من هو اليتيم شرعاً
أصل اليتيم في اللغة من الانفراد، واليتيم من فقد أباه، وإن فقد أمه مع أباه كان يتيماً أيضاً، كرسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وفَقْد الأب ليس بالأمر الهيّن على الأولاد، فهو السبب في تحصيلهم لكلّ ما يحتاجون من طعامٍ ولباسٍ ورزقٍ، والأب هو الذي يتحمّل مسؤولية تربيتهم والعناية بهم، وهم جميعاً عائلةٌ فيشكّل فقدانه الخلل بينهم، وهذا الخلل لا يمكن له أن يجبر، وقد ذكر الله -تعالى- اليتيم في مواضعٍ كثيرةٍ من القرآن الكريم، منها ما يُوصي به، ومنها ما يبين رحمة الله به، فقال: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ)، فقد جاء ذكر الأيتام مع المساكين وذوي الأرحام، ورغّب الأغنياء في الإنفاق على الأيتام كما هو الإنفاق على الوالدين والأقربين والمساكين وابن السبيل، ولقد أفرد الله -تعالى- بداية سورة النساء للحديث عن الأيتام وحالهم، والطريقة الأمثل في معاملتهم، وجعل لهم كذلك قسماً من أموال الغنائم بعد الحرب، وجعل إطعام اليتامى وحبّهم من صفات المؤمنين، وذمّ الله أهل الجاهلية لعدم إحسانهم إلى اليتيم، وأخبر النبي محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم عن يتمه، حيث كان في صغره عند عمّه، ثمّ انتقل إلى جدّه، حتى بلغ الرشد، وبعد ذلك أوصاه باليتيم وبرعايته ومحبته، فقال: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى) ثمّ أوصاه قائلاً: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ).
من هو اليتيم وكم عمره
اليتيم هو من مات أبوه في صغره، ويزول اليُتْمَ بالبلوغ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا يُتْمَ بَعْدَ احْتِلَامٍ» (رواه أبو داود، والبيهقي في السنن الكبرى، وصحَّحه الألباني)، ولقوله تعالى: {وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ} [النساء من الآية:6]، ولا يدخل في اليتامى من ماتت أُمّه مع بقاء أبيه.
من هو اليتيم يتيم الأب أم الأم
اليتيم في اللغة؛ هو الانفراد. فمن فقد أباه في الناس فهو يتيم، ولا يقال لمن فقد أمه يتيم؛ بل منقطع. اما من فقد أباه وأمه معاً؛ فهو (لطيم). وهذا التدرج في وصف الانفراد الذي هو اليتم؛ من اجل دلائل البلاغة في اللغة العربية؛ التي لا تجاريها فيها أي لغة أخرى. لأن لفظ (يتيم)؛ أخف وقعا على السمع من لفظ (منقطع)، لأنه يعبر عن حالة اخف من اخرى؛ كما ان (يتيم ومنقطع) أخف من (لطيم)؛ فم…اذا يعني (الانقطاع واللطم) إذن..؟
الانقطاع هو الانقسام والانفصال والفرقة. ولاشك ان من فقد أمه؛ فإن بؤسه اشد من فقده لوالده؛ ذلك ان دور الام؛ يفوق دور الأب في الحضانة والرعاية، وهذا يفسره قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (.. أمك ثم أمك ثم أمك؛ ثم أبوك).
أما (اللطم)؛ فهو ضرب الخد والوجه حتى تتضح الحمرة، وفي هذا تعبير عن الحسرة واليأس وعمق الجراح، نتيجة فقد الأب والأم معا. وهذه حالة اعظم من اليتم بف…قد الأب؛ والانقطاع بفقد الأم.
إن الولد لا يدعى يتيما بعد بلوغه ومقدرته على الاعتماد على نفسه، اما الجارية فهي يتيمة حتى يبنى بها. قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم). هذا؛ إذا آنستم منهم رشدا. وقد تلازمهما التسمية بعد ذلك (مجازا)، فالرسول صلى الله عليه وسلم ظل يسمى يتيم أبي طالب، لأنه رباه.
وصورة اليتم في المجتمع؛ مكونة رئيسة في نسيجه العام منذ ان خلق الله الخلق، لأن النوازل والفواجع تَكِرّ كر الليالي والأيام ولا تتوف، وما يخفف من قسوة الحالة وبشاعة الصورة؛ هو ذلك التكافل الاجتماعي التعاوني، الذي أرست قواعده الشريعة الاسلامية السمحة؛ فجاء تعزيز الأمر برعاية اليتامى وحفظ حقوقهم المشروعة؛ وتربيتهم وتهيئتهم للحياة؛ في القرآن الكريم في (23) مرة بلفظ؛ (اليتم واليتيم واليتيمة والأيتام واليتامى). في (23) آية قرآنية. وتكرر ذكر ذلك في الحديث النبوي الشريف مرات كثيرة.
معنى يتيم بالانجليزي
orphan
مكانة اليتيم في الإسلام
لقد كرم النبي صلى الله عليه وسلم الذي نشأ يتيماً اليتامى على الأرض من المسلمين تكريماً عجيباً، ووالله لو لم يأت في السنة إلا هذا الحديث الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة لكفى، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين) أسمعت يا عبد الله؟ يقول حبيبك رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين، وأشار النبي بالسبا…بة والوسطى) الله أكبر! أي فضلٍ وأي شرف، ولفظ رواية مسلم : قال صلى الله عليه وسلم: (كافل اليتيم له أو لغيره -أي إذا كان اليتيم من قرابته أو كان اليتيم أجنبياً عنه لا يعرفه- معي في الجنة كهاتين، وأشار بالسبابة والوسطى) أي فضل وأي شرف لمن يكفل اليتيم أن يكون مرافقاً في الجنة للنبي صلى الله عليه وسلم.
نقل الحافظ ابن حجر في الفتح مقولة عن ابن بطال إذ يقول: حق على كل من سمع بهذا الحديث أن يعمل به ليكون رفيق النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فهي أفضل منزلة في الآخرة. من منا لا يريد أن يرافق الحبيب في الجنة؟ بل لقد ورد في الحديث الذي رواه أبو يعلى وقال الحافظ ابن حجر في كتاب الأدب معلقاً على هذا الحديث الذي استشهد به: وإسناده لا بأس به من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أنا أول من يفتح باب الجنة، فأرى امرأة تبادرني -أي تسرع خلفي لتدخل معي إلى الجنة- فأقول لها: مالكِ؟ من أنتِ؟ فتقول المرأة: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) امرأة جلست تربي أيتامها بعد موت زوجها تسارع رسول الله صلى الله عليه وسلم لتدخل معه الجنة، قال الحافظ ابن حجر : وقد يشتمل هذا الحديث على الأمرين، أي: على أمر السرعة والمنـزلة معاً، تسرع لتكون مع رسول الله ولتكون في منـزلة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة، يقول لها الرسول صلى الله عليه وسلم: (مالكِ؟ من أنتِ؟ فتقول: أنا امرأة قعدت على أيتام لي) جلست على أيتام لها لتربيهم تربية طيبة بالحلال الطيب، بعيداً عن أجواء المعصية العفنة عياذاً بالله جل وعلا. بل وفي الحديث الذي رواه النسائي بسندٍ جيد من حديث أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (اللهم إني أحرج -والحرج هو: الإثم الشديد والذنب العظيم- اللهم إني أحرج على حق الضعيفين اليتيم والمرأة).
وأختم بهذا الحديث الذي رواه البخاري و مسلم من حديث أبي هريرة ، وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الساعي على الأرملة والمسكين -والأرملة هي التي مات زوجها وترك لها أولاده- كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل). أسمعت يا عبد الله إلى هذا الفيض وإلى هذه النعم؟! (الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله، وكالذي يصوم النهار ويقوم الليل) أي فضلٍ هذا؟! والله الذي لا إله غيره إن من تخلى عن هذا الفضل لمحروم في الدنيا والآخرة. الساعي على من مات عنها زوجها وترك لها أفراخها الصغار أجره عند العزيز الغفار كأجر المجاهد في سبيل الله الذي حمل نفسه وروحه على أسنة السيوف والرماح وطلب الشهادة من الله جل وعلا، أو كالذي يتعب نفسه ويصوم النهار ويقوم الليل لله العزيز الغفار جل وعلا
حقوق اليتيم العشرة
(1) حرمة المال:
يقول تعالى: ‘وأتوا اليتامي أموالهم ولاتتبدلوا الخبيث بالطيب’ *** النساء:2، ويقول تعالى: ‘ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما، انما يأكلون في بطونهم نارا’ *** النساء: 10، ويقول تعالى: ‘ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتي يبلغ أشده’ الأنعام
(2) حرمة القهر:
القهر: هو الغلبة مع عدم القدرة علي الانتصار للحق أو الأخذ علي يد المعتدي، يقول تعالى: ‘فأما اليتيم فلاتقهر الضحي: 9
( 3) حق الاكرام:
الكرم: هو الاعطاء بسهولة، دون عوض مادي أو معنوي، والكرم اذا كان بالمال فهو الجود، وان كان بكف ضرر مع القدرة عليه فهو العفو، وان كان ببذل النفس فهو الشجاعة، يقول تعالى: ‘كلا بل لاتكرمون اليتيم’ الفجر: 17
(4) حرمة الدع (الدفع):
الدع: الدفع بجفاء وعنف، يقول تعالى: ‘أرأيت الذي يكذب بالدين. فذلك الذي يدع اليتيم الماعون:2،3
(5) حق الاطعام:
يقول تعالى: ‘ويطعمون الطعام علي حبة مسكينا ويتيما وأسيرا’ الانسان: 8، ويقول تعالى: ‘أو اطعام في يوم ذي مسبغة. يتيما ذا مقربة البلد: 15، 16
(6) حق الايواء
يقول تعالى: ‘ألم يجدك يتيما فأوي ‘ الضحي:6
(7) حق حفظ الميراث حتي بلوغ سن الرشد:
يقول تعالى: ‘وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة وكان تحته كنز لهما وكان أبوهما صالحا’ فأراد ربك أن يبلغا أشدهما ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك’ الكهف : 82
(8) حق الاحسان:
الاحسان: لغة فعل ماينبغي ان يفعل من الخير، والاحسان أعم من الأنعام، والاحسان فوق العدل وذاك ان العدل ان يعطي ماعليه ويأخذ ماله، أما الاحسان فانه يعطي أكثر مماعليه، ويأخذ أقل ماله، فتحري العدل واجب، وتحري الاحسان ثواب وتطوع، والاحسان في الشريعة: ‘ان تعبد الله كأنك تراه’ حديث نبوي شريف (صحيح) يقول تعالى: ‘وبالوالدين احسانا وذي القربي واليتامي’ البقرة: 83، ويقول تعالى: ‘وآتي المال علي حبه ذوي القربي واليتامي والمساكين’ البقرة: 177، ويقول تعالى: ‘قل ماانفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامي والمساكين’ البقرة: 215
(9) حق القسط:
بكسر القاف وسكون السين، هو العدل، والقسط لضم القاف هو الجور، يقول تعالى: ‘وان تقوموا لليتامي بالقسط’ النساء: 127
(10) الحق في الفيء
الفيء: لغة الرجوع ، وعند الفقهاء: هو مايحل أخذه من أموال الكفار، بلا قتال، كالخراج والجزية، وهو لكافة المسلمين، ولايخمس، واما المأخود بقتال فيسمي: الغنيمة: والبعض يطلق الفيء علي كل ما أخذه الامام (الخليفة) من أموال الكفار، غنيمة أو جزية أو اخراجا او مال صلح، والفيء في الاصطلاح هو مايوضع في بيت المسلمين، يقول تعالى: ‘ما أفاء الله علي رسوله من أهل القري فله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل ‘ الحشر: 7 _
من هو اليتيم واللطيم
اليتيم في اللغة العربية تعني أن يعيش الإنسان بشكل منفرد أو حتى فقد الأم والأب ويوجد اليوم الكثير من الأخطاء الشائعة بين الناس وهو أن اليتيم من فقد والده أو والدته قبل أن يبلغ، إلا أن كلمة يتيم تطلق على من فقد والده فقط ولا يطلق على من فقد الأم، وعلى الجانب الأخر نجد لقب اللطيم والذي يطلق على من فقد كل من الأب والأم معا على شرط أن يكون قد فقدهما قبل سن البلوغ وهنا يطلق عليه اللطيم.