة مكانهم ومكان كهفهم تحديداً، ووقع الاختيار على عدّة أماكن في المنطقة الخاضعة للحكم الرومانيّ استناداً إلى الدراسات التاريخيّة والأثريّة التي أجراها الباحثون. رجّح معظم الباحثين أنّ كهف الرقيم، الذي يقع في قرية اسمها الرّجيب قرب منطقة سحاب جنوب العاصمة الأردنيّة عمّان هو موقع الكهف الوارد في القرآن الكريم وخصوصاً بعد أن تبيّن وجود مسجد أعلى الكهف كما تؤكّد على ذلك الآية القُرآنيّة الكريمة بقوله تعالى: (فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا ۖ رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا)،كما أقرّ البعض أنّه قد يكون كهف إفسوس الواقع في الأراضي التركيّة في منطقة هضبة الأناضول، ويقع هذا الكهف في جبل بيون من الجهة الجنوبيّة للجبل.

اسماء اصحاب الكهف

أسماء هؤلاء الفتية السبعة تختلف تبعاً للمراجع, فوردت في بعض الوثائق في التراث كالتالي:

  • مكسيميليانوس
  • أكساكوستوديانوس
  • يامبليكيوس
  • مرتينيانوس
  • ديونيسيوس
  • أنطونينوس
  • قسطنطينوس (أبو يوحنا).

اصحاب الكهف و الرقيم

في تفسير قول الله تعالى : ( أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا ) الكهف/9 :

والظاهر أن أصحاب الكهف والرقيم : طائفة واحدة أضيفت إلى شيئين أحدهما معطوف على الآخر خلافا لمن قال : إن أصحاب الكهف طائفة وأصحاب الرقيم طائفة أخرى ، وأن الله قص على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم هذه السورة الكريمة ” قصة أصحاب الكهف ” ولم يذكر له شيئا عن أصحاب الرقيم وخلافا لمن زعم أن أصحاب الكهف هم الثلاثة الذين سقطت عنهم صخرة فسدت عليهم باب الكهف الذي هم فيه فدعوا الله بأعمالهم الصالحة وهم : البار بوالديه والعفيف والمستأجر ، وقصتهم مشهورة ثابتة في الصحيح إلا أن تفسير الآية بأنهم هم المراد بعيد كما ترى ، واعلم أن قصة أصحاب الكهف وأسماءهم وفي أي محل من الأرض كانوا كل ذلك لم يثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم شئ زائد على ما في القرآن وللمفسرين في ذلك أخبار كثير إسرائيلية أعرضنا عن ذكرها لعدم الثقة بها .

قصة اصحاب الكهف مختصرة

تتمحور قصة أهل الكهف حول مجموعة من الفتية (لم يتمّ تحديد عددهم بشكل دقيق) وكلبهم الذي كان يرافقهم، حيث كانوا يعيشون في قرية يحكمها حاكم كافر جائر، وكان أهل هذه القرية ضالون ومشركون، يعبدون الأصنام ويدافعون عنها ويقدمون لها القرابين، ويؤذون كل من يتطاول عليها، فكان هؤلاء الفتية يتفكرون في خلق السماوات والأرض ويستنكرون أن تكون الأصنام هي من خلقت هذا الكون العظيم، فهم كانوا يؤمنون بإله أكبر من هذه الأصنام العاجزة، فرفضوا السجود لهذه الأصنام، فساعدهم الله و ثبتهم على إيمانهم وهداهم، فحاول هؤلاء الفتية إقناع أهل القرية بعدم السجود للأصنام، وعندما سمع الملك بخبرهم أهدر دمهم، وأراد أن يقتلهم جميعهم، فما كان منهم إلّا أن شدّوا رحالهم وخرجوا من هذه القرية الفاسقة، ليتمكّنوا من عبادة الله وطاعته، فهداهم الله إلى كهف ليأمنوا فيه، وخرج أهل القرية للبحث عنهم ولكن الله أضل طريقهم وأعمى أبصارهم عن الكهف، وعندما وصل الفتية إلى الكهف، استلقوا فيه ليناموا، ولكن المعجزة كانت بأن الله أنامهم لأكثر من 300 سنة، وكانت حكمة الله في أن جعلهم يتقلبون خلال نومهم حفاظاً على صحة أجسادهم وحجب عنهم أشعة الشمس الحارقة، بعد هذه القرون الثلاثة وأكثر، أيقظهم الله، فأحسوا كأنهم ناموا يوماً واحداً، وعندما خرج أحد الفتية إلى القرية وجد أنها تغيرت وعندما رآه أهل القرية استعجبوا لشكله ولثيابه وللنقود التي يحملها، وأيقن عندها أهل القرية قدرة الله تعالى بعد أن رأوا المعجزة بأعينهم، فآمن أهل القرية بالله تعالى، ومن بعدها أمات الله الفتية مرة أخرى لتبقى قصتهم الخالدة دليلاً على قدرة الله تعالى.

اسماء اصحاب الكهف الحقيقية

وقد اختلف اهل العلم فيها اختلافا واسعا، ولكن وجدت في مخطوطة قديمة أن اسماءهم هكذا:

  • شَادَنُوشْ
  • دَبَرْنُوشْ
  • مَرْنُوشْ
  • مِثْلِينَا
  • مَكْثَلِينَا
  • يَمْلِيخَا
  • كَفَشْطَطِيُو
  • قِطْمِيرْ

مسلسل اصحاب الكهف

 

‌ملخص قصة اصحاب الكهف مختصرة

ورد ذكر أصحاب الكهف في سورةِ الكهف لِيضرب اللهُ خير مثالٍ في قدرته على إحياء الموتى، فقد كانوا مجموعةً من الشّبان لا يعلم عددهم إلّا قليل، عاشوا تحت ظلّ إمبراطورٍ رومانيٍّ طاغيةٍ يُدعى ديقيانوس، وكان هو وقومه يَعبدون مع الله ما لا ينفعهم ولا يَضرّهم من الأصنام، ويُدافعون عنها ويؤذون كلّ من يَكفر بها. كان هؤلاء الفتية عُقلاء يُحكِّمون عقلهم ويرفضون السُّجود لغير خالقهم، ويستنكرون تَصرّفات أبناء قومهم، ولم يَجدوا طريقاً للنّجاة بدينهم وأنفسهم إلّا عن طريق الهِجرة من بلادهم؛ فتركوا بيوتهم المُريحة وذهبوا ليستقرّوا في كهفٍ مُظلمٍ، وصار ملاذهم ومأمنهم ليعبدوا الله فيه. يسّر الله لهؤلاء الفتية كلّ وسائل الرّاحة والأمان في هذا الكهف الموحش؛ فوقاهم من أشعة الشّمس الحارقة؛ حيث كانت تشرق عن يمين كهفهم وتغرب عن شماله، وأنامهم الله ثلاثمئة سنة وزادهم تسعاً، ومن رحمة الله بهم أنهم كانوا يتقلّبون في نومهم؛ وذلك كي لا تهترئ أجسادهم، ومن أجل بثّ الرّعب في قلوب من رآهم، فقد كانوا كالأموات ولكن يتحرّكون، وكان كلبهم نائماً على باب الكهف ويمنع دخول أيّ أحدٍ إليه. استيقظ الفتية بعد كلّ هذه المدة، وكان أوّل استفسارٍ لهم هو المُدة الّتي قضوها نياماً، فمنهم من قال إنّهم ربما ناموا يوماً أو بَعضَ يوم، ولكنْ سُرعان ما نسوا المُدّة وطلبوا من أحدهم الذّهاب خِلسةً إلى المدينة وإحضار أزكى طعامٍ فيها، فجمعوا مالهم وطلبوا منه أن يتوخّى الحذر كي لا يمسكه الإمبراطور الظّالم أو أيّ أحدٍ من أعوانه؛ فيجبرهم على العودة إلى دين الكفر، أو أنْ يرجمهم حتّى الموت. ذهب أحدهم إلى المدينة ورأى فيها من التّغييرات ما رأى، فقد تغيّرت الوجوه والأماكن وأسلم أهل القرية طوال فترة مَبيتهم، وأحسّ أهل المدينة بالشّخص الغريب الّذي دخل عليهم من لباسه، ومن دهشة وجهه، ومن النّقود الّتي كان يحملها، وعرفوا على الفور من يكون، وفرحوا به كثيراً؛ فقد كان من بين أوائل المسلمين في تلك المدينة، وهذا دليلٌ واقعيٌّ على قدرة الله تعالى على الإحياء، وبعد أن ثبتت معجزة إحياء الموتى قبض الله روح هؤلاء الفتية.

قصة اصحاب الكهف نبيل العوضي

السابق
طريقة عمل المعمول
التالي
البقر

اترك تعليقاً