الحياة والمجتمع

صفات الظالم

هل يشعر الظالم بظلمه

لا تظلم من منحك الحب وابتسامة الحياة

“الرياض” تطرح الموضوع وتناقشه من عدة جوانب، فكان هذا التحقيق.

أشكال كثيرة

في البداية قالت “أحلام الزيد”: من الصعب جداًّ أن يكاشف الإنسان ذاته بأنه ظلم؛ لأن النفس البشرية جبلت على الأنانية والتمركز حول الذات، مضيفةً أن للظلم أشكالاً كثيرة، فربما ظُلم الإنسان بسلوك أو بكلمة أو بنظرة، وربما ظلم نفسه وذلك أكبر صور الظلم، مبينةً أن هناك من الشخصيات من تتساهل في حقوقها، ومن تضع نفسها في موقف الضحية بشكل دائم، ومن تسمح للآخرين في كل مرة بإيذائها، بل ربما تساهلت في العفو والسماح، لذلك فإن الآخرين يعاودون ذات المواقف الظالمة دون تفكير، وهنا يظلم الإنسان نفسه، موضحةً أنه من الصعب جداًّ أن يذهب الظالم للمظلوم ليقر بأنه ظلمه!، ولكن من السهل جداًّ أن يرى المظلوم يتألم فلا يبادر بتعديل مواقفه الظالمة، بل ولا يراجع ذاته ويتعهد بالكف عن الإيذاء.


الإنسان يحتاج إلى وقفات مع نفسه حتى لا يظلم الآخرين

طبيعة المكابرة

وأوضحت “جيهان المطير” أن الإنسان عليه أن لا يضع نفسه في موقف الظالم أو المظلوم، فكلتا الحالتين موجعة وغير محببة، مضيفةً أن المرء لا يعترف بأنه ظلم؛ لأن طبيعة النفس البشرية المكابرة، فهناك من الأفراد من يمتلكون كل الصفات التي تدفعهم لأن يتعرفوا على ذواتهم إن كانت في موقف الظلم أو المظلوم، إلاّ أنهم يتصفون بالمكابرة التي تحول دون صدقهم مع نفسهم، مبينةً أن مقاييس الناس حول الظلم تختلف بحسب ثقافة ووعي الإنسان، وكذلك إدراكه لمفاهيم العدل، فكلما اقترب من الحياة بتجارب متنوعة ووضع في مواقف الظلم وتجرع الألم بسببها، استطاع أن يمسك بالمرآة التي تعكس الوجه الآخر لسلوكياته، بل وقياسها بمقياس الظلم من عدمه، لافتاً إلى أن بعض الأمور التي تُرى أنه ليس فيها ظلم، قد تكون هي الظلم الكبير لشخص آخر، والعكس قد يحدث.


د.محمد القحطاني

عوامل الشفافية

وأكد “د.محمد بن مترك القحطاني” -عضو هيئة التدريس بقسم علم النفس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- على أن الإنسان يستطيع أن يصل إلى الشفافية التي يكتشف فيها أنه ظالم أو مظلوم، إلاّ أن ذلك يتطلب عدة عوامل وشروط؛ فهناك عوامل خاصة بالفرد وأخرى خاصة بالمجتمع، مضيفاً أن العوامل الخاصة بالفرد ترتبط بالعوامل الدينية، فحينما يكون الإنسان صادق مع الله، فإنه سيكون صادق مع نفسه ومع الآخرين، وكذلك هناك عوامل نفسية كالوعي الذاتي، وهو أن يعرف الفرد إمكاناته وقدراته، وذلك على سبيل المثال كالشخص الذي لديه رغبة في التخصص العلمي وهو ليس لديه قدرة على التعامل مع الأرقام والمعادلات، مشدداً على أهمية وضع الفرد في مكان الآخرين، وذلك يتطلب عدم التمركز حول الذات، فعلى سبيل المثال هناك طفل يحب أن يجلس في المقعد الأمامي في الذهاب والعودة دون أن يفكر في بقية أخوته، وهو ما يثبت التمركز حول الذات، وذلك ما يقاس على بعض الكبار، فهم لا يستطيعون أن يروا أنفسهم مكان الآخرين!.

تضخيم الذات

وأوضح “د.القحطاني” أن تضخيم الذات له دور كبير في عدم الاعتراف بظُلم الآخرين، فهناك من لديه جنون العظمة، فيعتقد أن لديه إمكانات كبيرة، في حين الواقع يؤكد عكس ذلك، مضيفاً أن عدم لوم الذات له دور في تكرار الظلم، مشدداً على أهمية دور المربين أو الوالدين بتعزيز التعاليم الدينية لدى أبنائهم، بحيث يكونوا صادقين مع أنفسهم والمجتمع، كما أنه يجب أن يُعرِّفوا الأبناء على الحقوق التي لهم، وكيفية المطالبة بها، والواجبات التي عليهم، ناصحاً بمساعدة الأبناء على التعرف على إمكاناتهم وقدراتهم، وتوجيهم التوجيه السليم في المجتمع، كما أنه من المهم مساعدتهم على تكوين مفهوم ذات إيجابي عن طريق التحليل والتشجيع؛ لأن الفرد يتصرف من خلال مفهومه الذاتي.

اعتراف واعتذار

وذكر “د.القحطاني” أن لتقديم العقاب من خلال مؤسسات المجتمع المدني وللمربين أشكال مختلفة، لكن لابد أن يكون حجم العقاب مماثلاً لحجم السلوك غير المرغوب فيه، فالأم التي تعاقب الطفل لابد أن تعاقبه بشكل يتناسب مع الخطأ، حتى لا يشعر بالظلم حينما يكون العقاب كبيراً، مضيفاً أن الهدف من العقاب تعديل السلوك وليس العقاب، مبيناً أنه من المهم اختيار نوع العقاب الجيد من خلال الخبرة والقراءة، ذاكراً أن بعض الأمهات تُرتب الأشياء التي تعرف أن الطفل يحبها، وحينما يخطأ تحرمه منها، وبمجرد توبته من ذلك السلوك توقف العقاب، مشيراً إلى أن العقاب لا يمكن إيقافه بشكل مطلق مع الكبار، وهنا لابد من تعزيز السلوك الجيد لدى البالغين، فحينما يحسن التصرف لابد من وقف العقاب.

وأضاف أنه إذا اكتشف الإنسان ظلمه للآخرين، فإن أجمل ما يمكن أن يحصل هو الاعتذار، وهذا أجمل شيء، حتى يشعر بالراحة، أما إذا شعر أنه مظلوم فيجب أن يتوكل على الله ويصبر ويحتسب، مشدداً على أهمية أن يُغيّر الشخص من طريقة تفكيره للأمور، ويحاول أن يقبل بعضها بشكلها الإيجابي، حتى يرتاح، فيشعر أن هناك تناغماً بين العقل والجسد.

 

نصرة المظلوم وفضيحة الظالم

دعاء المظلوم يصعد إلى السماء بسرعة الصاروخ ولكن استجابة الله له قد تتأخر بعض الوقت ، لأن الله يمهل للظالم حتى اذا أخذه أخذه أخذ عزيز مقتدر ولا يفلته.

الظالم قد يكون يعلم انه يظلم ولكنه يتمادى في ذلك حتى يتم اللجوء إلى دعاء المظلوم، وهذا الأمر كارثي وسيكون حسابه عند الله عسير وأشد وقد يكون هذا الظالم طمس الله على قلبه وأصبح يستلذ بهذا الظلم الذي يمارسه مع الناس وهذا سيأخذه الله أخذ عزيز مقتدر وحسابه أقوى وأشد.

دعاء المظلوم الكافر

لا يجوز ظلم شخص حتى ولو كان فاجرا أو كافرا، فهناك البعض يفعل ذلك بحجة أن هذا الشخص عاصي فيقول النبي “دعوة المظلوم مستجابة حتى ولو كان فاجرًا”، ويحق للمظلوم الدعاء على من ظلمه، وتذكيره بأن الدعاء أكبر منه ومن أي شيء، منوهًا بأنه يمكنه احتساب الأجر عند الله سبحانه وتعالى.

حقيقة التعارض بين قول الله «عما يعمل الظالمون» وحديث «اتق دعوة المظلوم»

الظلم ظلمات يوم القيامة وأعظم ما يقع فيه العبد من ذنب ان يظلم أحد، فالإمام ابن رجب ذكر فى شرح حديث رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: « اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ، فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ» فإن الله تعالى يستجيب لدعوة المظلوم حتى وإن كان كافرا.

لايوجد تعارض بين الحديث الشريف السابق وبين قول الله تعالى: «وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ»، و الآية تبين أن الله تعالى قد يملى للظالم ولا يأخذ حق المظلوم منه فى الدنيا وإنما يؤخر العقاب له فى الآخرة.

«وقد يعاقب الله تعالى الظالم فى الدنيا ويريه جزاء ظلمه للناس أو أكله لأموالهم وغيره من أنواع الظلم»، مشيرًا إلى أن الله تعالى ينوع فى عقاب الظالمين فقد يأخذ منهم حق المظلوم فى الدنيا وقد يؤخره إلى يوم القيامة فلا يوجد تعارض بين الآية والحديث.

دعاء الرسول على الظالم 

– دعا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على الَّذينَ قتَلوا أصحابَ بئرِ معونةَ ثلاثينَ صباحًا يدعو على رِعلٍ ولِحيانَ وعُصيَّةَ عصتِ اللهَ ورسولَه قال أنسٌ: أنزَل اللهُ في الَّذينَ قُتِلوا ببئرِ معونةَ قرآنًا قرَأْناه حتَّى نُسِخ بعدُ: أنْ بلِّغوا قومَنا أنْ لقينا ربَّنا فرضي عنَّا ورضينا عنه

حكم قول حسبي الله ونعم الوكيل

يجوز للإنسان الذي يتعرض للظلم البين من شخص آخر أن يقول «حسبي الله ونعم الوكيل في ذلك الشخص الذي ظلمني»، لأن الإنسان المظلوم جعل الله سبحانه وتعالى حسبه وحماه وحفظه ووكيله ووليه في ذلك الظلم الذي تعرض له من قبل شخص آخر.

ودعاء المظلوم بقول حسبي الله ونعم الوكيل، من أروع الأذكار التي يقولها الإنسان عند ظلمه، فحينما يقول الإنسان «حسبي الله ونعم الوكيل في ذلك الشخص الذي ظلمني» فهو بذلك سلم وفوض أمره لله عز وجل يفعل ما يشاء فإن انتقم للمظلوم فهذا مراده وإن لم ينتقم وطيب خاطر المظلوم فهذا أفضل وإن جعل المظلوم يعفو ويغفر ويصفح فهذا أفضل أيضًا وأجره على الله عز وجل.

دعاء المظلوم مكتوب


“اللهم اجعل كيده في تضليل ، وأرسل عليه طيرا أبابيل ، وألقه في الحطمة الكبرى ، خذه أخذ عزيز مقتدر . اللهم اهلكه هلاكا عاجلا ، كما أهلكت عادا وثمود”.

دعاء المظلوم من السنة


( اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي ، وهواني على الناس ، أرحم الراحمين ، أنت أرحم الراحمين ، إلى من تكلني ، إلى عدو يتجهمني ، أو إلى قريب ملكته أمري ، إن لم تكن غضبان علي فلا أبالي ، غير أن عافيتك أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات ، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، أن تنزل بي غضبك ، أو تحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك )

دعاء المظلوم في الفجر

اللهم إن الابن له أب يشكو إليه .. وللجند قائدا يرفعون أمرهم إليه .. وللناس أميرا يقضي حوائجهم .. وأنا عبدك الفقير بين يديك .. مالي سواك .. مالي سواك .. مالي سواك يا رب العالمين

يا مجيد يا مجيد يا مجيد، يا فعال لما يريد، يا قوي يا شديد، يا عزيز يا رشيد، يا ذا البطش الشديد، يا من يبدأ الخلق ثم يعيد

يا عزيز ذو انتقام، يا منتقم يا جبار، يا مكور الليل على النهار، يا قهار ياقهار يا قهار، يا مجير يا نعم المولى يا نعم النصير

يا نعم المجيب، يا صادق الوعد يا عظيم الوعيــــد.. يا الله

حكم نظرة المظلوم

نصرة المظلوم أيا كان دينه ومعتقده ومذهبه وقوميته ولغته ولونه وجنسه واجب ديني وإنساني؛ لا سيما أن دول العالم شرقا وغربا تتعرض لنزيف مفزع وتدمير مادي ومعنوي”.

حكم قراءة المظلوم سورة يس على الظالم


رسول الله -صلى الله عليه وسلم – علمنا الإحسان إلى الناس في حال أحسنوا، وعدم ظلمهم في حالة الإساءة، ويجب على المسلم ألا يُسيء استخدام الأذكار والأوراد في إيذاء الغير، ولا يجوز للمظلوم أن يقرأ سورة يس بنية إيذاء من ظلمه.

ولا مانع من قراءة سورة يس بنية أن يرفع الله تعالى عنه الظلم، ويفرج كربه، وليس كما يعتقد بعض الناس بالإيذاء بسورة يس، وإنما بنية أن ييسر الله تعالى له استرداد حقه ممن ظلمه.

ذنوب لا تغفر إلا بعفو المظلوم

الله لم يخلق العباد ليعذبهم، مشيرا إلى أن الله يعفو عن الذنوب التى بينه وبين العباد، أما الحقوق التى بين العباد وبعضهم فلا يعفو عنها إلا إذا عفا صاحب الحق والمظلوم عن حقه، والحقوق التى بين العباد لابد للعبد أن يسامح فيها عن حقه فإن لم يسامح فعلى المخطئ أن يبادر بإرجاع الحق لصاحبه إن كان ماديا أو الاعتذار عنه إن كان شيئا معنويا.

دعوة المظلوم الكافر

الله تعالى يستجيب من المظلوم لو كان فاجرًا، ويقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بَعَثَ معاذًا إلى اليمن وقال له: «اتَّقِ دعوةَ المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب» ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وينتصر الله للمظلوم حتى لغير المسلمين، كما أن علماء الإسلام يقولون إن الكافر العادل خير من المسلم الظالم.

ماذا يطلب المظلوم من الله يوم القيامة

المظلوم يطلب من الله يوم القيامة أن يرد إليه حقه من ظالمه، فيقول الله عز وجل، للعبد المظلوم: «انظر إلى هذه الدور والقصور، فيقول له: «هي لك إن عفوت عن أخيك» فيقول عفوت عنه، فيقول خذه وأدخل به الجنة»، والظلم ينقسم إلى 3 أقسام، الأول: ظلم العبد فيما يتعلق بجانب الله، وهو الشرك وهذا أعظمها، والثاني: ظلم العبد لنفسه، والثالث: ظلم العبد لإخوانه.

«حالة واحدة» لا يستجيب الله فيها دعاء المظلوم

قال الدكتور مبروك عطية، الداعية الإسلامي، إنه ورد عن العلماء أن هناك حالة واحدة لا يستجيب الله تعالى فيها دعاء المظلوم.

وأوضح «عطية» أن ابن كثير خاصة ومعه العلماء قالوا إن هناك دعوة لمظلوم لا تُستجاب، منوهًا بأن هناك مظلوما يدعو ولا يستجيب الله سبحانه وتعالى له، وهو الذي تسبب في ظلم نفسه عندما رفض أمر الله ولم يكتب “حقه” الدين فأكله مدينه.

وأضاف أن ذلك لأن الله تعالى أمر بكتابة الدين فرفض الامتثال لأوامره تعالى، مستشهدًا بقوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَاكْتُبُوهُ ۚ وَلْيَكْتُب بَّيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ ۚ وَلَا يَأْبَ كَاتِبٌ أَن يَكْتُبَ كَمَا عَلَّمَهُ اللَّهُ ۚ فَلْيَكْتُبْ وَلْيُمْلِلِ الَّذِي عَلَيْهِ الْحَقُّ» الآية 282 من سورة البقرة.

هل يرتاح الظالم في حياته

لماذا يعطي الله الظالم

عقوبة الظالم لزوجته

وعد الله -تعالى- الزّوج الظّالم لزوجته بعقابٍ ما، إمّا في الحياة الدنيا وإمّا في الحياة الآخرة؛ وفيما يأتي بيان عقاب الزّوج الظّالم:

  • عدم الرّاحة والطمأنينة والسّكينة في الحياة الدنيا.
  • الضّنك في العيش وتعسّر الأمور وصعوبتها.
  • الضلالة وعدم الهِداية، فيُحرم الزّوج الظّالم من التوفيق والهداية إلى الصواب في أموره.
  • الهلاك في الحياة الدنيا وفي الحياة الآخرة؛ فالظّلم يعود على صاحبه حتّى يهلكه وهذه سنّة الله -تعالى- في الحياة.
  • العذاب العظيم يوم القيامة؛ فالظّلم في الحياة الدّنيا يصبح ظلمات يوم القيامة، حيث قال الله -تعالى- عن عذاب الظالمين في الآخرة: (إِنّا أَعتَدنا لِلظّالِمينَ نارًا أَحاطَ بِهِم سُرادِقُها وَإِن يَستَغيثوا يُغاثوا بِماءٍ كَالمُهلِ يَشوِي الوُجوهَ بِئسَ الشَّرابُ وَساءَت مُرتَفَقًا).
  • الحرمان من الشّفاعة يوم القيامة؛ قال الله تعالى: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْآزِفَةِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ).
  • خسارة الحسنات يوم القيامة، إذْ يُؤخذ من حسنات الظالم لتوضع في حسنات المظلوم، أو يُؤخذ من أوزار المظلوم لتُوضع في كفّة الظالم.
  • الدّعاء على الظّالم مُستجاب، فدعوة المظلوم على الظّالم مُستجابة؛ قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: (اتقِ دعوةَ المظلومِ، فإنّها ليس بينَها وبينَ اللهِ حجابٌ).

هل ينتقم الله من الظالم في الدنيا

قضى الله -سبحانه وتعالى- أن يُمهل الناس الظالم ولا يعجّلوا لهم العقوبة؛ لحِكَم كثيرة، منها: استدراج الظالم ليأخذه الله -تعالى- على أقبح حالٍ وأشنع صورةٍ، وفي ذلك قال الله سبحانه وتعالى: (إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)،وقد يكون الإمهال فرصةً للتّوبة والرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، فمن صفاته أنّه حليم، أو أنّ المظلوم قد سبق له ظلم أحد في حياته، فيكون الظلم الواقع عليه عقوبةً له على ظُلمه السابق.

إنّ الله -سبحانه وتعالى- توعّد للظالمين بتعجيل العقوبة لهم في الدنيا؛ لسوء الظلم، وكثرة أضراره على المجتمع، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (ليس شيءٌ أُطِيعَ اللهُ -تعالى- فيه أعجلَ ثواباً من صلَةِ الرحِمِ، وليس شيءٌ أعجلَ عقاباً من البغْيِ وقطيعةِ الرَّحم)،[١٠] ولذلك فإنّ عقوبة الظالم في الدنيا قد تظهر في خاتمته، فتكون نهايته أليمةً شديدةً؛ انتقاماً للمظلوم، حيث قال الرّسول صلّى الله عليه وسلّم: (إن اللهَ ليُملي للظالمِ، حتّى إذا أخذه لم يفلتْهُ، قال: ثمّ قرأ: (وَكَذَٰلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَىٰ وَهِيَ ظَالِمَةٌ ۚ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ)[١١])، كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- يخزي الظالم في الدنيا، ويذيقه مرارة الحياة وذلّها، ثمّ يذيقه عذاب الآخرة يوم القيامة، ومن مظاهر العقوبة الدنيويّة للظالم الحرمان من البركة وزوال النِّعم، فقد قال الله -تعالى- في سورة القلم، عن أصحاب الجنّة الذين عزموا على عدم إعطاء الفقراء حقّهم منها: (إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ*وَلَا يَسْتَثْنُونَ*فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ*فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ*فَتَنَادَوْا مُصْبِحِينَ*أَنِ اغْدُوا عَلَى حَرْثِكُمْ إِن كُنتُمْ صَارِمِينَ*فَانطَلَقُوا وَهُمْ يَتَخَافَتُونَ*أَن لَّا يَدْخُلَنَّهَا الْيَوْمَ عَلَيْكُم مِّسْكِينٌ*وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ*فَلَمَّا رَأَوْهَا قَالُوا إِنَّا لَضَالُّونَ*بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ).

وقد أخبر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّ دعاء الإنسان بالظلم غير مُستجاب، ومن ذلك الدّعاء بإثمٍ، أو بقطيعة رحم؛ حيث قال: (لا يزالُ يُستجابُ للعبدِ ما لم يدعُ بإثمٍ، أو قطيعةِ رحمٍ)،ومن صور العقوبة التي تحلّ بالظالم في الحياة الدنيا القِصاص، فقد جعل الله – تعالى- القِصاص وسيلةً لأخذ الحقّ من الظالم، حيث قال الله تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ)، كما أنّ الله -سبحانه وتعالى- أخبر في القرآن الكريم أنّه يُضلّ الظالمين في الحياة الدنيا، ولا يهديهم إلى الرُّشد والصلاح، حيث قال الله تعالى: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذينَ آمَنوا بِالقَولِ الثّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنيا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظّالِمينَ وَيَفعَلُ اللَّهُ ما يَشاءُ).

تعريف الظالم

هو الجائر على الناس المعتدي عليهم دون وجه حقٍّ، وهو اسم الفاعل من الفعل ظلم.

عندما يظن الظالم أنه مظلوم

السابق
ما هو السرطان الحليمي
التالي
علامات كره شخص لك

اترك تعليقاً