ديني

كيف تكون الصدقة

كيف تكون الصدقة

كيف تكون الصدقة

أنواع الصّدقات كثيرةٌ، ولها أشكالٍ وكيفيّات عدةٍ، وفيما يأتي بيان ذلك:

  • صدقة المال وكل ما هو ماديّ وملموس: وهذا النّوع يساعد على قضاء حاجة الغير.
  • المعروف بأنواعه: وهو صدقةٌ كما روى جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (كُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ)،أي أنَّ كل معروفٍ يأخذ حكم الصّدقة في الأجر والثَّواب.
  • ذكر الله -تعالى-: كالتسبيح، والتهليل، والحمد، فقد روى أبو ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يُصْبِحُ علَى كُلِّ سُلَامَى مِن أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ، فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ صَدَقَةٌ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقَةٌ، وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى).
  • النَّهيُ عن المنكر، وإماطة الأذى عن الطريق: حيث روت أُمُّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (إنَّه خُلِقَ كُلُّ إنْسانٍ مِن بَنِي آدَمَ علَى سِتِّينَ وثَلاثِ مِئَةِ مَفْصِلٍ، فمَن كَبَّرَ اللَّهَ، وحَمِدَ اللَّهَ، وهَلَّلَ اللَّهَ، وسَبَّحَ اللَّهَ، واسْتَغْفَرَ اللَّهَ، وعَزَلَ حَجَرًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، أوْ شَوْكَةً، أوْ عَظْمًا عن طَرِيقِ النَّاسِ، وأَمَرَ بِمَعروفٍ، أوْ نَهَى عن مُنْكَرٍ، عَدَدَ تِلكَ السِّتِّينَ والثَّلاثِ مِئَةِ السُّلامَى، فإنَّه يَمْشِي يَومَئذٍ وقدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ).
  • الابتعاد عن الشَّر والحذر منه: فعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (ولْيُمْسِكْ عَنِ الشَّرِّ، فإنَّها له صَدَقَةٌ).
  • الكلمة الطيبة والذهاب إلى الصلاة صدقة: فقد روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (والكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وكُلُّ خُطْوَةٍ يَخْطُوها إلى الصَّلاةِ صَدَقَةٌ).
  • سدُّ حاجة المساكين: كإطعام الطّعام، فقد قال -تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا* إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّـهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا)
  • بناءُ كلِّ ما ينفع النّاس: كالمساجد، وأماكن شرب الماء، ودور الأيتام والعجزة، والمكاتب العامّة، ودور الإصلاح لمن يرتكب الجرائم، ويدخل فيها إصلاح الطرق والأراضي الزراعية
  • نشرالعلم وتوفير كتاب الله -تعالى- وطباعته: حيث روى أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ مِمَّا يلحقُ المؤمنَ مِن عملِه و حسناتِه بعد موتِه، عِلمًا علَّمَه و نشرَه، أو ولدًا صالحًا تركَه، أو مُصحفًا ورَّثَه).
  • التيسير على النّاس والتسامح معهم: فقد قال -تعالى-: (وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (كانَ تاجِرٌ يُدايِنُ النَّاسَ، فإذا رَأَى مُعْسِرًا قالَ لِفِتْيانِهِ: تَجاوَزُوا عنْه، لَعَلَّ اللَّهَ أنْ يَتَجاوَزَ عَنَّا، فَتَجاوَزَ اللَّهُ عنْه)
  • الصّدقة على غير المسلمين والأسرى: ومن بينهم أهل الكتاب، كما قال -تعالى-: (لَّا يَنْهَاكُمُ اللَّـهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
  • الرّحمة بالحيوان: فقد ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (بيْنَما رَجُلٌ يَمْشِي بطَرِيقٍ، اشْتَدَّ عليه العَطَشُ، فَوَجَدَ بئْرًا فَنَزَلَ فيها، فَشَرِبَ ثُمَّ خَرَجَ، فإذا كَلْبٌ يَلْهَثُ، يَأْكُلُ الثَّرَى مِنَ العَطَشِ، فقالَ الرَّجُلُ: لقَدْ بَلَغَ هذا الكَلْبَ مِنَ العَطَشِ مِثْلُ الذي كانَ بَلَغَ بي، فَنَزَلَ البِئْرَ فَمَلَأَ خُفَّهُ ثُمَّ أمْسَكَهُ بفِيهِ، فَسَقَى الكَلْبَ فَشَكَرَ اللَّهُ له فَغَفَرَ له قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ، وإنَّ لنا في البَهائِمِ أجْرًا؟ فقالَ: نَعَمْ، في كُلِّ ذاتِ كَبِدٍ رَطْبَةٍ أجْرٌ).

أسباب قبول الصدقة

هناك عدّة أسبابٍ لقبول الصدقة، وبيانها فيما يأتي:

  • إخلاص النيّة لله -تعالى-؛ فمن شروط قبول أي عمل إخلاصه لله -تعالى- وحده، قال الله -تعالى-: (قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّـهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)، وقد جاء عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: (إِنَّ اللهَ تعالى لا يَقْبَلُ مِنَ العملِ إلَّا ما كان له خالصًا، وابْتُغِيَ بِهِ وِجْهَهُ).
  • الحذر من الرياء والابتعاد عن النِّفاق والعُجب والتفاخر: فهذه الصّفات ليست من شيم المؤمن، وقد وعد الله -تعالى- من يُخفي الصّدقة بفضلٍ عظيم يوم القيامة، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ورَجُلٌ تَصَدَّقَ بصَدَقَةٍ فأخْفَاهَا حتَّى لا تَعْلَمَ شِمَالُهُ ما تُنْفِقُ يَمِينُهُ)، وهو من السبعة الذين يظلّهم الله -تعالى- في ظلّه يوم القيامة كما جاء في الحديث النبويّ.
  • الحذر من العدول عن الصدقة والتراجع عن فعل الخير: كما في حديث عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (حَمَلْتُ علَى فَرَسٍ في سَبيلِ اللَّهِ، فأضَاعَهُ الذي كانَ عِنْدَهُ، فأرَدْتُ أنْ أشْتَرِيَهُ وظَنَنْتُ أنَّه يَبِيعُهُ برُخْصٍ، فَسَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقالَ: لا تَشْتَرِ، ولَا تَعُدْ في صَدَقَتِكَ، وإنْ أعْطَاكَهُ بدِرْهَمٍ، فإنَّ العَائِدَ في صَدَقَتهِ كَالعَائِدِ في قَيْئِهِ).
  • الحرص على التّصدق بما أحلّ الله -تعالى- وبأحسن الأشياء وأطهرها وأفضلها، والابتعاد عن الشح والبخل، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (أَيُّها النَّاسُ، إنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إلَّا طَيِّبًا).
  • اجتناب إلحاق الضرر بالمحتاجين وذلك عن طريق المنِّ والأذى، وقد حذّر الله -تعالى- المتصدّقين من هذا الفعل بقوله -سبحانه-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَىٰ كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَّا يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا وَاللَّـهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ).
  • التبّرع ولو بالقليل وعدم الاستهانة بمقدار الصدقة: فعن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ)، والمسارعة بالصّدقة قبل فوات الأوان، كما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (فَلْيَتَّقِيَنَّ أَحَدُكُمُ النَّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ).

فضائل الصدقة

إنّ للصدقة فضائل عظيمة وكثيرة في الإسلام، وفيما يأتي ذكر بعضها:

  • إكمال النَّقص الذي قد يحصل في فريضة الزَّكاة.
  • مضاعفة الأجر والثَّواب العظيم من الله -تعالى-، وقد ذُكر ذلك في قوله -تعالى-: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)،وقوله -تعالى-: (مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّـهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّـهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
  • الفوز بالجنَّة والنَّجاة من النَّار، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن المرأة الفقيرة التي أطعمت ابنتيها وفضّلتهم على نفسها: (إنَّ اللَّهَ قدْ أَوْجَبَ لَهَا بهَا الجَنَّةَ، أَوْ أَعْتَقَهَا بهَا مِنَ النَّارِ).
  • الوقاية من حرّ جهنَّم، وتكون الصدقة ظلاً لمؤدِّيها يوم القيامة، فعن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (كلُّ امرئٍ في ظلِ صدقتِه حتَّى يُقضى بينَ النَّاسِ).
  • النّصر من الله -تعالى-، لحديث رسو الله -صلى الله عليه وسلم-: (فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: هلْ تُنْصَرُونَ وتُرْزَقُونَ إلَّا بضُعَفَائِكُمْ).
  • اكتساب العديد من الخِصال الحميدة: كالرَّحمة، والعطف، والحرص على سدِّ حاجات النّاس، وانشراح الصَّدر، وطيب النّفس، وتحفظ الصدقة مؤدّيها من الشحِّ والبُخل.
  • النّماء والبركة وجلب الرِّزق، لقوله -تعالى-: (قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)، ودعاء الملائكة للمتصدّق، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبيَّ -عليه السلام- قال: (ما مِن يَومٍ يُصْبِحُ العِبادُ فِيهِ، إلَّا مَلَكانِ يَنْزِلانِ، فيَقولُ أحَدُهُما: اللَّهُمَّ أعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، ويقولُ الآخَرُ: اللَّهُمَّ أعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا).
  • نيل رحمة الله -تعالى-، فقد ورد عن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (لا يَرْحَمُ اللَّهُ مَن لا يَرْحَمُ النَّاسَ).
  • علاجٌ للأمراض والأسقام، وهي تُبعد غضب الله -تعالى- عن المسلم كما جاء في الحديث، فعن أبي أمامة الباهلي -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: (صَنائِعُ المَعروفِ تَقِي مَصارعَ السُّوءِ، وصَدَقةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غضَبَ الرَّبِّ).
  • تكافل وتعاضد المجتمع الواحد مع بعضهم البعض؛ بتراحمهم وتماسكهم، والقضاء على أشكال الفساد التي يُسبّبها الفقر.
  • الصّدقة خيرٌ يعود على صاحبها، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا ابْنَ آدَمَ إنَّكَ أنْ تَبْذُلَ الفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ، وأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ، ولا تُلامُ علَى كَفافٍ، وابْدَأْ بمَن تَعُولُ، والْيَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى)
  • إدخال البهجة والسرور على قلوب المحتاجين.
  • تكفير الزلَّات والأخطاء ومحوِها، كما قال -تعالى-: (خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ)، وعن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: قال -صلى الله عليه وسلم-: (الصدقةُ تطفئُ الخطيئةَ كما يطفئُ الماءُ النارَ).
السابق
كيف نحد من استخدام الأجهزة الذكية؟
التالي
أسباب محبة الله

اترك تعليقاً