صحة عامة

كيف تجعلك أزمة منتصف العمر شخصاً أفضل؟

كيف تجعلك أزمة منتصف العمر شخصاً أفضل؟

بلغت إحدى صديقاتي الخامسة والأربعين من عمرها قبل بضعة أعوام، وكان لديها ابن في سن المراهقة، وعمل جيد، وزواج مستقر، وحياة مريحة؛ وربَّما قد يكون هذا هو التعريف المثالي لـ “الحياة الطبيعية”.

ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة إيفلين مارينوف (Evelyn Marinoff)، والذي تحدثنا فيه عن طبيعة أزمة منتصف العمر، وتقدِّم بعض النصائح للتعامل مع هذه الفترة وإدراك حقيقتها.

لكن مع ذلك، أخبرتني صديقة مشتركة أخرى أنَّ هنالك شيئاً غريباً حيالها؛ وعندما رأيتها شخصياً، بالكاد تعرفت عليها، وتأكدت من صدق ما قالته صديقتنا؛ فقد بدت رائعة للغاية، وكان السبب في ذلك: انتظامها في ممارسة التمرينات الرياضية مع مدرب اللياقة البدنية، والزيارات المنتظمة لعيادة التجميل.

لقد كان بإمكانها دائماً تحسين كل شيء، لكن لم يكن هذا هو التغيير “الصادم” بالنسبة إلي؛ فقد قالت لي: “إنَّني أشعر باختلاف، ولقد أصبح لدي مزيد من الاحترام الذاتي الآن، وأريد أن أعتني بنفسي بشكل أفضل؛ فأنا أرفض الشعور بالكآبة والتفكير في أنَّ حياتي قد انتهت”؛ ولكن بالنسبة إلى الغرباء، يبدو أنَّها كانت تعاني من أزمة منتصف العمر وتدخل في سن اليأس.

لقد توقع الجميع منها “التصابي” حتى تشعر بشبابها مرة أخرى؛ ورغم أنَّ هذا لم يحدث، أصبح الأمر أشبه بصورة نمطية؛ إذ يعتقد الجميع أنَّها إذا لم تسلك سلوكاً طائشاً هذا العام، فقد تفعل هذا في العالم المقبل؛ وإلَّا ما الذي قد يدفعها إلى هذا التحول المفاجئ سوى رغبتها في إثبات أنَّها لا تزال تتحلى بالنشاط والطاقة والجمال؟

إنَّها الطريقة النموذجية للتفكير في هذا العمر؛ إذ يتخيل بعض الناس عند تفكيرهم في أزمة منتصف العمر رجلاً يمتلك يختاً فاخراً ويبحر مع زوجته البالغة من العمر 20 عاماً، أو امرأة في الأربعينيات من عمرها تبالغ في الاهتمام بمظهرها ولباسها لتبدو أصغر سناً، وتشعر بأنَّها لا تزال تتمتع بحيوية الشباب.

ترسم هذه النماذج الاجتماعية الخيالية صورة سلبية عن سلوك طائش ومتهور، كالإسراف المفرط والخيانة والرغبة الجامحة في إعادة الزمن إلى الوراء؛ وقد يتغذى كل ذلك على الإحباط الذي يشعر به الشخص بسبب الأحلام والأهداف التي لم تتحقق، والحياة غير الهامة بما يكفي لترك أثر في العالم.

ما هي أزمة منتصف العمر؟

إنَّ التعريف الأكثر انتشاراً “لأزمة منتصف العمر” هو: “حدوث تحول مفاجئ في الهوية والثقة بالنفس للأفراد في منتصف العمر، والذي عادة ما يحدث بين عمر 45 و64 عاماً؛ وتُوصَف هذه الظاهرة بأنَّها أزمة نفسية ناتجة عن تسليط الضوء على سن المرء واقتراب الوفاة، وربَّما عن أوجه القصور في الإنجازات الحياتية؛ وقد يؤدِّي هذا إلى الشعور بالاكتئاب والندم والقلق، أو الرغبة في استعادة الشباب وإجراء تغييرات جذرية في نمط الحياة الحالي”.

لقد كان المحلل النفسي الكندي “إليوت جاكس” (Elliott Jaques) أول من صاغ هذا المصطلح في عام 1965، وسرعان ما أصبح المصطلح تفسيراً سائداً لأي شخصٍ يتغير أو يقوم بأفعال غريبة بعد بلوغه الأربعين؛ إذ في الواقع، يسهل علينا مصطلح أزمة منتصف العمر فهم هذه الفترة الانتقالية ووصفها وكأنَّها شيء كارثي أكثر من كونها رغبة في التحرر والتنفيس.

لكنَّ المثير للاهتمام هو أنَّنا لا نعيش هذه المرحلة من حياتنا بعد بلوغ عمر الأربعين؛ فوفقاً للبحث المنشور في مجلة “المحادثة” (The Conversation)، تظهر أزمة منتصف العمر في أوقات متباينة عند الرجال والنساء، حيث يمر الرجال بهذه المرحلة في عمر 35 إلى 45 عاماً، في حين يحدث هذا عند النساء ما بين عمر 45 و55 عاماً؛ كما تُظهِر دراسات أخرى حدوث هذه الأزمة في عمر الخمسين لدى كلا الجنسين.

أعراض أزمة منتصف العمر:

كما هو شائع في المراجع العلمية، فإنَّ الأعراض النموذجية لأزمة منتصف العمر هي:

  • الشعور بالاكتئاب وخيبة الأمل.
  • الغضب من الذات لعدم تحقيق النجاح الذي حققه الآخرون.
  • الحنين إلى سنوات الشباب.
  • عدم الرضا عن الحياة عموماً.
  • الشعور بالضغط نتيجة وجود الكثير من الأهداف التي ما زال المرء يرغب في تحقيقها، والشعور بعدم وجود الوقت الكافي.
  • الحاجة الماسة إلى التغيير أو القيام بشيء مختلف.
  • الشكوك حول الإنجازات والخيارات التي اختارها الشخص حتى الآن.
  • الرغبة في الشعور بالعاطفة والألفة والرغبة مرة أخرى.

ويمكن تلخيصها ببساطة في الشعور تدريجياً بالتعاسة، وبأنَّ الحياة لا مغزى لها.

لماذا تحصل أزمة منتصف العمر على مثل هذه السمعة السيئة؟

تُسهِّل معرفة المظاهر النموذجية لأزمة منتصف العمر فهم لماذا لا يتحمس المرء لهذه الفترة ولا يترقبها أو يُسعَد بها.

بالإضافة إلى العلامات المذكورة أعلاه، هناك علامات وأسباب أخرى تتسبَّب بشعورك بالتعاسة؛ إذ تمثل هذه الفترة بداية غروب الشمس في حياتك، والمرحلة التي تبدأ فيها ملاحظة خطوط الشعر الأبيض بوضوح، وكذلك التجاعيد وترهل الجلد، والشعور بعدم الانتماء بين الحشود الأصغر سناً، والشعور بأنَّك على أعتاب الشيخوخة.

قد يشرع بعض الأشخاص نتيجة لذلك في محاولة يائسة في بعض الأحيان لاستعادة الشباب من خلال القيام بسلوك متهور كالإسراف، أو ممارسة التمرينات الرياضية بشكل مفرط، وما إلى ذلك.

الغريب في الأمر أنَّ الإنسان يشعر بالسعادة العميقة بعد تخطيه أزمة منتصف العمر؛ ولكنَّ السبب وراء التعاسة المصاحبة لهذه الفترة غير واضح تماماً، ومن المرجح أنَّ هناك تفسيرات مختلفة لهذه الظاهرة، ويبدو أنَّ الأساس المنطقي السائد هو أنَّ هذا يرجع إلى “التوقعات غير المحققة” التي يصاحبها الشعور بالاكتئاب بطبيعة الحال، وإلى الشعور بأنَّنا أهدرنا حياتنا دون تحقيق أي شيء مؤثر حقاً.

تأخذ السعادة منحنى على شكل حرف U بالنسبة إلى الفرد، أي تصل السعادة إلى أعلى مستوياتها في مرحلة المراهقة وبداية العشرينيات، ثمَّ تتراجع حتى تصل إلى أدنى مستوياتها في منتصف العمر، ثمَّ تعاود الارتفاع مرة أخرى؛ ومن بين أولى الأبحاث التي دعمت هذه الفكرة، كانت أبحاث أستاذا الاقتصاد ديفيد بلانشفلاور (David Blanchflower) وأندرو أوزوالد (Andrew Oswald) في عام 2008، واللذان أثبتا باستخدام بيانات مصدرها 500 ألف شخص من الولايات المتحدة وأوروبا أنَّ أدنى نقطة للرفاهية والعافية الذاتية تحتوي على نحو 46 علامة، ثمَّ تزداد.

عند النظر إلى ما ورد أعلاه، تتجلَّى صورة غير مبهجة في المجمل، وهي فترة تشبه العصور المظلمة، إذ تُعدُّ فترة مرعبة وغير مرغوبة؛ ولكن مرة أخرى: هل يبدو كل شيء سيئاً حقاً في هذه الفترة؟

لماذا لا تعدُّ هذه الضجة صحيحة؟

كانت الأدلة المستقاة من الدراسات مثيرة للجدل إلى حد ما حول ما إذا كانت أزمة منتصف العمر موجودة بالفعل، وقد أظهرت بعض الأبحاث أنَّ فترة منتصف العمر الانتقالية موجودة، ولكنَّها لا تحدث في نقطة زمنية محددة، بل هي جزء من عملية الشيخوخة والنضج التي تحدث تدريجياً خلال مراحل حياتنا جميعاً، وكل هذا الضجيج المنتشر حولها ليس سوى ضجيج لا طائل له، ولا يعدو كونه توقعاً قد يخلق واقعاً ليس حقيقياً اعتدنا أن نصدقه دون تفكير.

وجدت دراستان طويلتان كنديتان أنَّه عند حساب المتغيرات -كالصحة والتوظيف والحالة الاجتماعية- تميل سعادتنا إلى الارتفاع خلال مرحلة الرشد، ممَّا يعني أنَّ الأشخاص في الأربعينيات من العمر يكونون أكثر سعادة ورضاً عموماً من الأشخاص في العشرينات أو الثلاثينيات من العمر.

كما ذكر مقال في مجلة سيكولوجي توداي (Psychology Today) البيان الآتي: “لا توجد بيانات تدعم أو تؤكد أنَّ أزمة منتصف العمر هي تجربة شمولية، ولا يزال أولئك الذين يجرون البحوث في هذا المجال يتساءلون لمَ تستمر هذه الخرافة، في الوقت الذي نفشل فيه في العثور على أدلة تثبت ذلك في بياناتنا”.

قد تتمثَّل السعادة بيانياً على شكل حرف “U”، ولكنَّ هذا لا يعني بالضرورة وجود أزمة؛ كما لا يوجد دليل على أنَّ هذه التجربة شمولية وتطال الناس جميعهم.

قبل عقود من الزمان، وبحلول الوقت الذي تبلغ فيه النساء الأربعينيات من العمر، كان يُنظَر إليهن على أنَّهن قد وصلن إلى سن النضج؛ ذلك لأنَّهن كنَّ يتزوجن في العشرينات من العمر، وينجبن أطفالاً على الفور تقريباً، ويرسِلنهم بعد عشرين عاماً إلى الجامعة، وتمر كل واحدة منهن نتيجة لذلك بمتلازمة العش الفارغ؛ أمَّا الآن، فنحن نعيش فترة أطول، وننجب الأطفال في سن متأخر، ممَّا يجعل الطريقة التي تتطور بها مسارات حياتنا المهنية والشخصية مختلفة تماماً.

لذا، فإنَّ العلم ليس دائماً على حق، فلا تقع ضحية لنبوءة تحقق ذاتها؛ ذلك لأنَّ ما أُملِيَ علينا ليس بالضرورة أن يحدث.

ما هي أزمة منتصف العمر حقاً؟

رغم أنَّ الكثيرين قد يحصِّنون أنفسهم ضد الأمور السيئة القادمة، فمن الهام أيضاً عدم النظر إلى الأمر من زاوية ضيقة أو التركيز على الأمور السيئة فحسب؛ مع العلم أنَّ فترة منتصف العمر جزء من عملية الشيخوخة الطبيعية التي يمر بها الجميع، وتتعلق بالتغيرات الجسدية التي تطرأ على جسدك.

بصرف النظر عن المظهر الخارجي، قد تساعد هذه الفترة على التغيير الداخلي بطريقة إيجابية أيضاً؛ وإليك بعض فوائد فترة منتصف العمر الانتقالية:

1. إنَّها وقت مناسب لإعادة تقييم حياتك:

يمكنك التفكير فيما نجح وما لم ينجح في حياتك؛ فبمجرد إعادة تقييم الماضي، يمكنك اكتساب فكرة أفضل عن نقاط قوتك، وكيفية استثمارها للعمل بأكثر الطرائق فاعلية في المستقبل.

2. فرصة لتغيير المسار:

عندما يمر العمر وتدرك أنَّ الوقت محدود، تتعلم أن تقدِّره أكثر من ذي قبل، ولا تنخدع بفكرة امتلاكك لعدد غير محدود من السنوات المتبقية؛ لذا تشكل فترة منتصف العمر فهمك لعبارة “افعلها الآن، أو لن تفعلها أبداً”.

3. إدراك ألَّا جدوى من القلق بشأن الأمور التافهة:

يصبح بإمكانك مع تقدُّم العمر رؤية الصورة الأكبر، وتكون قادراً على إدراك أنَّ بعض الأشياء لا تستحق طاقتك وغضبك ووقتك؛ ممَّا يدفعك إلى التركيز على تحقيق أهدافك بأقل قدر من التشتت.

4. فرصة للتخلي عن الماضي وكل ما أثر فيك سلباً:

لقد عشت بما يكفي لإدراك أنَّ الماضي ليس مؤشراً على المستقبل أبداً؛ لذا اتركه حيث ينتمي.

5. فرصة لمنح نفسك بعض الرعاية الذاتية المناسبة:

تُعدُّ هذه النقطة أكثر أهمية لمن كَبُر أطفالهم؛ فقد حان الوقت لرعاية نفسك، وقد ولَّت إلى غير رجعة كل السنوات التي كنت تتجاهل فيها نفسك لتكون أباً أو زوجاً أو رب منزل جيداً.

6. فرصة للبحث عن فرص جديدة وتغيير نمط الحياة:

لقد حان الوقت للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية كما كنت تتمنى دائماً، كما أنَّها فترة مناسبة لمحاولة الإقلاع عن التدخين أو تناول الطعام الصحي أو قراءة مزيد من الكتب والمقالات؛ وأيَّاً كان ما تريد تحسينه، استخدم سنوات منتصف العمر كفرصة للبدء فيما تريد فعله حقاً.

7. فرصة كي تجعل حياتك ذات معنى:

وفقاً لعالم النفس التنموي إريك إريكسون (Erik Erikson)، فإنَّنا نبدأ في مرحلة ما بين الـ 40 و65 عاماً بسؤال أنفسنا عن كيفية جعل حياتنا ذات مغزى، ويشير هنا إريكسون إلى ما يُسمَّى “التوالد”، وهو ببساطة “الاهتمام بتأسيس وتوجيه الجيل القادم”؛ ممَّا يعني أنَّ ما يجعل حياتك ذات مغزى حقاً هو الحرص على الاعتناء بأطفالك، وتوجيههم نحو المستقبل، وتربيهم تربية صحيحة ليصبحوا أناساً صالحين؛ وهذه هي الطريقة التي تترك بها بصمتك بعد رحيلك.

لماذا قد تجعلك “أزمة” منتصف العمر شخصاً أفضل؟

لا يجب أن تبدو سنوات منتصف العمر وكأنَّها عبء يثقل كاهلك، وألَّا تتمحور حول الاكتئاب وتقلب المزاج، أو الشعور بأنَّك عالق في الروتين ولديك أزمة وجودية؛ بل أن تتمحور حول إعادة التقييم والتفكير، وانتهاز الفرصة لتصبح نسخة مُحسَّنة من نفسك.

إليك بعض الطرائق التي يمكن أن تجعلك شخصاً أفضل في هذه المرحلة:

1. تتحسن صحتك العقلية:

تدرك في هذه المرحلة أنَّ بعض الأشياء لا تستحق التوتر أو القلق بشأنها، وتصبح أكثر هدوءاً وحكمة، وتتعلم تقبُّل الأمور التي لا يمكنك تغييرها؛ حيث أظهرت الدراسات أنَّه مع تقدمنا ​​في العمر، تقلُّ استجابتنا للندم؛ ممَّا يعزز من صحتنا العاطفية.

2. تبني علاقات أقوى:

نظراً إلى تحسن صحتك العاطفية، فإنَّك تصبح أكثر لطفاً مع الناس، وتتخلى عن الضغائن القديمة، وترغب في التغاضي عن الخلافات الصغيرة معهم، ولا تتوقف عند الأمور التافهة، وتنظر إلى الصورة الأكبر؛ وبالتالي، تصبح أكثر تقديراً لعلاقاتك، وتقضي مزيداً من الوقت مع الأشخاص الذين يهمونك حقاً.

3. تتحمس أكثر:

نظراً إلى أنَّك مررت ببعض التقلبات والتجارب والأخطاء في السنوات الماضية، يمكنك أن تصبح أكثر تركيزاً وحماساً وتحفيزاً، فترغب بالتالي في صياغة أهداف جديدة والتعلُّم من الدروس المستفادة وإيجاد طرائق أفضل لتحقيق ما تريد.

4. تعتني بنفسك بشكل أفضل:

ستسعى إلى تحقيق التوازن في حياتك، وتتخلى عن المشاعر المتطرفة، وقد تتبنى أسلوب حياة أكثر فلسفية، وتركز على الحاضر، وتحقق السعادة في كل لحظة تعيشها.

5. تشعر أنَّك أكثر ارتباطاً بالآخرين:

عندما تفكر في ترك أثر في هذا العالم والقيام بشيء ذي مغزى، قد تبحث عن طرائق لجعل العالم مكاناً أفضل؛ لذا يمكنك البدء بمساعدة الآخرين أكثر، أو التبرع للأعمال الخيرية، أو التطوع؛ وستدرك أنَّ الحياة الجيدة تتعلق بمزيد من الترابط، وليس بالمنافسة الاجتماعية.

6. تشعر بمزيد من الامتنان:

يمكنك في هذه المرحلة تحويل تركيزك من الحياة المهنية إلى العلاقات الشخصية، والاهتمام بها بشكل أكبر، وقضاء مزيد من الوقت مع العائلة والأصدقاء، وإحياء روابطك التي ربَّما أهملتها فيما سبق؛ وستشعر نتيجة لذلك بمزيد من الامتنان.

 

7. تكون أكثر إيجابية:

إذا اخترت رؤية الجانب الإيجابي والسعادة بما حققته وما تمتلكه في حياتك، وشعرت بالامتنان؛ فستتبنى منظوراً أكثر تفاؤلاً في الحياة، وتفتخر بحياتك على النحو الذي كانت عليه بدلاً من الشعور بالتعاسة والبؤس لأنَّها لم تتخذ مساراً آخر.

الخلاصة:

تذكَّر أنَّ هذه الفترة تشكل فرصة لإعادة تقييم حياتك وعلاقاتك وتحسينهما، وليس للتصرف بشكل غير لائق؛ كما يجب أن تكف عن تسميتها بـ “الأزمة”؛ ذلك لأنَّها ليست كذلك في الحقيقة، بل هي بمثابة استدعاء للشجاعة الكافية لكي تصبح الشخص الذي يُفترَض أن تكونه.

إنَّها تتعلق أيضاً بالبدء بكتابة فصل جديد من حياتك، ولا شيء مخيف في هذا الأمر، فمثلها مثل فصول الحياة الأخرى؛ لذا بدلاً من الخوف، يمكنك ترقُّب ذلك بقدر كبير من الإثارة، فقد حان الوقت أخيراً لترتيب أمورك والتركيز على ما يهم حقاً.

لقد أخبرتني صديقتي التي ذكرتها في بداية المقال بحديثٍ جيدٍ قبل بضع سنوات، حيث قالت: “لقد كنت محبطة لفترة من الوقت، وشعرت وكأنَّ حياتي على وشك الانتهاء؛ فقد كَبُر ابني، وكان عملي جيداً، وزواجي ناجحاً؛ ممَّا أدى إلى شعوري بأنَّني وصلت إلى أوج النجاح، ولم يعد هناك شيءٌ مثيرٌ لأتبعه وأسعى إليه؛ إلَّا أنَّني تعلمت التغاضي عمَّا مضى وتغيير أولوياتي، وبدأت فعل الأشياء التي أجَّلتها لسنوات.

تكون لدى الإنسان في الثلاثينيات من عمره أولويات مختلفة عن العشرينات، والشيء نفسه بالنسبة إلى الأربعينيات والخمسينيات من العمر مقارنة بما كانوا عليه في العقد الماضي؛ ويعني هذا أنَّه لا يمكن أن تكون أولوياتكِ وأهدافكِ هي نفسها في جميع مراحلكِ العمرية، وهذا شيء جيد.

تخيلي مثلاً أن تسهري مع أصدقائك طوال الليل عندما تبلغين الخامسة والأربعين من العمر. ستجدين أنَّ هذا لا يناسبك بالتأكيد، رغم أنَّه كان يناسبك عندما كنتِ تبلغين عشرين عاماً؛ وهذا ما أقصده بتغيير الأولويات”.

عندما استمعت إلى هذا الحديث، خطر في بالي سؤال: أين الأزمة في هذا كله؟

السابق
8 طرق لتحقيق التنمية الذاتية باستمرار
التالي
كيف تنجز عملاً قيماً واستثنائياً؟

اترك تعليقاً