حيوانات

الخنزير

طباع الخنزير

لخنزير حيوان عشبي لاحم (omnivore) خبيث الطبع، تجتمع فيه صفات السباع اللاحمة وصفات البهائم العشبية، وهو إضافة إلى ذلك حيوان نَهم كانس، يكنس الحقل والزريبة، ويأكل كل شيء، فيأكل القمامات، ويأكل الفضلات بما في ذلك فضلاته البرازية، كما يأكل القاذورات والديدان وكل النجاسات، والخنزير حيوان نهم شَرِه، لا يمتنع عن أكل أي شيء، فيأكل الجرذان والفئران، والجِيَف المتعفنة، وحتى جيف أقرانه.

يروي الدكتور هانس هايترش قصة طريفة تُدلل على نهم الخنزير وشراهتة، جرت هذه الواقعة في أحد المشافي العسكرية؛ حيث كانت هناك حظيرة للخنازير ملحقة بالمشفى، لإعداد الطعام للمرضى والعاملين في المشفى، وفي أحد الأيام تدافعت الخنازير على الفرن المملوء بالضمادات المضمخة بالقيح والمهياة للحرق، فالتهمتها، وتوفيرًا للعلف قررت إدارة المشفى أن يصبح نصف الضمادات المبللة بالقيح والأوساخ طعامًا للخنازير، وهكذا أصبح مرضى ذلك المشفى يغذون بلحم خنازير مفعمة بالسموم والذيفانات!

تبلغ أنثى الخنـزير الأمريكي والأوروبي بعد خمسة أشهر من ولادتها، وتصبح قادرة على الحمل والإنجاب، لكن عمر البلوغ لأنثى الخنـزير الصيني أقل من ذلك؛ إذ تصبح قادرة على الحمل بعد ثلاثة أشهر فقط من ولادتها، وتتكرر دورة الشبق لها مرة كل 21 يومًا، وتبلغ مدة الحمل 3 أشهر و3 أسابيع و3 أيام؛ أي: 114 بومًا.

وتضع الأنثى بين 3-12 خنوصًا في كل مرة، ويمكنها أن تلد ثلاث مرات في السنة، ويتراوح معدل الإنجاب لأنثى الخنـزير الواحدة 15-30 خنوصًا في العام الواحد، وتحتاج الأنثى 21 يومًا لإرضاع صغارها، و5 أيام للعودة إلى دورة الشبق.

والخنزير حيوان سريع النمو، فهو يزن عند الولادة حوالي 2 كلغ، لكنّ وزنه يتضاعف أكثر من 50 مرة، ليصل في غضون ستة أشهر إلى قرابة 112 كلغ، ويرجع سبب هذا النمو السريع إلى الزيادة الكبيرة في إفراز هرمون النمو عند الخنزير.

ماذا يأكل الخنزير

يعتبر غذاء الخنزير البري منوع بشكل مذهل , فهو تقريباً يتغذى على أي شيء يتاح أمامه , مثل الفواكه والمكسرات وأنواع النباتات المختلفة الأخرى , كما أنه يتغذى على الحيوانات الصغيرة مثل الغزلان والقوارض , وأيضاً جيف الحيوانات النافقة والحشرات.

لحم الخنزير والغيرة

 

فوائد لحم الخنزير

وهو غني بالبروتينات والفيتامينات الأساسية والمعادن والأحماض الأمينية الجيدة للصحة العامة. لحم الخنزير العجاف ، عندما قلص من الدهون المرئية ، هو غني بالعناصر الغذائية ، ومرض ، وجيد لك. بعض أجزاء لحم الخنزير مثل قطعة لحم الخاصرة ، قطع الخاصرة وشريحة لحم الخاصرة يتم إجراء من التخفيضات العجاف وأكثر صحة من الدجاج.

ومن أضراره

يحتوي لحم الخنزير على الدهون بكميّة كبيرة، ويمتاز بأن الدهن فيه يدخل ضمن الخلايا العضليّة، كما تتواجد خارج خلاياه في الأنسجة الضامّة، بينما لحوم الأنعام تنفصل فيها الدهون عن النسيج العضليّ ولا تتموضع الدهون في باقي. وقد أثبتت الدراسات العلميّة أن الإنسان حينما يتناول دهون الحيوانات التي تأكل العشب فإن دهون الحيوانات آكلة العشب تُستَحلب في أمعاء الإنسان وتُمتَص وتتحوّل إلى دهون إنسانيّة، أمّا حينما يأكل لحوم الحيوانات التي تفترس وتأكل اللحوم فإن استحلاب دهونها يكون عسيراً في أمعاء الإنسان، ويتمّ امتصاص جُزيئات مادّة الغليسريدات الثلاثيّة الموجودة في دهن الخنزير كما هي إلى الأمعاء دون أن تتحول أو تترسّب في أنسجة جسم الإنسان، فتبقى كدهون حيوانيّة أو خنزيريّة. ومن المُثير للدّهشة ملاحظة د.هانس هايترش التي يقول فيها إن الذين يأكلون شحوم الخنزير من أيّ منطقة من جسم الخنزير فإنّها تترسّب عند الإنسان في نفس المنطقة ذاتها عند الإنسان الآكل للحم الخنزير، وهكذا وجد د.هانس أنّ النّساء اللواتيّ يأكلن فخذ لحم الخنزير يُشاهد بكل وضوح لديهن تشوّه في الفخذين والإليتين، والكولسترول الناتج عن تحلّل لحم الخنزير في جسم الإنسان يظهر في دمه على شكل كولسترول جزئيّ؛ أي أنّه كولسترول كبير الذرّة، ممّا يُؤدّي ارتفاع الضغط الدمويّ بكثرة، ويُؤدّي كذلك إلى تصلُّب الشرايين، وهما عاملان من عوامل الخطورة التي تُعتَبر تمهيداً لاحتشاء عضلة القلب. وقد توصل البروفيسور Roff إلى أنّ الكولسترول الموجود في الخلايا السرطانيّة الجوّالة يُشابه الكولسترول الذي يتشكّل عند تناول لحم الخنزير، ويُعتَبر لحم الخنزير لحماً غنيّاً بالمُركّبات التي تحتوي على نسبة عالية من الكبريت، ممّا يُؤثّر على قابليّة امتصاص الأنسجة الضامّة للماء، فتُصبح الأنسجة الضامّة كالإسفنج وتَكتسب شكلاً كيسيّاً واسعاً، ممّا يُؤدّي إلى تراكم بعض المواد المُخاطيّة في الأوتار وفي الأربطة والغضاريف، ويُؤدّي ذلك إلى ارتخائها، ممّا يُهيّئ للإصابة بالالتهابات، وخاصة الالتهاب المعروف بالتهاب المفاصل التنكسيّ؛ وهو يُصيب المَفاصل بين الفقرات خاصّةً، ويُؤدّي كذلك إلى تنكّس في العظام.

لماذا حرم لحم الخنزير على المسلمين

بيّن الله تبارك وتعالى العلّة في تحريم لحوم الخنزير في قوله تعالى: (فَإِنَّهُ رِجْسٌ)؛[٦] أي أنه نجس، وهو ضار ومؤذٍ ونتن، وهذه العلة تُعتبر علةً ذاتيّةً؛ فهي قائمة لا تنفكّ أبداً عن لحم الخنزير. وهذا يوضح أن العلّة في التحريم ليست علّةً عارضةً أو علّةً مُكتسبةً. فالعلة العارضة، كأكل الخنزير للقاذورات والقمامة والنفايات، يحدث في بعض الدول دون غيرها؛ لأن الدول في الغرب يُطعمون الخنزير الأعلاف الطيبة، ويُربّونها في حظائر صحيّة ونظيفة ومُغلقة ومُكيّفة، وعندها تنتفي العلة العارضة. وكذلك العلة في كون الخنزير رجس أيضاً ليست مُكتسبةً؛ فلا تزول بزوال سببها، كإصابتة الخنزير ببعض الأمراض، مثل الأمراض الطُفيليّة، والأمراض البكتيريّة، والأمراض الفيروسيّة؛ لأنّ هذه الأمراض مُكتسبة ويُمكن السيطرة عليها سواءً بالعلاج بالمُضادّات الحيويّة التي تُستخدم ضدّ مُسبّبات الأمراض السابقة، أو باستخدام اللّقاحات الوقائيّة، وهي شائعة الآن وتُستخدَم بشكل واسع، وبهذا كلّه تنتفي العلل المُكتَسبة ولا تكون عللاً صالحةً للتّحريم. بانتفاء العلة العارضة وانتفاء العلّة المُكتسَبة ينتفي الحكم، وفي ذلك تكذيب لكلام الله تعالى الذي يتلوهُ المسلمون إلى قيام الساعة، وتبقى العلة الذاتيّة هي العلّة التي لا تنفك أبداً عن لحم الخنزير، وهي كونه نجساً في ذاته، وضارّاً ذاتيّاً، ومُؤذياً لمن يأكله أو يتعامل معه؛ بالتربية أو يتعامل مع لحمه جزارةً وأكلاً، فالعلة في كون الخنزير رجس هي الأصل في الحكم الشرعيّ وبقائه.

لحم الخنزير في المسيحية

عمومًا لا توجد لدى أغلبية الطوائف المسيحية موانع بأكل لحم الخنزير. علمًا أن بعض الطوائف المسيحية تحرم أكل الخنزير ومن أبرز هذه الطوائف كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، والأدفنست، وكنيسة الله المتحدة واليهود المسيانيين.

الخنزير البري

الخنزير البرّي (الاسم العلمي: Sus scrofa) حيوان بري من رتبة مزدوجات الأصابع، وهو سلف الخنازير المستأنسة التي تربى في المزارع والمناطق الريفية حول العالم، والتي يمكنها أن تتناسل بسهولة وأسلافها البرية. وهو يعرف أيضا بالعربية بالعفر أو الحلوف في دول المغرب العربي. ويتواجد الخنزير البرّي في معظم دول أوروبا الوسطى وحوض البحر المتوسط بما فيها شمال أفريقيا حيث يقطن تقريبًا كل غابات المغرب في جبال الأطلس، في سلسلة جبال خمير بشمال تونس وتقريبًا كل غابات شمال الجزائر حيث يكثر في المرتفعات الغابوية والجبلية. كما يقطن الخنزير البري في براري جنوب العراق وفي أهوار البصرة وكذلك في شمال العراق إضافة إلى شرق وشمال سوريا خصوصًا منطقة الجزيرة وغابات جبال الساحل السوري. وبعض أجزاء ليبيا وموريتانيا وإيران وتركيا، بالإضافة إلى لبنان وفلسطين، كما يمتدّ موطنه أيضًا ليشمل جزءًا كبيرًا من آسيا يمتد حتى إندونيسيا جنوبًا، وقد أدخلت الخنازير البرّية بنجاحٍ إلى العديد من الدول الخارجة عن نطاق موطنها الطبيعيّ.

ينتمي الخنزير البرّي إلى فصيلة الخنزيريات وهي الفصيلة نفسها التي ينتمي إليها الخنزير الثؤلولي أو الحلّوف، وخنزير الآجام الإفريقيين بالإضافة للعفر القزم من شمالي الهند والبابيروسة من إندونيسيا وغيرها. تظهر الخنازير البرية في ميثولوجيا العديد من الحضارات القديمة، كالحضارة اليونانية والفينيقية والفارسية على أنها حيوانات شجاعة شرسة، وفي أحيان أخرى على أنها شريرة، ولا تزال وجهات نظر الناس حتى اليوم مختلفة بشأن هذه الحيوانات، فالبعض يراها حيوانات قويّة شجاعة جديرة بالاحترام، بينما يراها البعض الآخر مزعجة وطفيليّة.

الخنزير البري حلال

فقد قال الله تعالى “أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ”

وقال النبي صلى الله عليه وسلم في البحر: هو الطهور ماؤه، الحل ميتته. رواه مالك في الموطأ وغيره.

ولذلك فإن خنزير البحر يعتبرطاهرا حلالا ولا يحتاج إلى ذكاة ؛ لأنه من صيد البحر

قال العلامة خليل المالكي في المختصر: المباح طعام طاهر… والبحري وإن ميتا…

وقد قال بعض أهل العلم بكراهته لاشتراكه في الاسم مع الخنزير ، ولكن الراجح هو الإباحة كما- أشرنا- لعموم نصوص الوحي وعدم ورود التخصيص.

قال ابن أبي زيد المالكي في الرسالة مع شرحه: وَحَرَّمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَكْلَ لَحْمِ الخنزيروَشُرْبَ لَبَنِه ، وَالْمُرَادُ الْخِنْزِيرُ الْبَرِّيُّ لِإِبَاحَةِ أَكْلِ خِنْزِيرِ الْمَاءِ وَكَلْبِهِ وَآدَمِيِّهِ عَلَى الْمَشْهُورِ. اهـ

 

السابق
بماذا تشتهر إسبانيا
التالي
ماذا تعرف عن البطريق

اترك تعليقاً