ديني

كيف تحقق تقوى الله

كيفية تقوى الله

  • التحلي بأخلاق وصفات المتقين التي ذكرها الله عزّ وجل في القرآن الكريم: قال تعالى: ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ) [البقرة:177]
  • التمسك بهدي الرسول صلى الله عليه وسلم، والابتعاد عن البدع المستحدثة في الدين.
  • الابتعاد عن ما حرم الله، قال تعالى: ( تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ) [البقرة: 187].
  • التفكر في آيات الله الشرعية والكونية، قال تعالى : (إِنَّ فِي اخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ) [يونس: 6].
  • الإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن الكريم مع التدبر والاعتبار والعمل بما جاء فيه.
  • مرافقة الصحبة الصالحة، والابتعاد عن أهل الشر والبدعة.
  • قراءة سير المتقين، من الصالحين والمؤمنين، من أهل العلم والعبادة والزهد.
  • القيام بأركان الإسلام والإيمان، وصدق الاقتداء والانتماء لهذا الدين.
  • الوفاء بالوعد والصدق مع الله والناس.
  • كف الأذى عن الناس، وكظم الغيظ والعفو عنهم والإحسان إليهم.
  • التوبة إلى الله، وكثرة الاستغفار.
  • تعظيم شعائر الله.
  • الصبر على مصائب الدنيا، واحتساب ذلك عند الله.
  • الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • الاستشعار بعظمة الله، والوقوف بين يديه.
  • طلب العلم.

كيف نطبق التقوى في حياتنا

ينبغي للمسلم أن يتحرّى مخافة الله في كلّ تفاصيل حياته، فهو محتاجٌ لها، ولو كان أعلم العلماء وأتقى الأنبياء، لتثبّته في معترك الحياة، وقد أوصى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- معاذ بن جبل -رضي الله عنه- بذلك، فقال: (اتَّقِ اللهَ حيثُما كنتَ)، وفيما يأتي بيان بعض الأمور التي تُعين على تحقيق التقوى في حياة المسلم:

  • مخافة الله تعالى، واستحضار رقابته في السرّ والعلن، وأن يحفظ المسلم حواسه من كل قبيحٍ أو منكرٍ، فلا يسمع إلى فُحشٍ، ولا ينظر إلى محرّمٍ، ولا يتكلّم بسوءٍ.
  • الامتثال لأوامر الله تعالى، واجتناب نواهيه، وأن يُعوّد المسلم نفسه على مخالفة هواه، وعلى طاعة مولاه. الابتعاد عن أيّ شبهةٍ قد تُوقع المسلم في المحرّمات، وأن يكون حريصاً على ألّا يراه الله في مكانٍ أو موضعٍ لا يُرضي الله جلّ وعلا.
  • محاسبة النفس، والإسراع إلى اتباع السيئة بالحسنة، حيث قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ).
  • الخُلق الحسن، فربما يعتقد البعض أنّ التقوى قاصرةً على حقوق الله وعبادته العبادة الخاصة، ممّا يجعلهم يتهاونون في حقوق الناس، والتعامل معهم تعاملاً حسناً، لذلك حرص الإسلام على الجمع بين الخلق الحسن والتقوى التي لا تتم إلّا به.
  • معرفة عقبات الشيطان ومكائده للمسلم، فإنّ للشيطان مداخلاً يدخل بها إلى قلب المسلم، ويستدرجه من خلالها، حتى يُوقع به في الذنوب والمعاصي، قال ابن مفلح المقدسيّ: (اعلم أنّ الشيطان يقف للمؤمن في سبع عقباتٍ: عقبة الكفر، فإن سلِم منها ففي عقبة البدعة، فإن سلِم منها ففي عقبة فعل الكبائر، ثمّ في عقبة فعل الصغائر، فإن سَلِم ففي عقبة فعل المباحات، فيشغله بها عن الطاعات، فإن غلبه شغله بالأعمال المفضولة عن الأعمال الفاضلة، فإن سَلِم من ذلك وقف له في العقبة السابعة، ولا يسلم منها المؤمن، إذ لو سَلِم منها أحدٌ لسلم منها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي: تسليط الأعداء الفجرة بأنواع الأذى).

أسباب التقوى

إن للتقوى أسبابًا تحصل بها.. ومن هذه الأسباب ما يلي:

-الحرص على الطاعة (مطلق الطاعة لله عز وجل) بضوابطها المعروفة، قال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).
-زيادة الهمة والحرص على التشبه بالصالحين والتأسي بهم.
-ترك الحرام وما يؤدي إليه والابتعاد عن مجالس اللهو غير المباح، وإطلاق البصر، والرفقة السيئة.
– ترك الشبهات والمباحات خشية الوقوع في المكروه.
-التحلي بصفة التسامح والعفو عند المقدرة.
-الحرص على الصدق في كل أمورك (في القول والفعل)، وتعظيم شعائر الإسلام، في كل وقت.

ما هي ثمرات التقوى

ثمار التقوى

قال طارق بن حبيب في التقوى: (التقوى أن تعمل بطاعة الله على نور من الله، ترجو ثواب الله، وأن تترك معصية الله على نور من الله، تخاف عقاب الله)، وقال الحسن البصري: (ما زالت التقوى بالمتقين، حتى تركوا كثيرًا من الحلال مخافة الوقوع في الحرام)، وتجدر الإشارة إلى أنّ الله تعالى ذكر التقوى في القرآن الكريم في أكثر من مئتين وخمسين موضعٍ منه، وما ذلك إلا دلالة على أهمية التقوى، وبياناً لمكانتها العظيمة، وكذلك للثمار العديدة المترتبة على الالتزام بها والحرص عليها، وفيما يأتي بيان بعض الثمار المترتبة على التقوى:

  • والمحبة والتوفيق منه، حيث قال الله تعالى: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).
  • نيل محبة الله، حيث إنّ الله تعالى يحب المتقين من عباده، فقد ورد في القرآن الكريم: (بَلَىٰ مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ).
  • مغفرة ذنوب العبد التقي، وتمييزه للحق من الباطل، حيث قال الله سبحانه: (يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا إِن تَتَّقُوا اللَّـهَ يَجعَل لَكُم فُرقانًا وَيُكَفِّر عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِر لَكُم).
  • تفريج الهموم والغموم التي تصيب العبد، ونيله للرزق العظيم من الله تعالى، حيث قال: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ).
  • التوفيق للعمل النافع المفيد، والتيسير له، حيث قال الله سبحانه: (وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّـهُ وَاللَّـهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ).
  • قبول الأعمال الصالحة، حيث إنّ الله تعالى يقبل الأعمال الصالحة من عباده المتقين، فقد قال: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّـهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: (وعند أهل السنة والجماعة يتقبل العمل ممّن اتقى الله فيه، فعمله خالصًا لله، موافقًا لأمر الله، فمن اتقاه في عمل تقبله منه، وإن كان عاصياً في غيره، ومن لم يتقه فيه لم يتقبله منه، وإن كان مطيعاً في غيره).
  • نيل الولاية من الله تعالى، فالعبد ينال الولاية إن كان متقياً لله سبحانه، فالتقي لا يخاف ممّا يجري له من الأحداث في الأزمان، ولا يأسف أو يندم على ما مضى، فالله تعالى يعوّضه ويبدله خيراً مما مضى.
  • تيسيير الأمور، فالعبد التقي ييسر الله تعالى له أمورها جميعها، ويسهّل عليه الأمور العسيرة الصعبة. الأمن والوقاية والصون من كيد الأعداء ومكرهم وشرورهم، حيث قال الله عز وجل: (وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّـهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ).
  • الفوز بالجنة في الحياة الآخرة، والنجاة من النار، حيث قال الله تعالى: (وَالْآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ).

مظاهر التقوى

مظاهر التقوى

  • سلامة القلب من الحقد، والضغينة، والبغضاء، والحسد، حيث يكون مليئاً بالحب، واللين، والرقّة، والعطف، وعامراً بذكر الله.
  • نشر العلم، والخير، والفضيلة، وذكر الله، والإصلاح بين الناس.
  • مساعدة الآخرين، وتقديم النفع لهم.

أهمية التقوى

تظهر أهمية التقوى وفضلها في:

1- أنها وصية الله عز وجل للأولين والآخرين، كما قال تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ… ﴾ [النساء: 131].

2- هي وصية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، كما في حديث العرباض بن سارية: ((أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدًا حبشيًا، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بستني وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل بدعة ضلالة)).

3- أنها وصية جميع الرسل الكرام عليهم الصلاة والسلام:

كما قال تعالى: ﴿ كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 105، 106]، وقال تعالى ﴿ كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ * إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلَا تَتَّقُونَ ﴾ [الشعراء: 123، 124]. وكذلك هي وصية صالح ولوط وشعيب وموسى عليهم أفضل الصلاة والتسليم.

4- أفضل زاد يتزود به العبد، كما قال تعالى: ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

5- أهل التقوى هم أولياء الله عز وجل وهم أكرم الناس:

قال تعالى: ﴿ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴾ [يونس: 62، 63].

وقال تعالى: ﴿ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [الجاثية: 19].

6- أن الله عز وجل أمر المسلمين بالتعاون على التقوى ونهاهم عن التعاون على ما يخالفها.

7- فقال تعالى: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ﴾ [المائدة: 2].

قصص عن التقوى

السابق
ما اسم تراب القبر
التالي
لماذا يوضع القطن للميت

اترك تعليقاً